تحت شعار «بكره أحلى بينا» انطلاق فعاليات الملتقى الدولى لفنون ذوى القدرات الخاصة «أولادنا»
نرمين ميلاد
تحت شعار «بكره أحلى بينا» انطلقت فعاليات الدورة الثامنة من الملتقى الدولى لفنون ذوى القدرات الخاصة «أولادنا» بالدمج مع مهرجان الفنون والفلكلور الأفروصينى بدار الأوبرا المصرية الذى ينظم تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة 53 دولة عربية وأجنبية وعدد من كبار الفنانين والمبدعين فى مختلف المجالات وبالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسَّسات المجتمع المدنى.
انطلقت الفعاليات بعروض فنية للدول المشاركة بساحة المسرح الكبير بدار الأوبرا، وتكريم عدد من الشخصيات الذين لهم بصمة فى مجال ذوى القدرات الخاصة والخدمة المجتمعية، منها أسرة مسلسل «حالة خاصة»، حملة «مانحى الأمل» أنور الكمونى، ومؤسّسة «لبلدنا» برئاسة د.نوال الدجوى، واسم الشيخ سلطان القاسمى (الإمارات) والناشط زياد حمدى والمخرج مهند دياب.
هنا مصر
شهدت الفعاليات تقديم عدد من الفقرات الفنية من الأغانى، وعروضًا فنية متنوعة من الفرَق المشاركة من الصين،، سَلطنة عُمان، كولومبيا، روسيا، الكونغو، المكسيك، الأردن، اليابان، فلسطين، والهند، وشاركت الفنانة الكبيرة صفاء أبوالسعود نجوم أولادنا بأغنية «هنا مصر». وتضمنت فعاليات الملتقى مشاركات فى مجالات الأفلام، المسرح، الشعر، الاستعراض، الموسيقى، الغناء، الفنون التشكيلية والحرَف اليدوية التى شاركت فى البرنامج اليومى للملتقى المقام بدار الأوبرا المصرية وكذلك عدد من الأماكن الخارجية.
عمل سياحى راقٍ يجمع الثقافة بالفن
على هامش الملتقى التقت «روزاليوسف» بعدد من المشاركين من بينهم سهير عبدالقادر رئيس مجلس أمناء مؤسّسة أولادنا ومؤسّس الملتقى، وتقول فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: إن هذا الملتقى تم إنشاؤه منذ 8 سنوات ولكنه كل عام يزداد نموًا ويتوسع، ففى البداية بدأنا بأولادنا والعام الثانى الأفروصينى ثم بعد ذلك اشترك معنا 20 دولة لنصل للعالمية، وأنا بطبيعتى أحب العالمية وأشترك بالمهرجانات العالمية، أحب بلدى وأعمل سياحة لها، لذا أسعى أن أصل بأعمالى إلى مستوى العالمية لتظهر مصر بأحلى صورة كما تستحق، وحتى وقت قريب اشترك 48 دولة ثم وصلنا إلى 52 دولة ولكن الآن وصلنا إلى 56 دولة فعليًا، فكل يوم يزداد طلب الدول للاشترك معنا، وهذا يدل على قيمة هذا العمل ومصداقيته وأن بالفعل هذا العمل يلقى إعجابًا جماهيريًا فى الداخل والخارج بالإضافة إلى أنه عمل سياحى راقٍ يجمع الثقافة بالفن ونرى به أولادنا ذوى الهمم ونرى الدمج بأجمل أشكاله.. والحقيقة أنا سعيدة وفخورة هذا العام لأن عند تقديمنا العروض والفقرات والفنون فى الأعوام الماضية كنت أرى تأثر الناس مع دموع بأعينهم ولكن هذا العام قصدنا أن تكون «زغروطة» فرحة وبهجة من دون دموع، فالفنانة صفاء أبوالسعود أضافت بهجة جميلة كما رأينا فى الافتتاح وأيضًا عرض «ألف ليلة وليلة» تم عرضه بشكل كوميدى رائع مما أضاف بهجة للجمهور، وقصدت أن تكون الشخصيات الأساسية بالعروض معها أولادنا لأن هذا الحدث لأولادنا والنجوم تقبل عليه لزيادة شعورهم بالفرحة لكن «أولادنا» هم الأساس، وبعد 8 سنوات حدث تغيير حقيقى لأولادنا وأنا أتشرف بهم، وأتمنى أن تقام لهم مهرجانات بالخارج ويتم تقديمهم فى الدول الأخرى لأنهم نموذج مشرّف لأننا المهرجان الدولى الوحيد للقدرات الخاصة.
تعميم التجربة
ومن الملتقى تقول مهندسة الديكور ومعالج بالفن أسماء الهريدى: أنا أعمل بمركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية التابع لوزارة الثقافة، لى الحظ هذا العام أن أشارك بلجنة التحكيم ولجنة الورش الفنية، فاليوم كان ورشة تلوين أو التعامل الحر باللون وتأثير اللون على المتلقى، وأولادنا كانوا أروع مما أتخيل، والألوان تعمل حالة من التنفيس وكل لون له مدلول، فكنت أتحدث مع الأولاد عن مدلول اللون فى عيونهم، وكان تعاونًا كبيرًا، وأجمل ما فى الملتقى هو حالة الدمج بين ذوى الإعاقة والآخرين؛ فنجد حالة من الحب والفرحة على وجوههم، فأولادنا أصبح مجتمعًا كاملاً أتمنى أن يتم تعميم هذه التجربة فى كل المواقع كالمدارس والوزارات والأندية وغيرها، أنا أرى مجهودًا ضخمًا مبذولاً للوصول لهذا الشكل للملتقى وأرى الدمج هنا أيضًا دمجًا دوليًا، لدينا أماكن كثيرة مثل وزارة الثقافة والأندية والمدارس وأيضًا لدينا فنون كثيرة لكن نحتاج تعميم التجربة فى أماكن أخرى وأتمنى أن أكون معالجًا دوليًا بالفن.
دمج عالمى
وتقول منى أحيد مدير متحف سيف وأدهم وانلى بوزارة الثقافة وأم لطفل داون: هذا الملتقى أكثر من رائع ومستوى الأولاد به متميز، أكثر شىء عجبنى خصوصًا وأنا أم لطفل داون أنه لا يوجد جو الشفقة التى تضايق الأولاد، ولكن حالة جميلة من الدمج، وأشارك بمحاضرة توعية للأمهات فى الملتقى ماذا تفعل تجاه أبنائها، فالدمج هنا عالمى ويغير نظرة الأولاد ونظرة أهالى الأبناء.. فى الفترة الأخيرة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي نجد اهتمامًا كبيرًا بالأولاد وتواجدًا لهم فى الكثير من المناسبات المختلفة، وأتمنى أن يكون أيضًا فى المدارس متخصصون على التخاطب وتنمية مهارات الطفل مع ضرورة وجود حملات توعية بالحالات الخاصة غير مراكز التوعية سواء فى الإذاعة والتليفزيون والأخبار والمسلسلات والأفلام وأماكن لتأهيل الأسَر للتعامل مع الأولاد وأن تفعَّل القوانين وتكون لهم فرص رعاية صحية أكثر.
الرئيس عمل أكثر مما نتوقع تجاه أولادنا
وتقول أمل مشرف، أم لأبناء من ذوى الإعاقة والمشاركين بالملتقى وهما آية الله مجدى ذكى وآلاء مجدى ذكى: آية خريجة كلية الآداب جامعة حلوان، وآلاء فى كلية الآداب فى الفرقة الثالثة، أولادى متميزون بيعملوا شغل طباعة بيصوروا صور ثم يطبعوها على الملابس ويحبوا المناظر الطبيعية فلديهم هواية التصوير بالموبايل يصوروا المنظر ويتطبع على الملابس والشنط وبيعملوا شغل كورشيه وكونكريت ولديهم استعداد للتعليم وعمل أشياء جديدة، أعمل دائمًا على تنمية مهاراتهم وهم لديهم قوة تحمُّل وإرادة وصبر، والاثنين فى منتخب الجامعة، «أولادنا» أصبحت مسموعة ومعروفة فى كل مكان، وهذا بفضل سيادة الرئيس، فالرئيس عبدالفتاح السيسي عمل أكثر مما نتوقع تجاه أولادنا، أتمنى أن أبناءنا يجيبوا بطولات لمصر أكثر وأن يعملوا ويتعلموا أكثر، أفضل شىء هو الدمج وقبول المجتمع لهم ومعرفته قدرتهم على العمل وتحقيق بطولات.
إيد واحدة
أمّا سارة رازن- لديها هواية شغل التريكو- فتقول: أشارك بالملتقى منذ 8 سنوات وأشعر كل مرة بالتطوير والاندماج أكثر مع المجتمع بتطوير مهاراتى.
بينما تقول د.عزة دويدار، إخصائية فى التخاطب وتنمية المهارات وتعديل السلوك ومسئول دمج: أنا أعمل على تعديل السلوك والتخاطب ومتطوعة مع الأولاد لعمل استعراضات، نشترك مع بعض إيد واحدة لإسعاد الأولاد.
نكمل بعض
أمّا منى زهرى، إخصائى تخاطب بالجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوى الإعاقة والتوحد، فتقول: نحرص على إقامة معرض للأولاد على هامش الملتقى، فهو نافذة جيدة لعرض منتجاتهم والتعبير عن أنفسهم، وتشجيعهم على أن يكون لديهم مهنة توفر لهم حياة كريمة دون أن ينتظروا مساعدات، كل عام يتم عمل هذا الملتقى نشترك به ونعد له مسبقًا، فلدينا ورش بالمدارس طوال الوقت الأولاد يعملون منتجات نأخذها ونشارك بها، «الأولاد» بتعمل المنتجات وتأخذ أجر أسبوعى عليها فيفرحون بالأجر وبيشجعهم على العمل، تجربة الدمج مهمة جدًا لأننا نكمل بعض؛ فهناك أشياء يبدعون بها الأولاد ولا تؤثر الإعاقة على عملهم.