قمة الإبداع الإعلامى.. وتشكيل وعى الشباب العربى تحديات الإعلام فى عصر الذكاء الاصطناعى
تضمنت قمة الإبداع الإعلامى للشباب العربى فى نسختها الأولى العديد من الفعاليات على مدار يومين، وكان من أهمها مناقشة تأثير الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة فى صناعة الإعلام، وفى هذا السياق أكدت الدكتورة يُمنى إبراهيم، الرئيس التنفيذى لشركة «Assist»، المُنظمة للحدث، سعادتها لحجم الإقبال الكبير من المسئولين والإعلاميين، والخبراء، والشباب، والباحثين، على المشاركة فى فعاليات النسخة الأولى من قمة الإبداع الإعلامى للشباب العربى، مؤكدة حرص إدارة «القمة»، على تناول أحدث الموضوعات العالمية على الساحة الإعلامية خلال فعاليات القمة الممتدة على مدار يومين.
عصر الذكاء الاصطناعى والإعلام الرقمى
وقالت الدكتورة يُمنى إبراهيم، إن فعاليات اليوم الأول للقمة تتضمن مناقشة تأثير الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة على صناعة الإعلام، ومستقبل الشباب العربى فى عصر الإعلام الذكى، والتحديات والفرص الإعلامية فى عصر الذكاء الاصطناعى، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى والإعلام الرقمى على تشكيل الوعى لدى الشباب، والإعلام الرياضى فى ضوء الرقمنة والمستجدات الحديثة.
ولفتت إلى أن فعاليات اليوم الأول للقمة تتضمن كيفية تصميم حملات التوعية المُؤثرة، ومعالجة المعلومات المضللة والمغلوطة فى صناعة الإعلام، والمسئولية المجتمعية للإعلام، وكيفية استغلال الإعلام فى التعليم فى ضوء التطور التكنولوجى، والإذاعة فى العصر الرقمى، والصحة النفسية للإعلاميين، وحماية الصحفيين فى النزاعات المسلحة.
وأوضحت أن اليوم الثانى من القمة سيتضمن الحديث عن دور شركات العلاقات العامة فى دعم الاقتصاد الوطنى، والإبداع فى صناعة الدراما، وتحديات صناعة المحتوى، وعدة موضوعات أخرى.
توفير فرص عمل إضافية
فيما أكد تامر مرتضى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أروما ستوديوز للإنتاج الفنى، أن الذكاء الاصطناعى مهما بلغ تطوره؛ فلن يستبدل عمل البشر، موضحًا أن التقنيات الحديثة تزيد من الإنتاجية وتقلل وقت العمل، وتسهم فى توفير المزيد من فرص العمل، ولكن للأشخاص القادرين على العمل وفق تقنيات الذكاء الاصطناعى.
وأضاف «مرتضى»، خلال كلمته التى ألقاها خلال فعاليات اليوم الأول من قمة الإبداع الإعلامى للشباب العربى، بعنوان: «كيف يشكل جيل الألفية مستقبل الإعلام.. فى ظل التحديات والفرص فى عصر الذكاء الاصطناعي؟»، أنه لا يوجد فرد قد يخسر عمله بسبب الذكاء الاصطناعى، ولكن قد يخسره لصالح فرد آخر قادر على العمل بواسطة الذكاء الاصطناعى.
وأوضح أنه حتى الآن لم يصل الذكاء الاصطناعى لنفس درجة ذكاء الإنسان، لكن من المتوقع أن تتضاعف قدراته، حتى يصل فى عام 2027 لمليار ضعف ذكاء البشر، بحسب توقعات خبراء وباحثين.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعى هو مصطلح وعملية بدأت منذ سنوات طويلة، لافتًا إلى أن والده أجرى دكتوراه فى الذكاء الاصطناعى منذ عام 1990، وأن هناك شركات كثيرة بدأت فى العمل بقوة على الذكاء الاصطناعى، حتى أن شركة «أيديدس» العالمية، أنتجت إعلانًا كاملًا بالذكاء الاصطناعى، دون أى عملية تصوير حقيقية.
ولفت إلى أن نظام «تعلم الآلة»، هو المنطق الذى تعمل به التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعى، ولكنها تحتاج أجهزة وتقنيات قوية جدًا.
وأوضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعى بدأت من فترة وتتطور، وتلك التقنيات حاليًا تقرأ المعلومات والبيانات، وتحللها، وبعضها يتيح توفير توصيات لتنفيذها على أرض الواقع.
وأشار إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعى فى عمل تحليل للمزاج العام من المنشورات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو أمر يتم بشكل اصطناعى بشكل تام.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعى وصل لتوقع الأحداث المستقبلية، وكيفية دعم حدوثها حال الرغبة فى تحقق الأمر، أو توصيات عدم حدوثها حال الرغبة فى تلافيها.
وشدد على ضرورة وجود أدوات فى مصر لدعم الذكاء الاصطناعى، مضيفًا: «فوجود الأدوات التى تستطيع عمل تحسين المزاج العام وتوحيد الناس، أصبحت من الأدوات الضرورية لأى دولة لتواجه التحديات فى العصر الحديث».
وأشار إلى أن شركته أنتجت مسلسل «صوت وصورة»، العام الماضى، والذى أظهر إمكانية الاستخدام السلبى للذكاء الاصطناعى، عبر اتهام شخص بجريمة قتل بسبب استخدام تقنية «التزييف العميق» بشكل واقعى يصعب اكتشافه.
وشدد على ضرورة أن يكون الشباب طموحًا، وراغبًا فى العمل والإبداع بتقنيات الذكاء الاصطناعى المتعددة.
كواليس «الاختيار» فى قمة الإبداع الإعلامى
كما شهدت فعاليات اليوم الأول من قمة الإبداع الإعلامى للشباب العربى، جلسة حول الوثائقيات من السوق العالمية للصناعة المحلية، والذى تناول الحديث حول قصص حقيقية وأصوات حية، وهى الجلسة التى أدارها أحمد الدرينى، كاتب وإعلامى مصرى، وشارك فيها أحمد فؤاد الدين، مخرج ومنتج أفلام وثائقيات، وباهر دويدار، كاتب وسيناريست.
وأكد باهر دويدار، أن الأفلام والمسلسلات التى تروى واقعا، لا بد وأن تكون الأحداث حقيقية، موضحًا أنه حينما طُلب منه كتابة مسلسل «الاختيار 1»، والذى تناول قصة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر منسى، قائد الكتيبة 103 صاعقة، والإرهابى هشام عشماوى، عمل على الدراسة العميقة لشخصيته، من جميع المصادر المتاحة له.
وأضاف «دويدار»، خلال كلمته فى «القمة»، إنه حينما كتب عن شخصية الشهيد منسى، أخذ معلومات من زملائه، وأصدقائه، وزوجته، وأقاربه.
وأوضح أنه من ضمن المعلومات التى حرص على الحصول عليها واستغلالها فى مسلسل «الاختيار 1»، هى معلومات حول حب هشام عشماوى لتناول «البطاطس المقلية المحمرة»، وكيفية تصرف والدته معه، وكيفية التعامل مع الناس، وكذلك الشهيد أحمد منسى، لافتًا إلى أن السيدة منار، زوجة الشهيد منسى، حضرت معه يوم تصوير، وقالت له نصًا: «زى ما يكون هو».
احترام المصادر التاريخية
أما أحمد فؤاد الدين، مخرج ومنتج أفلام وثائقية، فقال إنه يجب أن تكون برامج «تليفزيون الواقع» فى مصر «مرتبة»، وليست بصورة تلقائية.
وشدد «فؤاد الدين»، خلال كلمته فى «القمة»، على ضرورة احترام المصادر التاريخية والحدث الحقيقى فى الفعاليات والأحداث المختلفة، مع استخدام ضيوف ومصادر يقولون ما حدث.
وأوضح أن الحقائق التاريخية لها أكثر من وجهة نظر، وأن الأفلام الوثائقية «مغرية جدًا» للمشاهد بأنه سيشاهد «الحقيقة»، ومن ثم فإن تأثير الأفلام الوثائقية، أقوى بكثير من الأفلام السينمائية.
السعى خلف الفرص
فيما طالبت الشاعرة الغنائية منة عدلى القيعى الشباب بضرورة السعى خلف الفرص، والإمساك بها بعد السعى والاجتهاد، مؤكدة أن «الفرصة» لا تأتى إلا لمن يبحث عنها.
وقالت الشاعرة الغنائية، خلال مشاركتها فى فعاليات قمة الإبداع الإعلامى للشباب، إنها شعرت بالحزن حينما تحولت الإعلانات لتكون «إعلانات غنائية»، وهو مجال لم تكن لتتقنه، رغم حبها للكتابة، وموهبتها فى كتابة الإعلانات.
وأضافت إنها سعت للبحث عن فرصة، وطرقت كل الأبواب لتوفر فرصة عمل لها، وكان أول من استجاب لها، هو الفنان حسن الشافعى، والذى قدمت له أغنية كتبتها، لكنه رفض غناءها، وقال لها إنها سيئة، لتطلب منه أن يُعلمها، وبالفعل تعلمت منه الكثير.
ولفتت إلى أنها نجحت فى تعلم كتابة الأغانى، واستغلتها فى أغانى وإعلانات، قائلة: «الموهبة ليست كافية لوحدها، ولكن لا بد من تعلم الحرفة أو (الصنعة) كما يقول البعض»، وهو ما نجحت فى تحقيقه.
وشددت الشاعرة الغنائية منة عدلى القيعى، على أن رحلة الكفاح والعمل والإنجاز هى «رحلة فردية»، والفيصل فيها هو السعى والاجتهاد والعمل، والإصرار على الإمساك بالفرصة.
وخلال فعاليات لقاء الشاعرة الغنائية بالشباب، طالبتها شابة تُدعى بسملة بكتابة أغنية لها، أو تقديمها للوسط الفنى كمطربة، وطلبت من «القيعى»، الغناء، لتطرب الحضور بأغنية «كان يا ما كان»، وسط تفاعل من الحاضرين.
وأوضحت منة عدلى القيعى حرصها على الاستفادة من خبرات الكوادر الشابة، وتقديمهم فى الفعاليات المختلفة، مشيرة إلى أنها تطلب من المواهب الشابة التواصل معها عبر موقع «انستجرام» كل فترة، لتقديمهم للرأى العام.
الإعلام الرياضى فى عهد الرقمنة
واختُتم اليوم الأول لقمة الإبداع الإعلامى للشباب العربى، بجلسة حول الإعلام الرياضى وتطوراته فى عهد الرقمنة، والتى أدارتها الإعلامية دينا عصمت، بمشاركة الكابتن مجدى عبدالغنى، والكابتن خالد الغندور، والكابتن محمد فاروق.
وأكد الكابتن مجدى عبدالغنى، خلال مشاركته فى «الجلسة»، أن الإعلام الرياضى فى مصر يعانى من حالة استقطاب كبيرة جدًا، وأن السوشيال ميديا أثرت على وضع الإعلام الرياضى فى مصر، موضحًا أن التأثير سلبى من تشكيك أى فرد فى مصداقية المتحدث، وبالإيجاب عبر استفادة البعض من دعم السوشيال ميديا، ما ينعكس على انتشارها، وتحقيقها مكاسب مادية.
وانتقد الكابتن مجدى عبدالغنى، سعى البعض لتحقيق «التريند»، مشيرًا إلى أن بعض مقدمى البرامج الرياضية يذيعون أخبارًا ولا تفرق معهم صحتها، لكى يكونوا «تريند» فقط؛ فهذا يقول إن اللاعب الفلانى سيرحل من هذا النادى، وهذا اللاعب جاء له عقد فى هذا النادى، ولا يفرق له شيء سوى تصدره «التريند».
ووجه التحية لنادى الزمالك عن أدائه الجيد فى نهائى السوبر المصرى، مشيرًا إلى أن الزمالك كان يواجه ظروفًا صعبة جدًا فى نهائى السوبر، فى وقت النادى الأهلى يعيش ظروفًا أفضل، ولكن نادى الزمالك لعب مباراة جيدة للغاية رغم كل الظروف.
أما الكابتن خالد الغندور؛ فأكد تفضيله العمل فى قنوات عامة على قنوات الأندية، مشيرًا إلى أن المذيع فى قناة النادى يعمل على عدم إذاعة أخبار أو محاولة إخفاء المشاكل أو التقليل منها، على نقيض العمل فى قناة عامة؛ فيكون الحديث عنها بحرية أكبر.
وأضاف الكابتن خالد الغندور، خلال حديثه فى الجلسة، إن المذيع الرياضى، هناك الملايين مرتبطة به، وتتابعه، وتريده أن يخرج للحديث بلسانهم، والتعبير عن آرائهم، ويزيد هذا الضغط فى العمل بقنوات الأندية، مقارنة بالقنوات العامة.
وتحدث الكابتن خالد الغندور مع الكابتن مجدى عبدالغنى، عن هدفه فى هولندا بكأس العالم، قائلًا إنه هدف تاريخى، وقال «عبدالغنى»، إنه حينما توجه لسداد الكرة، كان يريد أن يأخذها منه أى لاعب من المنتخب المصرى ليلعبها، لكن لم يتقدم أحد، مشيرًا إلى أنه كان يشاهد مباريات لحارس منتخب هولندا قبل بطولة كأس العالم بعدها.
أما الكابتن محمد فاروق؛ فأكد أن التكنولوجيا تساعد على تحسين سير المباريات، وتعطى كل فريق حقه، سواء «الفار»، أو غيرها من التقنيات الحديثة.
وأضاف الكابتن محمد فاروق، خلال كلمته فى «الجلسة»، إن المدة ما بين احتساب الهدف أو إلغائه تكون مؤثرة للغاية، وتجعل المشاهد منتظر نتيجة اللعبة نفسها.
ولفت إلى ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة فى تقديم البرامج الرياضية، مؤكدًا على ضرورة تأهيل العامل البشرى فى مصر، ليكون مؤهلًا لاستخدام التكنولوجيا الحديثة من خلال دورات تدريبية.