كيف رصدت الصحافة الإسرائيلية ما يحدث على أرض الفيروز؟ قطار سيناء.. مسافة «السكة الحديد»

مرڤت الحطيم
فى ضربة جديدة لمخطط إسرائيل بتوطين الفلسطينيين فى سيناء وفى الوقت الذى تحارب فيه إسرائيل على عدة جبهات سواء فى غزة أو جنوب لبنان أو إيران أو اليمن والحوثيين؛ كانت مصر تبنى فى سيناء وتعمر وتنفذ جزءًا من خطتها واستراتيجيتها لتنمية شبه الجزيرة ونقل المصريين إليها.
وعندما علمت إسرائيل بدأت صحافتها تصرخ وتسأل نتنياهو: ماذا فعلت بوجودك فى محور فيلادلڤيا؟
وماذا فعلت بحربك على عدة جبهات ومصر تبنى وتعمر فى سيناء؟
أطلقت مصر بالفعل ضربة جديدة لمواجهة هذا المخطط، ببدء استقبال أول قطار ركاب يدخل المحافظة منذ 50 عامًا وذلك ضمن مشروع ممر العريش / طابا الذى سيربط المحافظة بباقى أنحاء مصر والذى بدأ أولى رحلاته يوم الاثنين الماضى، ليصبح الوصول إلى طابا «مسافة السكة الحديد».
قبل شهور نشر موقع (dekelegypt) الإخبارى الإسرائيلى مقالا للمقدم متقاعد إيلى ديكال ديليتسكى الباحث الإسرائيلى فى أنظمة البنية التحتية فى الدول العربية الأسبوع الماضى، تناول اقتراب مصر من تدشين كوبرى السكة الحديد فى منطقة الفردان عند الكيلو 68 من قناة السويس، حيث سيسمح افتتاح الكوبرى باستئناف حركة القطارات إلى سيناء.
ويستعرض المقال بالموقع الاستخبارى الإسرائيلى تاريخ كوبرى السكة الحديد بالفردان والخطط المصرية لفتح خطوط السكة الحديد فى سيناء.
ويحلل المقال الذى أعده المقدم بالجيش الإسرائيلى أيضًا الآثار العسكرية لإسرائيل الناجمة عن بناء وإعادة افتتاح هذا الجسر الاستراتيجى، وأشار الموقع إلى أنه بعد تدشين قناة السويس عام 1859، تم إنشاء جسر السكة الحديد فى منطقة الخرش شمال القنطرة عند الكيلو 45 من قناة السويس وبسبب توسع القناة، توقف الجسر عن الاستخدام، وفى عام 1920 قام الإنجليز ببناء جسر جديد فى منطقة الفردان عند الكيلو 68 من قناة السويس-حوالى 12 كم شمال الإسماعيلية وبسبب توسعة أخرى لقناة السويس تم استبدال هذا الجسر بجسر أطول.
وبعد انتهاء حرب أكتوبر 1973 تم استئناف الملاحة فى قناة السويس، وتم توسيع القناة من 180 مترًا إلى 300 متر وتوقف الجسر عن العمل مرة أخرى، وفى عام 2001، افتتح الرئيس الأسبق مبارك جسرًا دوارًا جديدًا بطول إجمالى 640 مترًا. ومع إنشاء الكوبرى الجديد تم إنشاء خط سكة حديد فى سيناء باتجاه ميناء الحاويات الكبير المقام فى سيناء عند المخرج الشمالى لقناة السويس مقابل مدينة بورفؤاد، كما بدأ العمل فى تجديد خط سكة حديد القنطرة - العريش. وفى عام 2015 بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة فى مصر، قرر قطع جزء موازٍ من قناة السويس بطول 35 كيلومترًا من جنوب القنطرة إلى دوفرسوار عند الطرف الشمالى للبحيرة المرة الكبرى إلى سيناء فى الفردان، وفى البداية خطط الرئيس السيسى لحفر نفق للقطار من شأنه أن يسمح باستئناف حركة القطارات.
كذلك يأتى المشروع ضمن خطط مصرية لتنمية سيناء، ونقل ما لا يقل عن 3 ملايين مصرى إليها لمواجهة مخطط توطين الفلسطينيين.
وبعد تسرب معلومات عن وضع المخابرات الإسرائيلية خطة من أجل نقل المدنيين فى قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى مخيمات فى شبه جزيرة سيناء. حيث اقترحت الخطة التى تم نشرها فى مواقع إسرائيلية لأول مرة، نقل المدنيين من غزة إلى مدن خيام فى شمال سيناء، ثم بناء مدن دائمة وممر إنسانى. كما اقترحت إنشاء منطقة أمنية داخل إسرائيل لمنع النازحين الفلسطينيين من الدخول مرة أخرى. فيما كشفت مصر عن خطتها تزامنا مع تلك التسريبات.
يذكر أن الحكومة المصرية قررت منذ عام 2014 تنفيذ خطة شاملة واستراتيجية لتعمير سيناء وإقامة مشروعات وتوطين المصريين فيها، وربط المنطقة بمدن ومحافظات البلاد، وتنفيذ مشروعات بأكثر من 600 مليار جنيه، مع إعادة تسكين أهالى سيناء.
ويشار إلى أن مشروع ممر العريش / طابا الذى تنفذه مصر سيربط محافظة شمال سيناء بباقى أنحاء مصر. ويبدأ المشروع من ميناء العريش البحرى حتى منفذ طابا البرى ويربط بينهما خط سكك حديد العريش / طابا، وهو امتداد لخط الفردان -بئر العبد- العريش مرورًا بمنطقة الصناعات الثقيلة وسط سيناء، مما يشكل طريقًا مهمًا يخدم حركة التجارة والصناعة والتعدين بطول مساره ويربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة. كما يخدم الممر المناطق اللوجستية الجارى إنشاؤها بشبه جزيرة سيناء، وهى: الطور ورفح والعوجة والحسنة والنقب وطابا ورأس سدر وبئر العبد، والذى تهدف مصر من خلاله لتحويل المنطقة لمركز إقليمى للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت وتطوير منظومة النقل على مستوى البلاد.
ومع بداية إنشاء الكوبرى تم استئناف أعمال إنشاء خط السكة الحديد القنطرة / العريش، وبحلول فبراير 2024، تم مد خط السكة الحديد حتى محطة بئر العبد، على بعد حوالى 65 كيلو مترًا غرب القناة وفى منتصف الطريق تقريبًا إلى ميناء العريش، ومؤخرًا توصل المصريون إلى خطة لمد خط سكة حديد الذى سيربط الميناء المقام فى العريش بالميناء الذى سيتم إنشاؤه فى طابا، وأنه حتى الآن لا توجد أى استعدادات ميدانية لإنشاء هذه السكة الحديد، كما لا توجد أى استعدادات لإنشاء السكة الحديد لميناء طابا وفق الموقع العبرى الذى لم يكن يعلم أنه فى وقت كتابة مقاله كانت مصر تفتتح الخط التجريبى.
وأوضح المحلل الإسرائيلى أن القطار هو أسرع وأرخص وسيلة نقل على الأرض، وتمتلك مصر شبكة واسعة من السكك الحديدية ويستخدمها الجيش المصرى على نطاق واسع، وهكذا، على سبيل المثال، فإن معظم الدبابات التى ذهبت إلى سيناء عشية حرب 1967 مرت من جسر الفردان. وأضاف المحلل الإسرائيلى: استعدادًا لحرب 1973 قام المصريون ببناء محطة سكة حديد كبيرة بها عدد كبير من المنصات التى تُتيح التحميل والتفريغ السريع للإمدادات العسكرية والأسلحة، وتم بناء رؤوس الكبارى بالقرب من مدينة السويس وفى معسكرات الهايكستاب. مشيرًا إلى أنه خلال السنوات الأخيرة تم إنشاء أنواع مختلفة من الجسور والأنفاق فى قناة السويس، ويبلغ عددها حاليا 59. ومع ذلك فإن جسر السكة الحديد المزدوج الذى سيتم افتتاحه فى الفردان سيُحسّن بشكل كبير القدرة على نقل كميات كبيرة من الإمدادات والذخائر بسرعة من مصر إلى سيناء.
وفى مفاجأة سارة لأهالى سيناء الحبيبة وتزامنًا مع احتفالات الشعب المصرى بالذكرى الـ 51 لانتصار أكتوبر المجيد وفى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بتنفيذ الاستراتيجية الشاملة لتنمية سيناء، وأن تكون فى مقدمة أولويات عمل الوزارات بالحكومة المصرية شارك الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أهالى سيناء الاحتفال بانطلاق التشغيل التجريبى لقطار التنمية من جديد فى ربوع سيناء وهو خط الفردان / بئر العبد للسكك الحديدية بطول 100 كم.
والذى تم الانتهاء من تجديد وإعادة تأهيل واستعادة كفاءة محطاته كمرحلة أولى من مشروع إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط سكة حديد الفردان / شرق بورسعيد / بئر العبد / العريش / طابا بطول إجمالى حوالى 500 كم، والذى يُعتبر أحد المكونات الرئيسية للممر اللوجيستى العريش /طابا والذى سيساهم فى تحقيق التنمية الشاملة فى سيناء حيث استقل نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة الفريق مهندس كامل الوزير يرافقه اللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء واللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، والقيادات التنفيذبة والشعبية ومشايخ القبائل قطار التنمية من محطة الشيخ زايد حتى محطة بئر العبد مرورًا بمحطات القنطرة شرق وجلبانة وبالوظة ورمانة ونـجيلة حيث تفقد الوزير تلك المحطات والتقى الوزير بأهالى وطلبة المدارس بسيناء الحبيبة والذين استقبلوا القطار فى جميع المحطات بالأعلام وهتافات تحيا مصر و يحيا الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
حيث أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل لأهالى سيناء على أن انطلاق قطار التنمية من جديد فى سيناء هو هدية الرئيس لأهالى سيناء الحبيبة، وأن هناك توجيهات من الرئيس بتحقيق جميع مطالب أهالى سيناء وتنفيذ جميع المشروعات التى تخدم المواطن بها مشيرًا إلى أن إعادة تشغيل هذا الخط يُعتبر إضافة قوية لوسائل النقل والمواصلات فى ربوع سيناء وخاصة أن قطار التنمية سيقدم للركاب مستويات خدمة مميزة ونظيفة وسريعة وقدم أهالى سيناء الشكر للرئيس السيسى على انطلاق قطار التنمية فى سيناء وتنفيذ مشروعات تحقق التنمية الشاملة مؤكدين أنه يوم تاريخى لأهالى سيناء وأن ما يتحقق على أرض الواقع من إنجازات يدعو للفخر وأن كل أهالى سيناء يد واحدة خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لاستكمال مسيرة الإنجازات والبناء التى تتحقق على أرض الواقع فى أرض الفيروز.
كما شهد الوزير عبور أحد قطارات البضائع عبر الخط باتجاه ميناء شرق بورسعيد وذلك فى إطار منظومة نقل البضائع من ميناء شرق بورسعيد إلى جميع أنحاء الجمهورية عبر خطوط شبكة السكك الحديدية وحيث سبق وتم عبور أول قطار لنقل حاويات الترانزيت من ساحة شركة الإسكندرية لتداول الحاويات بميناء الدخيلة إلى ميناء شرق بورسعيد عبر المحطة التبادلية بالكيلومتر 8 (محطة لتبادل البضائع) وفى تصريحات صحفية على هامش انطلاق قطار التنمية قال الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل فى لقائه بوسائل الإعلام بمحطة بئر العبد: إن هذا اليوم يوم مهم جدًا لأهالى سيناء الحبيبة والشعب المصرى العظيم حيث يتزامن التشغيل التجريبى لقطارات الركاب بخط الفردان بئر العبد مع ذكرى عزيزة على قلب كل مصرى وهى الذكرى الـ 51 لانتصار أكتوبر المجيد مشيرًا إلى أن تشغيل هذا الخط سيُساهم فى تسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع من سيناء إلى جميع المحافظات وخلق مجتمعات عمرانية جديدة ومناطق صناعية متعددة ودعم مشروعات التنمية الاقتصادية بمحافظة شمال سيناء وانخفاض تكلفة نقل البضائع والأفراد عن وسائل النقل الأخرى، وكذلك دعم حركة السياحة داخل المدن السياحية بشمال سيناء هذا وقد تقرر بدءًا من يوم السبت الموافق 12 أكتوبر وحتى الجمعة 18 أكتوبر أن يكون تشغيل القطارات مجانًا للركاب هدية من الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لأهالى سيناء.
ومن المعروف أن مشروع ممر العريش / طابا ليس المشروع الوحيد الذى تم إنشاؤه لتنمية سيناء ولكن سبقه مشروع أنفاق قناة السويس الذى يُعتبر أكبر مشروع أنفاق فى تاريخ مصر والشرق الأوسط بالإضافة إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذه فى وقت قياسى، كما تعتبر أنفاق قناة السويس هى الأضخم فى تاريخ مصر وعلى مستوى الشرق الأوسط من حيث الأطوال والأقطار وحجم الأعمال، والخطة الزمنية القياسية للتنفيذ من خلال دراسات علمية دقيقة وأعمال تمت بسواعد وخبرة مصرية 100 %. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أطلق إشارة البدء فى تنفيذ مشروع أنفاق قناة السويس فى يوليو 2016، ليتم تنفيذ أعمال إنشاء وحفر وبناء وتشطيب أنفاق قناة السويس بأيادٍ مصرية، فى ملحمة نفذها 3 آلاف عامل ومهندس مصرى لينتهى العمل من تشييد الأنفاق خلال 3 سنوات فقط. وقد قام الرئيس السيسى بافتتاحها 5 مايو 2019، ومن الجدير بالذكر أن هيئة قناة السويس طرحت فكرة المشروع عام 2014 بخطة لتطوير محور قناة السويس والتى اشتملت على بناء قناة جديدة موازية لقناة السويس القديمة لتسهيل حركة الملاحة فى القناة وحفر عدد من الأنفاق أسفل القناة.
وبلغت تكلفة إنشاء أنفاق قناة السويس 12 مليار جنيه، وتتكون من مجموعة 6 أنفاق تمتد أسفل قناة السويس، وتتضمن 2 نفق فى بورسعيد، و2 نفق فى الإسماعيلية، ونفق موازى لنفق الشهيد أحمد حمدى وهو نفق الشهيد أحمد حمدى 2، ليصل إجمالى أنفاق قناة السويس إلى 6 أنفاق، فى محافظات القناة. وتهدف الدولة من إنشاء الأنفاق أسفل القناة زيادة نقاط الاتصال بين سيناء وباقى المحافظات.
ومع تقليص زمن العبور للقناة يسهل نقل البضائع بمختلف أنواعها الزراعية والاستهلاكية والصناعية، ومن ثم تنشيط حركة التجارة فى مدن القناة بعد أن كانت تقتصر عملية النقل على عبارات هيئة قناة السويس وكوبرى السلام، ونفق الشهيد أحمد حمدى الذى أنشئ قبل ثلاثة عقود مما كان يتسبب فى تكدس شديد، إذ تصل مسافة انتظار السيارات فى بعض الأحيان إلى خمسة كيلومترات، ومدة انتظار الشاحنات فى أوقات الذروة إلى خمسة أيام. كما أن سلسلة الأنفاق العملاقة أسفل القناة عززت من اختصار ساعات طويلة من رحلة العبور من شرق القناة إلى غربها والعكس، حيث لا يتجاوز زمن عبور الأنفاق 10 دقائق ؛ وتم مراعاة تصميم الأنفاق لأعلى معايير السلامة والأمان العالمية من خلال أحدث أنظمة التشغيل والتحكم فى الأنفاق شاملة أنظمة التهوية والإضاءة والمراقبة بالكاميرات والتحكم فى المرور والاتصالات السلكية واللاسلكية ومكافحة الحريق الأتوماتيكية.