الأوقاف تواصل مبادرتها فى بناء الإنسان إصدار أول نشرة إلكترونية شهرية لمعالجة القضايا المجتمعية بعنوان وقاية

صبحى مجاهد
استراتيجية ممتدة تحرص عليها وزارة الأوقاف فى إطار تطبيق مبادرة بداية لبناء الإنسان والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى إطار تلك الاستراتيجية أصدرت وزارة الأوقاف، العدد الأول من «وقاية» أول نشرة إلكترونية شهرية تصدرها الوزارة لمعالجة القضايا المجتمعية، وتهدف لبناء الإنسان، وذلك فى إطار الجهود التى تبذلها وزارة الأوقاف المصرية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهرى، وزير الأوقاف، فى العمل على إيقاظ الوعى المجتمعى بقيمة بناء الإنسان، وذلك من خلال طرح حلول مبتكرة قادرة على إحداث نقلة نوعيَّة نابعة من رؤية الدَّولة المصريَّة المتناسقة مع رسالة وزارة الأوقاف نحو بناء شخصية الإنسان ليكون قويًا شغوفًا بالعلم شغوفًا بالعمران واسع الأفق وطنيًا منتميًا مقدمًا الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس.
وتناولت «وقاية» فى هذا العدد، قضية التفكك الأسرى، وخطورته على الأفراد والمجتمع، ووضعت حلولًا فكريَّة لمجتمع متماسك يعزز جهود التَّنمية المستدامة ويساهم بفاعليّة فى بناء الوطن وحمايته.
وجاءت فى افتتاح نشرة «وقاية» كلمة للدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، ووزير الصحة والسكان، مؤكدًا أن إطلاق نشرة «وقاية: لبناء الإنسان» لتكون منصة توعية تسعى وزارة الأوقاف من خلالها إلى معالجة القضايا المجتمعية الملحة التى تواجه وطننا مع بداية كل شهر، وتفتح نافذة جديدة تسلط الضوء على مشكلة من المشاكل الصحية والاجتماعية التى تمس المجتمع.
وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء: إننا فى المجموعة الوزارية للتنمية البشرية نؤمن بأن الوعى هو الأساس لبناء مجتمع سليم ومعافى وأن التوعية المستمرة بأهمية الوقاية والصحة العامة تساهم فى دعم استراتيجياتنا الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة، أتمنى لهذه النشرة «وقاية» النجاح والتوفيق فى دورها الريادى لنشر المعرفة، ونأمل أن تكون منبرًا للتغيير الإيجابى، يمد أفراد المجتمع بالمعرفة التى يحتاجونها لتحقيق حياة أفضل لأنفسهم ولأجيالهم المقبلة.
من جهته أكد الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف: إننا نعمل على إيقاظ الوعى المجتمعى وبناء الإنسان بطرح حلول مبتكرة لإحداث نقلة نوعيَّة نابعة من رؤية الدَّولة المصريَّة.
ونبه وزير الأوقاف، على أن الأسرة فى الإسلام حازت نصيبًا وافرًا من الاهتمام والرعاية، وبلغ شأنها مبلغًا عظيمًا من التقديس والعناية؛ وذلك لأنها نواة المجتمع، وتمثل فى تكوينها أنموذجًا مصغرًا للمجتمع فى أكمل صوره، وتعد مقياسًا دقيقًا وصادقًا لقوة المجتمع وضعفه، فصلاح المجتمع يبدأ من رعايتها، وفساده نتيجة لإهمالها، لذلك حرص الإسلام على دعمها بما ينفعها، ووقايتها مما يضرها.
التفكك الأسرى
ورصد الأستاذ الدكتور نبيل السمالوطى، فى قضية العدد، 6 أسباب لـ«التفكك الأسري»، وحذر من التسرع فى اختيار شريك الحياة، مطالبًا بضرورة زيادة الجرعة الدينية والوعى الثقافى فى المجتمع.
وعرض ملف العدد آراء العلماء والخبراء فى علم النفس والاجتماع والشريعة، فى الأسباب التى تدمر الأسرة وتسبب التفكك، والذين حذروا من خطورة التفكك على المجتمع، مؤكدين أهمية الترابط الأسرى وأن الحوار أمر ضرورى لمناقشة المشكلات الأسرية، منبهين على خطورة إدمان مواقع «التواصل الاجتماعي» لأنه بمثابة اغتيال للروابط الأسرية.
وضمت «وقاية» فى عددها العديد من المقالات التى تناقش قضية التفكك الأسرى، منها: مقال أ.د/ على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأ.د/ أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وتشجيعًا لقُرائها، طرحت نشرة «وقاية» سؤالًا للإجابة عنه، بجوائز قيمة، مختتمة بـ5 توصيات لتقوية الترابط الأسرى ونشر المودة والرحمة بين العائلة.
وأوصت نشرة الأوقاف «وقاية» بإقامة ندوات توعية للتحذير من تعاطى المخدرات ونشر فيديوهات عن خطورة الإدمان عبر وسائل التواصل الاجتماعى والإعلام المختلفة، بمشاركة أئمة وواعظات الأوقاف بالتعاون مع وزارات التعليم العالى والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى من خلال صندوق مكافحة الإدمان.
كما طالبت بتنظيم محاضرات فى الجامعات ولطلاب الثانوية العامة فى المدارس عن أهمية توخى الحذر فى التعامل مع السوشيال ميديا والتحلى بالوعى الكافى تجاه كل ما ينشر فيها، يشارك فيها أئمة وواعظات الأوقاف بالتعاون مع وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى.
وأوصت الأوقاف خلال نشرتها بإقامة دروس فى المساجد تؤكد على وجوب الحفاظ على الأسرار الزوجية وعدم إفشائها للوالدين والأقرباء، وأهمية الحوار الدائم بين الزوجين، يشارك فيها أئمة وواعظات الأوقاف مع الاستعانة بخبراء علم الاجتماع وعلم النفس فى كيفية نشر المودة بين الزوجين وطرق علاج الخرس والملل الزوجى.
وشددت على أهمية عقد ندوات عن حماية الأسرة وكيفية تعلم مهارات مواجهة الضغوط والأعباء والمشكلات الأسرية، بمشاركة الأئمة والواعظات وتخصيص درس أسبوعى ضمن دروس المساجد للحديث عن هذا الموضوع.
لفتة إنسانية
وفى إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة الجديدة فى محورها الثالث «بناء الإنسان» من خلال بناء شخصية الإنسان ليكون قويًا شغوفًا بالعلم شغوفًا بالعمران واسع الأفق وطنيًا منتميًا مقدمًا الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس. قام الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، بلفتة إنسانية بلقاء الطفلة هاجر إبراهيم المعصراوى، الموهبة المتميزة فى حفظ القرآن الكريم والإنشاد الدينى من ذوى الهمم، بمكتبه بالعاصمة الإدارية الجديدة، تكريمًا لحفظة كتاب الله تعالى، ودعمًا للمواهب المصرية.
ومنح الدكتور أسامة الأزهرى، الطفلة هاجر، الدعم الذى تستحقه كموهبة مصرية متميزة فى حفظ كتاب الله تعالى، لمواصلة الاجتهاد والتميز، مثنيًا على اجتهادها، مؤكدًا أن هاجر تمثل نموذجًا مشرفًا للشباب المبدع، وأنه يرى فيها مستقبلًا مشرقًا وعظيمًا.
وعبر الدكتور الأزهرى عن سعادته الغامرة بمواهب الطفلة هاجر، مؤكدًا أن رعاية مثل هذه المواهب تأتى ضمن خطة وزارة الأوقاف المصرية لاكتشاف ودعم الموهوبين فى مختلف المجالات، بهدف خلق جيل جديد قادر على الإبداع وتقديم الإضافة للمجتمع.
وأكد أن وزارة الأوقاف تسعى إلى تقديم الدعم اللازم لمثل هذه المواهب وتوفير بيئة ملائمة لتنمية قدراتها، مشيرًا إلى أن مصر تزخر بمواهب شابة تستحق الاهتمام والرعاية ، لافتًا إلى أن الوزارة ترى فى هاجر نموذجًا يُحتذى به للشباب المسلم الطموح الذى يحمل قيم القرآن الكريم ويعبّر عنها فى حياته اليومية.
من جهتها، أعربت هاجر عن سعادتها الكبيرة بلقاء وزير الأوقاف، ووصفت هذا اللقاء بأنه من أجمل اللحظات فى حياتها، وقالت إنها شعرت بسعادة غامرة وتشجيع كبير من معالى الوزير الذى قدّم لها الدعم وعبّر عن اهتمامه بتشجيع مواهب الأزهر الشريف.
وأضافت إنها تتطلع إلى مواصلة مشوارها فى تنمية موهبتها وتطوير مهاراتها فى مجال الإنشاد الدينى، ساعيةً إلى تحقيق إنجازات أكبر وتمثيل الأزهر الشريف بصورة مشرفة، كما أعربت عن رغبتها فى أن تكون مصدر إلهام لغيرها من الشباب والشابات فى حفظ القرآن الكريم وتعلم فنون الإنشاد.
جدير بالذكر أن هاجر تبلغ من العمر ستة عشر عامًا وتدرس فى الصف الأول الثانوى بالقسم العلمى فى المعهد الأزهرى بقرية سندسيس التابعة لمدينة المحلة الكبرى فى محافظة الغربية، ورغم صغر سنها، حفظت القرآن الكريم كاملًا وهى فى الخامسة من عمرها، وذلك على يد المحفظة مديحة فاضل، وأتقنت أحكام التجويد على يد الشيخ مصطفى عويس.