السيسي وبن زايد يشهدان حفل تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية..
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأول الخميس، حفل تخرُّج دفعات الكليات العسكرية للعام 2024 بالعاصمة الإدارية الجديدة من مقر الأكاديمية العسكرية المصرية بالتزامن مع احتفال القوات المسلحة بمرور 51 عامًا على نصر 6 أكتوبر المجيد.. وحضر الحفل رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من قادة القوات المسلحة والوزراء وكبار رجال الدولة.
وشهد الحفل تخريج الدفعة 118 من الكلية الحربية، والدفعة 75 من الكلية البحرية، والدفعة 91 من الكلية الجوية، والدفعة 61 من الكلية الفنية العسكرية، والدفعة 52 دفاع جوى، والدفعة 53 من الكلية التكنولوجية.
عَلم القوات المسلحة
رفع الرئيس عبدالفتاح السيسي، عَلم القوات المسلحة على مقر الأكاديمية العسكرية الجديدة فى العاصمة الإدارية إيذانًا بافتتاحها.
وشارك الرئيس السيسي، فى رفع العَلم، الرئيس الإماراتى، الشيخ محمد بن زايد، وشهد الرئيسان عزف السلام الخاص برفع عَلم القوات المسلحة.
أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن شكره وترحيبه بالرئيس الإماراتى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق له؛ لحضوره حفل تخرُّج طلبة الكلية العسكرية.
فيلم تسجيلى
شاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي والحضور خلال الاحتفال، فيلمًا تسجيليًا بعنوان «الجمهورية الجديدة» يستعرض فيه جهود الدولة المصرية على مدار 10 سنوات ماضية؛ لتأسيس جمهورية جديدة مواكبة للعصر تليق بمكانة مصر وشعبها.
ولفت الفيلم إلى أن حلم «الجمهورية الجديدة» تحققَ بجهد كبير وعمل متواصل ليلاً ونهارًا، واختيار مصر الطريق الصعب وهو طريق الإصلاح الجذرى لمواجهة كافة التحديات، وأن مصر شهدت ملحمة لم تشهدها منذ أكثر من 150 عامًا فى التطوير والبناء.
عرض جوى فى الكلية الحربية
وعقب ذلك شاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الإماراتى الشيخ محمد بن زايد؛ عرضًا لقوات الصاعقة، خريجى الكلية الحربية، خلال حفل تخريج فرع جديد للكلية والكليات العسكرية 2024. وتضمنت تظاهرة قوات الصاعقة إنزالات جوية والتعامل مع الهجمات الإرهابية وعمليات الإخلاء السريع والقبض على المجرمين وإخلاء الرهائن.
ثم عرضت الموسيقات العسكرية المعزوفات والأناشيد العسكرية، وقامت برسم عدد من الأشكال بأجسادهم فى أرض العرض ومنها شكل «الأوكتاجون» وشعار رجال القوات المسلحة «الدرع والسيف»، بالإضافة إلى «تحيا مصر» و«العاشر من رمضان».
وتلى ذلك عرض 1100 طالب من طلاب الأكاديمية العسكرية أرقى مستويات التدريب العسكرى، وهو عرض الفنيات العسكرية باستخدام السلاح.
كما جرى عرض أشكال شعارات الكلية الحربية منذ إنشائها فى عهد محمد علي حتى اليوم باستخدام الدرون... وعقب ذلك تدفق إلى طابور العرض خريجو الأكاديمية العسكرية وأكاديمية الشرطة يتقدمهم حَمَلة الأعلام وفى مقدمتهم عَلم القوات المسلحة وأعلام الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وعَلم الأكاديمية العسكرية وعَلم أكاديمية الشرطة، ثم ردد خريجو الأكاديمية العسكرية شعار الأكاديمية «الواجب.. الشرف.. الوطن».
وعقب ذلك ظهرت فى سماء العرض مجموعة من طائرات الهليكوبتر طراز «الجازيل» وتحمل عَلم مصر وعَلم القوات المسلحة وأعلام الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وعَلم الأكاديمية العسكرية، كما شكّل طلابُ الأكاديمية والكليات العسكرية عَلم جمهورية مصر العربية ليُزين ساحة الاحتفال.
وظهر فى سماء العرض تشكيل مكوَّن من 19 طائرة طراز «جروب»؛ حيث تم تشكيل رقم الدفعة الـ 118 من الكلية الحربية وما يعادلها من الكليات العسكرية.
أنواط الامتياز
كما منح الرئيس عبدالفتاح السيسي أنواط الامتياز لأوائل الخريجين من الكليات العسكرية. كما صدَّق الرئيس على نتائج الكليات العسكرية للطلاب الخريجين.
كلمة الرئيس
وفى كلمته خلال الحفل قال الرئيس السيسي: «يأتى شهر أكتوبر من كل عام.. حاملاً معه نسائم الانتصار والمَجد.. تلك الأيام التى نستحضر فيها دروسَ النصر.. ونحتفى بالأبطال والشهداء.. ونحيى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة.. التى تتزامن مع احتفالنا بتخريج دفعات جديدة.. من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.. لينضموا إلى ساحات الشرف والبطولة.. مدافعين عن أمن مصر وسلامة شعبها.. بعد أن تم إعدادهم؛ وفقًا لأفضل وأرقى المستويات العسكرية والعلمية».
وأضاف الرئيس: «فى مثل هذه الأيام.. منذ واحد وخمسين عامًا.. حققت مصر نصرًا سيبقى خالدًا.. فى ذاكرة هذا الوطن.. وعلى صفحات تاريخه المجيد.. انتصارًا؛ يُذَكّر الجميع دائمًا.. بأن هذا الوطن- بتلاحم شعبه وقيادته وجيشه- قادر على فعل المستحيل مَهما عظم.. وأن روح أكتوبر.. ليست شعارات إنشائية تقال؛ بل هى كامنة فى جوهر هذا الشعب.. ومعدنـه الأصيـل.. تظهر جليّة عند الشدائد.. معبرة عن قوة الحق، وعزة النفس، وصلابة الإرادة.. ويسجل التاريخ بكلمات من نور.. أن مصر عزيزة بأبنائها.. قوية بمؤسَّساتها.. شامخة بقواتها المسلحة.. وفخورة بتضحيات أبنائها.
إن ما حققته مصر فى حرب أكتوبر المجيدة.. سيظل أبد الدهر؛ شاهدًا على قوة إرادة الشعب المصرى، وكفاءة قواته المسلحة، وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم».
وأردف الرئيس: «يأتى احتفالنا هذا العام، بذكرى نصر أكتوبر المجيد.. فى ظرف بالغ الدقة فى تاريخ منطقتنا.. التى تموج بأحداث دامية متصاعدة.. تعصف بمقدرات شعوبها.. وتهـدد أمــن وســلامة بلـدانها.. ويأتى هذا التصعيد الإقليمى. وسط أجواء من الترقب على المستوى الدولى.. تذكرنا.. بما حققه المصريون- بالتماسك وتحمُّل الصعاب- من أجل بناء قوتنا المسلحة؛ للحفاظ على سلامة هذا الوطن الغالـى، وتبديــد أى أوهـــام لــدى أى طــرف.
إن اللحظة التاريخية الفارقة، التى تمر بها منطقتنا الآن.. تدعونا للتأكيد مجددًا.. بأن السلام العادل هو الحل الوحيد؛ لضمان التعايش الآمن والمستدام، بين شعوب المنطقة.. وأن التصعيد والعنف والدمار.. يؤدون إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية.. وزيادة المخاطر؛ إقليميًا ودوليًا.. بما لا يحقق مصالح أى شعب، يرغب فى الأمـن والسلام والتنمية.. ومن هذا المنطلق؛ فإن مصر تؤكد موقفها الثابت.. المدعوم بالتوافق الدولى؛ بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع».
وتابع الرئيس: اسمحوا لى أن أتوجَّه اليوم بالتحية والتقدير.. للقوات المسلحة المصرية.. تلك المؤسَّسة الوطنية العريقة.. التى لم ولن تتخلف يومًا.. عن التصدى لتحمل المسئولية، مَهما ثقلت.. وتأدية الأمانة، مَهما بلغت.. تحية لها بجميع أجيالها.. من المحاربين القدامى إلى الأجيال الصاعدة.
وسلامًا على شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة.. الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لشعبها.. وتحية لأسَرهم وعائلاتهم.. الذين تحمَّلوا قسوة الفراق.. وقدَّموهم ثمنًا غاليًا؛ ليعيش الوطن كريمًا مطمئنًا.
كما نتوجَّه بتحية احترام وتقدير متجددة.. إلى روح البطل الشهيد.. الرئيس محمد أنور السادات.. بطل استرداد الكرامة والأرض.. بالحرب والسلام.. بالشجاعة والرؤية الاستراتيجية.. ونقول لروحه اليوم: «إن ما وهبت حياتك من أجله.. لن يضيع هدرًا أو هباءً؛ بل وضع الأساس الراسخ.. الذى نبنى عليه؛ ليبقى الوطن شامخًا والشعب آمنًا.. يحيا مرفوع الرأس على أرضه.. لا ينقص منها شبر.. ولن ينقص بإذن الله.. وهذا وعدنا وعهدنا لشعبنا العظيم».
وفى ختام كلمته قال الرئيس: «إن سلامة هذا الوطن.. ما كان لها أن تتحقق.. فى مواجهة تلك التحديات التى مررنا بها، على مدار السنوات الماضية؛ لولا صمود هذا الشعب الأمين ووحدته.. فتضحيات أبناء هذا الوطن.. هى نهر عطاء مستمر على مدار التاريخ.. وإن اختلفت صورها.. وستظل مصر بوحدة شعبها.. أكبرَ من جميع التحديات والصعاب.. وسيستمر تقدمها للأمام.. محفوظا بنصر الله ورعايته.. وإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الكريم».