إطلاق أول تطبيق ذكاء اصطناعى لمستخدمى الطاقة النظيفة فى مصر «جرين طاقة» خدمة تكنولوجية مجانية لنشر الطاقة الشمسية وحل مشاكلها
ألفت سعد
أطلقت جمعية «بيئة بلا حدود»، الأسبوع الماضى، تطبيقًا إلكترونيًا تحت مسمى «جرين طاقة»، بهدف تقديم الخدمة والدعم التقنى والمعلوماتى لمستخدمى الطاقة الشمسية.
تعد الخدمة أول تطبيق إلكترونى يعتمد على الذكاء الاصطناعى، ويأتى محصلة جهد القائمين على المنظمة الأهلية، وعدد من المهندسين من إحدى الشركات العالمية لربط محطات الطاقة بالإنترنت.
كانت البداية فى مؤتمر المناخ cop27 الذى عقِد بمدينة شرم الشيخ منذ عامين، عندما وقع الاختيار على مشروع «مجتمع مستخدمى الطاقة النظيفة» الذى تقدمت به جمعية «بيئة بلا حدود» ضمن 5 مشروعات فائزة على مستوى العالم تخص الطاقة النظيفة.
وواكب إطلاق المنصة الإلكترونية توقيع بروتوكول تعاون بين جمعية بيئة بلا حدود برئاسة الدكتور عادل سليمان، وجمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب الصحفى الدكتور محمود بكر، تحت رعاية وزارة البيئة، وذلك بهدف دعم الأنشطة البيئية فى مختلف محافظات مصر والتركيز على نشر الطاقة النظيفة فى ربوع مصر خاصة المناطق النائية التى تفتقر للطاقة التقليدية ولديها وفرة فى الاستغلال الشمسى.
فوز مشروع مجتمع مستخدمى الطاقة النظيفة يرجع إلى استغلال الوسائل التكنولوجية والذكية لخدمة الفئات التى لديها محطات شمسية صغيرة سواء كانت منازل أو مزارع محدودة أو مجتمعات صحراوية تعتمد على تلك المحطات فى حفر آبار المياه أو تحلية المياه.
المجتمعات المحدودة كما أشار الدكتور عادل سليمان، تواجه مشاكل فى الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية خاصة فى المناطق النائية، فمنهم من تم دعمه بالمحطات الشمسية من قبل الدولة أو الجهات المانحة، ومع الوقت حدثت بها أعطال أو توقفت عن العمل ولم يستطيعوا التواصل مع مقدمى الخدمة، هنا يقوم تطبيق «جرين طاقة» بمساعدة أصحاب تلك المحطات عن طريق موبيل ابليكيشن يمكن التسجيل عليه مجانًا.
وتضم المنصة الإلكترونية ما يزيد على 50 شركة معتمدة تقدم الخدمات والحلول، أو تقوم بإرشاد المستخدم للشركات التى تقوم بإصلاح الأعطال.
وتوفر المنصة أيضًا جميع المعلومات الفنية والاقتصادية عن الطاقة وتركيب وحدات شمسية بما يتناسب مع الاحتياجات سواء إضاءة بسيطة أو تسخين أو زراعة و«رى»، أيضا متوفر طرق الحصول على تمويل أو قروض والإعلان عن الجهات المانحة لنشر الطاقة النظيفة.
وأضاف «سليمان» إن التطبيق الذكى مستخدم منذ فترة، ولكن تم إطلاقه رسميًا هذا الأسبوع وهو متاح على جوجل بلاى وآبل ستورز لكل المحتاجين للخدمات أو المهتمين بالطاقة النظيفة، حيث يتضمن التوعية بأهمية نشر الطاقة الخضراء بشكل أوسع لمواجهة آثار التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى نتيجة استخدام الوقود الأحفورى.
والمستهدف فى البداية الوصول إلى أكبر عدد من مستخدمى التطبيق ليصلوا إلى 150 ألفًا فى السنة الأولى والتوسع تباعًا لتقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية الملوثة للبيئة .
ولزيادة ربط المجتمعات فى المناطق النائية بالتطبيق الذكى «جرين طاقة» قامت جمعية «بيئة بلا حدود» باختيار ثلاث مناطق متفرقة فى مصر فى الوادى الجديد ومحمية وادى الجمال فى البحر الأحمر والفيوم.. تم إجراء بحث ميدانى لمستخدمى الطاقة الشمسية وعددها 3 آلاف مستخدم والتعرف على احتياجاتهم ومشاكلهم والعمل على إلمام من لديهم وحدات شمسية باستخدام المنصة الإلكترونية والتوصل إلى الحلول الممكنة والشركات المعتمدة لحل المشاكل الفنية واللوچيستية والمالية.
والأهم أن أصحاب الوحدات الشمسية يمكنهم من خلال التطبيق معرفة تكلفة المحطات وحساب الاستهلاك وعدد الوحدات الملائمة للمشروع وتكلفتها والتسهيلات أو الحوافز التى توفرها الدولة أو البنوك للتوسع فى الطاقة الشمسية.
الرحالة المغامر على عبده الذى طاف عدة دول باستخدام الموتوسكيل الكهربائى قبيل عقد قمة المناخ كل سنة وهو مدير المسئولية المجتمعية بكبرى شركات التكنولوجيا شارك فى مشروع مجتمع مستخدمى الطاقة النظيفة فيما يخص الجزء التقنى فى التطبيق الذكى «جرين طاقة» بمشاركة مهندسين متخصصين .. أشار إلى أن هذا التطبيق نجح فى توفير خدمات متكاملة لأى مجموعة تحتاج الدعم الفنى والمادى سواء مستخدمين حاليين أو من يسعى لتركيب وحدات شمسية وقد ثبت بالتجربة عند البحث الميدانى فى المناطق المختارة مدى نجاح المنصة الإلكترونية فى إقبال مستخدمين جدد للطاقة النظيفة.
نشر الطاقة الشمسية لا يتم إلا بزيادة التوعية وإتاحة جميع المعلومات عن طريق وسائل الإعلام وهو ما حرصت عليه منظمات المجتمع المدنى عندما وقعت جمعية كتاب البيئة والتنمية برتوكول تعاون مع جمعية بيئة بلا حدود لدعم أنشطة العمل البيئى فى مختلف محافظات مصر، حيث أشار الدكتور محمود بكر رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية إلى أن البرتوكول يهدف إلى بناء شراكات فعالة لتنفيذ برامج تدريبية لرفع مستوى الوعى بالقضايا البيئية والاشتراك فى إنشاء منصة إلكترونية متخصصة فى معالجة قضايا البيئة وتنفيذ حملات تشجير للحد من التلوث والانبعاثات الكربونية المسببة لتغير المناخ.. وشدد بكر على أهمية الإعلام كسند حقيقى لمواجهة التحديات البيئية والتشجيع على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على صون الطبيعة وحماية الموارد .
وزارة البيئة كانت الداعم الرئيسى لمؤسسات المجتمع المدنى كما أشار محمد مصطفى مدير التوعية والتدريب قائلا إن الوزارة نجحت فى تشبيك الجمعيات الأهلية المعنية بالبيئة بعضها البعض لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحققت إنجازات كبيرة على أرض الواقع استفادت منها مختلف المجتمعات فى المناطق الزراعية والصحراوية القريبة والنائية.
