السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المشككون  فى النصر

المشككون فى النصر

رغم مرور 51 عامًا على نصر السادس من أكتوبر المجيد، الذى أثبت للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور، يستند إلى شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، إلا أن أحداثها ما زالت حتى الآن عالقة فى ذهنى، والتى من خلالها أتذكر تضحيات الرجال التى بذلت، قاهرين فى طريقهم المستحيل، ضاربين أروع صور البطولات المصرية التى سجلها التاريخ، لنحيا كراما بفضل الأرواح الطاهرة التى روت بدمائها أرض سيناء الغالية. رجال هانت أرواحهم الطاهرة الذكية على أنفسهم، ولكن لم تهن مكانة الوطن فى قلوبهم.



نصر ساحق تملأ صفحاته كتب التاريخ، وتدرس نتائجه فى أغلب الأكاديميات العسكرية الكبرى، ومع هذا هناك كيانان يشككان فى هذا النصر.. أولهما العدو الإسرائيلى وهذا مفهوم وطبيعى، فليس هناك من عدو يعترف بهزيمته، بعد دك حصونه وتحطيم خطوط دفاعه وأسر قواده، الذين أصابهم العجز أمام بسالة وجسارة الجندى المصرى، الذى قضى بفكره وتخطيطه وإيمانه بوطنه (وليس بسلاحه) على أسطورة جيش الدفاع الذى لا يقهر، وهذا ما جعل أمريكا بذات نفسها تدخل فى الحرب، تدخلا دحض فى طريقه كل نظريات وأطروحات التشكيك التى انتابت عقول القيادات الإسرائيلية عقب هزيمتهم، لدرجة أن بعضهم فكر فى الانتحار، والبعض الآخر اعتزل الحياة السياسية، هزيمة وفشل أمنى وعسكرى لن يستطيعوا نكرانه، وسيظل يلاحق أجيالهم جيلا بعد جيل، وهذا ما تأكد مؤخرا عندما عقد بعض السياسيين الحاليين فى دولة الكيان مقارنة بين هزيمة جيشهم وأجهزتهم الأمنية والاستخباراتية فى حرب أكتوبر، وما يحدث لهم حاليا من فشل عسكرى وأمنى ومخابراتى واستراتيجى فى حرب غزة.

الكيان الثانى، الذى يعنينى أكثر من سابقه، هو جماعة الإخوان المسلمين، الذى ما زال يشكك فى نصر قواتنا المسلحة حتى الآن، وهو غير المفهوم بالمرة بالنسبة لى ولجل المصريين، فهذا الكيان الذى يحمل أفراده جنسية هذا الوطن العزيز، ينتظر حلول ذكرى النصر عاما بعد آخر حتى يسفه منه ويحط من شأنه، حيث ينشر إعلامه العميل وكتائبة الإلكترونية الخائنة أكاذيب وقحة عن تعرض جيشنا للهزيمة، فجر ولدد فى الخصومة ليس له من مبرر سوى إسقاط كراهيتهم للدولة المصرية وشعبها الذى أسقط حكمهم وكشف حقيقتهم، المؤسف فى هذه الخصومة أن قادة وأعضاء هذه الجماعة لم تأخذهم شفقة أو رحمة (حسب تعاليم ديننا الحنيف الذين يتاجرون به) بشهداء هذا النصر الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن، أو حتى بجنودنا البواسل الذين فقد بعضهم أجزاء من أجسادهم فى ملحمة بطولية لم ولن يعرفوها على مدى حياتهم، لأنها جماعة لا تعرف سوى بطولات أتباعهم الزائفة فى ميادين رابعة وجامعة القاهرة، وغير ذلك لا يعترفون به أو يخصهم، عملا بمنهج وأفكار مؤسسها الأول حسن البنا ومن تبعه من شيوخ الحسبة والإرهاب، هؤلاء هم فقط من يقولون عنهم إنهم شهداء، لذلك يعد قتل الأبرياء وإطلاق الرصاص عليهم فى دور العبادة والشوارع، واستباحة أموال وثروات الغير جهادا فى سبيل الله، فمن يقتل من جراء القيام بمثل هذه الأعمال يعد شهيدا، أما من قتل فى سبيل تحرير تراب وطنه، فهو بالنسبة لهم ليس شهيدا، انحطاط ودناءة وكراهية ليس لها من مثيل فى أى دولة من دول العالم.

تشكيك الجماعة المحظورة فى نصر أكتوبر يتفق تماما مع تشكيك الكيان الأول، بل ويكاد يخدم عليه بالوكالة عن نفسه، وهنا لا بد أن أذكر أن هذه الجماعة التى أسستها قوى استعمارية كى يتم استخدامها بالوكالة عن هذه القوى فى مهام محددة، من ضمنها تفكيك الهوية والمواطنة والانتماء، وبناء جدار من عدم الثقة بين المواطن والوطن ومؤسساته، تعشق أداء دور الوكيل فى جل ما يسند إليها من أعداء الوطن منذ تأسيسها، جماعة تفعل المستحيل وتقدم خدماتها لمن يدفع أكثر لتحقق مصالحها وأهدافها، حتى ولو كان الثمن التشكيك فى النصر الوحيد الذى تحقق للوطن فى حرب أكتوبر المجيدة التى سنظل نتذكرها، وستتذكرها أيضا أجيال مصر القادمة، رغم أنف الجماعة الإرهابية والعدو الإسرائيلى.