السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فن صناعة  الفتن

فن صناعة الفتن

هل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى وبعض وسائل إعلام اليوم يؤديان دورًا فى الحض على الكراهية وإشعال الفتن وتمزيق المجتمعات؛ مما يؤدى إلى إصابة الفرد بالكآبة وبالتالى يفقد إيمانه بالحياة؟. سؤال مجرد الإجابة عليه تؤكد أن هناك البعض ممن يتعيشون على هذا النمط من السلوك؛ بل ويجتهدون فى ابتكار طرُق وأساليب جديدة من خلال الإعلام ووسائل التواصل إياها فى إطلاق الشائعات والفتن لهدم أركان وأمن المجتمع الذى يعيشون فيه سواء بقصد تحقيق هدف أو مصلحة معينة، أو من دون لمجرد لفت النظر والأضواء التى خفتت عن بعضهم وزالت بفعل انتهاء الدور أو التقدم فى العمر. وإن كان سوء القصد أو دونه، فكلاهما وللأسف يساهم فى نشر الأكاذيب وتلفيق الحقائق ويجعل هناك حالة من الكراهية والحقد والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد. وبالتأكيد ساعد فى نشر هذه الحالة وسائل التواصل الاجتماعى التى جعلت (كل من هَب ودَب) يدلى بدلوه فى إبداء الرأى، حتى ولو كان غير مستند إلى حقيقة أو عِلم، هذا الرأى أو الفبركة التى يطلقها أمثال هؤلاء جعلت المواطن البسيط (وبمبادرة فردية منه) مشاركًا فى هذه المؤامرة على وطنه ومجتمعه حين يقوم بنشرها على اعتبار كونها حقيقة، الغريب فى الأمر أيضًا أن بعض وسائل الإعلام غير المسئولة تساهم بدورها فى الترويج لمثل هذه الأكاذيب والأخبار المفبركة، عندما يسمح المسئولون عنه باستضافة مَن يلعبون مثل هذا الدور المشبوه سيئ السمعة؛ بل إن بعضها جعلت من بعضهم إعلاميين يطلون علينا أسبوعيًا؛ ليتحفونا من فرط جهلهم وليس علمهم. يحدث هذا من أجل جذب المشاهدين حتى ولو كان ما يُقَدم غثًا ويمهد للكره والحقد. ناشرين بيننا سلعة فاسدة أبدعوا فى التمهيد لها، حتى تنال مما تبقى لنا من احترام للنفس وللغير فى ظل هذا الزمن الذى غابت عنه القيم والمثل العليا والاحترام والتوقير للكبير وللصغير، سلعة تعتمد على تأجيج المشاعر، نتج عنها مناخٌ خصبٌ لخطاب بغيض يؤدى إلى هلاك الأمم وليس المجتمعات.



السطور السابقة لها أسبابها ومبرراتها، التى سأذكر بعض نماذجها فى السطور التالية: مثل ادعاء الجماعة الإرهابية أن الاقتصاد المصرى يعانى بسبب الديون، وأن الديون الخارجية المصرية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وأنه يتم إهدار الأموال فى مشروعات تفتقد إلى الجدوى الاقتصادية، وإغراق البلد فى ديون تتحملها الأجيال القادمة، رغم أنهم يعلمون هم وكتائبهم ووفقًا لتقارير المؤسّسات الاقتصادية الدولية وليست المحلية أن الدين الخارجى المصرى فى الحدود الآمنة، كما أن مصر تسدد ديونها بانتظام.

وما الذى يجعل اللوبى المعادى لمصر ودورها، يدعى سوء معاملتها للاجئين المقيمين على أرضها وترحيل بعضهم قسرًا إلى وطنهم الأم؟، غافلين عن قصد وتعمد أنه لم يتم ترحيل إلا من ارتكب جُرمًا ومن لم يحترم قوانين البلاد الداخلية، ولكن هواة الصيد فى الماء العكر وجدوا أن فى ترحيل بعض المخالفين قد تكون فرصة مواتية فى النيل من مصر وشعبها وقيادتها.

وما الذى يجعل مؤسّساتنا التعليمية تضم بين جنباتها من يحلل ما حرمه الله؟، فأحدهم يبيح نكاح الزوجة المتوفاة تحت زعم وداعها، وآخر يفتى بشرب الخمر ما لم تسكر، وثالث يبيح سرقة الكهرباء والماء والغاز للتهرب من سداد الرسوم المقررة مستشهدًا بقول الله تعالى (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) نظرًا لارتفاع أسعار المعيشة، أمثال هؤلاء يجب ألا يتواجدوا قَط فى مؤسّساتنا التعليمية لأن ضررهم يفوق بكثير خيرهم، فهؤلاء يساهمون بقصد وتعمد فى الإضرار بالمجتمع وتهديد أمنه وسلامه؛ خصوصًا أن تعاليم ديننا الحنيف لا تنص على مثل هذه الفتاوى الشاذة.

وما الذى يجعل رجلاً رياضيًا يفترض فيه تمتعه بروح وأخلاق رياضية يدلى بتصريح يقلل فيه من قدر وقيمة المنافس للنادى الذى كان يلعب فيه لمجرد أن يجذب الناس حوله ومشاهدته ويكسب حب جماهير ناديه بعد خفوت نجمه وبريقه حين كان لاعبًا؟، حتى اعتذاره بعد تصريحاته المسيئة للنادى المنافس لناديه لم ولن تشفع له، بعد أن كشفت تصريحاته للقاصى والدانى ضحالة فكره وعقله.

ولأن الشىء بالشىء يُذكر وطالما نتحدث عن الرياضة وسماحتها والروح الرياضية التى تميزها، متى يختفى من على شاشاتنا هذا الرياضى السابق الذى يقدم برنامجًا يقطر بالحقد والكراهية لنادٍ معين ولنجومه لمجرد أن رئيسه السابق كشف (بلاويه) أمام العامة؛ خصوصًا فيما يخص زوجته السابقة التى كان يستحوذ على أموالها، فما يقدمه هذا المدعو يخالف الضوابط الإعلامية ومواثيق المهنة؛ بهدف إثارة الفتن بين جموع عريضة من الشعب المصرى؛ خصوصًا فى المجال الرياضى.

فتن وشائعات (لعن الله من أيقظها) دأب البعض على ترديدها لعلها تحقق لهم مصلحة (مؤكد أنها لم ولن تتحقق طالما تستند إلى أكاذيب) وكذلك لن تحقق لمصدرها جماهيرية لأن الحقد والكراهية والتعصب قد تمكن منه وبالتالى لن يصدقه أحد. وقانا الله وإياكم شر الفتن ويبعد عنا وعن وطننا من يطلقها أو حتى يروجها.