«تنظيم القاعدة» لاعب جديد يستعد للانضمام لدائرة الصراع فى غزة
آلاء البدرى
فى أعقاب الذكرى الأولى لهجمات حماس على المستوطنات الإسرائيلية فى منطقة غلاف غزة والمعروفة إعلاميًا باسم عملية «طوفان الأقصى» تستعد مجموعات مختلفة من الجهاديين والمنظمات الإرهابية للانضمام إلى الصراع الدائر فى فلسطين من خلال تنشيط عمليات التجنيد والدعاية وعلى رأسهم تنظيم القاعدة، الذى يحاول استعادة أهميته فى منطقة الشرق الأوسط واستغلال الغضب الدولى إزاء عمليات العدوان العسكرى الإسرائيلى الغاشم على القطاع، وذلك بالتقرب من حماس الحركة التى انتقدها تاريخيًا عن طريق تقديم إرشادات جديدة لأعضاء القاعدة وأنصارها وتجهيز مجموعات من المجاهدين الجدد وتدريبهم، بل إن التقارير الدولية تفيد بأن التنظيم أنشأ بالفعل جماعة جديدة تابعة له فى غزة للاستفادة من الفراغ السياسى والعسكرى الحالى فى القطاع.
لم تكن القضية الفلسطينية فى يوم من الأيام على قائمة اهتمامات تنظيم القاعدة أو أى من التنظيمات الإرهابية الأخرى، لكن مؤخرًا أصبحت القضية الفلسطينية والصراع الفلسطينى الإسرائيلى فرصة ذهبية للقاعدة للعودة وإعادة تنظيم صفوفها وتوسيع نفوذها الجهادى فى الساحة الفلسطينية بعد أن وصل التنظيم إلى «الحضيض العملياتى» ويحافظ على مستوى منخفض فى أفغانستان امتثالًا لتوجيهات طالبان، وأيضًا بعض الخلايا المتفرقة التى اتحدت مع عملاء القاعدة اليمنيين لتشكيل تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، والذى تم تصنيفه كمنظمة إرهابية أجنبية، ففى الأشهر الأخيرة خفف تنظيم القاعدة من حدة لهجته مؤقتًا ودعا المسلمين إلى مساعدة إخوانهم المحاصرين فى غزة، مما يؤكد الرأى القائل بأن تنظيم القاعدة لديه استراتيجية واضحة وهى البقاء على قيد الحياة على الرغم من الخسائر والتشرذم فإن أيديولوجية الجهادية لم تهزم بشكل كامل، ولتعزيز معنويات قواته بشكل أكبر وللتذكير بأهمية المجموعة وقضيتها يحاول التنظيم زج مقاتليه فى حرب غزة وتنفيذ بعض العمليات الصغيرة التى تهدد الأمن البحرى، إذ يزعم أن تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية يقف وراء معظم حوادث السفن فى البحر الأحمر، حيث يسعى إلى إنقاذ سمعته واستقطاب مجندين جددًا لإحياء جهوده المنهارة فى العراق وسوريا واليمن، فمن الممكن أن يوفر له تحوله لبطل القضية الفلسطينية واستهداف إسرائيل طوق نجاة ومخرجًا محتملًا من مأزقه، ولكى يحقق هذا السيناريو فإن تنظيم القاعدة يسعى إلى تواجد أكبر فى الأراضى الفلسطينية.
صعود تنظيم القاعدة
أظهر تنظيم القاعدة قدرته على التحرك بسرعة من خلال الاستفادة من الحرب الدائرة فى غزة وشرع فى حملة للتأثير على المشاعر الإسلامية وتشكيلها مستهدفة إسرائيل وحلفاءها وأصدقاءها، وعلى النقيض من ذى قبل أصبحت معايير السلوك التى يتبناها زعماء القاعدة وأعضاؤها اليوم مقيدة بالدولتين المضيفتين إيران وأفغانستان فقام تنظيم القاعدة بتشكيل جماعة جهادية جديدة فى غزة تدعى «سرايا حراس المسرى» أيديولوجيتها تعكس رؤية القاعدة المعرفية، وتم مشاركة منشورات هذه الجماعة على نطاق واسع من قبل مؤثرين مؤيدين للقاعدة على الإنترنت مما عزز شرعية الجماعة الجديدة، وأكد أنها جماعة جهادية ناشئة تنتمى رسميًا للقاعدة فى غزة ورغم أن تنظيم القاعدة لم يعلن أبدًا عن وجود فرع له فى غزة، إلا أن أساليبه أصبحت مكشوفة إلى حد كبير، فدائمًا ما كان التنظيم يلتزم الصمت بشأن علاقاته الرسمية مع الجماعات الإرهابية التابعة له ما لم يجبر على الاعتراف بها علنًا كما حدث مع حركة الشباب وأنصار الشريعة فى تونس وجبهة النصرة فى سوريا، وعلى الصعيد العملياتى لم تقم جماعة سرايا حراس المسرى إلا بتنفيذ هجوم واحد، حيث قامت إطلاق صاروخ جراد من شمال غزة لكنها تبنت جمع التبرعات بعملة تيثر (وهى عملة مشفرة مستقرة تم تثبيت قيمتها المبدئية بنسبة 1:1 دولار أمريكى وتم تصميمها لربط قيمتها بقيمة أصول أخرى خارج العالم الرقمى) بهدف المساهمة فى تعزيز صمود المجاهدين فى غزة، وأكدت أنها جمعت مبالغ طائلة حتى الآن ومن بين الجماعات التابعة للقاعدة الذى يحاول التنظيم إعادة الأوصال معها والسيطرة عليها مرة أخرى فى غزة جيش الإسلام أول الجماعات السلفية الجهادية التى ظهرت فى قطاع غزة التى اكتسبت شهرة دولية بمشاركته إلى جانب كتائب القسام التابعة لحماس وألوية صلاح الدين فى اختطاف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط فى 2007، وفى أعقاب الاختطاف قدمت الجماعة نفسها على منتديات تنظيم القاعدة على أنها منظمة جهادية فلسطينية تشن حربًا دينية على إسرائيل، وبعد وقت قليل نفذت عمليات كبرى أخرى أهمها كان اختطاف الصحفى ستيف سينتانى والمصور أولاف ويج من قناة فوكس نيوز، وأيضًا اختطاف مراسل هيئة الإذاعة البريطانية آلان جونستون واحتجز لأكثر من أربعة أشهر وفاوضت الجماعة على إطلاق سراحه بالإفراج عن رجل الدين التابع لتنظيم القاعدة المحتجز فى المملكة المتحدة أبو قتادة، وتمكنت حماس فى نهاية الأمر من إطلاق سراحه، وشنت حماس حملات صارمة على أنشطة جيش الإسلام مما أدى إلى تقليصها ولكنها استمرت فى شن هجمات متفرقة فى غزة على المدارس الدولية المشتركة واستهدفت فى عدة مناسبات للمجتمع المسيحى المحلى، حتى أنها فى عام 2009 شاركت فى تدريب الجهاديين المصريين من خلية الزيتون وهى جماعة مستوحاة من تنظيم القاعدة كانت تخطط لاغتيال شالوم كوهين السفير الإسرائيلى فى مصر لكن محاولتها كلها باءت بالفشل، وأيضًا جماعة جيش الأمة السلفى فى بيت المقدس والتى بدأت نشاطها الرئيسى فى 2007 عندما أعلنت مسئوليتها عن إطلاق ثلاثة صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل، وأظهرت جماعة جيش الأمة اهتمامها بالأهداف الدولية خلال مؤتمرها الصحفى الأول فى 2008 عندما أعلنت عن نيتها اغتيال الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش خلال رحلته إلى المنطقة، وأكد الإعلان القرب الأيديولوجى للجماعة من تنظيم القاعدة وتبعيته له، ورغم أن حماس سمحت فى البداية للجماعة بمزاولة نشاطها ضد إسرائيل إلا أنها غيرت موقفها فى نهاية المطاف وردت على النشاط المتزايد والعداء باعتقال زعيمها أبو حفص المقدسى بعد أن تحدت الجماعة دعوات حماس للحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وقامت حماس بشكل دورى باعتقال مقاتلى المجموعة وقادتها لكنها لا تزال نشطة.
بالإضافة إلى شبكة جلجلات وهى شبكة سلفية جهادية، وتسمى أيضًا جماعة أنصار السنة، وهى جماعة ذات بنية فضفاضة تتألف إلى حد كبير من مقاتلى حماس السابقين والحاليين ويقدر عدد كادرها العسكرى بنحو 700 جهادى، وكان يقود الجماعة محمود طالب وهو زعيم سابق فى الجناح العسكرى لحماس، بدأت عملياتها لأول مرة فى عام 2006 ردًا على مشاركة حماس فى الانتخابات الفلسطينية، وأعلنت الجماعة رسميًا ولاءها لتنظيم القاعدة، وكانت مسئولة عن عدة عمليات خارجية وداخلية، منها محاولة اغتيال كل من الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر ورئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير عندما زارا غزة، وأيضًا تفجير منزل مروان أبو راس عضو حماس فى المجلس التشريعى الفلسطينى والتفجيرات التى استهدفت مبانى الأمن التابعة لحماس فى 2009، فى أعقاب حملة شنتها الجماعات السلفية قوبل نشاطها بالعداء من قبل حماس، واعتُقل زعيمها مرتين بعد أن تمكن من الفرار المرة الأولى، مما أدى إلى إضعاف قدراتها العملياتية ولكنها لم تمت.
على الرغم أن القاعدة لم تستطع حتى وقتنا هذا من دخول القطاع بشكل رسمى أو تسريب الجهاديين الأجانب إلا أنها تتحكم فى شبكة فضفاضة من المقاتلين الفلسطينيين الذين تبنوا نهجًا جهاديًا دوليًا فى التعامل مع النضال الفلسطينى وعلى الرغم أيضًا من أن أيًا من هذه الجماعات لا يبدو أن لها روابط تنظيمية أو عملياتية ملموسة مع تنظيم القاعدة فإنها جميعًا تظهر قربًا أيديولوجيًا منه وتعلن الولاء له، الأمر الذى يجعل للقاعدة بشكل أو بآخر موطئ قدم فى غزة حتى إذا كانت هذه الجماعات لا تزال تفتقر إلى الحنكة والقوة اللازمة لتنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق سواء داخل غزة ضد أهلها أو ضد إسرائيل أو ضد أى من دول الجوار.
الخلاف التاريخى بين القاعدة وحماس
بدأ الخلاف بين تنظيم القاعدة وحركة حماس بعد محاولات حماس النأى بنفسها عن القاعدة عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، وأيضًا عندما بدأت حماس فى إعادة النظر فى استراتيجيتها فى الساحة الفلسطينية ونهجها تجاه إسرائيل مما أوسع الفجوة الأيديولوجية بين الحركتين، الأمر الذى أدى فى نهاية المطاف إلى اندلاع حرب كلامية بين القاعدة وحماس، كما أن تنظيم القاعدة لم يظهر أى احترام للحركات المقاومة الفلسطينية، بل إنه يرى نفسه دائمًا يؤدى واجبه تجاه الأمة الإسلامية من خلال تقديم مقترحات متطرفة ودق ناقوس الخطر بشأن التصرفات الخاطئة التى تقوم بها الجماعات الفلسطينية والمقاومة، فضلًا عن ذلك فإن عقيدة القاعدة تنص على أن فلسطين ليست صراعًا منعزلًا بل هى جزء من حرب أوسع بين الإسلام والغرب، وعلى هذا فإن الصراع يتطلب التوسع إلى ما هو أبعد من المنظور القومى الضيق الذى يتعلق بدولة فلسطين وهو مرتبط ارتباطًا جوهريًا بحرب القاعدة ضد المعسكر الذى تقوده الولايات المتحدة وعلى وجه التحديد أثارت ثلاثة قرارات رئيسية اتخذتها حماس غضب القاعدة، أولًا مشاركتها فى انتخابات المجلس التشريعى الفلسطينى فى يناير 2006، واتفاقها على تقاسم السلطة مع حركة فتح فى فبراير 2007، ورفضها فرض الشريعة بطرق متطرفة وإرهابية وإعلان إمارة فلسطين الإسلامية بعد إبعاد الموالين لفتح من قطاع غزة، فقد رفضت القاعدة مشاركة حماس فى العملية السياسية مدعية أنها كانت مبنية على دستور علمانى يستلزم تقاسم مجلس تشريعى واحد مع القوى الفلسطينية العلمانية والقومية التى تدعم التسوية مع إسرائيل، وزعمت القاعدة أن مثل هذا القرار يعنى ضمنًا قبول سلطة المجلس وشرعية الاتفاقات التى وقعتها السلطة الفلسطينية، وعلاوة على ذلك فإن هذا القرار يرقى إلى ذبح الشريعة بالموافقة على اتباع دين الديمقراطية الكافر، وأن الديمقراطية كما يزعم زعماء القاعدة تمثل حكم الشعب وبالتالى فهى غير متوافقة مع الشريعة الإسلامية، ولا يجوز وضع حق التشريع فى البرلمان بل يجب أن يكون محجوزًا لله وحده ومن خلال وكلائه فى الأرض، ثانيًا: أن تنظيم القاعدة يرى أن موقف وسياسة حماس تجاه إسرائيل أمر مثير للقلق بشكل خاص، وأن استعادة أى أرض كانت ذات يوم تحت سيطرة المسلمين أمر لا يمكن التفاوض عليه وهدف لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الجهاد المسلح لا التفاوض السلمى وعلى هذا فإن التنازل لإسرائيل عن أى جزء من الأرض أو الاستعداد للتوصل إلى تسوية أو مبدأ الدولتين أمر غير مقبول وحتى البرنامج التدريجى لاستعادة جزء من الأرض بالاتفاق قبل السعى بالجهاد إلى استعادة الباقى أمر محرم، ثالثًا: محاولة حماس لكسر العزلة الدولية بعد إعلانها أنها ستحترم القرارات الدولية على الرغم من رفضها الاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود رأت القاعدة أن مبدأ احترام القرارات الدولية التى وضعها الغرب يظهر تقديرًا أعلى من الاعتراف.
دعا تنظيم القاعدة حماس سابقًا أكثر من مرة إلى التخلى عن الوطنية الكاذبة على حد وصفه والتحول إلى حركة إسلامية حقيقية وأعلن الظواهرى وقتها أن حماس أمام خيار صعب، إما أن تكون حركة وطنية محلية تترأس قطعة صغيرة من الأرض منفصلة عن أهداف الأمة وتشارك فى السعى للحصول على القبول من قبل المجتمع الدولى، أو تسعى إلى إقامة طريق الله على الأرض والقتال حتى يصبح دين الله هو الأعلى وتمثيل القضية المركزية للأمة الإسلامية الجهادية، لكن حركة حماس رفضت وتمسكت بأولوياتها القومية وبعدها تذبذبت حدة تبادل الاتهامات بين الحركتين حتى بلغت ذروتها فجأة فى فبراير 2008، عندما صعد البغدادى من هجوم القاعدة على حماس إلى مستويات جديدة، وكان بيان البغدادى غير عادى فعادة ما تقتصر رسائله على الوضع فى العراق، ولكن الأمر لم يكن كذلك هذه المرة، ففى رسالة صوتية مخصصة للأحداث فى فلسطين بعنوان «الدين النصيحة» اتهم البغدادى زعماء حماس بخيانة دينهم والأمة وكرر اتهامات القاعدة لحماس، ولكنه تجاوز بعد ذلك خطًا أحمر بتحديه المباشر لسيطرة حماس على قطاع غزة أولًا بدعوة الفلسطينيين إلى إنشاء جماعات سلفية لتوجيه الشعب الفلسطينى استعدادًا لوصول الجهاديين الأجانب الحقيقيين كما يدعى، ثم بدعوة أعضاء الجناح العسكرى لحركة حماس كتائب القسام إلى الانفصال عن حماس وعزل قيادتها وردت حماس وقتها ببيان شديد اللهجة على لسان أحد قادة كتائب القسام ونشرته على موقع جهادى على الإنترنت دعت فيه القاعدة إلى الابتعاد عن القضية الفلسطينية ورفضت إعلاناتها باعتبارها تشهيرًا وهجومًا غير مبرر على الحركة وقادتها وأعلنت عدم استعدادها لقبول أى انتقاد لحماس من أشخاص غير مطلعين وينظر إليهم على أنهم مجرد هاربين فى جبال أفغانستان وكانت الرسالة قاسية بشكل فريد، حيث أكد ملقى البيان أن البغدادى يحاول عرقلة جهاد حماس وشق صفوف مجاهديها والسماح بإراقة دمائهم وعلاوة على ذلك وباستخدام لغة مهينة وصف البغدادى وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق بأنهما تكفيريان فاشيان وندد للمرة الأولى أيضًا بتنظيم القاعدة لارتكابه جرائم ضد زملائه المجاهدين فى العراق، وأكد البيان أن حماس لا تزال موحدة وقد نجحت استجابة حماس السريعة والغاضبة فى وقف ديناميكية التصعيد الخطابى بين قادة التنظيمات الإرهابية وحماس، لكن ظلت فلسطين تشكل محورًا مركزيًا فى التصريحات اللاحقة التى أصدرها زعماء القاعدة، ولكن شهيتهم لمهاجمة حركة حماس قد تضاءلت ورغم أن حماس والقاعدة تضعان نضالهما فى سياق إسلامى إلا أن هدف حماس فى نهاية المطاف هدف وطنى تحرير فلسطين، وعلى النقيض من ذلك تركز القاعدة على الجهاد البعيد أمريكا والغرب ونشر مبادئ الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط.
هل ينجح تنظيم القاعدة فى استعادة هيبته فى غزة؟
رغم الصعوبات التنفيذية التى لا تسمح لتنظيم القاعدة بإرسال أعداد كبيرة من الجهاديين الأجانب إلى فلسطين وخاصة قطاع غزة بسبب الطبيعة العشائرية الضيقة للقطاع التى تجعل من المستحيل أن ينمو التنظيم دون أن يكتشف من قبل حماس فإن القاعدة تظل قوة مرنة ومتطورة وتعمل باستمرار على تحسين أساليبها وخاصة بعد تبديد أسطورة انتهائها، فمن الناحية النظرية يمكن لتنظيم القاعدة أن يستعين بالمتعاطفين السلفيين المحليين بما فى ذلك الفلسطينيين الذين تدربوا فى معسكراته فى أفغانستان والمناطق القبلية فى باكستان لقيادة الخلايا الفلسطينية المحلية نيابة عنه، وقد نجحت بالفعل فى بعض هذه المحاولات، ومع أن هذه المحاولات لا تزال ضعيفة على المستوى العملياتى مقارنة بحركة حماس فإن أيديولوجية القاعدة فى الجهاد العالمى تبدو فى صعود فى غزة، وفى الوقت نفسه لا تمل قيادة القاعدة فى ملاحقة سبل جديدة ومبتكرة لتمكين عملائها من اختراق القطاع وإذا تراجعت حماس بسبب الحصار المشدد والحرب مع إسرائيل فإن هذا من شأنه أن يترك ثغرة للمتشددين السلفيين الجهاديين التابعين للقاعدة من الانتشار بشكل أكبر ولابد أن نضع فى الحسبان احتمالات زعزعة هذه الفصائل المرتبطة بتنظيم القاعدة للسلام الهش فى المنطقة بأكملها.