نبيل عمر
هجمات 11 سبتمبر أكاذيب وحقائـق.. الفولاذ يذوب مثل الشمع والجنون يطارد المعارضين! "4"
سؤال مبدئى: من يحاسب الولايات المتحدة على قتل ستمائة ألف عراقى على الأقل، دون جريرة سوى أن «امبراطورية الشر» تريد القرن الحادى والعشرين قرنا أمريكيا خالصا، وعملت على أن تعيد نشر قواتها بطريقة تتقاطع مع مسارات المواد الخام والأسواق كى تتحكم فى معدلات النمو الاقتصادى والسياسى للمنافسين المحتملين: روسيا والصين؟
السؤال لم يطرحه صراحة الدكتور كريسوفر شاريت أستاذ النقد السينمائى بجامعة سيتون هول فى دراسته المنشورة فى عام 2007 (دون ضبط النفس..مقاطع الفيديو والسعى وراء حقيقة 11 سبتمبر)، ولكنه أشار إليه فى المقدمة، إذ وصف الحرب الأمريكية على العراق بالوحشية، وكانت أول رصاصة فيها كذبة كبرى، بأن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، ولم تتوقف إلا بعد أن دمرت البنية التحتية الصناعية للعراق، وأعادته إلى الخلف مئات السنين.
وقال: يبدو أن الهجمات الإرهابية على واشنطن ونيويورك كانت لها هدف داخلى أيضا، فقد نجحت فى إقناع الشعب الأمريكى بأن يقبل مجموعة من القوانين الصارمة التى تتحدى حقوق الإنسان والحريات المدنية.(قوانين وسعت من سلطات الضبط والتحقيق والمخابرات الأمريكية، باسم مكافحة الإرهاب، فى مراقبة التليفونات والبريد الإلكترونى والحسابات البنكية، وكروت الائتمان والصفحات الشخصية على شبكة الإنترنت، والتفتيش والمراقبة دون أمر من القضاء، والحبس الاحتياطى غير المشروط طبقا للشبهات).
ويستعرض شاريت الأفلام الوثائقية والفيديوهات التى صنعها فنانون ومؤسسات وحركات معارضة ومواقع على الشبكة العنكبوتية، وتفند الرواية الرسمية للهجمات الإرهابية، ويبدأ بأهمها جميعا، وهو فيلم «اختطاف الكارثة: الخوف وبيع الإمبراطورية الأمريكية» لـ«جيرمى إيرب»، وسوت جالى، وتعليق جوليان بوند.
وجيرمى مخرج وباحث معروف له أكثر من عشرة أفلام وثائقية سياسية واجتماعية، وهو عضو هيئة تدريس فى جامعة نيو سكول فى نيويورك، أما سوت فهو أستاذ الاتصالات فى جامعة إنميرست ويعمل أيضا فى الدراسات الثقافية والإعلامية..
صدر الفيلم فى 2004، وبذكاء شديد يفسر الأسباب التى ترجح أن المحافظين الجدد قد استخدموا هجمات 11 سبتمبر، لزرع عقيدة جديدة فى عقل الأمريكيين باسم مشروع القرن الأمريكى الجديد «بى أن أيه سى»، وهى الهيمنة على العالم، من خلال القوة العسكرية، لتكون بمثابة تحذير ملموس للخصوم المحتملين، تحت ستار «الحرب على الإرهاب»،، وقد وضعت تلك العقيدة قبل 11 سبتمبر وشارك فى صياغتها ديك تشينى (نائب الرئيس جورج بوش الابن)،، دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع)، بول وولفوفيتز (مساعد وزير الدفاع وأشد الصقور تطرفا) جيب بوش (أخو الرئيس وحاكم ولاية فلوريدا)، ودان كويل (كان نائب الرئيس الأمريكى فى ولاية جورج بوش الاب).
وتضمن الفيلم مقابلات مع شخصيات بارزة مثل الفيلسوف والكاتب الشهير نعوم تشومسكى، وهو صاحب أكبر حفاوة نالها مفكر فى القرن العشرين: جوائز وشهادات دكتوراه فخرية من أرفع جامعات العالم، وجودى ويليامز ناشطة سياسية وحقوقية حاصلة على جائزة نوبل للسلام 1997، ناهيك عن مقابلات مع محللى سياسات وقيادات عسكرية وصحفيين وكبير مفتشى الأسلحة فى الأمم المتحدة والكولونيل كارين كوياتكوسكى!
وتعنينا الكولونيل كارين كثيرا، فهى ضابطة عملت بالجيش الأمريكى لمدة 20 سنة حتى عام 2003، وهى حاليا أستاذة جامعية، وقالت إنها كانت حاضرة يوم 11 سبتمبر 2001 فى وزارة الدفاع، وإن «لجنة 11 سبتمبر لم يكن بين أعضائها أى شخص قادر على تقييم الأدلة من الناحية العملية، ولم تر حطام الطائرة التى قيل إنها ضربت مقر وزارة الدفاع، ولا الدمار الذى يتوقع أن يحدثه هجوم جوى (هذه قضية سنشرحها بالتفاصيل فى حلقات قادمة).
ويحلل شاريت فيلما وثائقيا آخر، كتبه ستيفن إى جونز وكيفين ريان وجيمس تى هوفمان، وأخرجه مايكل برجر فى ساعة وتسع دقائق، بعنوان (انهيار غير محتمل: هدم جمهوريتنا)، ويعرض الهجمات الإرهابية مع عشرات المقابلات مع خبراء وباحثين، يقدمون أدلة على فساد الرواية الرسمية لتفسير انهيار برجى مركز التجارة العالمى إلى كومة من التراب الأسمنتى، وصدر فى عام 2006، أى بعد عامين من فيلم (اختطاف الكارثة).
وبعدها ينتقل شاريت إلى «التغيير الفضفاض»، سلسلة أفلام وثائقية هى الأكثر شعبية، وكانت فيلما جرى تحسينه وإعادة إصداره بإضافات جديدة من عام 2005 إلى 2009، تناقش نظريات المؤامرة لكن بانحياز إليها، وكتبها وأخرجها ديلان أفيرى، وقد فكر فى عام 2003 قى عمل فيلم سينمائى عادى عن الهجمات الإرهابية، خيال على واقع، لكن عثر على أقوال وأدلة تدعم نظرية المؤامرة، وأن الهجمات كانت من تدبير أعضاء فى الحكومة الأمريكية، فانتقل بالفكرة من فيلم عادى إلى فيلم وثائقى، يقول فيه إنه من المستحيل علميا أن ينهار البرجان بالطريقة التى فسرتها الإدارة الأمريكية، كما أن موقع البنتاجون الذى تحطم وقيل إن طائرة ثالثة ضربته، يصعب أن تكون طائرة من طراز 757 قد ضربته، وأن الإرهابى المزعوم بخطفها هانى حنجور، لم يستطع تشغيل أدوات التحكم فى طائرة تدريب صغيرة، كان قد استأجرها فى مدرسة طيران قبل الهجمات بفترة قصيرة، بل أن أى طيار متمرس ربما لا يستطيع المناورة بزاوية انعطاف حادة بسرعة الطائرة وارتفاعها ليضرب مبنى البنتاجون، والأهم أن الحكومة صادرت ثلاث كاميرات مركبة على مبان مجاورة للبنتاجون ولم تعرض أبدا شرائطها، وينقسم الفيلم إلى عدة فصول..
على نفس المنوال يتعامل شاريت مع فيلم «المؤامرة العظمى.. الأخبار الخاصة لـ11 سبتمبر التى لم ترها»، أخرجه بارى زويكر، وقسمه إلى فصول فى سبعين دقيقة..
1- استخدام الخوف للتلاعب بالصور.
2- فشل الرد العسكرى فى يوم الهجمات.
3- سلوك الرئيس جورج بوش خلال الهجمات (منتهى الهدوء والتجاهل وكان فى زيارة لمدرسة).
4- دور وسائل الإعلام الرسمية فى إشاعة القصة الرسمية ونشر معلومات مضللة.
وفى الوقت نفسه لا يهمل شاريت الأفلام القليلة المضادة التى أيدت الرواية الرسمية، وأعلنت الحرب على المعترضين عليها واتهمتهم «بالجنون»، وسمت بعض تنظيماتهم بـ«الجماعة المجنونة»، ومنحت أحد قادتها لقب «الكاهن الأعلى» وهو دافيد راى جريفين صاحب كتاب «تقرير لجنة 11 سبتمبر- التجاهلات والتحريفات»، وقد تساءل فيه: كيف لجيش الولايات المتحدة ولديه أفضل أجهزة رادار فى العالم ألا يلتقط طائرة معادية تقترب من مبنى البنتاجون ويدمرها فى الحال؟، والأهم أن البنتاجون محاط بحلقة من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، ومبرمجة على تدمير أى طائرة تدخل مجاله الجوى، فيما عدا الطائرات المزودة بجهاز مستجيب خاص له ترددات تابعة للجيش الأمريكى، ودافيد راى جريفين حاصل على درجة الدكتوراه فى اللاهوت، وقد رحل عن عالمنا قبل عامين.
وفى نهاية الدراسة ينتقل شاريت من الأفلام إلى الكتب وتاريخ المؤامرات الرسمية فى الإدارات الأمريكية مثل ووترجيت وانقلابات أمريكا اللاتينية وغيرها، ونتوقف عند كتابين: كتاب جيريمى إيزاك وتايلور داونينج الصادر فى عام 1993 بعنوان (الحرب الباردة: تاريخ مصور 1945-1991)، ويقول الكتاب: إن معرفة الولايات المتحدة المسبقة بالهجوم على بيرل هاربر كان موضوعا لمناقشات جادة ومقنعة من قبل بعض المؤرخين المهمين مثل تشارلز بيرد وجون تولاند.
وكتاب روبرت ستينيت «يوم الخداع: روزفلت وبيرل هاربر»، الذى أكد فيه إن الإدارة الأمريكية كانت على علم بالهجوم اليابانى على بيرل هاربر قبل وقوعه.
باختصار من الناحية العلمية يستحيل أن يذوب الفولاذ فى دقائق مثل الشمع من الطابق 110 إلى الطابق الأرضى، بتأثير درجة حرارة ما بين 650 وألف درجة مئوية، ناتجة عن انفجار الطائرة بخزانات وقودها فى البرج، وقد بعث كيفين ريان من شركة «اندر رايتر لابوراتوريز» رسالة شديدة الأهمية إلى فرانك جايل بالمعهد القومى للمعايير والتكنولوجيا فى 11 نوفمبر 2004، يعلق فيها على تقرير المعهد الذى يؤيد الرواية الرسمية، وشركة أندر رايدر هى التى اعتمدت مواصفات الفولاذ المستخدم فى بناء مركز التجارة العالمى، ويقول إنه لا يوافق على حكاية ذوبان الفولاذ، لا هو ولا المدير التنفيذى للشركة، ولا مدير الحماية من الحرائق بها، وأنهم أجروا تجارب على نماذج من الأرضية، وأثبتت النتائج أن مبانى المركز يجب أن تقاوم بسهولة الإجهاد الحرارى المتولد عن احتراق خزانات الوقود.
للحديث بقية