الحرب تحرم 620 ألف طالب وطالبة بالقطاع من التعليم قوات الاحتلال تدفن أحلام أطفال غزة تحت أنقاض المدارس
![](/UserFiles/News/2024/11/02/62323.jpg?241103100000)
مرڤت الحطيم
دفنت قوات الاحتلال الإسرائيلى حلم أطفال غزة فى التعليم تحت أنقاض المدارس بعد أن وجهت نيران جميع أنواع أسلحتها صوب هذه المبانى، لتدمر الكثير منها، ويتحول بعضها لملاجئ للفارين من ويلات هذه الحرب على مواطنى القطاع، التى دخلت عامها الثانى، الأمر الذى اعتبره كثير من التلاميذ بمثابة الكابوس الذى سيظل يطاردهم.
ورغم مرور شهرين على بدء العام الدراسى فإن قلوب التلاميذ الصغار يعتصرها الحزن ليس على استشهاد أفراد عائلاتهم وأصدقائهم ودمار منازلهم فقط، بل كذلك على فقدان حقهم فى التعليم أيضًا.
نقل «972+» -وهو موقع إخبارى مستقل أسسه 4 كتاب إسرائيليين، ويضم مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين والفلسطينيين عن تقرير للأمم المتحدة ورد فيه أن 87 % من المبانى المدرسية فى غزة قد دمرت جزئيًا أو كليًا بسبب الغارات الإسرائيلية، وتحول بعضها إلى قواعد عسكرية إسرائيلية.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن أكثر من 10 آلاف و600 طفل وأكثر من 400 معلم استشهدوا فى العمليات العسكرية الإسرائيلية، فى حين أصيب أكثر من 15 ألفًا و300 طالب و2400 معلم. واليوم، هناك أكثر من 625 ألف طفل فى سن الدراسة فى غزة يعانون صدمة عميقة بسبب حرمانهم من حقهم فى التعليم، وهو ما وصفه 19 خبيرًا ومقررًا مستقلًا من الأمم المتحدة بأنه جزء من الإبادة التعليمية، وهى محاولة متعمدة لتدمير نظام التعليم الفلسطينى، حسب المجلة الإسرائيلية.
وحذر تقرير جديد لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا من أن القصف الجوى الإسرائيلى المستمر والاجتياح البرى لغزة قد يؤدى إلى تراجع تعليم الأطفال والشباب لمدة تصل إلى 5 سنوات.
ولجأ سكان غزة إلى إنشاء مبادرات تطوعية لتعليم الأطفال، ومن أبرز البرامج التعليمية تلك التى تقدمها ليلى وافى 42 عامًا، وهى معلمة كفيفة من سكان المواصى وتحمل شهادة الدكتوراه فى العلوم التربوية. وأنشأت وافى مدرسة الأوائل على قطعة أرض رملية فى المواصى، مؤلفة من 3 فصول دراسية مبنية من القماش والبلاستيك، وتعمل على 3 فترات فى اليوم، واحدة فى الصباح واثنتان فى المساء.
وتستوعب المدرسة الآن نحو 74 تلميذًا، يتناوب 80 معلمًا متطوعًا على تدريس مناهج المرحلة الابتدائية كاملة من الصف الأول إلى السادس.
وقال المتحدث باسم اليونيسف فى الأراضى الفلسطينية چوناثان كريكس إن مبادرة إقامة المدرسة التى أقدمت عليها مديرة مؤسسة تعليمية، تسمح خصوصًا للأطفال بالتعامل مع الصدمة، واصفًا الوضع بأنه مأساوى تمامًا.
وأضاف: هناك 325 ألف طفل فى سن الدراسة لم يحضروا ساعة صف واحدة منذ 13 شهرًا.
وتوقفت الدراسة فى قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر، حيث تحولت مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» فى القطاع إلى مراكز إيواء لمئات آلاف النازحين، وتعرض 67 % من المدارس لضربات مباشرة، وفق تقرير صادر عن منظمات غير حكومية بالاستناد إلى صور للأقمار الصناعية وتقارير ميدانية. وتضررت 82 % من المدارس.
وقال ديڤيد سكينر من منظمة «أنقذوا الأطفال Save The Children» إن «إعادة بناء المدارس أمر معقد للغاية... لكنه أكثر بساطة من إعادة التأهيل على التعليم».
وتم إنشاء مدارس مؤقتة فى خيم فى مدينة رفح. فى خيمة صغيرة، تقف معلمة إلى جانب لوح خشبى تعلم تلاميذ من الصفين الأول والثانى الابتدائى وتقول: «نشعر بفرح لأننا نحاول تفادى تجهيل مئات آلاف التلاميذ»، وتضيف المعلمة هبة حلاوة أمام 30 طفلًا يحاولون تعلم كيفية قراءة كلماتهم الأولى، إن التعليم يفتقر أيضًا إلى «الكتب المدرسية والأقلام»، ورغم ذلك، «الأطفال سعداء بالمدرسة».
ورغم وجود خطط أولية لوزارة التربية والتعليم العالى لاستئناف مسيرة التعليم الأساسى والثانوى عقب وقف العدوان، إلا أن مجد حلاوة الذى كان يحلم بأن يصبح محاميًا، يشعر أن الأمر لا يتعلق فقط بوجود مدرسة يذهب إليها مرة أخرى، إذ «لا يمكن لأحد أن يتغلب على كل ذكريات ما حدث، ولا حتى خلال مئة عام»، وفق رأيه.
وأشار إلى أن استئناف الدراسة بالنسبة إليه «صعب جدًا، والقيام بسنة دراسية فى شهرين أو ثلاثة»، لا سيما فى وقت يعجز عن الاتصال بأصدقائه الذين بقوا فى غزة، والذين استشهد بعضهم.
وقالت أودرى مكماهون، الطبيبة النفسية للأطفال من منظمة «أطباء بلا حدود»، «التعلم يفترض التواجد فى مكان آمن، فمعظم الأطفال فى غزة فى الوقت الحالى أدمغتهم تعمل تحت الصدمة».
وأضافت الأطفال الأصغر سنًا يمكن أن يصابوا بإعاقات إدراكية مدى الحياة بسبب سوء التغذية، فى حين من المرجح أن يشعر المراهقون بالغضب من الظلم».
وقال الجهاز المركزى للإحصاء، إن قوات الاحتلال تقتل حوالى 4 أطفال كل ساعة فى قطاع غزة، ويعيش 43,349 طفلًا دون والديهم أو دون أحدهما، بسبب العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ182.
وأوضح «الإحصاء» أن ما يزيد على 14,350 شهيدًا من الأطفال يشكلون 44 % من إجمالى عدد الشهداء فى قطاع غزة، كما شكل كل من النساء والأطفال ما نسبته 70 % من المفقودين فى قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلى، والبالغ عددهم 7,000 شخص.
وأشار «الإحصاء» إلى أنه نتيجة للقصف المستمر بالغارات العنيفة على قطاع غزة تعطلت العملية التعليمية فى قطاع غزة منذ بدء العدوان وحرم حوالى 620 ألف طالب وطالبة من حقهم فى التعليم المدرسى للعام الدراسى 2023/2024.
وبلغ عدد الشهداء من الطلبة الملتحقين فى المدارس فى قطاع غزة 5,994 شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى من الطلبة الملتحقين فى المدارس فى القطاع 9,890 جريحًا.