نصر أكتوبر أبطال وبطولات نادرة.. لا يفعلها إلا المصريون

لم تكن عظمة حرب أكتوبر تتلخص فقط فى خطط الخداع الاستراتيجى أو التسليح أو الاستعداد على أعلى مستوى، ولكن كان مفتاح السر لتحقيق النصر هو المقاتل المصرى والذى سنسرد بعضًا من بطولاته خلال الحرب وما سبقتها من عمليات استنزاف للعدو، وهى بطولات تؤكد أنها لا يستطيع القيام بها سوى المصريين فقط.

(باقى زكى يوسف)
من هؤلاء الأبطال (اللواء باقى زكى يوسف)..أما عن بطولته.. فبعد هزيمة 1967 تولى اللواء باقى زكى يوسف رئاسة فرع مركبات الفرقة 19 مشاة غرب قناة السويس فى نطاق الجيش الثالث الميدانى برتبة «مُقدّم»، وفى يوليو 1969 كلفت الفرقة 19 بمهمة عبور القناة واختراق الساتر الترابى الذى يطلق عليه (خط بارليف). بأساليب القتال المعروفة كانت هذه المهمة تعتبر شبه مستحيلة لأنها تحتاج إلى 15 ساعة لتفجير الساتر الترابى وسينتج عنها خسائر كبيرة فى الأرواح وفى المعدات.
حينئذٍ قفزت الفكرة لعقل المقدم المهندس وبادر بإعلانها مستدعيًا خبرته فى تجريف الجبال فى أسوان.. قوة الماء الدافعة قادرة على فتح ثغرات فى الساتر الترابى.
«قانون نيوتن الثانى» يضمن لنا وضع معامل انهيار قادر على تحطيم أسطورة خط بارليف! كثيرون درسوا قوانين نيوتن لكن المهندس الشاب عرف كيف يستدعى ما لديه من علم وكيف يوظفه، دور الأسد فى دائرة (الزودياك) هو الابتكار.. الأسد مُنظم ومحدّد فى أفكاره ولديه موهبة خلاقة، لديه ثقة تامة فى قدرته على حماية الآخرين ممن يحتاجون لحمايته. الشخص الأسد متفائل ولديه إصرار ويشعر أن العالم ملكه.
يقول اللواء باقى: «كنت أرى الساتر الترابى فى حضنى وأنا قادر على إسقاطه». الحياة فى نظره كلها نور، وهو قادر أن يلقى الماضى المظلم خلفه ويسعى نحو تحقيق معجزات المستقبل. وبمنتهى الثقة، يقرر الأسد أن العالم فى حاجة لتعلم أصول الحكمة منه وهو أكثر من مصمم على تقديم النصح للآخرين.. هو محب للقوانين ويُلزِم من حوله بها كالشمس.. يُحرّك الناس من حوله بحرفية، وقد استطاع اللواء باقى بذكائه الاجتماعى، أن يحصل على الخرائط التى استخدمت فى أسوان لتطبيقها فى المهمة السرية محافظًا على سرية الهدف. فهذا الرجل لم يحرك فقط الأشخاص لتحقيق هدفه بل استطاع أن يحرك الجبال الشاهقة فقط بالعلم.. هو الأسد الأكثر إصرارًا على الحفاظ على صورة الشموخ والنُبل واحترام الذات لذلك هو «باق» بقاء أفكاره وأهدافه النبيلة والشامخة.

(إبراهيم عبدالتواب)
تولى العقيد إبراهيم عبدالتواب بنفسه تشكيل كتيبة واستكمالها من أفراد ومعدات، فحرص على حصول ضباطه على الفرق التعليمية التى تؤهلهم للمناصب التى يشغلها كل منهم، وكان يقوم بنفسه بإعداد طوابير التدريب التكتيكى لوحدته حتى يطمئن إلى أن كل فرد قادر على تنفيذ المهام التى يُكلف بها فى كفاءة تامة، كانت مهمة كتيبة البطل خلال حرب أكتوبر المجيدة، هى اقتحام البحيرات المرة الصغرى تحت تغطية من نيران المدفعية والقصف الجوى للطائرات المصرية، ثم التحرك شرقــًا على طريق (الطاسة) ثم طريق (الممرات) لتهاجم وتستولى على المدخل الغربى لممر (متلا)، وبالفعل فى الموعد المحدد ومع صيحات الله أكبر التى انطلقت من حناجر رجال القوات المسلحة تبث الرعب فى قلوب الأعداء، انطلقت كتيبة البطل لتقتحم البحيرات المرة الصغرى بنجاح تام وفى فترة زمنية صغيرة للغاية، بفضل التوجيه المميز للقائد الشهيد/ إبراهيم عبدالتواب، حتى وصلت الكتيبة إلى البر الشرقى للبحيرات وبدأت تنفيذ الشق الثانى من المهمة وهو السيطرة على ممر (متلا)، ورغم العقبات التى واجهت كتيبة البطل وشراسة العدو المصاب بالذهول؛ فإن إيمان الرجال بنصر الله ورغبتهم فى استعادة كرامة الوطن حولتهم إلى أسود مرعبة فرت من أمامها مدرعات العدو ودباباته. استمرت مهمة البطل إبراهيم عبدالتواب ورجاله فى تلك المنطقة وكبدوا العدو الإسرائيلى خسائر هائلة فى الأرواح والمعدات، حتى التاسع من أكتوبر 1973.. حيث صدرت الأوامر بمهاجمة النقطة الحصينة شرق (كبريت) والاستيلاء عليها.
فى يوم التاسع من أكتوبر 1973 تحركت كتيبة البطل إبراهيم عبدالتواب نحو نقطة (كبريت) الحصينة، حيث اعتمدت خطة الشهيد على استغلال نيران المدفعية والدبابات لاقتحام النقطة الحصينة من اتجاهى الشرق والجنوب بقوة سرية مشاة، فى نفس الوقت الذى تقوم باقى وحدات الكتيبة بعملية عزل وحصار من جميع الجهات لمنع تدخل احتياطى العدو الإسرائيلى.
ورغم قصف طيران العدو، واشتباك وحداته المدرعة فى قتال ضار مع كتيبة البطل على بعد حوالى 3 كم من النقطة الحصينة؛ فإن عزم القائد البطل ورجاله كان أقوى من أى عقبات، وسرعان ما انهارت قوات العدو وانسحبت مذعورة خلف التباب القريبة، وانطلق خلفها رجال الكتيبة الأبطال ونجحوا فى تدمير الدبابات عن آخرها، وفى الرابع عشر من يناير 1974 وبينما كان البطل يواجه إحدى غارات العدو، سقطت دانة غادرة إلى جواره فاستُشهد رحمه الله بين رجاله.

(صائد الدبابات)
محمد عبدالعاطى أشهر صائد دبابات، وضع اسمه ضمن الموسوعات الحربية، بعد ما استطاع تدمير أكتر من 30 دبابة ومدرعة إسرائيلية فى حرب أكتوبر 1973.
كان أول فرد فى مجموعته يعبر خط بارليف.
ولد عبدالعاطى فى قرية «شيبة قش»، والتحق بالقوات المسلحة فى 15 نوفمبر 1969 بعد ما أنهى دراسته، وكان قدره أن يتم تجنيده فى وقت كانت فيه البلاد تقوم بالتعبئة الشاملة استعدادًا لمعركة التحرير.
فى البداية انضم لسلاح الصاعقة، وانتقل بعدها إلى سلاح المدفعية حتى يبدأ مرحلة جديدة من حياته بالتخصص فى الصواريخ المضادة للدبابات، وبالتحديد فى الصاروخ «فهد» -اللى كان وقتها من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات اللى وصلت للجيش المصرى- وكان مداه يصل إلى 3 كيلومترات، وكان له قوة تدميرية هائلة.
التحق البطل عبدالعاطى باللواء 112 مشاة فى الكتيبة 35 مقذوفات، وكان اليوم التالت فى الحرب «8 أكتوبر» هو يوم مجده فى واحدة من المعارك البرية على بعد 80 كيلومترًا فى سيناء.
قام عبدالعاطى بإطلاق أول صاروخ ونجح فى إصابة الدبابة الأولى حتى يواصل إصاباته لدبابات العدو حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة فى نصف ساعة، وبسببه قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية مكانها.
فى اليوم الرابع، فوجئ عبدالعاطى بقوة إسرائيلية مدرعة جاءت لمهاجمتهم فواجههم بسلاحه وأطلق الصاروخ الأول على مجنزرة وأصابها، واصطاد الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى وصل رصيده فى هذا اليوم إلى 17 دبابة.
وفى 18 أكتوبر، دمر دبابتين وعربية مجنزرة حتى يبقى رصيده من تدمير دبابات الصهاينة 23 دبابة و3 مجنزرات.
حصل البطل على وسام نجمة سيناء من الطبقة التانية ومات فى سنة 2001 ولُقب بـ«صائد الدبابات».

(إبراهيم الرفاعى)
البطل الخارق إبراهيم الرفاعى.. مع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر، انطلقت كتيبة الصاعقة التى يقودها البطل إبراهيم الرفاعى فى ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول فى منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال فى تنفيذ المهمة وتتوالى عمليات المجموعة الناجحة على مواقع العدو الإسرائيلى بمنطقتى (شرم الشيخ) و( رأس محمد).
فى السابع من أكتوبر تنجح المجموعة فى الإغارة على مطار (الطور) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالارتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل.
فى الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة (الدفرسوار) لتدمير المعبر الذى أقامه العدو لعبور قواته. وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر فى نفس الوقت الذى تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم فى اتجاه طريق (الإسماعيلية/القاهرة). وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل فى التحرك بفرقته، فيصل إلى منطقة (نفيشة) فى صباح اليوم التالى، ثم جسر (المحسمة) حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات، احتلت مجموعتان إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر (المحسمة) إلى قرية (نفيشة) لتحقيق الشق الدفاعى لمواقعها الجديدة. وما أن وصلت مدرعات العدو حتى انهالت عليها قذائف الـ(آربى جى) لتثنيه عن التقدم، ويرفض بطلنا /إبراهيم الرفاعى هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر فى الأرواح والمعدات.
وبينما يخوض رجال المجموعة قتالًا ضاريًا مع مدرعات العدو، وبينما تتعالى صوت الآذان من مسجد قرية (المحسمة) القريب، تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة، ويسقط الرجل الأسطورى جريحًا، فيسرع إليه رجاله فى محاولة لإنقاذه، ولكنه يطلب منهم الاستمرار فى معركتهم ومعركة الوطن..ويلفظ البطل أنفاسه وينضم إلى طابور الشهداء، فقد استشهد الرفاعى وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان وكان صائمًا.

(رجل المعارك)
استحق المشير أحمد بدوى لقب رجل المعارك عن جدارة واستحقاق خلال حرب أكتوبر، حيث خاض ابن محافظة الإسكندرية خلال حرب أكتوبر عدة معارك من بينها معركة النقطة القوية جنوب البحيرات المرة، ومعركة تقاطع طريق الجدى مع طريق الشط لمنع تدخل احتياطات العدو، ومعركة النقطتين القويتين الملاحظة والمسحورة ومعارك الدبابات الكبرى والتى بدأت فى 15 أكتوبر، بالإضافة إلى معركة الصمود فى كبريت ثم معارك غرب القناة.
لما حاصرته القوات الإسرائيلية استطاع الصمود مع رجاله شرق القناة، فى مواجهة السويس، واستطاع مع فرقته عبور قناة السويس إلى أرض سيناء فى حرب أكتوبر من موقع جنوب السويس، ضمن فرق الجيش الثالث الميدانى.

(البطل أحمد حمدى)
الشهيد البطل أحمد حمدى. تم تصنيع وحدات لواء الكبارى تحت إشرافه المباشر واستكمال معدات العبور، كما كان له الدور الرئيسى فى تطوير الكبارى الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس، أسهم بنصيب كبير فى إيجاد حل للساتر الترابى، وقام بوحدات لوائه بعمل قطاع من الساتر الترابى فى منطقة تدريبية وأجرى عليه الكثير من التجارب التى ساعدت فى النهاية فى التوصل إلى الحل الذى استخدم فعلًا.
أدرك البطل أن التدريبات التى قام بها مع أفراد وحدات الجيش الثالث الميدانى على أعظم عمليات العبور وأعقدها فى الحرب الحديثة قد أثمرت تلك التدريبات التى أفرزت تلك العبقرية فى تعامل الجنود مع أعظم مانع مائى فى التاريخ وهو ما شهد له العدو قبل الصديق، وعندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973 طلب اللواء أحمد حمدى من قيادته التحرك شخصيًا إلى الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل فى إسقاط الكبارى على القناة إلا أن القيادة رفضت انتقاله لضرورة وجوده فى مقر القيادة للمتابعة والسيطرة، إضافة إلى الخطورة على حياته فى حالة انتقاله إلى الخطوط الأمامية تحت القصف المباشر إلا أنه غضب وألح فى طلبه أكثر من مرة.
لقد كان على موعد مع الشهادة، كرمت مصر ابنها البار بأن منحت اسمه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى وهو أعلى وسام عسكرى مصرى، كما اختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس، وافتتح الرئيس الراحل أنور السادات النفق الذى يربط بين سيناء بأرض مصر وأطلق عليه اسم الشهيد.

(البطل يسرى عمارة)
هو البطل الذى أسر عساف باجورى أشهر أسير إسرائيلى فى حرب أكتوبر حيًا على أرض المعركة بالرغم من إصابته، كما سبق له الاشتراك مع أسرة التشكيل فى حرب الاستنزاف فى أسر أول ضابط إسرائيلى واسمه (دان افيدان شمعون).
عبر العميد يسرى عمارة يوم السادس من أكتوبر قناة السويس ضمن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى تحت قيادة العميد حسن أبوسعدة وكانت الفرقة تدمر كل شيء أمامها من أجل تحقيق النصر واسترداد الأرض، وفى صباح 8 أكتوبر ثالث أيام القتال حاول اللواء 190 مدرع الإسرائيلى (دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة) القيام بهجوم مضاد واختراق القوات المصرية والوصول إلى النقط القوية التى لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان، وكان قرار قائد الفرقة الثانية العميد حسن أبوسعدة يعتبر أسلوبًا جديدًا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتال داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الأمامى والتقدم حتى مسافة 3 كيلومترات من القناة، وكان هذا القرار خطيرًا وعلى مسئوليته الشخصية. وفى لحظة فريدة لم تحدث من قبل ولن تحدث مرة أخرى تم تحويل المنطقة إلى كتلة من النيران وكأنها قطعة من الجحيم، وكانت المفاجأة مذهلة مما ساعد على النجاح، وفى أقل من نصف ساعة أسفرت المعركة عن تدمير 73 دبابة للعدو.
بعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والاتجاه نحو الشرق وتدمير أى مدرعة إسرائيلية أو أفراد ومنعهم من التقدم لقناة السويس مرة أخرى حتى لو اضطر الأمر إلى منعهم بصدور عارية، وأثناء التحرك نحو الشرق أحس النقيب يسرى عمارة برعشه فى يده اليسرى ووجد دماء غزيرة على ملابسه، واكتشف أنه أصيب دون أن يشعر، وتم إيقاف المركبة والتفت حوله فوجد الإسرائيلى الذى أطلق النار عليه وفى بسالة نادرة قفز نحوه النقيب يسرى وجرى باتجاهه بلا أى مبالاة رغم أنه حتى لو كان الجندى الإسرائيلى أطلق طلقة عشوائية لكان قتله بلا شك، إلا أن بسالة النقيب يسرى أصابت الجندى الإسرائيلى بالذعر ووصل إليه النقيب يسرى وفى لحظة كان قد أخرج خزينة البندقية الآلية وهى مملوءة بالرصاص وضربه بشدة على رأسه فسقط على الأرض وسقط النقيب يسرى عمارة بجانبه من شدة الإعياء.
وعقب إفاقته واصلت الفرقة التقدم وعند طريق شرق الفردان لاحظ النقيب يسرى وكانت يده اليسرى قد تورمت وامتلأ جرحه بالرمال مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت، ووجد أحدهم وهو يستعد لإطلاق النار فتم التعامل معه وأجبروا على الاستسلام وكانوا أربعة وتم تجريدهم من السلاح وعرف أحدهم نفسه بأنه قائد، فتم تجريده من سلاحه ومعاملته باحترام وفق التعليمات المشددة بضرورة معاملة أى أسير معاملة حسنة طالما أنه لا يقاوم وتم تسليم هذا القائد مع أول ضوء يوم 9 أكتوبر، وكان هذا القائد هو العقيد عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع، وقد أصدر قائد الفرقة تحية لأبطال الفرقة الثانية مشاة حيا فيها النقيب الجريح يسرى عمارة ومجموعته التى أسرت قائد اللواء الإسرائيلى المدرع 190.

(محمد العباسى)
محمد العباسى.. هو أول من استطاع تسلق خط بارليف بعد هدمه ورفع عليه العلم بعد ما وصل أول نقطة حصينة كانت بين «الكاب والتينة»، عندما جاءت ساعة الصفر وعبور قناة السويس، كان فى صفوف المتقدمين باتجاه دشمة حصينة بخط بارليف، لم يهتم بالألغام والأسلاك وقام بإطلاق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية.
بعد العبور ومن شدة فرحته نادى على قائد الكتيبة وقال له «مبروك يا ناجى مبروك يا ناجي»، وكانت رتبته مقدم فى الجيش، فرد عليه وهو فى قمة الفرح «مبروك ياعباسى وارفع علم مصر يابطل»، وقام بإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى فوق أول نقطة مصرية تم تحريرها.

(البطل محمد زرد)
الشهيد البطل محمد زرد.. بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس أضخم مانع مائى عرفه التاريخ وقف خط بارليف المحصن حاجزًا أمام عبور القوات المصرية إلى قلب سيناء إلا إن الهجوم الكاسح أسقط كل هذه الحصون إلا نقطة واحدة بقيت مستعصية على السقوط فى أيدى القوات المصرية.
وكانت هذه النقطة محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو أنها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة.. وفشلت المجموعة المصرية فى اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونة فى الأرض.. ولها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية.
وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن أن الأعلام المصرية أصبحت ترفرف فوق جميع حصون بارليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذى فشلت معه كل الأساليب العسكرية للفرقة المواجهة له.
ويتطوع العقيد محمد زرد ويصر على مهاجمة الحصن فقد سبق له مهاجمته أثناء حرب الاستنزاف، وإذا بالأرض تنشق عن العقيد محمد زرد يجرى مسرعًا تجاه جسم الموقع متحاشيا الرصاص الإسرائيلى المنهمر بغزارة من الموقع ومن ثم اعتلاه وألقى بقنبلة بداخله عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده إلى داخل الحصن من نفس الفتحة وسط ذهول فرقته التى كان قائدًا لها، وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليون من داخل الموقع سيلًا من الطلقات النارية أخرجت أحشاءه من جسده، وفى هذه اللحظات تأكدت فرقته من استشهاده وما هى إلا ثوانٍ معدودة وإذا بباب الحصن يفتح من الداخل.
ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكًا أحشاءه الخارجة من بطنه بيده اليسرى واليمنى على باب الحصن تضغط عليه بصعوبة لاستكمال فتحه ويتقدم مقتحمًا الحصن صارخًا: الله أكبر الله أكبر الله أكبر ويلحق به الرجال وتدور معركة شرسة بالأيدى والسلاح ويتعالى صراخ اليهود ثم ينتهى وقد سقط الحصن فى يد رجال زرد، وقبل أن يفارق الحياة لمس علم مصر وهو يرتفع فوق آخر حصون خط بارليف أقوى حصون العالم فى التاريخ العسكرى وعندها فقط يبتسم زرد ويرحل إلى الجنة فى سلام.

الملازم (عبده عرفة)
كان لا بد من كسر الحاجز النفسى للجيش المصرى بخصوص عبور قناة السويس، ومن هنا بدأت قواتنا المسلحة بعمليات صغيرة خلف خطوط العدو من خلال الصاعقة، وهنا نذكر أن أول من قام بذلك هو الملازم أول «عبده أحمد عبده عرفة»، والذى قام بأكثر من عشرين عملية، فقد استقبل هذا الأمر بنوع من الدهشة بادئ الأمر، خاصة أنه سيقوم بالضرب على مرمى السلاح، ولا يرى ملامح من يقتله فكيف يتم ذلك؟
قبل تنفيذ أى عملية كان الأبطال العابرون للقناة يقومون بتشكيل فريقين، أحدهما للهجوم وإصابة الأهداف والثانى معاون لا يشترك فى القتال ومعه فقط حبال ليقوم بالتقاط من يشرد عن الدورية المستهدفة بعد أن يقوم الفريق الأول بتحويل النيران بعيدًا عنهم، وعلى مستوى البطولة الفردية عبر «عرفة» القناة فى إحدى العمليات فى اتجاه الساتر الترابى على الضفة الشرقية، واستطاع أسر جندى من أصل عراقى اسمه «إدموند هارون» كان قد شرد عن زملائه ودخل فى عمق المياه هربًا من القصف القادم من نيران الصاعقة، وعادوا بالفعل بعد المهمة بالأسير كى يثبتوا للإسرائيليين قدرتهم على اختراق النقاط الحصينة وتنفيذ عملياتهم بنجاح يبعث على رعبهم.

(حسن أبوسعدة)
البطل حسن أبوسعدة.. وصفه الرئيس أنور السادات بأنه «قائد من البراعم الجديدة» بعد نجاحه فى تدمير اللواء 190 المدرع الإسرائيلى، إنه الفريق حسن أبوسعدة، ولد فى 13 أكتوبر 1930 إدكو، محافظة البحيرة، وكانت الفرقة الثانية مشاة تحت قيادته هى أول فرقة أتمت عبور قناة السويس فى حرب أكتوبر 1973، ويحسب له خلال الحرب القيام بعمليات عسكرية فى الفرقة الثانية انتصرت فيها جميعا وكان أهمها معركة الفردان.

(صاحب الشفرة)
فى وقت الحرب، كانت هناك مشكلة مع الجيش المصرى؛ فك الشفرات، ووقتها طلب السادات تقديم حلول، فاقترح عليهم أحمد إدريس، وهو أحد المجندين، فكرة اللهجة النوبية وذلك لأنها ليس بها حروف، وصل هذا الاقتراح إلى السادات ووافق عليه.
بعدها تم نقل أحمد إدريس ومعه 300 نوبى لقيادة الجيش، وبدأوا تسمية المعدات باللغة النوبية، وتم اعتماد الشفرات وكل الرسائل بالنوبية حتى يوم النصر.
كانت فكرة شفرة غير قابلة للاختراق فكرة القيادة المصرية بعد حرب 1967، وفى حرب الاستنزاف جاءت فكرة أحمد إدريس بالتوازى مع أفكار أخرى فى هذا الوقت مثل هدم خط بارليف بالمياه.
روى أحمد إدريس قبل رحيله قصة الشفرة وهى أن الرئيس السادات بعد توليه السلطة بـ3 شهور أبلغ قادته عن المساعى الإسرائيلية لفك الشفرات المصرية وطلب منهم التوصل لحل هذه المشكلة، وتصادف هذا مع حضوره فى نفس المكان، وهذا ما جعله يتدخل قائلا إن الحل بسيط وهو استخدام اللغة النوبية.
وأضاف إدريس إن قائده سأله عن فكرته بدقة فأجاب أن اللهجة النوبية لهجة غير مكتوبة، ولو تم الإرسال والاستقبال بالنوبية لن يكون هناك أى مجال لفك الشفرة.
وأضاف إدريس أنه فوجئ بعد الاقتراح بأيام بحضور قائد اللواء ومعه نقيب وحارس وأخذوه معهم متكلبش كأنه مقبوض عليه، واتجهوا به من أبوصوير فى الإسماعيلية لمبنى رسمى لا يعرفه، واتضح بعد ذلك أنه مبنى رئاسة الجمهورية الذى قابل فيه الرئيس أنور السادات، وبعد ذلك شرح له أن السبب فى وضع الكلابشات فى يديه هو التمويه.
ونوه إدريس إلى أن السادات فى الأصل ضابط إشارة، ولذلك استطاع فهم فكرة الشفرة النوبية ببساطة، ورد السادات باختصار وقال لإدريس سيتم تنفيذ فكرتك وطلب منه إخفاء الفكرة حتى عن أقرب الناس له. وأضاف إدريس إنه عندما عاد وجد خطابا باستدعائه من القيادة للحضور بكامل مهامه فى القيادة، وهناك تم عمل محطات سميت بأسماء نوبية، وكان هناك مجند نوبى فى كل محطة، واستمر الوضع حتى نهاية حرب أكتوبر 1973.

(سيد الشرقاوى)
الأسد سيد الشرقاوى.. ظل لبطولة معركة «رأس العش» دلالة رمزية فى تاريخ قواتنا المسلحة باعتبارها كانت أيقونة الأمل لاستعادة الروح المعنوية لجيشنا فى أعقاب النكسة مباشرة حتى صارت تلك المنطقة رمزًا لصمود مقاتلى الصاعقة، فى منطقة سبخية تقع بين جنوب بور فؤاد وحتى شمال البحيرات المرة فى الإسماعيلية، كانت هناك فصيلة من الكتيبة 43 صاعقة تضم 30 مقاتلًا فقط، يقودهم ضابط برتبة نقيب يدعى «سيد الشرقاوى» ساقتهم الأقدار ليقوموا بتأمين المعبر الموجود فى هذا المكان، لكن إصرار الشرقاوى وصموده حتى ليلة 30 يونيو 1967 ضرب أورع الأمثلة فى التحدى، فحين أمروه بالانسحاب رفض ذلك قطعيًا بدعوى أن هناك جنودًا عالقين فى الطريق، لكن الإسرائيليين ليلة 30 يونيو قرروا القضاء على هذا الجيب، ومع دخول أول سرية دبابات إسرائيلية مكونة من 10 دبابات، ومع حركة الصاعقة السريعة، فضلا عن أن الأرض كانت ملغمة فقد خسروا ثلاث دبابات وعادوا أدراجهم، معتقدين أنهم أمام قوة كبيرة منظمة ومسلحة بشكل يصعب معه سقوطها بسهولة، كما كانوا يعتقدون من قبل، ثم عادوا بكتيبة دبابات مجهزة بتقنيات وعتاد أكبر، لكنه فصيلة صاعقة «الشرقاوى» كانت عصية، وهو ما تزامن مع نشر الصحف المصرية جانبا من بطولة رأس العش كنوع من بصيص الأمل الذى يزرع الثقة فى القوات العائدة من الهزيمة، عند هذا الحد بدأت القيادة تنظر إلى ضرورة استخدام قوات الصاعقة برأس العش فى تنفيذ بعض العمليات التى تعكس كفاءتها القتالية فى ظروف صعبة.
وكان هذا نوعا من الاستثناء وليس قاعدة يمكن البناء عليها، ومن ثم قاموا بإمداد الشرقاوى بكتيبة مظلات لتزويد القدرات القتالية فى منطقة «رأس العش» التى أصبحت أسطورة عسكرية مصرية يشار لها بالبنان، وفى أعقاب تطور الكفاءة القتالية فى «رأس العش» وحفاظها على سلامة المنطقة تم تبديلها بكتيبة مشاة ثم لواء كامل، ظلت هذه هى النقطة الوحيدة شرق القناة التى لم يدخلها الاسرائيليون حتى حرب أكتوبر 1973، ولذلك تم استغلالها فى تطوير ميدان القتال على مستوى القوات البرية، ومن هنا يمكن القول بأنه: «وسط ظلام وكآبة الهزيمة زرعت قوات الصاعقة المصرية بذور الأمل كمفتاح لبطولات تالية فى حرب الاستنزاف التى صنعت نصر أكتوبر العظيم».

النقيب صاعقة (محمود تعلب)
كان هناك نقيب صاعقة اسمه «محمود تعلب» اشتهر بتنفيذ عمليات خلف خطوط العدو، وكانت القوات المسلحة تفكر فى لملمة الشمل كله للتجهيز للعبور والحرب الشاملة، وهذه التعليمات فى العادة لا تنمى لعلم صغار الضباط، وهو ما تزامن فى ذلك الوقت مع مرحلة الخداع السياسى بقبول «مبادرة روجرز».
لكن «النقيب تعلب» لم يكن مؤمنا بكل ذلك، بل اعتبره نوعًا من الاستسلام من جانب القيادة السياسية، ودون اتخاذ أوامرمباشرة بالعبور لتنفيذ عمليات، كان يقوم بعد ظهر كل يوم بلف «آر بى جي» مع خمس أو ست دانات مع عدد صغير من البنادق فى كيس بلاستيك ويقوم بعبور القناة فى الليل إلى الضفة الشرقية ليفجر تلك الدانات ويغطى انسحابه بالبنادق إذا تعرض لنوع من الاستهداف فى رحلة العودة.
وعلى أثر عمليات «تعلب» تلك تقضى القوات المصرية على الضفة الغربية للقناة ليلة من القصف الإسرائيلى العشوائى من مدفعية العدو فى الضفة الشرقية ردا على ما حدث، ومن جانبها تقوم القيادة المصرية بتوجيه اللوم له وتهديده بالمحاكمة العسكرية، لكن ذلك لم يثنه عن القيام بمهام جديدة رغم تعرضه للتحقيق فى أعقاب كل عملية، والعجيب فى الأمر أن الذى يحقق معه فى الصباح كان يتوقع قيامه فى الليل بمهمة جديدة، ومن شدة التأثير السلبى لعمليات «تعلب» تلك أصبح معروفا بالاسم لدى الإسرائيليين الذين علموا بهذه البطولات الفردية، ومن ثم توجه مكبرات الصوت الإسرائيلى أعلى الساتر الترابى للضفة الغربية لتقوم بسب «تعلب» بأقذع الشتائم فى محاولة لإثنائه، حتى أنهم قاموا بوضع صوره على النقطة التى كان يستهدفها فى عبوره لقتله وليس القبض عليه كأسير حرب.
ومن هنا فإن عمليات «رأس العش» ومن بعدها عمليات «إيلات» بثت بصيص الأمل الذى تسرب إلى عقل ووجدان المقاتل المصرى الطامح نحو تحقيق حلم العبور للضفة الشرقية للقناة، وتحقيق النصر على قلة إمكانات السلاح، لكن العزيمة المستمدة من عقيدة الجندى المصرى القائمة على ضرورة استعادة الأرض مهما كان الثمن، كانت الدافع الأساسى للتفوق وتحرير تراب سيناء المقدس كما سجلته أسطورة السادس من أكتوبر عام 1973.

(المقاتل الشجاع سيد خليل)
قصة الشهيد سيد زكريا خليل واحدة من بين مئات القصص التى أبرزت شجاعة المقاتل المصرى، ومن الغريب أن قصة هذا الجندى الشجاع ظلت فى طى الكتمان طوال 23 سنة كاملة، حتى اعترف بها جندى إسرائيلى، ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصة هذا الشهيد وأطلقت عليه لقب (أسد سيناء).
تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلى عام 1996 فى ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين فى الحرب، وفى هذا العام اعترف جندى إسرائيلى لأول مرة للسفير المصرى فى ألمانيا بأنه قتل الجندى المصرى سيد زكريا خليل، مؤكدًا أنه مقاتل فذ وأنه قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليًا بمفرده.
وسلم الجندى الإسرائيلى متعلقات البطل المصرى إلى السفير وهى عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به، إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده، وقال الجندى الإسرائيلى أنه ظل محتفظًا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة تقديرًا لهذا البطل، وأنه بعدما نجح فى قتله قام بدفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء.
تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات فى أكتوبر 73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلى جبل (الجلالة) بمنطقة رأس ملعب، وقبل الوصول إلى الجبل استشهد أحد الثمانية فى حقل ألغام، ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفى الدين غازى بالاختفاء خلف إحدى التباب وإقامة دفاع دائرى حولها على اعتبار أنها تصلح لصد أى هجوم، وعندئذ ظهر اثنان من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة فى اتجاه معين وبعد انصرافهما زمجرت 50 دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتى تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها.
وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الإسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندى حسن السداوى بإطلاق قذيفة (آر.بي.جي) على إحدى الطائرات فأصيبت واستمر القتال واستشهد كل زملاء البطل (سيد زكريا خليل) فحصل على أسلحتهم وظل يقاتل بمفرده وكان يقوم بالضرب على القوات الإسرائيلية وينتقل من مكان إلى آخر فاعتقدت القوات الإسرائيلية فى وجود قوة مصرية كبيرة نظرًا لتعدد الضرب من أماكن مختلفة ولذا طلبت الدعم بقوة إسرائيلية أخرى.
وظل (سيد زكريا خليل) يقاتل حتى نفدت ذخيرته وتم تطويق المنطقة ثم استشهد بعد أن تمكن من قتل 22 جنديًا اسرائيليًا، وعندما وصل الضابط الإسرائيلى إلى جثمان البطل (سيد زكريا خليل) اندهش وقال: أى روح بطولية هذه؟ ثم أخذ متعلقات البطل واحتفظ بها، وفى عام 1996 ذهب هذا الضابط الإسرائيلى إلى السفير المصرى وقدم إليه متعلقات البطل (سيد زكريا خليل) وقص إليه صمود وبطولات البطل وأقر أنه مقاتل من طراز فريد.وعندما علم رئيس الجمهورية ببطولات البطل (سيد زكريا خليل) منح اسمه نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، وأطلق اسمه على أحد شوارع حى مصر الجديدة.

(البطل عبدالرحمن القاضى)
المقاتل البطل عبدالرحمن القاضى، ابن مدينة المراغة شمال محافظة سوهاج، صاحب أشهر صورة فى حرب أكتوبر، وأخذت الصورة لحظة عبور القناة وهدم خط بارليف.
وصفت مشاعر حقيقية وصادقة فى أهم لحظة فى تاريخ مصر وهى لحظة الانتصار، وهو يرفع سلاحه قائلا «الله أكبر» بطاقة وفرحة كانت بتهز الأرض، جعلت كل الصحف فى ذلك الوقت تتحدث عنها، واعتبرت أيقونة من أيقونات الحرب.
فى أوائل أكتوبر 1967، التحق عبدالرحمن بالتجنيد بعد تخرجه، بدأ حياته العسكرية فى مركز التدريب واشترك فى سلاح المدرعات، وبعد ذلك التحق بتخصص اتصالات سلكية ولاسلكية بسلاح المدرعات، بعد كده، استقر فى الكتيبة 212 الفرقة 19 مشاة، الموجودة فى الكيلو 16، طريق القاهرة السويس، وشارك عبدالرحمن فى حرب الاستنزاف.