الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هاريس VS ترامب من نجح فى حسم «الصوت الأمريكى»؟

يتوجه الناخبون فى الولايات المتحدة إلى صناديق الاقتراع فى الخامس من نوفمبر القادم لانتخاب رئيس جديد للبلاد.



وكانت الانتخابات فى البداية بمثابة إعادة لانتخابات عام 2020، ولكنها اختلفت اختلافا كبيرا فى يوليو عندما أنهى الرئيس جو بايدن حملته، وأعلن تأييده لترشح نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وكانت مناظرة ترامب وهاريس التى تبعها نحو 57 مليون شخص قادرة على تحديد توجهات الشارع الأمريكى لتحديد هوية رئيس البيت الأبيض القادم، خاصة بين عدة فئات أهمهم فئة المترددين وهم من الأغلبية ذات الأصول العربية الذين رفعوا لافتة «غير الملتزم» فى الانتخابات التمهيدية أمام جو بايدن بسبب الحرب على غزة، كذلك الولايات المتأرجحة السبع التى تحدد مصير مرشحى الرئاسة، وهى ولايات غير جمهورية أو ديمقراطية لكنهم يمتلكون عدد مقاعد داخل المجمع الانتخابى تستطيع أن تحدد نتيجة الانتخابات بصورة قوية. والسؤال الرئيسى الآن هو: هل ستعنى نتيحة الانتخابات ولاية ثانية لدونالد ترامب أو انتخاب أول رئيسة للولايات المتحدة؟

استطلاعات الرأى

كشفت استطلاعات رأى أُجريت فى أعقاب المناظرة الرئاسية بين نائبة الرئيس، المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والرئيس السابق، المرشح الجمهورى دونالد ترامب، تقدم السيدة التى تسعى لأن تكون أول رئيسة للولايات المتحدة.

واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن هاريس قدمت أحد «أكثر العروض التى لاقت صدى واسعا خلال العقود الأخيرة»، خلال المناظرة التى أجريت مساء الثلاثاء، وشاهدها أكثر من 57.5 مليون شخص عبر 7 شبكات تلفزيونية.

لكن يظل تأثير هذا الأداء بمثابة «سؤال مفتوح»، حيث تُعتبر الولايات المتحدة «بلدا شديد الاستقطاب، ولا يشهد تحولات كبيرة ومفاجئة فى استطلاعات الرأى»، وفق الصحيفة، التى أشارت أيضًا إلى أن «الهوامش الصغيرة يمكن أن تكون مهمة للغاية فى الانتخابات المتقاربة، ومن الواضح أن هاريس ساعدت نفسها بأدائها خلال المناظرة».

وأشار التقرير إلى استطلاعين فوريين بعد المناظرة، أحدهما من شبكة «سى إن إن» والآخر من مؤسسة «يوغوف».

كما أظهر استطلاع «سى إن إن» فوز هاريس بنسبة 63 % مقابل 37 % من بين مشاهدى المناظرة، فيما حققت تقدما بنسبة 54 مقابل 31 % وفق استطلاع «يوجوف» بين الناخبين المسجلين الذين شاهدوا أجزاء على الأقل من المناظرة، فيما لم يكن 14 % متيقنين من اختيارهم.

هذه الفوارق قريبة من التى حققها ترامب بعد الأداء الذى وُصف بـ«الكارثى» للرئيس جو بايدن، فى المناظرة التى أجريت بينهما فى 27 يونيو، والتى دفعت الرئيس الديمقراطى إلى الانسحاب من السباق الانتخابى لصالح هاريس.

حينها أظهر استطلاع «سى إن إن» تفوق ترامب فى المناظرة بنسبة 67 مقابل 33 %، فيما أظهر استطلاع «يوجوف» تقدم الرئيس السابق بنسبة 43 إلى 22 %.

وتعد هوامش الفوز التى حققتها هاريس من بين «الانتصارات الأكثر حسما فى التاريخ الحديث»، وفق تقديرات شبكة «سى إن إن»، على الرغم من أن الأداء القوى فى المناظرة لا يترجم بالضرورة دائما إلى فوز ووصول إلى البيت الأبيض.

وفى الأشهر التى سبقت قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسى، أظهرت استطلاعات الرأى باستمرار أنه خلف منافسه الرئيس السابق ترامب، ورغم أن ذلك كان افتراضيا فى ذلك الوقت، إلا أن العديد من استطلاعات الرأى أشارت إلى أن هاريس لن يكون حالها أفضل كثيرا.

لكن السباق اشتد بعد أن دخلت هاريس مسار الحملة وحققت تقدما طفيفا على منافسها فى متوسط ​​استطلاعات الرأى الوطنية، وأنها حافظت على هذا التقدم منذ ذلك الحين، وفيما يلى أحدث متوسطات استطلاعات الرأى الوطنية للمرشحين، مقربة إلى أقرب عدد صحيح.

وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن أكبر هوامش الفوز كانت عندما فاز بايدن على ترامب فى مناظرتهما الأولى عام 2020، والذى وصل إلى 60 مقابل 28 %.

كما حققت المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون هامش فوز بنسبة 62 إلى 27 % على ترامب فى المناظرة الأولى بينهما عام 2016، وفى النهاية فاز ترامب بالانتخابات.

وفى عام 2021، حقق المرشح الجمهورى ميت رومنى هامش فوز كبيرا بنسبة 67 إلى 25 % فى المناظرة الأولى ضد الرئيس آنذاك باراك أوباما.

وكانت مناظرة الثلاثاء، هى المرة الأولى التى يلتقى فيها ترامب وهاريس، المرشحان لانتخابات الرئاسة المقررة فى الخامس من نوفمبر، وجها لوجه.

وتجاوز عدد مشاهدى مناظرة الثلاثاء، من تابعوا مناظرة ترامب مع بايدن فى يونيو، الذين وصلوا إلى حوالى 51 مليون شخص.

ولا تحتسب البيانات كل المشاهدات عبر الإنترنت، والتى نمت شعبيتها مع تراجع جمهور التلفزيون التقليدى ولا تعكس أيضا المشاهدين الذين شاهدوا المناظرة فى الحانات والمطاعم.

وسُجل الرقم القياسى لمشاهدة مناظرة رئاسية عام 2016، عندما شاهد 84 مليون شخص مناظرة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون مع ترامب.

ولايات «ساحة المعركة»

فى الوقت الحالى، استطلاعات الرأى متقاربة للغاية فى الولايات السبع المتأرجحة، مما يجعل من الصعب معرفة من يقود السباق حقا، هناك عدد أقل من استطلاعات الرأى على مستوى الولايات مقارنة باستطلاعات الرأى الوطنية، لذلك لدينا بيانات أقل للعمل بها وكل استطلاع لديه هامش خطأ مما يعنى أن الأرقام قد تكون أعلى أو أقل.

وكما هو الحال، تشير استطلاعات الرأى الأخيرة إلى أن هناك أقل من نقطة مئوية واحدة تفصل بين المرشحين فى عدة ولايات، ويشمل ذلك ولاية بنسلفانيا، وهى ولاية رئيسية لأن لديها أعلى عدد من الأصوات الانتخابية المعروضة وبالتالى يسهل على الفائز الوصول إلى 270 صوتًا مطلوبا.

وكانت بنسلفانيا وميتشيجان وويسكونسن معاقل ديمقراطية قبل أن يحولها ترامب إلى اللون الأحمر فى طريقه للفوز بالرئاسة فى عام 2016، واستعاد بايدن هذه الولايات فى عام 2020 وإذا تمكنت هاريس من فعل الشيء نفسه هذا العام، فستكون فى طريقها للفوز بالانتخابات.

وفى إشارة إلى كيفية تغير السباق الانتخابى منذ أن أصبحت هاريس مرشحة الحزب الديمقراطى، ففى اليوم الذى انسحب فيه جو بايدن من السباق، كان يتخلف عن ترامب بنحو خمس نقاط مئوية فى المتوسط ​​فى هذه الولايات السبع المتأرجحة.

 

قضايا شائكة

هناك بعض القضايا الشائكة التى تهم الناخب الأمريكى على تحديد هوية قاطن البيت الأبيض الجديد أهمها القضايا الاقتصادية بعد ما شهدته الولايات المتحدة من أزمة ركود وارتفاع قوى للأسعار.

وخلال المناظرة الرئاسية زعمت كامالا هاريس أن ترامب تسبب فى أكبر بطالة فى الولايات المتحدة منذ الكساد الأعظم 1930، إذ قالت خلال المناظرة الرئاسية إن إدارة الرئيس جو بايدن ورثت «أسوأ» بطالة منذ ثلاثينيات القرن الماضى.

ولكن مزاعم هاريس غير صحيحة، ففى نهاية يناير 2021، وبعد مغادرة ترامب لمنصبه، كان معدل البطالة فى أميركا هو 6.4 %، وهو أقل من نسبة 10 % التى تم تسجيلها فى أكتوبر 2009 خلال الركود الاقتصادى الذى أصاب الولايات المتحدة والعالم.

وفى المناظرة صرحت هاريس بأن إدارة بايدن أضافت أكثر من 800 ألف وظيفة جديدة للاقتصاد الأميركى وتقول «سى إن إن»، إنه بالرغم من كون الادعاء مقاربا للحقيقة، يحتاج إلى بعض التوضيح. وأوضحت أنه حتى يوليو 2024، أضاف الاقتصاد الأمريكى فعليا 765 ألف وظيفة منذ فبراير 2021. ومعظم هذه الوظائف (746,000) أُضيفت فى عامى 2021 و2022، مع نمو بطىء فى 2023 وأوائل 2024.

وفى أغسطس 2024، فقد الاقتصاد نحو 24,000 وظيفة، مما خفض الإجمالى إلى 739,000.

واعتبرت الشبكة أن رقم هاريس البالغ أكثر من 800 ألف يمكن تبريره باستخدام البيانات غير المعدلة موسميا، والتى تظهر زيادة قدرها 874 ألف وظيفة. لكن عادة ما تُستخدم البيانات لتحليل الاتجاهات الاقتصادية.

وأشارت إلى أنه من المهم فهم أن الدورات الاقتصادية وأداء سوق العمل يتأثران بعوامل متعددة تتجاوز سياسات رئيس واحد أو إدارة معينة.

كما زعم ترامب خلال المناظرة أنه لم يكن لديه أى تضخم خلال فترته الرئاسية بين 2016 و2020، وقال إن إدارة بايدن-هاريس تسببت فى تضخم غير مسبوق فى الولايات المتحدة، وربما «الأسوأ فى تاريخ بلدنا».

ولكن فى الحقيقة بلغت نسبة التضخم التراكمى نحو 7.8 %، خلال فترة ترامب. كما أن التضخم الذى بلغ نسبة 9 % خلال فترة رئاسة بايدن (يونيو 2022)، تم تجاوزها بالفعل فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وخلال فترة حظر ونقص النفط أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضى، عندما بلغت النسبة 14.5 %.

ويمكن اعتبار أن نسبة التضخم الذى شهدته الولايات المتحدة فى منتصف عام 2022، هو الأعلى فى آخر 40 عامًا، وليس فى البلاد.

الإجهاض وإعدام الأطفال

يعتبر الإجهاض وحقوق الانجاب من أهم القضايا التى تعتمد عليها كامالا هاريس فى حملته الانتخابية، لجعل الإجهاض مسرح به فى كافة الولايات بهدف أن المرأة حرة فى جسدها، وقد زعمت هاريس أنه فى حال إعادة انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، فإنه سوف يوقع على حظر وطنى للإجهاض، مستشهدة بـ«مشروع 2025».

ولكن هذا الحكم نفاه ترامب، مؤكدًا أنه لن يوقع على «حظر وطنى» للإجهاض إذا انتخب رئيسًا، وأن سيترك مسألة فرض القيود على الإجهاض للولايات من أجل الفصل فيها.

كما أن مشروع 2025 الذى استشهدت به هاريس، لا يدعو لفرض حظر وطنى على الإجهاض، بل يوصى بالحد من الوصول إلى الإجهاض، وفق ما أوردت صحيفة «نيويورك بوست».

كما زعم مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب أن بعض الولايات «تسمح بإعدام الأطفال»، من خلال السماح بالإجهاض فى الشهر التاسع، وخص بالذكر حكام الولايات، وبينهم المرشح الديمقراطى لمنصب نائب الرئيس تيم والز لموقفه من هذه القضية.

وذكرت شبكة «CNN» أن ادعاء ترامب «زائف»، إذ لا تسمح أى ولاية بإعدام الأطفال حديثى الولادة بعد ولادتهم، مشيرة إلى أن هذا العمل يُسمى بـ«قتل الأطفال»، وأنه مُجرّم فى جميع الولايات.

من جهه أخرى، عمل ترامب على إبراز قانون الرعايا الصحية «أوباما كير» للتأكيد على أهمية الرعاية الصحية للشعب الأمريكى، وادعى ترامب أنه أنقذ قانون الرعاية الصحية «أوباما كير»، رغم تعهداته السابقة بإلغائه. 

لكن هذا الادعاء مضلل لعدة أسباب، وفقا لشبكة «سى أن أن»، التى أشارت إلى فشل خطط ترامب لإلغائه، موضحة أن البرنامج لم يلغ لأن الجمهوريين فى الكونغرس لم يحصلوا على أصوات كافية لذلك فى 2017، وليس بسبب قراره بإنقاذه.

وسلطت الشبكة الضوء على الإجراءات التى اتخذتها إدارة ترامب لإضعاف القانون، ومن بينها توقيع أمر تنفيذى فى بداية ولايته لإلغائه، ثم تقليص فترة التسجيل وخفض التمويل للإعلان والمرشدين المساعدين فى التسجيل.

مشروع 2025

قالت نائبة الرئيس الأميركى كامالا هاريس، إن دونالد ترمب يعتزم تنفيذ «مشروع 2025»، فى إشارة إلى وثيقة نشرتها مؤسسة «هيريتيج» المحافظة، والتى تحدد قائمة بمقترحات سياسية، يُعتقد أن رئاسة ترمب تعتزم تنفيذها، وهو الأمر الذى يثير قلق الكثير من الأمريكان، وقالت شبكة ABC، إن ادعاءات هاريس تفتقد للسياق، كما أن ترامب نفى صلته بهذا المشروع، وقال خلال المناظرة إنه «لا يعرف شيئًا عنه»، وإنه «لا فكرة لديه عمن يقف خلفه»، رغم أن العديد من المسؤولين السابقين فى إدارة ترامب مرتبطون بمشروع 2025.