بالمرصاد للمخططات والأكاذيب الإسرائيلية الأزهـــــــر: «شهـــــــــــداء المقاومة الفلسطينية» أبطال

صبحى مجاهد
يقوم الأزهر الشريف بمواجهة حاسمة للادعاءات الإسرائيلية المتغطرسة لتبرير الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، لا سيما فى قطاع غزة.
من بين تلك الادعاءات الكاذبة وصف من يقاومون الاحتلال الإسرائيلى بالإرهابيين، وهو ما رد عليه الأزهر الشريف فى نعيه «شهداء المقاومة الفلسطينية» ووصفهم بالأبطال.
حيث قال الأزهر عقب استشهاد يحيى السنوار الذى تم تعيينه فى السادس من أغسطس الماضى لقيادة المكتب السياسى لحركة حماس خلفا لإسماعيل هنية: ننعى هؤلاء الأبطال الذين طالتهم يد صهيونية مجرمة، عاثت فى أرضنا العربية فسادًا وإفسادًا، فقتلت وخرَّبت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولى يغط فى صمت كصمت الموتى فى القبور، وقانون دولى لا تساوى قيمته ثمن المِداد الذى كُتبَ به.
وأكد الأزهر أن شهداء «المقاومة الفلسطينية» كانوا مقاومين بحق، أرهبوا عدوهم، وأدخلوا الخوف والرعب فى قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين كما يحاول العدو تصويرهم كذبًا وخداعًا، بل كانوا مرابطين مقاومين متشبثين بتراب وطنهم، حتى رزقهم الله الشهادة وهم يردون كيد العدو وعدوانه، مدافعين عن أرضهم وقضيتهم وقضيتنا؛ قضية العرب والمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها.
وشدِّد على أهمية فضح كذب الآلة الإعلامية الصهيونية وتدليسها، ومحاولتها تشويهَ رموز المقاومة الفلسطينية فى عقول شبابنا وأبنائنا، وتعميم وصفهم بالإرهابيين، مؤكدًا أن المقاومة والدفاع عن الوطن والأرض والقضية والموت فى سبيلها شرفٌ لا يضاهيه شرف.
انتقاد وزيرة خارجية ألمانيا
ولم يكتف الأزهر بالرد على الادعاءات الصهيونية بل قام بالرد على من وقف داعما لجرائم الاحتلال الصهيونى من قادة الغرب، حيث أدان تصريحات وزيرة خارجية ألمانيا حول تأييدها قصف المدنيين فى غزة، وقال فى بيان له: «يأسف الأزهر الشريف من التَّصريحات المتطرفة التى أدلَتْ بها وزيرة الخارجية الألمانية حول تأييد بلادها لقصف الكيان الصهيونى لأماكن تواجد المدنيِّين فى غزَّة، مُؤكِّدًا أنَّ هذه التصريحات؛ انتكاسة أخلاقيَّة وسياسيَّة، وردة حضارية، وفتوى سياسية تبيح للمجرمين ممارسة قتل المدنيين الأبرياء وإزاحة الشعوب من على وجه الأرض، بل دليلٌ واضح على التحيز الأعمى فى دعم الإرهاب الصهيونى ومباركة جرائمه.
وأكد الأزهر أنَّ صدور مثل هذه التصريحات المتطرِّفة من مسئول رفيع لهى سابقةٌ تُنذر بخطرٍ كبير، بما تحمله من دعمٍ صريح لهذا الكيان فى قتل المدنيِّين من الأطفال والنِّساءِ والشَّباب.
كما عبر الأزهر عن أسفه لصدور هذه التَّصريحات المحرضة من مسئولين كان يُظنُّ بهم التوسط والعمل على الوقف الفورى للعدوان الذى تجاوز عامًا كاملًا، والَّذى أجمعت عليه الشعوب الحرة فى أوروبا وأمريكا، بل العالم أجمع، لكن خابت آمال الإنسانية حينما اختارت الوزيرة الألمانية الاصطفاف خلف الجُناة، وبما يُهدِّد كل جهود الوساطة لوقف العدوان.
وُذكِّر الأزهر وزيرة الخارجية الألمانية بموقف بلادها الإنسانى من استقبال اللَّاجئين من مختلف دول العالم خلال السنوات القليلة الماضية جرَّاء الظروف القهرية التى حدثت فى بلادهم من حروب وصراعات، وهو ما يتناقض جذريًّا مع هذا التصريح المتطرف الناتج عن شعور بالذنب التاريخى، مؤكدًا أنَّ هذا التصريح يمثل وصمة عار فى السياسة الألمانية وتحولها إلى النقيض من داعمٍ للقضايا الإنسانية إلى محرِّضٍ على ارتكاب أفظع الجرائم فى حق المدنيين العُزَّل.
شيخ الأزهر ومواجهة أمريكا
من جهة أخرى أحدثت مواقف فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر وتصريحاته حول ما يحدث فى فلسطين وبخاصة غزة موجة تأييد واسعة لشخص شيخ الأزهر وتم تناقل تصريحاته عبر العديد من صفحات التواصل الاجتماعى والتى كان من بينها قوله «أتعجب من عدم وجود دولة أو قوة تستطيع الوقوف فى وجه مخططات صهيونية شريرة تستهدف قتل الفلسطينيين واتساع رقعة الصراعات وتحويل المنطقة بل العالم بأكمله إلى بؤرة مشتعلة للحروب والصراعات».
كما أحدثت تصريحاته القوية خلال استقباله البروفيسور جيفرى ساكس، الأستاذ بجامعة كولومبيا، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، ردرود فعل واسعة عبر وسائل الإعلام العالمية حيث تعجب من اختلاف الحزبين الديمقراطى والجمهورى فى الولايات المتحدة فى كل شيء تقريبًا عدا أمر واحد، وهو الدعم المطلق وغير المحدود للكيان الصهيونى، والالتزام بالوقوف خلفه فى الدفاع عن نفسه -زورًا وكذبًا- مؤكدًا أنه لا يستطيع تفسير ذلك إلا بوجود مصالح أمريكية إسرائيلية غير معلنة.
وفى توضيح صريح لموقف أمريكا قال شيخ الأزهر «أشعر بأن الكيان الصهيونى سخَّر كل جهوده فى وجود رئيس أمريكى يَدِينُ بالولاء لإسرائيل، ويسمح لها بأن تفعل كل ما تريده دون قيود إنسانية أو موانع أخلاقية».
حديث شيخ الأزهر جعل البروفيسور جيفرى ساكس يصرح بضرورة الوقوف جنبًا إلى جنب فى وجه الولايات المتحدة ومطالبتها بوقف تصدير أسلحتها لإسرائيل، والتوقف عن استخدام حق الفيتو ضد الوقف الفورى للعدوان على غزة، ووضع حد للدعم غير المحدود الذى تقدمه الإدارة الأمريكية لإسرائيل، مشيرًا إلى أن موقف الإدارة الأمريكية لا يمثل الشعب الأمريكى، بل يأتى متناقضًا معه بالكلية، فالشعب الأمريكى لديه وجهة نظر صحيحة، ويريد وقف العدوان، ولكن المشكلة تكمن فى القادة السياسيين.
وأكَّد جيفرى ساكس أن التطرف الدينى وصل لأقصى درجاته فى إسرائيل، بوضع هالة من القدسية حول العدوان والمطالبة بضرورة استمراره، من خلال إبراز النصوص الدينية التى تدعو للغزو والتدمير وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والرجال، مؤكدًا أن القيادة السياسية فى الكيان الصهيونى لا تريد سلامًا، ولا تفكر فى أية حلول سلمية، ولا تحترم القرارات الدولية التى تنص على حقوق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة، والمستوطنين لا يصدقون شيئًا إلا ما يقدِّم لهم من وسائل الإعلام الصهيونية التى تصور ما يقوم به المسئولون الصهاينة بالحق والصواب، مصرحًا «الأزمة لا تكمن فى إسرائيل، إسرائيل لا تستطيع مواصلة العدوان يومًا واحدًا دون دعم الولايات المتحدة، ولو أشارت لها الولايات المتحدة بالتوقف لتوقفت، ولكن لا نملك رئيسًا أمريكيًّا يريد حقًّا لهذا الكيان أن يتوقَّف على عكس ما كنا عليه فى الماضي».
واقترح البروفيسور جيفرى ساكس عقد لقاءٍ يضم عددًا من الفلاسفة وقادة الأديان، بمشاركة ممثلين عن الأزهر الشريف، للتفكير فى حلول سلمية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع حول كيفية وقف الصراعات فى الشرق الأوسط، والخروج ببيان مشترك يعقبه قمة عالمية لصياغة تصور عالمى فى هذا الشأن؛ حيث رحَّب شيخ الأزهر بهذا المقترح، مؤكدًا استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم لخروجه فى أفضل صورة.
زحف استيطانى
وأكد مرصدالأزهر لمكافحة التطرف أن تشجيع الاستيطان الصـ هـ يونى فى أرض فلسطين بشكل عام هو «مشروع توسعيّ استثماريّ» يرعاه الاحــتلال، ويوفر له كل مقومات النجاح، لجذب أكبر عدد من المستوطنين، للاستيلاء على المزيد من الأراضى المحتلة؛ بيد أن مساعى الاحـ ـتلال فى الاستيطان الزراعى فى منطقة «غلاف غـ ـزة» فى مثل هكذا توقيت، يؤكد سعيه لتنشيط الاستيطان حول القطاع، لعدة أمور أهمها:
- شَغر المساحات الفارغة حول القطاع والاستفادة منها عن طريق استغلال الموارد البشرية والطبيعية.
- إزالة الوحشة عن المكان ومحو ما علق فى الأذهان فى السابع من أكتوبر 2023م.
- بثّ رسالة طمأنة للمستوطنين الفارّين من مستوطنات الغلاف -منذ عام- وإشعارهم بأن الوضع تحت السيطرة.
- الترويج لاستقطاب المزيد من المستوطنين من الداخل والخارج.
- التمهيد مستقبلًا- للزحف الاستيطانى داخل قطاع غـ ـزة، ووصل الجنوب المحتل بشمال القطاع، الذى يمارس فيه الاحــتلال الآن حرب إبادة وتهجير .