الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

بعد التصعيد الإسرائيلى الأعنف منذ 2006: 8 خبراء يحللون ما يحدث فى لبنان

بعدما شهدت الأراضى اللبنانية على مدار عدة أيام متتالية تصعيدًا إسرائيليًا هو الأعنف منذ عام 2006، ارتبكت الكثير من الرؤى والآراء، وكنا جميعًا فى أمس الحاجة إلى تحليل سياسى عاقل ومتزن.. وخلال برنامج «عن قرب» والذى يذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية» مع الإعلامية أمل الحناوى، تحدث أحمد كامل بحيرى الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية، عن تأثير عملية اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبنانى على الداخل اللبنانى وحزب الله، ومن سيخلف حسن نصر الله فى هذا المنصب، موضحًا أن هناك أسماء مطروحة ومتداولة خلال الساعات القليلة الماضية لخلافة حسن نصرالله، مضيفا أن إسرائيل شعرت بأنها حققت انتصارًا عسكريًا عبر سلسلة الاستهدافات التى شنتها على حزب الله كان آخرها ما حدث من الاستهداف للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأن حزب الله ما زال حتى اللحظة يمتلك القدرات العسكرية الكبرى للرد على تلك الاستهدافات، متابعًا: «تأثير اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى يعتمد على مدى قدرة الحزب على توفيق أوضاعه بشكل سريع، والأمر متوقف على الشخص الذى يخلف حسن نصر الله فى قيادة الحزب».



 صفى الدين خلفًا لـ«نصر الله»

 

قال «بحيرى»، إن هناك بعض الأسماء الأخرى مطروحة بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، منهم نعيم قاسم، والذى يغلب عليه الجانب الفقهى والدعوى أكثر من الجانب التنظيمى بعكس هاشم صفى الدين ومحمد يزبك، وهناك أسماء أخرى مرجحة، فقد يقدم حزب الله اسمًا عسكريًا لأول مرة فى تاريخه، وهو نوع من أنواع التحدى لإسرائيل باختيار شخصية من الجناح العسكرى وليس السياسى لتصديره لمنصب الأمين العام فى ظل هذه الأوضاع مع دولة الاحتلال، مضيفًا إن هناك بعض الأسماء الأخرى مثل خليل حرب، وهو واحد من أهم المقربين لحسن نصر الله، ويعد مستشاره الأمنى والعسكرى، مردفًا: «حزب الله كان دائمًا يصدر ما يسمى بأن يتولى هذا المنصب السيد أو العمامة، والمقصود على ذلك بأنه يكون حائزًا على الحوزة العلمية الشيعية سواء من النجف أو قم، والأفضل أن يكون من نسل آل البيت، لذلك يطلق عليه لقب السيد بينما أعلى مرتبة هى آية الله لكن هناك مراتب أخرى»، متابعًا: «يرجح بأن يكون الاسم هو هاشم صفى الدين، لانطباق 3 عناصر عليه، أولا أنه من المراتب العليا للحوزة العلمية، وثانيًا أنه يطلق عليه لقب سيد أى من نسل آل البيت، ثالثا أنه رئيس وزراء التنظيم أو الحزب على مدار قرابة 24 عامًا تقريبًا، وهو المتحكم فى الحزب يوميا فى الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والدينية».

 

رسائل دولة الاحتلال للعالم 

 

وأشار «بحيرى» الى أن اغتيال حسن نصر الله فى توقيت دورة الأمم المتحدة هو بمثابة رسالة، مشبهًا هذا الحدث باغتيال إبراهيم عقيل فى نفس اليوم الذى كان فيه لودريان المبعوث الفرنسى فى بيروت، وكان نتنياهو يوجه رسالة لماكرون باستمراره فى العمليات ولن يستمع لما تقوله باريس، مضيفا إن التوقيت الذى تم فيه تفجير أجهزة «البيجر» هو التوقيت الذى كان فيه المبعوث الأمريكى موجودًا فى تل أبيب، والذى كان بمثابة رسالة للولايات المتحدة من إسرائيل باستمرارها فى عملياتها.

 

وواصل: «عملية الاغتيال كانت رسالة للمجتمع الدولى كله من على منصة الأمم المتحدة مع نهاية خطاب رئيس دولة الاحتلال تمت عملية القصف داخل الضاحية، وتقوم دولة الاحتلال بوضع قاعدة أنها تستطيع أن تفعل أى شيء دون أن يوقفها أحد».

 

 ضربات جيش الاحتلال لحزب الله 

 

ونوه الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية، إلى أن حزب الله اللبنانى لديه مستويات متعددة جزء منه المجلس الجهادى والمستوى العسكرى والمستوى السياسى، موضحًا أن حسن نصر الله كان المستوى السياسى وأن من يتولى الأمين العام دائمًا ما يأتى بما يسمى بمجلس الشورى للجماعة وأن باقى الأسماء المطروحة هى الأسماء المؤثرة فى المستوى العسكرى والأمنى وليست على المستوى السياسى، مضيفا إن أكبر ضربة أثرت فى بنية التنظيم كانت استهداف فؤاد شكر بما يمثله من رئيس أركان للمؤسسة العسكرية والذى كان يدير الأمر قرابة 12 عامًا، أما الضربة الثانية فكانت استهداف على كركى وإبراهيم عقيل، فى المرتبة الثانية بعد فؤاد شكر لما يمتلكانه أيضا من مناصب رئيسية بقوة بنية التنظيم، متابعًا: «سامى طالب عبدالله قائد وحدة نصر، الذى اغتيل على يد جيش الاحتلال كان مسئولا عن وحدة النصر فى الجنوب وهى وحدة من الوحدات الرئيسية فى بينة تنظيم حزب الله، والسيد أسامة الطويل كان مسئولًا عن أحد القيادات الرئيسية فى قوة الرضوان».

محاولة لتحقيق انتصار 

 

ويرى «بحيرى»، أن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، هو محاولة من دولة الاحتلال للحصول على نصر كبير باستهداف أحد أهم القيادات فى محاور المقاومة، وخلق نفس حالة الزهو التى حدثت فى الداخل الإسرائيلى عقب اغتيال عباس الموسوى.

اغتيال الموسوى خطأ

 

وأضاف إن قائد قوات العمليات فى جيش الاحتلال عام 1992 الذى صدق على عملية اغتيال الموسوى، صدرت له مذكرات فى 2012 أكد فيها أن من ضمن أخطاء جيش الاحتلال هو اغتيال عباس الموسوى، مواصلا: «أعتقد أن اعتراف دولة الاحتلال بخطئها فى اغتيال حسن نصر الله متوقف على رد فعل حزب الله».

تغطية للفشل فى غزة

 

فيما قال اللواء أركان حرب  محمد عبدالمنعم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق ورئيس جهاز الاستطلاع المصرى السابق، إن سياسة الاغتيالات سمة أساسية فى تكوين الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية، لأنها تستند إليها منذ نشأة الدولة اليهودية خاصة فى حربها ضد حزب الله، حيث تستخدم تلك السياسة، وهى سياسة قطع الرؤوس بصورة مكثفة، مضيفا إن إسرائيل تعتقد أنها بتصفية قادة حزب الله تضعف قوته، وتل أبيب فى الفترة الأخيرة استهدفت العديد من قيادات الحزب البارزين وقوة الرضوان، وفى النهاية قائد الحزب وهو حسن نصر الله، مشيرًا إلى أن أهداف إسرائيل من توسيع نطاق عملياتها العسكرية والاغتيالات المستمرة لقادة حزب الله، هدفها إضعاف قوة حزب الله، لكى يستطيع فك ارتباطه بينه وبين المقاومة فى غزة، ويحاول صرف الانتباه عن الحرب المستمرة فى قطاع غزة والضفة الغربية، والتغطية على الفشل الإسرائيلى فى تحقيق الأهداف المعلنة، وهى استعادة الرهائن والقضاء على حماس.

 

حرب وجودية بين حزب الله وإسرائيل

 

فيما يرى اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا الاستراتيجية، أن ما حدث مع حزب الله اللبنانى فى الآونة الأخيرة لم يكن ليتحقق لولا أن الحزب صعد بشكل غير اعتيادى باستهدافه لشمال إسرائيل، واستهدف الكثير من المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية لإسرائيل، مضيفًا إن ما يحدث فى لبنان، يدخل فى سياق محاولات إسرائيل تحقيق أى مكسب على أى من الجبهات التى تقاتل فيها، لا سيما وأنها لم تحقق شيئا فى جبهة قطاع غزة، سوى التدمير والإبادة الجماعية، وعلى الجبهة اللبنانية وضعت هدفًا لها وهو إزاحة حزب الله إلى شمال نهر الليطانى.

 

وأوضح مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا الاستراتيجية، أن إسرائيل حتى الآن نجحت فى مخططاتها، خاصة وأنها اغتالت القيادات الرئيسية فى الهيكل التنظيمى لحزب الله، وفى الأخير استطاعت اغتيال نصر الله.

 

وأكد أن اغتيال نصر الله ستكون له تداعيات كبيرة على المنطقة، وأن حزب الله مؤسسة لها بنية تحتية معقدة، وقدرة على إعادة تنظيم صفوفه سريعًا، لا سيما وأن يجرى حاليا اختيار اسم خلفية نصر الله.

 

وتابع: «على الرغم من الخسائر الكبيرة التى منى بها حزب الله، فإنه سيوجه ضربات قوية لإسرائيل، وستكون هذه الضربات بمثابة  معركة للوجود، والتصعيد لن يقتصر على الجبهة الجنوبية، بل من الممكن أن يشمل عمليات هجومية نوعية لحزب الله داخل العمق الإسرائيلى باستخدام قوات الرضوان، وهو ما سيؤدى إلى التصعيد أكبر».

 

هجمات عشوائية لحزب الله 

 

فيما أكد العميد طارق العكارى، المتخصص فى الاقتصاد العسكرى، أنه كان من المفترض مع دعم حلفاء إسرائيل المادى والتكنولوجى لها، أن يكون هناك رد فعل سريع من حزب الله بعد عملية انفجار أجهزة البيجر أو عملية اغتيال فؤاد شكر، مشيرًا إلى أن من سيتولى القيادة من الصفوف الثانية لحزب الله إذا ظل على هذا الوضع دون حل مشكلة الاختراق الأمنى والعسكرى سيتم اغتياله، مضيفا إن التصعيد من حزب الله قد يشهد هجمات عشوائية حتى يتم تعيين قائد للحزب، وستعمل الفصائل بطريقة لامركزية وبهجمات غير منسقة، مواصلا: «تداعيات اغتيال الأمين العام لحزب الله ستكون عميقة على المستوى الإقليمى والعالمى، والجبهات المساندة لحزب الله ستأخذ تعليمات من إيران، وهذا لا يعنى أن إيران تدخل هذه المواجهة المباشرة إلا فى حالة وجود تهديد حقيقي».

 

اغتيال معنوى 

 

قال اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير المستشارين بكلية القادة والأركان المصرية، إن حزب الله تعرض لاغتيال معنوى واضح وشديد، ولكى يستفيق من هذا الكابوس سيلزمه وقت كبيرً، موضحا أن إسرائيل تسعى وراء تصفية الرؤوس كلما ظهرت سواء الجديدة أو التى تؤثر عليها من دول أخرى من ذات الإقليم من اليمن أو العراق.

 

اجتياح برى محدود 

 

فيما كشف اللواء أركان حرب أيمن عبدالمحسن، المتخصص فى الشأن العسكرى والاستراتيجى عددًا من الحقائق، قائلا إن الحقيقة الأولى تتمثل فى أن جيش الاحتلال نجح فى تصفية كامل الكادر القيادى لحزب الله، وذلك من خلال اتباع سياسة الاغتيالات لأهم هذه القيادات، مثل حسن نصر الله زعيم الحزب، وفؤاد شكر رئيس المنظومة الاستراتيجية، وإلى باقى المنظومة، مضيفا إن الحقيقة الثانية هى أن القوات الإسرائيلية اتخذت عددًا من الإجراءات والاستعدادات للتحضير لاجتياح برى محدود فى الجنوب اللبنانى، وهذا من خلال حضور رئيس الأركان الإسرائيلى لتدريب لواء دفاع إقليمى على القتال للبنان والمناورة للأراضى اللبنانية، وإعادة تمركز فرقة عملت فى جبهة قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية إضافة للفرقتين 36 و146 علاوة على استدعاء لواءى احتياط.

 

وأشار إلى أن الحقيقة الثالثة أن هناك تنسيقا استخباراتيا ومعلوماتيا مع واشنطن خلال تنفيذ هذه العمليات، وهذا ما يبرر تنفيذ ونجاح هذه العملية، مؤكدا  أن هناك اختراقا مخابراتيا موسعا فى حزب الله، كما أن هناك حقيقة ثابتة لدى إسرائيل وهى انتهاك لجميع الأعراف والمواثيق الدولية لتحقيق أهدافها.

 

هدف الاحتلال من الحرب على لبنان 

 

فيما يرى اللواء أركان حرب الدكتور إبراهيم عثمان، الخبير الاستراتيجى ونائب أمين عام مجلس الدفاع الوطنى المصرى سابقا، إن إسرائيل تتبع سياسة الاختراق الأمنى - الاستخباراتى الواسع، وهذه السياسية ركزت عليها القوات الإسرائيلية ومن خلالها تم تنفيذ عمليات اغتيال واسعة فى صفوف حزب الله اللبنانى، وأيضا عمليتى تفجير البيجر وأجهزة اللاسلكى، مشيراً إلى أن إسرائيل تتبع تلك السياسية على جميع الجبهات وليس ضد حزب الله فقط، فهى تتبع نفس النهج فى قطاع غزة والضفة والغربية، وفى العراق، وسوريا وإيران، وحاليا تحصد إسرائيل نتائج هذه السياسية من خلال إضعاف قدرات حزب الله.

وأضاف «عثمان» إن إسرائيل ركزت الفترة الماضية على تحييد القيادات العليا والوسطى لحزب الله، ثم فى عملية البيجر واللاسلكى على القيادات الميدانية لوحدة الرضوان، موضحًا أن الاحتلال استخدم سياسة مختلفة فى أساليبه عن التى اتبعها فى غزة، وليس فى مضمونها، إذ أنه اعتمد على التكنولوجيا، والاختراق الاستخباراتى بالخبرة التى حصدها فى حربه بقطاع غزة.

وأكد الخبير الاستراتيجى أن من ضمن الأهداف الأساسية التى تريدها إسرائيل مما يحدث فى لبنان، صرف الانتباه عن التأثيرات السلبية لفشل جيش الاحتلال فى تحقيق أهدافه فى غزة، مع إطالة أمد الحرب، ومحاولة نتنياهو لإنقاذ مستقبله ومصيره السياسى، وانتظار الانتخابات الأمريكية ونتائجها.