الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
خطايا مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية

خطايا مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية

تدفع دار الأوبرا فى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الـ32 ثمن المصادرة على أفكار وطموحات مبدعين وتصفية الحسابات وتخبط الإدارة وضعف الرؤية فى فعاليات من المفترض أن لها قيمتها ودورها وتأثيرها ليس فى مصر بل والعالم العربي.



المهرجان العريق الذي تدور فعالياته حاليا وحتى 24 أكتوبر الجارى بدأ مرتبكا ومرتعشًا وبروفة هذا التخبط تجلت فى وقائع المؤتمر الصحفى لإعلان تفاصيله فى إجابات هزيلة عن ثغرات الدورة الحالية التي لا تخلو من المجاملات على حساب سمعة المهرجان وقوته وتوالت الثغرات باعتذارات أبرز نجومه هذا العام. التجلى الأسوأ وضعف الرؤية فى تعامد فعالياته مع احتفال كل المصريين بنصر أكتوبر ولم تكلف إدارته نفسها بوضع أى مظهر احتفالى بالحدث العظيم رغم وجود كتالوج غنائى وطني لأكابر نجوم الغناء «أم كلثوم وعبدالحليم ونجاة وشادية» ونجوم الغناء العربى الذين كتبوا شهادة ميلادهم فى مصر وشاركوا معها مظاهر الحب والنصر من فريد الأطرش ووردة إلى وديع الصافى وفيروز وعُليا ونجاح سلام ومن ألحان العظماء «سيد درويش وحتى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ومحمد الموجى وبليغ حمدى وكمال الطويل» فضلا عن الصمت الغنائى عن ما يدور فى فلسطين الحبيبة رغم عظمة الأعمال التي تغنت بها من مصر.

ومن التجلى الأسوأ إلى الغل الأسود بتجاهل مجهودات مدير المهرجان فى العام الماضى المايسترو «هانى فرحات» الذي أعد مشروعًا طموحًا للدورة الملغاة فى 2023 بعد الاعتداء الوحشى على غزة وتم استبعاده بغرابة من تنفيذ ما خطط له بلا رحمة بعد اتفاقه مع نجوم كبار مثل أنغام وحسين الجسمى وأصالة الذين غابوا بفعل فاعل رغم ترحيبهم بالمشاركة وتجلى انتقام القدر باعتذار نجوم كبار مثل عاصى الحلانى ووائل جسار تفاعلًا مع ما يحدث فى وطنهما الغالى «لبنان» رغم أن مصر هى الحضن الدافى لكل المطربين الذين يلجأون لمصر للتعبير عن غضبهم وتوصيل أصواتهم للعالم بالغناء (راجعوا احتفالات الليلة المحمدية فى التسعينيات وكيف غنت ماجدة الرومى وأبدع عبدالله الرويشد وسلمى الفلسطينية).

بجانب ما سبق تجاهل د.خالد داغر مدير المهرجان هذا العام تكريم الموسيقار «حلمى بكرى» بدعوة تكريمه فى دورة سابقة رغم أن هذا الرجل الذي رحل فى أول مارس الماضى كان عضوًا فى اللجنة الاستشارية العليا قبل وفاته وكان صاحب الـ1500 لحن يستحق التكريم بإقامة حفل خاص أو فقرة غنائية كاملة لمبدع اللحن الشهير «ع اللى جرا» الذي تغنى به عشرات المطربين.

«بكر» صاحب الروائع الوطنية «يا حبايب مصر» للمطربة عليا وأجمل أوبريت غنائى وطني «الله ع الشعب» الذي قدمته المطربة الراحلة فايزة أحمد فى منتصف الثمانينيات مع باقة من المواهب الشابة فى هذا التوقيت أحمد إبراهيم وعماد عبدالحليم وإيمان الطوخى، و«على ضفافك يانيل» لوردة.

إن الأوبرا المصرية ورئيستها د.لمياء زايد ومدير المهرجان خالد داغر ارتكبوا أخطاء فادحة بل خطايا فى حق المهرجان يجب ألا تمر مرور الكرام ومن دون محاسبة من وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو والذي تغنى فى افتتاح المهرجان بتأثيره وبأنه يجمعنا، ويوحدنا، ويؤدى دورًا حيويًا فى تعزيز الهوية، وحماية التراث، ونقله للأجيال القادمة بأمانة وصدق، وتنمية المشاعر القومية أمس واليوم وغدًا ولو كره المغرضون .