الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ندوات ومحاضرات للأئمة.. ودورات لعمال المساجد مبادرات رائدة للأوقاف نحو «بناء الإنسان»

المؤسسات الدينية تتبنى بداية



التكامل بين المعارف والأخلاق ضرورة وجودية، ولن يتأتى هذا إلا ببناء الإنسان الحامل للقيم الإنسانية وغايات الرسالات السماوية، وتوحيد الصف فى مواجهة التحديات المعرفية والقيمية.

وفى هذا الإطار أطلق مركز الأزهر العالمى للفلك الشَّرعى وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلاميَّة، مبادرة «بالإنسان نبدأ»، بالتعاون مع الكنيسة المصرية ممثلة فى المركز الثقافى القبطى، ومشاركة بيت العائلة المصرية، وذلك فى إطار المشاركة فى المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» التى تشارك فيها وزارة الأوقاف المصرية بعدة أنشطة تهدف لبناء شخصية الإنسان ليكون قويا وطنيا منتميا مقدما الخير للإنسانية، وأن يكون إنسانًا سعيدًا.

وتنفيذا لأعمال البر، انطلقت خمس سيارات من الأوقاف لتوزيع اللحوم على مديريات: (القاهرة، والمنوفية، وبنى سويف، والمنيا، ومطروح)، بمعدل (2) طن لكل محافظة بإجمالى (10) أطنان لحوم.

 

تسعى  وزارة الأوقاف من خلال مشاركتها ضمن المجموعة الوزارية لتفعيل مبادرة بداية فى تقديم مبادرات عديدة نحو بناء الإنسان، وتهدف وزارة الأوقاف من محور بناء الإنسان بناء شخصية الإنسان ليكون قويًا وطنيًا منتميًا مقدمًا الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا.. حيث شاركت وزارة الأوقاف، بالعديد من الأنشطة دعوياً واجتماعياً وأعمال البر.

وكان من بين مبادراتها المشاركةً فى المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى»، إطلاق مبادرة (خلق عظيم)، واشتملت على عشرات من الأنشطة العلمية والروحانية التى سعى بها أئمة مصر وخطباؤها فى مساجد مصر شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، وقدموا لشعب مصر العظيم وللإنسانية كلها نورًا وحكمة، وإلهامًا وأخلاقًا، ينير البيوت والعقول، ويزكى الأنفس.

وتنفيذًا لأعمال البر، انطلقت خمس سيارات من الأوقاق لتوزيع اللحوم على مديريات: (القاهرة، والمنوفية، وبنى سويف، والمنيا، ومطروح)، بمعدل (2) طن لكل محافظة بإجمالى (10) أطنان لحوم.

وبذلت الوزارة، جهودًا ملحوظة ضمن مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى» فى الفترة من 17 سبتمبر حتى 8 أكتوبر 2024م وتمثلت فى توزيع (36) طن لحوم لـ(36) ألف أسرة على مستوى الجمهورية، وتوزيع (72) طنا سلعا غذائية عبارة عن (18) ألف شنطة تم توزيعها على 18 ألف أسرة من الأسر الأولى بالرعاية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى.

ومن أجل بناء إنسان مثقف، عقدت الأوقاف (31) برنامجًا تدريبيًّا لـ(1396) متدربًا، و(19553) درسًا وندوة علمية وثقافية على مستوى الجمهورية، وبلغ عدد القوافل (48) قافلة دعوية متنوعة، و(83) أمسية ابتهالية، وبلغ عدد فعاليات وأنشطة الأطفال التى أقيمت بالمساجد (124893) فعالية على مستوى الجمهورية.

ومن مبادرات الأوقاف نحو بناء الإنسان تنظيم وزارة الأوقاف البرنامج الأسبوعى «لقاء الجمعة للأطفال»، فى إطار بناء وعى الطفل بناءً صحيحًا، وضمن جهودها فى غرس القيم الدينية والأخلاقية والوطنية بين الأطفال، واستمرارًا لجهود الوزارة فى الاهتمام بالنشء.

ويضم برنامج لقاء الطفل العديد من الأنشطة التربوية المتنوعة والمتميزة التى تناسب الأطفال وتسهم فى تشكيل الوعى الرشيد وارتباطهم ببيوت الله عز وجل، وهو ما قوبل بالترحيب من قبل رواد المساجد الذين أشادوا بالمنهج الرشيد فى رعاية أطفالهم والاهتمام بهم.

ندوات توعوية للأئمة بشمال سيناء 

وكان من بين مبادرات الأوقاف إطلاق عدد من الندوات التوعوية للأئمة بمدارس شمال سيناء  فى حب الوطن والمحافظة عليه .. حيث  نظمت مديرية أوقاف شمال سيناء، عددًا من الندوات والمحاضرات التوعوية بالمدارس، على مستوى جميع الإدارات الفرعية، فى إطار دور وزارة الأوقاف الدعوى والتثقيفى التوعوى، وضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان».

وشملت الندوات، كلمات تربوية فى طابور الصباح حول «حب الوطن والمحافظة على مقدراته»، وذلك فى إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالتوعية المستمرة للنشء وبالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم بمحافظة شمال سيناء.

وأكد الأئمة المشاركون فى الندوات والمحاضرات، أهمية تثقيف النشء وتحصينهم بالفكر المستنير وصحيح الدين ونشر ثقافة البناء والتعمير لمواجهة الأفكار الهدامة، وأن الوطن له قيمته الغالية فى نفوس كل مؤمن تقى، فالأديان تدعو إلى حب الأوطان والمحافظة عليها فبها تعلو قيمة الإنسان، ومن أجلها يضحى بالغالى والنفيس.

تفعيل الاهتمام بالمرأة 

ولم تنس وزارة الأوقاف دور المرأة الداعية فى أداء دورها نحو بناء الإنسان من خلال نشر الفكر الوسطى المستنير.. حيث أطلقت وزارة الأوقاف 5 قوافل دعوية للواعظات بمديريات أوقاف: «القاهرة – أسيوط – سوهاج – بنى سويف – الإسكندرية». 

وقالت وزارة الأوقاف: إن هذه القوافل تأتى فى إطار نشر الفكر الوسطى المستنير والتصدى لجميع مظاهر التراجع القيمى والأخلاقى فى المجتمع، وذلك فى إطار عناية الأوقاف بالمرأة عمومًا والواعظات على جهة الخصوص.

وتستهدف القوافل التأكيد على دور المرأة فى بناء الوعى الدينى، وبناء الوعى الثقافى، وأهمية دورها فى خدمة المجتمع، وبناء الأسرة وتنشئة الطفل، وتعزيز قيم التسامح والتعايش.

كما نظمت وزارة الأوقاف 100 ندوة علمية عن «عناية الإسلام بالمرأة».. وتهدف هذه الندوات إلى تعزيز الثقافة الدينية ونشر الفكر الوسطى المستنير، مع تسليط الضوء على دور المرأة ومكانتها فى الإسلام. وعقدت الندوات فى مختلف محافظات الجمهورية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين فى مجالات التفسير وعلوم القرآن، الفقه والعقيدة، وسيتناول المشاركون فيها عدة محاور، منها: «حقوق المرأة فى الإسلام، ودورها فى المجتمع، وأهمية تمكينها فى جميع المجالات».

التعامل اللائق بالمساجد 

كما عقدت وزارة الأوقاف ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية «بداية جديدة» لبناء الإنسان، وتحقيقا للمحور الثالث من محاور استراتيجية الوزارة، عددًا من الدورات لعمال المساجد فى التعامل اللائق مع رواد المساجد وضيوف الرحمن، فى القاهرة وبنى سويف والغربية والفيوم وكفر الشيخ لتنمية الوعى العام لجميع العاملين بالمساجد. 

ففى محافظة القاهرة تم تكليف الدكتور هشام عبد العزيز على رئيس القطاع الدينى السابق بالبدء الفورى فى هذه الدورات، وقد أكد فضيلته للمشاركين فيها بأن جميع العاملين بالوزارة أمناء على بيوت الله (عز وجل)، وواجبنا إكرام ضيوف الرحمن، ومعاملتهم المعاملة اللائقة.

وفى محافظات كفر الشيخ وبنى سويف والفيوم افتتح الشيخ خالد خضر رئيس القطاع الدينى دورة التعامل اللائق مع رواد المساجد وضيوف الرحمن لعمال المساجد بهاتين المحافظتين، وفيها أكد أن وظيفة عامل مسجد وخدمة بيوت الله (سبحانه وتعالى) من أشرف المهن التى أكرمنا الله بها، وأنها رسالة وليست وظيفة، وعلينا أن نستشعر إكرام الله عز وجل لنا بها، مؤكدًا على وجوب معاملة ضيوف الرحمن معاملة لائقة؛ فهم ضيوف الرحمن جلا وعلا.

وفى محافظة الغربية انعقدت أولى دورات التعامل اللائق مع رواد المسجد وضيوف الرحمن لعمال المساجد بمديرية أوقاف الغربية بحضور الدكتور نوح العيسوى مدير المديرية، وقد أوصى الدكتور نوح العيسوى جميع الحاضرين من عمال المساجد بالرفق بالناس وتجنيبهم المشقة عند أداء العبادة فى بيوت الله تعالى، فالعامل مؤتمن على المسجد، وعلى رواده، وهو صاحب رسالة فى غاية الأهمية.

رؤية وزير الأوقاف 

الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف اعتبر أن مبادرة بداية هى نقطة انطلاق مهم نحو أحد أهم مستهدفات الدولة وهو بناء إنسان وقال: «قضينا سنوات مضت فى مقومات الوطن وبناء مؤسسات الوطن وفى مواجهة الإرهاب، وقطعنا شوطًا كبيرًا فى كل ذلك، وجاء الوقت الذى نضيف فيه إلى أولويات الدولة المصرية بأن ننتقل إلى ملف بناء الإنسان»، كانت هذه الكلمة الحكيمة نقطة الانطلاق لتتوجه جهود الدولة المصرية إلى أحد أهم وأجل مستهدفات عمل الدولة؛ ألا وهو: قضية بناء الإنسان. وأضاف: كان فى ذلك الوقت لكل من مؤسسات الدولة مسار تعمل فيه على هذا الملف، لكن فارقً كبير أن يكون لكل مؤسسة على حدة مسار تبذل فيه جهودًا لبناء الإنسان وبين أن يتم حشد تلك الجهود جميعا فى ميدان واحد، ومن هنا ولدت من جديد مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان عقب تشكيل الحكومة الجديدة فى يوليو الماضى. وأكد وزير الأوقاف أن الدولة المصرية أقدمت على خطوة رائدة لتشكيل مجموعة وزارية للتنمية البشرية يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء معالى الوزير خالد عبد الغفار، ووزارة الأوقاف جزء من هذه المجموعة الوزارية وقد اجتمعنا على مدى شهور مضت على الإعداد والإطلاق لمبادرة «بداية جديدة» على أنها واحدة من صور العمل التى تقوم بها المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، وقد تلقى عدد من المؤسسات الدولية عمل هذه المجموعة الوزارية بقدر من الترحيب والاهتمام. وقد انطلقت مبادرة «بداية جديدة» وشهدنا الاصطفاف لانطلاقها فى العاصمة الإدارية الجديدة، وشرفنا بالانخراط فى الإعداد للمبادرة ومتابعة جهودها وصور نجاحاتها التى نعتز بها جميعًا كمصريين، ويبقى لكل مؤسسة مسارها الخاص تعمل عليه على مدى سنوات بل على مدى عقود، واليوم هو يوم حشد الطاقات وجمع الجهود للدولة المصرية فى مرآة واحدة وفى ميدان واحد؛ يبرز للعالم كيف أن الدولة المصرية بفضل الله تضع أقدامها على الطريق الصحيح.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن قضية بناء الإنسان بعد دراسة لما يقوم به العالم من حولنا وصلنا إلى أن هناك محاور رئيسة لا بد من العمل عليها من أجل تحقيق المستهدف الأكبر الذى هو بناء الإنسان، وتلك المحاور أربعة أشياء محددة، وهى: التعليم، والصحة، والعمل، وجودة الحياة، موضحًا أن هذه المبادرة والأوسع منها أن تنطلق من تلك المبادرة مبادرات أخرى ضمن سلسلة أنشطة عمل المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، كل هذا الجهد والحشد يستهدف فى المقام الأول العمل على تحقيق تلك المتطلبات للإنسان المصرى.

وأكد أن وزارة الأوقاف كان لها شرف المشاركة والمساهمة فى هذا من خلال عدة أنشطة وفعاليات، فنظمنا عددًا كبيرًا من القوافل التى شهدتها محافظات مصر؛ (المنيا، وأسيوط) وغيرهما من المحافظات التى انطلق فيها ابن من أبناء وزارة الأوقاف من الأئمة والخطباء لمشاركة أخيه من القساوسة والرهبان، وانطلقت فيها ابنة كريمة من بنات وزارة الأوقاف من السيدات الواعظات مع شقيقتها الراهبة أو المكرسة من أجل النزول إلى القرى والنجوع والمدن المختلفة جميعا للجلوس إلى الإنسان المصرى لرفع الوعى، هذا مسار صبور وطويل الأمد، ويحتاج إلى وقت، وإلى إيمان بالقضايا التى نحتاج أن نتكلم فيها مع الإنسان المصرى.

وأضاف إن هذه القوافل المشكلة من الأوقاف والأزهر والكنيسة المصرية العريقة والمجلس القومى للمرأة ومؤسسات الدولة جميعا تحتاج أن تضع أمامها مرصدًا للقضايا والمشكلات والأمور جميعا التى يجب الحديث فيها إلى الإنسان المصرى، فنحتاج للحديث معه عن مواجهة الإدمان؛ ويحتاج هذا من القوافل أن تكون على إلمام جيد بقضية الإدمان، وخطورة انتشارها، والتحذير منها، وتوسيع وعى الإنسان المصرى فيها، نحتاج إلى تحصين وعى الإنسان المصرى من قضية الزيادة السكانية، وهذا يحتاج إلى إعداد علمى وتحضير وقراءة ودراسة، ورصد لما تقوم به مؤسسات الدولة، ووزارة الصحة والسكان، والأزهر الشريف، والأوقاف، والكنيسة من تأصيل علميٍّ لقضية خطورة زيادة النسل والإنجاب، وتبيين الخطورة فى الزيادة العشوائية المفرطة وغير المنضبطة، وتؤصل شرعًا وعلمًا بإحصائيات من الواقع لبيان الخطر.

وأشار إلى أننا نحتاج إلى تحضير جيد فى قضية محاربة العنف الأسرى، والاهتمام بالطفولة، والبيئة، والحد من الطلاق، وحرمان المرأة من الميراث، والتسرب من التعليم، والتغذية التى تؤثر تأثيرًا حادًّا على صحة الأم والجنين والإنسان والتى تؤثر سلبًا على قدراته المعرفيَّة والذهنيَّة، نحتاج إلى أن نمر بحالة من الإفاقة، والوعى، والهمة، والحشد، والغيرة على الوطن وعلى الإنسان المصرى، والتعامل معه بحب، والصبر عليه، والتشرف بتقديم الخدمة له.

وأكد أن مبادرة بداية جديدة نقطة انطلاق، وأثرها على الوطن عظيم قد يظهر بعد سنوات، ولكن العمل الصادق والجهد فى خدمة الإنسان المصرى بكل شرائحه نخدمه ونقدم له أجود ما يمكن من اعتصار العقل والعمر لندفعه للنجاح، وهو هدف مبادرة «بداية جديدة»، وهدف وزارة الأوقاف فى الخطاب الدينى والمسجد وخطبة الجمعة والدروس والندوات والقوافل والمحاضرات، وكلها تجعلنا جنودًا فى خدمة الإنسان المصرى، ونتحمل ضيّق الصدر ومن أثقلته الهموم بكل تقدير واحترام وصدق، فهدفنا خدمة الإنسان المصرى فى كل وقت.