الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لقاءات ثنائية مهمة خلال حضوره الأول شيخ الأزهر يشارك فى قمة المناخ بأذربيجان

شارك فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب- شيخ الأزهر الشريف- فى افتتاح مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ (COP29)، بالعاصمة الأذربيجانيَّة «باكو»، وذلك للمرة الأولى فى تاريخ مؤتمرات الأطراف. 



 تأتى هذه المشاركة بناءً على دعوة رسميَّة من الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، وجهها له خلال لقائه الإمام الأكبر فى مشيخة الأزهر بالقاهرة فى يونيو الماضى.

كان الإمام الأكبر قد وقَّع العام الماضى مع عددٍ من قادة ورموز الأديان (وثيقة نداء الضمير: بيان أبوظبى المشترك من أجل المناخ)، قبيل COP28 بدولة الإمارات العربية المتحدة وشارك افتراضيًّا مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى تدشين النسخة الأولى من جناح الأديان الذى ينظِّمه مجلس حكماء المسلمين.

مشاركة شيخ الأزهر فى قمة المناخ 29  كان مقررًا لها إلقاء كلمة تتناول موقف الإسلام من قضية الحفاظ على البيئة وأزمة تغير المناخ، وسبل الاستفادة من صوت الدين فى تعزيز دور قادة ورموز الأديان لرفع الوعى بهذه الأزمة والعمل على إيجاد حلولٍ لهذه القضية الخطيرة التى تهدِّد الحياة على سطح الكوكب، إلا أن الإمام الأكبر قام بقطع مشاركته عقب إعلان وفاة شقيقته الكبرى.

وعقد شيخ الأزهر عددا من اللقاءات المهمة عقب وصوله العاصمة الأذربيجانية حيث التقى الرئيس إلهام علييف، رئيس أذربيجان، حيث أشار شيخ الأزهر إلى تزامن زيارته لأذربيجان مع إعلان مدينة شوشة عاصمة للثقافة الإسلاميَّة لعام 2024.

وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر لرفع مستوى التعاون مع أذربيجان لتحقيق الأهداف المشتركة، وكذلك تعزيز أوجه التعاون بين مجلس حكماء المسلمين وإدارة مسلمى القوقاز بما يخدم مسلمى أذربيجان. 

من جانبه، أعرب الرئيس الأذربيجانى عن امتنانه لتلبية شيخ الأزهر دعوته للمشاركة فى COP29، وتقديره لجهود فضيلته فى نشر قيم السلام العالمى والأخوة والتسامح. 

وأشار الرئيس الأذربيجانى إلى أن مشاركة شيخ الأزهر فى مؤتمر الدول الأطراف COP29 لأول مرة هو تشريف لأذربيجان، وتعكس حرص بلاده الجاد على تنسيق التعاون بين القادة والزعماء الدينيين وصنَّاع القرار السياسين لرفع الوعى بخطورة أزمة تغير المناخ. 

واتَّفق الرئيس الأذربيجانى وشيخ الأزهر على أهمية استمرار حشد الجهود الدولية لمواصلة الضغط من أجل وقف العدوان على غزة ولبنان، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المعزول.

لقاءات رفيعة المستوى 

والتقى د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذى أكد عمق العلاقات بين دولة الإمارات والأزهر الشَّريف، والتعاون بين الجانبين فى مجال تعزيز الحوار والتَّفاهم على المستويين الإقليمى والدولى، معربًا عن تقديره للدور الحضارى الذى يقوم به الأزهر الشريف على المستوى العالمى خاصة فى مجال نشر الوسطيَّة والتَّعايش.

واستقبل شيخ الأزهر الشريف، الرئيس إمام على رحمن، رئيس طاجكستان، حيث أكد الإمام الأكبر أنَّ الأزهر يعتز بعلاقاته المتينة مع طاجكستان، حيث لعب الطلاب الوافدون دورًا محوريًّا فى تقدمها وتعزيزها، واستعداد الأزهر لاستضافة أئمة طاجكستان للتدريب فى أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ. 

وأثنى الرئيس الطاجكستانى على جهود شيخ الأزهر فى بيان موقف الإسلام الحقيقى والمعتدل من مختلف القضايا، ونشر العلوم الإسلامية وتعليم أبناء المسلمين حول العالم، واعتزاز دولته بتخرج كبار علمائِها فى الأزهر الشريف.

الرئيس العراقى وشيخ الأزهر

وبحث شيخ الأزهر الشريف، مع الرئيس عبد اللطيف رشيد، رئيس العراق؛ سبل تعزيز العلاقة بين الطرفين، وإسهامات علماء العراق فى خدمة العلوم الإسلامية والعربية.

وشدد الإمام الأكبر على أهمية وحدة الصف الإسلامى والعربى فى مواجهة التحديات المعاصرة التى تواجه الأمة، وفى مقدمتها العدوان الوحشى على غزة ولبنان.

وأكَّد شيخ الأزهر حرصه على تمثيل وإشراك كل الدول الإسلامية والمرجعيَّات الدينية والعلماء والمتخصصين فى العلوم الشرعية من مختلف المذاهب الإسلامية فى فعاليات المؤتمر الإسلامى- الإسلامى الذى تستضيفه مملكة البحرين مطلع العام المقبل. 

ودعا الرئيس عبد اللطيف رشيد، شيخ الأزهر لزيارة العراق، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة للشعب العراقى وما تمثِّله من رسالة دعم للعراق، حيث أكَّد شيخ الأزهر حرصه على تلبية الدعوة الكريمة فى أقرب فرصة ممكنة.

بنجلاديش تشكر الأزهر

وناقش شيخ الأزهر مع رئيس الحكومة البنجلاديشية المؤقتة محمد يونس،الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، العلاقات التاريخية بين الأزهر وبنجلاديش، وسعيه لتعزيزها من خلال استقبال الطلاب الوافدين للدراسة فى مختلف المراحل التعليمية فى الأزهر، واستعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية المخصصة لالتحاق أبناء بنجلاديش بجامعة الأزهر. 

غزة وازدواجية المعايير

والتقى الإمام الأكبر، شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، حيث أكد أن الأزهر الشريف خطا خطوات كبيرة للانفتاح على الآخر وبناء السلام العالمى، وأثمرت هذه الجهود فى عدة مبادرات مهمة تهدف لوضع الأخوة والتعارف فى أولويات العلاقات بين الشرق والغرب، قبل العلاقات الاقتصادية التى تقوم على تحقيق مصالح ومكاسب مادية، ولعل أبرز هذه الجهود التى استهدفت إنهاء الصراعات غير الأخلاقية وغير الإنسانية، ولم تكن سهلة على الأزهر والكنائس فى الغرب؛ توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية بين الأزهر والفاتيكان، التى أخذت حقها من الذيوع والانتشار حتى اعتمدت الأمم المتحدة ذكرى توقيعها فى الرابع من فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية.

وأعرب شيخ الأزهر عن أسفه فى أن تأتى النتائج محبطة للغاية ومعاكسة تمامًا لحجم التوقعات، ولا زالت «ازدواجية المعايير» هى المنهج الذى يتم التعامل من خلاله مع قضايا الشرق، مؤكدًا أن ما نراه فى غزة ولمدة تجاوزت الـ500 يوم، ما هو إلا خروج على ما أقرته الأديان والقيم والمواثيق الإنسانية والأخلاقية.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن الأمل كان معقودًا على أن تضطلع الكيانات الدولية الكبرى؛ كالاتحاد الأوروبى ومجلس الأمن والأمم المتحدة، بدور مهم فى هذا الصراع، إلا أن الواقع أثبت أن هناك انفصامًا كبيرًا بين التصريحات وبين ما يتبعها من أفعال.

وأكد شيخ الأزهر أن الكثير من المسئولين الغربيين لا يستطيعون تصور حقيقة ما يحدث فى غزة، ولذا تتسم خطاباتهم بما يحاولون تسميته «الموضوعية والحيادية المجردة»، ويطلقون نداءات، ويصدرون بيانات يغلب عليها طابع الموازنة لتجنب نصرة طرف على طرف آخر، داعيًا الجميع للنظر فيما يعرض على فضيلته بشكل أسبوعى من طلبات تقدمها طالبات فلسطينيات هاربات من العدوان لمواصلة الدراسة فى جامعة الأزهر. 

وشدد شيخ الأزهر على ضرورة أن يتنبه الجميع بأن هذا العدوان تسبب فى خلق جدار سميك من الكراهية السوداء بين الشرق والغرب يحتاج إلى عشرات السنين لهدمه واستبداله بجسور من العلاقات القائمة على مبدأى الاحترام والمساواة بين الجميع. 

من جانبه، أكد شارل ميشيل، تقديره لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود كبيرة لنشر الأخوة والتسامح، مؤكدًا أن شيخ الأزهر يمثل مرجعية دينية معتدلة حول العالم، وأن العالم فى حاجة ماسة لصوت الأزهر المعتدل والمؤثر فى نشر ثقافة التقارب والتعايش، مشيرًا إلى توافقه مع حديث شيخ الأزهر عن خطورة «ازدواجية المعايير» فى التعامل مع الصراعات التى تحدث حول العالم، وضرورة وضع تقييمات محددة وتسميتها بأسمائها، فكما يتم وصف ما يحدث فى أوكرانيا بـ»جريمة حرب»، يجب أيضًا تسمية ما يحدث فى غزة باسمه وهو أيضًا «جريمة حرب». 

وأكد ضرورة الاتحاد والتضامن من أجل وقف التمييز والكراهية المبنية على أساس دينى كالإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أن قرار بعض الدول الأوروبية تصدير أسلحتها لإسرائيل هو قرار خاص بها، لكن الاتحاد الأوروبى أصدر قرارًا للمطالبة بمنع تصدير الأسلحة حتى توقف انتهاكاتها للقانون الدولى. 

ولفت شارل ميشيل تقديره لدور القادة الدينيين فى خَلق فرص للتلاقى والتعارف بين مختلف الثقافات، والتوسط من أجل الوقف الفورى للحروب والصراعات، مشيرًا إلى أن أوروبا تحتاج إلى دعم الأزهر فى تدريب الأئمة الأوروبيين، وفقًا لمنهجه الوسطى المعتدل.