من خلال 4 محاور «الأوقاف» تبدأ خطة لتعزيز تماسك الأسرة المصرية

صبحى مجاهد
جهود متوالية تقوم بها وزارة الأوقاف، بقيادة الوزير الدكتور أسامة الأزهرى، وذلك من خلال خطط علمية وممنهجة تستهدف الإعلاء من مكانة الدعوة والدعاة، كما تضع ضمن أولوياتها الارتقاء بدور الواعظات.
وفى إطار تلك الجهود أعلن الدكتور أسامة الأزهرى عن خطة دعوية توعوية مُكثفة للواعظات خلال شهر نوفمبر الجارى، وتهدف لمواجهة التفكُّك الأسرى ومناقشة أسبابه وتعزيز تماسك الأسرة المصرية، وذلك من خلال دروس دعوية فى المساجد، والسوشيال ميديا، والقنوات الفضائية، والمواقع الإخبارية المختلفة.
وأكد وزير الأوقاف أن مشاركة الواعظات فى القضايا المجتمعية أمر مهم للغاية، ويأتى تنفيذًا لاستراتيجية الوزارة، وفى مقدمتها محور بناء الإنسان، ومشاركةً فى دعم المبادرة الرئاسية: «بداية جديدة لبناء الإنسان»، والتى أطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإيمانًا بدور الواعظات الدعوى وما يقمن به فى دعم الترابط الأسرى وترسيخ قيم المواطنة والانتماء للوطن، ونشر الفكر الوسطى المستنير، والتصدى لجميع مظاهر التراجع القيمى والأخلاقى فى المجتمع.
وأكد وزير الأوقاف أن تماسك الأسرة صمام أمان المجتمعات، وأن المرأة طاقةّ لاستمرارِ ونجاحِ أسرتِها، فهى عمادُ البيتِ وأساسُه الذى يحافظ على سلامته ونظامه، وللمرأة فى الأسرة أدوارٌ عديدة مهمة وضرورية تجاه الزوج أو الأطفال، فهى روح البيت وميزانه الذى ينسق الواجبات والمهام بين أفراد الأسرة بما يتناسبُ مع مصالحهم وقدراتهم، والمرأة شريكة زوجها الداعمة الأولى له على جميع الأصعدة، وهى التى تقف إلى جانب أسرتها وقت الأزمات، والمرأة هى الصانعة للوطن وللأجيال، والصانعة للبطولة، والصانعة للشخصية الناجحة.
وتشمل الخطة الدعوية خلال شهر نوفمبر 2024م مناقشةَ العديد من الموضوعات التى تتعلق بتمكين الأسرة، ومنها: كيفية اختيار شريك الحياة، وبيان الحقوق والواجبات المتعلقة بالحقوق الزوجية، والتحذير مما يسمى بالخرس الزوجى، والتحذير من إدمان مواقع التواصل الاجتماعى، وما تسببه من القطيعة بين الزوجين، وزيادة نسب الطلاق، والتحذير من إفشاء الأسرار الزوجية، وخطورة التخبيب بين الزوجين بإفساد علاقتهم، وعقوبة من يفعل ذلك، وأثره فى تهديد استقرار الأسرة، وبيان أن الحياة الزوجية مشاركة بين الزوجين، وأن كلا منهما يكمل الآخر فى أداء رسالته وتحقيق غرضه المرجو لتربية أبناء أسوياء يقومون بحق الوطن.
وكانت أولى قوافل الواعظات قافلة دعوية كبرى للواعظات فى مساجد إدارة النزهة بالقاهرة، حيث أكدت الواعظات خلال القافلة على أهمية اختيار شريك الحياة، مشددات على أن أول خطوة فى هذا الاختيار هى الاستخارة، ثم الاستعانة بالله تعالى لتوجيههم نحو الخير، ثم الاستشارة، مستشهدات بمقولة: «ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار».
وأبرزت الواعظات ضرورة الوفاء بالحقوق والواجبات الزوجية، مؤكدات أنها أساسية لاستمرار الحياة الزوجية بسعادة، وحذرن من ظاهرة «الخرس الزوجى»، مشيرات إلى أهمية تعزيز التواصل الداخلى بين الزوجين لتحقيق الراحة والطمأنينة.
كما تناولن مخاطر إدمان مواقع التواصل الاجتماعى وتأثيرها السلبى على العلاقة الزوجية وزيادة معدلات الطلاق، محذرات >من إفشاء الأسرار الزوجية.
ونبهت الواعظات خلال القافلة إلى خطورة «التخبيب» بين الزوجين، مشيرات إلى عواقبه الوخيمة على استقرار الأسرة، وأكدن أن إفساد العلاقة الزوجية يعد أمرًا محرمًا، وأن التحذير من هذه الممارسات يعد من الأولويات لضمان سلامة الحياة الأسرية.
وفى ختام حديثهن، أشرن إلى أن الحياة الزوجية هى مشاركة وتعاون بين الزوجين، حيث يكمل كل منهما الآخر فى أداء رسالتهما.
العناية بالأئمة
فى سياق متصل طالب الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف خلال الاجتماع الأول بمديرى المديريات الإقليمية، وقيادات وزارة الأوقاف، بأهمية تحقيق أعلى مستويات الانضباط الإدارى والدعوى، مشددًا على ضرورة المتابعة المستمرة للتأكد من تطبيق المبادئ بشكل دقيق، وحذّر من أى تعامل غير لائق مع الأئمة، مؤكدًا على أهمية احترام دورهم وتعزيز مكانتهم بما يليق بمسئولياتهم.
وأشار إلى أهمية تحويل المسجد إلى منارة إشعاع فكرى وروحى، عبر رفع كفاءة الأئمة وزيادة اهتمامهم بمراجعة القرآن الكريم، وأهمية حماية المساجد وتحصينها من الأفكار المتطرفة، لضمان أن تظل مكانًا يعزز القيم الدينية الصحيحة ويغرس الطمأنينة فى نفوس المصلين.
وأكد وزير الأوقاف أن صفحة الإمام على السوشيال ميديا هى منبر آخر له، ينبغى أن يوجهها إلى نشر العلم النافع المنير، لتحقيق تواجد مؤثر ولافت للنظر للخطاب الدينى المستنير فى عالم السوشيال ميديا.
وأكد الوزير على أهمية دعم الإمام ورفع معنوياته، حيث إن صورة الإمام المحترمة تعكس الجمال الذى يدعو إليه الإسلام، وهذا من توجيه الإسلام فى قول النبى (صلى الله عليه وسلم): «إن الله جميل يحب الجمال»، فهذا هدى النبى (صلى الله عليه وسلم)، وأوضح أن وزارة الأوقاف تعمل على أن تكون المساجد «منارة نور وشعاع أمل» تبث الطمأنينة فى نفوس الناس.
ولفت وزير الأوقاف إلى أن هذه المرحلة فى تاريخ الوزارة تركز على العلم والتحصين والبناء كعنوان رئيسى لها، موجهًا بأهمية اختيار الأئمة المتميزين علميًا، ممن لديهم مؤلفات علمية أو شعرية، أو حاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه، ومن يتقنون أكثر من لغة، ويتمتعون بسمعة علمية وثقافية واسعة ليكونوا أصحاب ريادة تعزز بهم المساجد الكبرى والمنابر الإعلامية، وليأخذوا بيد بقية زملائهم من الدعاة والخطباء.
كما شدد على ضرورة خلق بيئة تنافسية بين الأئمة تُحفّز على طلب العلم والتقدم فيه، مع التأكيد على أن المعيار الوحيد للترقى والتميز سيكون هو العلم، مع ضرورة التزام الإمام بالمنهج الأزهرى الراسخ، مؤكدًا أن الداعية يجب أن يتصدى لمواجهة أى فكر منحرف متطرف أو أى منهج فكرى مضطرب يخالف مبادئ الأزهر الشريف.
وشدد على أن الدعوة ينبغى أن تنضبط بالأسس المعتمدة فى المنهج الأزهرى دون انحراف، وعلى أهمية التعاون الوثيق مع مؤسسات الدولة والعمل المشترك من أجل إعادة بناء الإنسان المصرى، ليكون راسخ الجذور فى وطنه ومعتزًا بتاريخه وهويته.
وشدد على أن العلاقة بين مؤسسات الدولة يجب أن تتسم بالثقة المتبادلة والتكامل، مستشهدًا بقول الله تعالى: «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ»، ليكون هذا التعاون دعامة قوية لبناء مجتمع متماسك ومؤسسات مترابطة، قادرة على النهوض بالوطن وتحصينه ضد أى تحديات.
كما أكد على ضرورة تضافر جهود الجميع لحماية الوطن من الأفكار المتطرفة التى تهدد أمنه واستقراره، داعيًا إلى التعامل مع المؤسسات الوطنية بروح عالية من الثقة والتعاون. وشرح وزير الأوقاف المحاور الاستراتيجية التى تعمل عليها وزراة الأوقاف؛ المحور الأول: مواجهة التطرف من خلال مواجهة فكرية جادة فى كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، ومحاربة كل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات.
المحور الثانى: مواجهة التطرف اللا دينى والمتمثل فى تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، والزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق، وفقدان الثقة، مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمى والأخلاقى.
المحور الثالث: بناء الإنسان من خلال بناء شخصية الإنسان ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفا بالعمران واسع الأفق وطنيا منتميا مقدما الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس، والانطلاق فى ذلك من خلال المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.
المحور الرابع: صناعة الحضارة من خلال الابتكار فى العلوم والمساهمة فى عالم الذكاء الاصطناعى وفى اختراق أجواء الفضاء وفى ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان وللإجابة على الأسئلة الحائرة.
وشدد على ضرورة العمل سويًا لإنجاح وزارة الأوقاف ونسجل للتاريخ شيئًا مشرفًا بليق بنا ويرضى ربنا سبحانه ويعود بالخير على هذا البلد... واختتم قائلا: إننا نعمل معا وفق توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ملتزمين ببرنامج عمل الحكومة، متطلعين إلى خدمة الوطن والإنسانية، متخلقين بأعلى قيم التميز والجودة والنجاح.