تأجير البيوت وبيع الخيول والسمسرة والتمثيل أبرز مهن الأمراء والأميرات التقشف سلاح العائلات الأوروبية المالكة لمواجهة غلاء المعيشة

لجأت العائلات المالكة عالميا لاتباع سياسة التقشف لمواجهة المشاكل المالية الكبرى التى تعانى منها منذ ظهور وباء كورونا فى نهاية عام 2019 وحتى اليوم، فى ضوء عدم كفاية المخصصات المالية بالاحتياجات، الأمر الذى تسبب فى أن يقرر الملك كارل جوستاف، ملك السويد، التوقف عن دفع أى ماليات لأبنائه الأمير كارل فيليب وأسرته والأميرة مادلين التى يعمل زوجها فى القطاع المالى بأمريكا واستثنى ولية العهد وأسرتها فخصص لها مبلغا متواضعًا.

وتعمل الأميرة السويدية مادلين حاليا فى قسم حماية الطفل فى منظمة اليونيسيف فى نيويورك بعد أن انضمت إلى برنامج تدريب داخلى، وحضرت جلسات إحاطة فى مقر الأمم المتحدة وشاركت فى مؤتمرات حول النساء المستغلات شملت أمهات شابات تم استغلالهن فى صناعة الجنس.

 

وقصرت العائلات الملكية فى أوروبا بقصر النفقات على ولى العهد مما أجبر باقى أفراد العائلات المالكة فى هولندا والدنمارك ولوكسبورج وبلجيكا وإسبانيا أمراءً وأميرات على البحث عن عمل لكسب العيش.

ويعمل الأمير موريتس فى شركة للمنتجات والخدمات والأنظمة للحياة التجارية والسلطات العامة، وتقديم حلول مبتكرة، وشغل مناصب مختلفة، بما فى ذلك مدير أول لخدمات الركاب كان مسؤولًا عن كل ما يتعلق بمعاملة الركاب ثم بدأ الأمير عمله كمدير أعمال فى شركة فيليبس للأجهزة المنزلية والعناية الشخصية فى أمرسفورت. 

والأمير موريتس هو الابن الأكبر للأميرة مارجريت والبروفيسور بيتر فان فولنهوفن، وهو متزوج من الأميرة مارلين ولديه ثلاثة أطفال: آنا ولوكاس وفيليسيا وشقيقه الأمير برنهارد هو أيضًا رجل أعمال مستقل.

وبدأ الأمير أميديو، ابن الأميرة أستريد وبينس لورينز، حياته المهنية فى شركة ديلويت، وهى شركة استشارية دولية بدأ دراسته فى كلية لندن للاقتصاد، وبعد دراسته عمل لمدة عام فى منظمة غير حكومية متخصصة فى القروض الصغيرة فى تشيلى، ويعمل حاليا فى قطاع البنوك.

وتدربت الأميرة النرويجية مارثا لويزا، ابنة الملك هارالد الخامس والملكة سونيا ملكة النرويج والأخت الكبرى لولى العهد الأمير هاكون، كأخصائية علاج طبيعى، لكنها لم تمارس مهنتها، بل أنشأت شركة الوسائط المتعددة الخاصة بها تهتم بالحكايات الشعبية النرويجية وبرامج الموسيقى والمسرح، كما غنت منفردة وشاركت فى العديد من التسجيلات على الأقراص المدمجة.

وخطت أميرة يورك بياتريس، الابنة الكبرى للأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون، خطواتها الأولى أمام الكاميرا فى فيلم «The Young Victoria». من المؤكد أنها تدين بدورها الصغير إلى حقيقة أن والدتها كانت منتجة مشاركة.

حاليا أطلقت الأميرة خط الملابس الخاص بها، «بوبكات»، أما والدتها سارة فتكسب عيشها فى أمريكا من خلال تأليف كتب الأطفال.

 الملك تشارلز يشعر بالضيق بسبب ارتفاع الأسعار

تتصدر العائلة المالكة البريطانية قائمة أكثر العائلات الأوروبية تكلفة لكنها اليوم تعانى مثل الجميع، فقد أدى ارتفاع التكاليف والنفقات للمناسبات الخاصة مثل جنازة الملكة إلى زيادة النفقات الرسمية للعائلة المالكة كما فشل القصر بشكل جزئى فى تحقيق أهدافه فى تنويع مصادر دخله.

وتعهد الملك تشارلز الثالث بتقليل نفقات العائلة المالكة، مما سيجعلها أقل عبئًا على دافعى الضرائب البريطانيين. ولكن تقريرًا عن شؤون الأسرة المالية، صدر مؤخرا، يظهر أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال، فقد اضطر الملك إلى اللجوء إلى الاحتياطيات لدفع النفقات المتضخمة فى عام من التغيير الملكى الضخم.

وأدى وفاة الملكة إليزابيث الثانية وتكاليف تجديد قصر باكنجهام التى غذتها التضخم إلى دفع النفقات الرسمية للعائلة إلى أكثر من 107 ملايين جنيه إسترلينى (135 مليون دولار) فى السنة المالية الماضية. 

وأجبر هذا الملك تشارلز على سحب 20.7 مليون جنيه إسترلينى (26 مليون دولار) من صندوق احتياطى لتغطية العجز بين النفقات والمنحة السنوية التى تتلقاها الأسرة من الحكومة.

 ويمر تشارلز حاليًا بمشروع باهظ التكلفة لتحسين المنزل فى قصر باكنجهام، وهو ما يعنى أنه والملكة كاميلا لا يزالان يعيشان فى مقر إقامته القريب، كلارنس هاوس، المشروع مدته 10 سنوات لتجديد وإصلاح قصر باكنجهام، إلى جانب العمل على ترقية قلعة وندسور، ويعد أحد المشاريع لاستبدال مضخات المياه والخزانات فى وندسور تكلف 465 ألف جنيه إسترلينى فى العام، إضافة للنفقات التى بلغت إجمالى قدره 10.59 مليون جنيه إسترلينى حتى الآن.

وقال مكتب التدقيق الوطنى البريطانى، وهو هيئة مراقبة الإنفاق العام، إن الأسرة المالكة تمكنت بشكل عام من إدارة مشروع بقيمة 369 مليون جنيه إسترلينى لتجديد قصر باكنجهام بشكل جيد، لكنه أضاف أن بعض المشاريع تجاوزت الميزانية.

وأدت سلسلة من الاحتفالات- من احتفال الملكة باليوبيل البلاتينى إلى جنازتها الرسمية إلى التخطيط لتتويج الملك إلى زيادة النفقات، وكلفت الجنازة القصر نفسه 1.6 مليون جنيه إسترلينى (2 مليون دولار)، فى حين أن اليوبيل، الذى احتفى بمرور 70 عامًا على تولى إليزابيث العرش فى وقت سابق من عام 2022، تكلف 700 ألف جنيه إسترلينى (885 ألف دولار).

وأفادت صحف لندن بأن الملك تشارلز يريد أن ينتقل شقيقه الأصغر الأمير أندرو إلى فروجمور من مسكنه الملكى الأكبر حجمًا، والذى قد يصبح بعد ذلك مقر إقامة وريث الملك الأمير ويليام وزوجته.

وقطع تشارلز الثالث التدفق المالى بشكل نهائى بَيِّن لشقيقه أندرو دوق يورك بدون البدل الشخصى السخى الذى كان يحصل عليه، وهو على شفا الإفلاس كما أنه مهدد بترك منزله الضخم فى رويال لودج.

وأكد الصحفى روبرت هاردمان المتخصص فى شؤون الملكية البريطانية أن الملك طلب رسميًا فى الأسابيع الأخيرة التوقف عن دفع بدل لأخيه أندرو وأن الملك قرر أيضًا التوقف عن تغطية التكاليف الأمنية لدوق يورك.

ولم يعد لدى والد الأميرتين بياتريس ويوجينى أى مصدر للدخل الثابت بخلاف معاشه التقاعدى كضابط سابق. فى البحرية الملكية ومع ذلك، فإن هذا لا يكفى لضمان الحفاظ على نمط حياته، بدءًا من الإيجار وصيانة الفيلا الضخمة التى يعيش فيها، فى ملكية وندسور جريت بارك.

كان أندرو يرفض دائمًا مغادرة المبنى و«تخفيض رتبته» إلى عقار أصغر. ويؤكد الأمير لمستشارى جلالة الملك أن من حقوقه منذ أن وقع عقد إيجار لمدة 75 عاما فى عام 2003 للعيش فى هذا العقار. إنه على حق، لكن عقد الإيجار يشير أيضًا إلى أنه بالإضافة إلى الإيجار، يجب عليه دفع تكاليف صيانة المبنى وأمنه، ومع ذلك، كشفت صحيفة ذا صن فى 4 نوفمبر عن الحالة المؤسفة للفيلا التى كانت تسكنها الملكة مام سابقًا، وتكشف أحدث الصور التى نشرتها الصحيفة عن واجهة متداعية، تآكلت بسبب الرطوبة، ومليئة بالشقوق وبقع العفن.

ويشاهد أندرو كثيرا فى مقابلات للبحث عن عمل فى مجال الخيول ولم يتطرق إلى رغبته فى العمل لدى زوج ابنته الإيطالى إدوارددو موزى الذى يعمل فى مجال العقارات.

  تاج الملكة مارى فى ماليزيا!

تسبب نقص السيولة للجوء الأميرات لبيع المجوهرات والقطع الثمينة المتوارقة، الأمر الذى كشفه بيع تاج الملكة مارى زوجة الملك جورج الخامس، وهو عبارة عن قطعة فريدة عبارة عن تاج ماسى من تصميم كارتييه عبارة عن تركيبة من المثمنات التى يوجد فيها الماس تتخللها ما يبدو كأنه زهرة ليز منمنمة، وكلها على صف من اللآلئ الرقيقة، والتى توجد أيضًا فى الجزء العلوى من التاج.

ارتدت الملكة مارى التاج حتى عشية الحرب العالمية الثانية، و خلال الأمسيات ذات الأهمية الأقل رسمية: مثل النزهات إلى المسرح أو السينما أو حفلات العشاء غير الرسمية الأخرى.

وبمناسبة عيد ميلاد حفيدتها الأميرة مارجريت شقيقة الملكة إليزابيث الثامن عشر، ارتدته لمده 15 عامًا ثم لم تعد الأميرة ترتديه منذ وقت طويل ولم يروه على رأس ابنتها زارا وقيل إنه مختفٍ.

ظهر التاج فى 27 أكتوبر فى حفل زفاف الأمير محمد باهانج، الابن الثانى لسلطان دولة ماليزيا، فى شعر العروس الشابة ويبدو أن التاج قد تم تعديله قليلًا بإضافة أربعة دبابيس.

وأكدت ملكة باهانج، حماة العروس، أنه تاج الملكة مارى, لم تشترِ العائلة المالكة الماليزية التاج من الأميرة مارجريت شقيقة الملكة إليزابيث الثانية مباشرة، ولكن عن طريق سمسار مجوهرات فى نيويورك وعرّفهم أن القطعة أصلية وكان السمسار قد عرضه على إحدى أميرات تايلاند لكنها تخوفت من شرائه.

وحصلت صالة مزاد سوثبى من أميرة إيطالية على عقد ذهبى نادر من وريثة عائلة باتيرنو كاستيلو الصقلى والتى تقول إنه أملى الوحيد للحصول على المال.

وظهر تاج الملكة فريدة فى حفل زفاف أقيم مؤخرا لإحدى أميرات العائلة المالكة اليونانية الأميرة ثيودورا وهو على شكل قواقع! وقالت العائلة: نحن نسميه تاج الخديوى ولم يفصحوا عن أى تفاصيل بخصوص الطريقة التى حصلوا بها على التاج المصرى الثمين!

 الأميرات والفن

ومن بيع المجوهرات إلى الفن، تحديدا رسم اللوحات وكتابة الشعر وتصميم الأزياء، يظهر بقوة اسم الأميرة دلفين 35 سنة ابنة الملك ألبرت ملك بلجيكا وهى فنانة مستقلة صاحبة شخصية تقول: لقد أنقذنى الفن دائما وصار مهنتى التى أتكسب منها وأستمد وجودى منه. 

الأميرة الإيطالية فيتوريا دى سافوى 20 عامًا تعمل بالرسم و مثمنة للوحات الفنية وتنظم معارض لتسليط الضوء على الفنانين الناشئين للإنفاق على معيشتها ودراستها.

واختارت الأميرة الأرمينية مارجريت ديديان 24 عامًا الدخول فى دنيا الفن من بوابة البرنامج الشهير ستار أكاديمى.

أكدت مارينا ديديان، ابنة عم مارجريت، إنها تتمتع بموهبة فنية واضحة، لكنها أيضًا فتاة جيدة، فهى كريمة وتهتم بالآخرين.