أكتوبر 73
51 عامًا على النصر.. أكثر من نصف قرن على أكتوبر 73.. ولا يزال بريقها متوهجًا كتوهُّج الشمس، ولم لا؟! وهى الحرب التى كسرت غطرسة وغرور من ظنوا أنفسهم أنهم قادرون على كسر عزيمة المصريين، أو أوهمتهم أحلامهم أنهم من الممكن أن يدنسوا حبة رمل واحدة من أرض مصر الطاهرة.
تحتفل مصر فى 6 أكتوبر من كل عام بذكرى الانتصار فى حرب أكتوبر المجيدة الذى تتناوله العسكرية العالمية، بالفحص والدرس حتى الآن، وربما لأجيال طويلة مقبلة، نتذكر التضحيات التى بذلها رجال هانت أرواحهم، ولم تهن مكانة الوطن فى قلوبهم، يجب التأكيد على أن هذا الانتصار كانت له نتائج عميقة فى كثير من المجالات، على الصعيد المحلى لدول الحرب، والإقليمى للمنطقة العربية. كما كانت له انعكاسات على العلاقات الدولية بين دول المنطقة، والعالم الخارجى، خاصة الدول العظمى والكبرى.
أثبتت الحرب للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور، يستند إلى شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، مما أكد للجميع أن الشعب المصرى ضرب أروع صور البطولة ووقف إلى جوار قواته المسلحة.
أكدت حرب أكتوبر استحالة سياسة فرض الأمر الواقع، واستحالة إجبار شعوب المنطقة، كما أثبتت أيضا أن الأمن الحقيقى لا يضمنه التوسع الجغرافى على حساب الآخرين ولذلك تنبه العالم لضرورة إيجاد حل للصراع العربى - الإسرائيلى، وكان من أبرز نتائج تلك الحرب رفع شعار المفاوضات وليس السلاح.
التضامن العربى الذى ظهر بوضوح فى حرب أكتوبر دليل قاطع على بداية شعور العرب ولأول مرّة فى تاريخهم المعاصر بالخطر على أمنهم القومى والاستراتيجى ولذلك توج هذا التضامن بنصر عسكرى كبير فخر به الجميع.
ولقد فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية عامة والأمريكية خاصة، رغم انحياز واشنطن الواضح لإسرائيل، لكن الانحياز لم يتحمل هول صدمة المفاجأة، فتصدر نصر أكتوبر صدر عناوين مختلف وسائل الإعلام، كما علق العديد من قادة العالم على الحرب، وتبارى الأدباء فى تسجيل مراحل الحرب المختلفة ونتائجها وكواليسها.