الرياضة هى السلاح الناعم فى الحروب السياسية.. حين توقفت الرياضة عن حل خوارزميات السياسة
كريم الفولى
الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة، وفى كثير من الأحيان تستخدم الرياضة لإخماد نيران وحروب سياسية، وأحيانًا تفشل فى لعب هذا الدور البارز، لذلك زواج الرياضة بالسياسة ليس دائمًا موفقًا خاصةً مع القضايا المستعصية والتى زرعت الكثير من الكره والعنصرية والعدوانية فى كل ربوع العالم، ولكن فى المطلق يعد استخدام الرياضة والرياضيين كسلاح ناعم لنشر السلام، ونزع فتيل الحرب فى دول كثيرة، ولكن هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن الرياضة قد تسبب قلقًا تمامًا مثل السياسة، لارتباط الرياضة بالسياسة بشكل وثيق.
مسيرة الانسحابات بدأت منذ عام 1991، تقريبًا عبرت عنها فى ذاك الوقت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بالقول: «العرب يجعلون منّا أضحوكة بانسحابهم أمام لاعبينا، توجد كل أنواع اتفاقات السلام والحبر الذى يكاد ينتهى بالطابعة من كثرة النسخ، أما على الأرض فيثبت الرياضيون العرب أن إسرائيل بنظرهم ليست موجودة».
شهدت المحافل الدولية الرياضية على مر التاريخ، فى الألعاب الفردية منها والزوجية، مواجهات مباشرة بين لاعبين عرب أو فى بلدان أخرى مع لاعبين من الكيان الصيونى، منهم من قبل الأمر الواقع، ومنهم من رفض وفضل الانسحاب بشرف على اللعب ومصافحة لاعب من دولة الكيان الصهيونى، وسوف نستعرض فى هذه السطور بعض المواقف والأحداث التى تصادف فيها مثل هذه المواجهات، وقائمة الرافضين للعب ومن قبل المنافسة.
مواقف لاعبى العالم ضد الكيان الصهيونى
تصدر المشهد لاعب الجودو الطاجيكى نورالى إيمومالى خلال مشاركته فى أولمبياد «باريس 2024»، إيمومالي رفض مصافحة خصمه الإسرائيلى فى دور الـ16، وبعد فوزه على باروخ شميلوف، ابتعد إيمومالى عن خصمه ورفع إصبعه وصاح «الله أكبر»، كما طغت قضية لاعب الجودو الجزائرى، مسعود رضوان دريس، على اهتمام الكثير، بدورة الألعاب الأولمبية الأخيرة فى باريس، خاصّة بعدما أخذت أبعادًا أخرى بقرار الاتحاد الدولى للجودو التحقيق فيما إذا كان ممثل الجزائر قد افتعل الوزن الزائد من أجل تجنب مواجهة اللاعب الإسرائيلى، وشكك الاتحاد فى نوايا دريس مسعود، مؤكدًا أنه يلتزم بمبادئ اللعب النظيف والروح الأولمبية وعدم التمييز، وكان مواطن دريس، بطل الجودو الجزائرى فتحى نورين قد تعرّض للإقصاء 10 سنوات، بعد رفضه مواجهة إسرائيلى فى أولمبياد طوكيو 2021، وهو ما جعل الرياضى يتخذ قرارًا بالاعتزال نهائيًا.
وقد تحدث رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب، للصحف الفرنسية، إنه لم ولن يطلب من الرياضيين المشاركين فى الألعاب الأولمبية فى باريس، بالانسحاب بحال أوقعتهم القرعة مع لاعبين إسرائيليين، وذلك بموازاة الحرب الدائرة فى غزّة.
كما رفض المنتخب الأيرلندى لكرة السلة، مصافحة نظيره الإسرائيلى، قبل المباراة الأولى لتصفيات بطولة أوروبا لكرة السلة للسيدات 2025، ووقف المنتخب الأيرلندى من أجل النشيد الوطنى على مقاعد البدلاء، بينما وقف نظيره الإسرائيلى بالقرب من مركز الملعب، اللاعبون لم يصافحون بعضهم البعض.
وتكرر الموقف مع اللاعب النرويجى ساتر، حيث صرحت وسائل الإعلام النرويجية، أن فريق مكابى حيفا، عرض 850 ألف يورو على النادى النرويجى، لكن مهاجمه صاحب الـ28 عامًا رفض الاقتراح، وشن ساتر، هجومًا عنيفًا على الكيان الصهيونى، وقال ساتر: «لن ألعب فى دولة تقتل الأبرياء. لا يمكن لأى مبلغ من المال شراء قيمتى أختار الإنسانية على الأموال الملطخة بالدماء».
وأضاف ساتر، «حتى لو عُرض عليّ مليارات، فلن أنتقل إلى هناك، أنا واثق من قيمى وسعيد بالدفاع عما أعتقد أنه صحيح. لا أريد مثل هذه الأموال فى حسابى هناك أشخاص لا يستطيعون العيش بأمان فى منازلهم. إنه أمر جنونى تماما».
رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم: لا ينبغى أن تصبح كرة القدم رهينة للسياسة
صرح إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم: «لا ينبغى لكرة القدم على الإطلاق أن تصبح رهينة للسياسة، وتبقى دائمًا ناقلًا للسلام، ومصدرًا للأمل، وقوة للخير، وتوحيد الناس بدلا من تقسيمها».
وأضاف: «كل هذه المطالب الثلاثة (من اتحاد الكرة الفلسطيني) تقع ضمن اختصاص مجلس فيفا وبالتالى فإنها بحاجة للتعامل معها بواسطة تلك الهيئة».
وأوضح إنفانتينو أنه «نظرًا للحساسية الواضحة لهذه الأمور، سيكلف فيفا، اعتبارًا من الآن، لجنة قانونية مستقلة لتحليل وتقييم الطلبات الثلاثة والتأكد من تطبيق قوانين ولوائح فيفا بالطريقة الصحيحة لضمان عملية عادلة وواجبة».
وأضاف: «ينبغى أن يسمح هذا التقييم القانونى بمدخلات ومطالبات كلا الاتحادين الأعضاء، سيتم بعد ذلك إرسال نتائج هذا التحليل والتوصيات التى ستتبعها إلى مجلس فيفا».
واختتم إنفانتينو حديثه قائلا: «نظرًا لخطورة الوضع، سيتم عقد مجلس استثنائى لفيفا قبل 20 يوليو من هذا العام، لمراجعة نتائج التقييم القانونى واتخاذ القرارات المناسبة».