الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

خلال زيارة د.أنور إبراهيم لمصر اتفاق مصرى ماليزى لتعزيز التعاون فى الشئون الإسلامية

وقعت مصر وماليزيا عددًا من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون فى مجال الشئون الإسلامية بين البلدين، على هامش زيارة رئيس الوزراء الماليزى الدكتور أنور إبراهيم لمصر، الذى أعلن موافقة بلاده على افتتاح مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية فى العاصمة كوالالمبور ليبدأ عمله الصيف القادم، وإنشاء مكتب إقليمى لمجلس حكماء المسلمين فى ماليزيا ليقدم خدماته لدول جنوب شرق آسيا.



وشملت الاتفاقيات توقيع اتفاقية لتنظيم التحاق الطلاب الماليزيين الحاصلين على الثانوية الماليزية بكلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر.

وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، والدكتور أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، مراسم توقيع وتبادل مذكرة تفاهم بين وزارة الأوقاف المصرية وإدارة التنمية الإسلامية فى ماليزيا، لتعزيز التعاون فى مجال الشئون الإسلامية بين البلدين. 

وقع مذكرة التفاهم الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، ممثلًا عن الجانب المصرى، وداتو سرى أوتاما محمد بن حسن، وزير الخارجية الماليزى، ممثلًا عن الجانب الماليزى، حيث أكدا التزام بلديهما بتطوير البرامج التعليمية والدعوية التى تهدف إلى نشر الفكر الوسطى والاعتدال فى المجتمعين المصرى والماليزى.

ركزت مذكرة التفاهم على تبادل الخبرات فى مجالات تدريب الأئمة والدعاة، وتطوير مناهج التعليم الدينى، وتعزيز تبادل البحوث العلمية المتخصصة فى علوم الشريعة الإسلامية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الوعى الدينى المشترك ويعزز من التقارب الثقافى.

 لقاء الإمام الأكبر 

والتقى رئيس وزراء ماليزيا فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب بمقر مكتبه بمشيخة الأزهر، حيث أكد أهمية زيارة شيخ الأزهر الأخيرة لماليزيا وتأثير هذه الزيارة على الشعب الماليزى لحبه وتقديره الكبيرين للأزهر الشريف وللشيخ الطيب.

وأكد رئيس الوزراء الماليزى موافقة الحكومة الماليزية على افتتاح مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية فى العاصمة كوالالمبور ليبدأ عمله الصيف القادم، وإنشاء مكتب إقليمى لمجلس حكماء المسلمين فى ماليزيا ليقدم خدماته لدول جنوب شرق آسيا.

وشهد شيخ الأزهر ورئيس الوزراء الماليزى توقيع اتفاقية لتنظيم التحاق الطلاب الماليزيين الحاصلين على الثانوية الماليزية بكلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر. 

 محاضرة بالأزهر 

وألقى الدكتور أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، محاضرة بمركز الأزهر للمؤتمرات بعنوان «الاتحاد قوة.. رؤية للأمة الإسلامية من خلال التمكين التكنولوجى والاجتماعى والاقتصادي»، واصفا التحدث فى قاعات جامعة الأزهر بـ«المقدسة» وأنها من أندر وأروع التكريمات فى حياة أى مسلم. 

وتابع: «لأكثر من ألف عام، كان الأزهر منارة للعلم. هنا، ازدهرت النهضة قبل فترة طويلة من رواج هذا المصطلح، وتوهج التنوير قبل بزوغ فجر عصر العقل فى الغرب، هنا يكمن ألف عام من التعلم المتراكم حيث سعى الرجال والنساء من الحكمة منذ فترة طويلة لفهم كلمة الله، وتعاليم النبى صلى الله عليه وسلم، وأسرار الكون».

وأشاد رئيس وزراء ماليزيا بمواقف شيخ الأزهر تجاه القضية الفلسطينية، حيث أظهر عزيمة وشجاعة حقيقيتين فى التعبير عن المعاناة الفلسطينية، وساعد بذلك فى إثارة اهتمام أكبر بمحنة الفلسطينيين، ولا سيما بين المجتمع الفكرى والطلاب.

وبين رئيس وزراء ماليزيا أنه يجب أن تكون هذه المؤسسات أماكن يتعلم فيها الطلاب الإجادة وخدمة المجتمع والتفكير النقدى مثلما يتعلمون العلم ويسعون للتفوق، وأن تكون لديهم بوصلة أخلاقية قوية.

وأوضح أن هذا الدور يقوم به الأزهر الشريف، ويجب أن تقوم به كل مؤسسات التعليم العالى، وهناك على سبيل المثال بعض المؤسسات ذات الشهرة العالمية التى اكتسبت سمعة طيبة من حيث التميز الأكاديمى ولكن ينظر إليها للأسف على أنها تنتج خريجين مفلسين أخلاقيا.

 وصايا أزهرية للأمة 

وقال فضيلة د.محمد الضوينى، وكيل الأزهر: أن الميراث الفقهى والفكرى والحضارى الكبير الذى قدمته الأمة للدنيا، والذى لم يترك لنا اختيارًا إلا أن نكون أمةً واحدةً، والذى بين لنا كيف يمكن أن نحقق هذه الوحدة المنشودة، التى تستطيع إذا فهمناها وعملنا بمقتضاها أن نقف أمام أى أمة تحاول أن تتداعى علينا.

وأوضح وكيل الأزهر: أنَّ ما يحمله العصر من عطاء تكنولوجى وفرص تقارب اقتصادى واجتماعى يمكن للأمة أن تحسن استثماره فى ضوء تاريخها وتراثها، إذا أحسنت قراءة ماضيها، وهضم تراثها، ومعرفة خصائصها، وأحسنت مع ذلك الاستفادة من كل طرح معاصر، كما أنَّ المقارنة بين تاريخنا وواقعنا توجب العمل على نقل عقلية المسلم من دائرة التَّبعيَّةِ والتَّلقى إلى دائرة الريادة والتقدم».

وجدد الدكتور الضوينى ذكر الوصايا الأزهرية التى يوصى بها دائما رجال الأزهر وعلماؤه، بأن يفهم العلماء والدعاة والمفكرون أن الواجب الأكبر عليهم أن يكون همهم الأول حفظ وحدة الأمة، وحماية الشُّعوب من التمزق والتنازع الذى يبدأ بالإقصاء والتهميش والازدراء، والوصية الثانية هى أن يعيد العلماء قراءة التراث وتقديمه للنَّاسِ، واكتشاف ما فيه من قواعد حاكمة جعلته يستجيب للحاجات الحياتية المتجددة على مدى زمنى طويل.

وأضاف وكيل الأزهر أن الوصية الثالثة هى أن تُبنى برامجنا التعليمية والتثقيفية على ما يؤكد وحدة الأمة ويدعمها، وأن تنحى من حياتنا التعليمية والتثقيفية كل ما يعبث بهذه الغاية المقدسة، وكل ما يجدر لفرقة بغيضة أو اختلاف ممرض، وأما الوصية الرابعة فهى: أن يُفوّت العلماء والمفكرون والعقلاء الفرصة على المتربصين بالأمَّةِ الَّذين ينتظرون أى فرصة للطعن فى ثوابتها وأصولها،ويعملون على تشويه هويتها.

من جهته قال الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، إن الجامعة يدرس فيها ما يقترب من نصف مليون طالب مصرى، وأكثر من ثلاثين ألف طالب وافد من نحو مائة وأربعين دولة على مستوى العالم، منهم أكثرُ من أربعة آلاف طالب ماليزى نشهد لهم بحسن الخلق وبالجد والاجتهاد فى طلب العلم. 

وشدد أن وَحْدةَ الأمة التى بلغت الآن أكثر من 2 مليار مسلم هى تاجُ عزتها، وسرُّ قوتها، وهى الروح السارية فى جسدها؛ وأنه لا سبيل إلى النصر والعزة إلا بالوحدة وامتلاك أسباب القوة.

واستطرد قائلا: علينا أن نوقن بأننا إذا نشأنا جيلا أقل من مستوانا فقد حكمنا على الزمن بالتخلف، وإذا نشأنا جيلا فى نفس مستوانا فقد حكمنا على الزمن بالتوقف؛ فلا مفر من أن ننشئ جيلا أفضل من مستوانا، وهذه كلمة شيخنا الدكتور محمد أبى موسى حفظه الله، إن أعداءنا ينشئون أجيالهم على القوة والجد ومعالى الأمور، وهكذا ينبغى أن ننشئ أجيالنا، وأن لا نتركهم نهبا للضعف والعجز والكسل والانشغال بالتفاهات وسفاسف الأمور. 