الجمعة 8 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
‏هجمات 11 سبتمبر أكاذيب وحقائق.. 20 مليون دولار لتغطية جريمة القرن!‏"2"

‏هجمات 11 سبتمبر أكاذيب وحقائق.. 20 مليون دولار لتغطية جريمة القرن!‏"2"

لم تكن رسالة الدكتور مايكل دراكسيل- بوير التى حملت عنوان (مؤامرة أخرى) إلى ‏الدكتور روبين ج رامبوت فى الثانى من يونيو 2005 رسالة عادية على الإطلاق، بل يمكن ‏وصفها بأن تشبه صندوق باندورا، كما فى الأساطير اليونانية القديمة.



وصندوق باندورا كان هدية من كبير الآلهة زيوس إلى العروسين باندورا وإبيميثيوس، ‏وأمرها ألا تفتحه أبدا، لكن الفضول والأصوات التى كانت تناديها من داخل الصندوق أضعفا ‏قلبها وعقلها، فقررت أن تفتح الصندوق لثوان معدودة، لكى تعرف ما فيه، ثم تغلقه، وحين ‏فعلت سمعت أصواتًا وضوضاء وخرجت منه كل الشرور، أليس الكذب والخديعة والطمع ‏هم مصدر الشرور؟

 

الدكتور دراكسيل- بوير أستاذ فى علم الاجتماع جامعة فيينا، والدكتور رامبوت أستاذ فى علم ‏الاجتماع جامعة كاليفورنيا، أى كان الحوار بين أساتذين كبيرين فى جامعتين عالميتين، وليس ‏بين اثنين من عوام الناس.‏

الرسالة بالنص: عزيزى روبين.. كما هو دائما.. أشكرك على مقالك المنشور فى هينمان بوك ‏‏(دار نشر شهيرة فى لندن)، وعندى سؤال، قبل فترة عرض التليفزيون النمساوى فيلما ‏وثائقيا، يكشف أن الهبوط على القمر كان خدعة صورت فى نيومكسيكو، كانت الأدلة بالنسبة ‏لى مقنعة جدا، زوايا الكاميرا، الظلال.. إلخ، لكننى لست على دراية كاملة بالعلوم الفيزيائية، ‏تجعلنى قادرا على مناقشة تلك الأدلة، سواء بالتأييد أو الرفض، والآن الطلبة يلجأون إليَّ ‏المرة تلو المرة، بعضهم من المسلمين، يسألوننى رأيى فى نظرية المؤامرة عن أحداث 11 ‏سبتمبر، وقد تصفحت الإنترنت، ووجدت موقعا يبين فجوة فى سور مبنى البنتاجون، صغيرة ‏على طائرة جامبو دخلت فيه، وأن برجى مركز التجارة العالمى قد دمرا بواسطة متفجرات ‏دست داخلهما، وأن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (إف إى أم أيه) هى التى وراء هذه ‏الأحداث، وقد سببت هذه المعلومات لى ارتباكا.‏

والسؤال: هل يمكن أن توصى لى بمصدر جدير بالثقة يمكن الاعتماد عليه فى أدلة دامغة، ‏من تلك يمكن أن تنشر بعد عقد أو عقدين أو لا تنشر أبدا (كما كتبت أنت أكثر من مرة)،

مرة أخرى أشكرك على إرسال كل هذه المقالات.‏

مايكل..‏

لو دققنا فى الرسالة، بالرغم من الحيرة التى فى كلماتها بحثا عن الحقائق، إلا أنها تكاد تصدق ‏ما سمعته، ولهذا أورد الدكتور مايكل حكاية الهبوط الوهمى على القمر الموثقة فى فيلم، أى ‏كان يقصد أن الإدارات الأمريكية معتادة على هذا النوع من الخديعة والكذب، وإذا كانت قد ‏فبركت عملية الهبوط على القمر، فهى قادرة على صناعة عملية البرجين والبنتاجون ‏والطائرات المخطوفة بالصورة التى رأها الجمهور على شاشات التليفزيون.‏

تلقف البروفيسور رامبوت الرسالة وحولها إلى أخيه، لويس وقال له فى مقدمتها: لويس..هل ‏تذكر مايكل، إنه من جماعة سالزبورج، هل لديك اقتراحات توصى بها له فى النمسا..روبين.‏

فرد عليه أخوه لويس: هذه بعض مواقع على الإنترنت، وأستطيع أن أرسل له تقريرا حديثا ‏من وزير دفاع ألمانى سابق، أو شيئا مشابها من شخص ذى حيثية يزعم أن هجمات 11 ‏سبتمبر قد دبرتها وخططت لها الولايات المتحدة..

وفى اليوم التالى أى الثالث من يونية أرسل الدكتور رامبوت برد أخية إلى دراكسيل- بوير ملحوظة خاصة: الكاتب أيضا كان من جماعة سالزبورج، حيث التحقت سنة 2002 بالبرنامج ‏رقم 29: التعددية الثقافية والعرقية فى المجتمع الأمريكى، من برامج «حلقات سالزبورج ‏الدراسية العالمية»، وكان يحاضرنا فيها الدكتور روبين ج رامبوت، والبرنامج 29 له بريد ‏إلكترونى خاص يتبادل فيه الأساتذة والدارسون الأفكار والآراء- ومازالوا، ومن هنا وصلتنى ‏الرسائل الثلاث.‏

والسؤال: ما هى المواقع التى أوصى بها لويس وتدعم نظريات المؤامرة؟

يصعب حصر المواقع التى تتحدث عما حدث فى 11 سبتمبر، جماعات وأفرادا، لا تقل عن ‏عشرات الآلاف، هروبا من سيطرة الإعلام التقليدى المؤيد للرواية الرسمية على فضاء ‏الأخبار والآراء، لكن أغلب هذه المواقع غير جادة وأقرب إلى الغوغائية فى التعامل مع ‏قضية بهذه الخطورة، وبعضها ينقل عن الآخرين حرفيا أو يبالغ فى العرض واللغة ‏المستخدمة، فى مقابل مواقع جادة جدا، مثل..

‏1 - حركة حقيقة 9-11، وهى تتشكل من خلفيات اجتماعية مختلفة، ليبراليون على محافظين ‏على أنصار دعم الفردية والملكية الخاصة وتقليص دور الحكومة الفيدرالية فى حياة ‏الناس، وقد وصفها الدكتور مارك فينستر أستاذ القانون بجامعة فلوريدا، ومؤلف كتاب (‏نظريات المؤامرة: السرية والقوة فى الثقافة الأمريكية): أن قدرة التنظيم فى هذه الحركة ‏تتفوق كثيرا على تنظيم الحركات المتشككة فى الرواية الرسمية لاغتيال الرئيس الأمريكى ‏جون كينيدى، خاصة أن الحركة انتجت عدة أفلام وثائقية، أذاع تليفزيون «كولورادو» ‏بعضها، منها: 11 سبتمبر..أدلة مذهلة- الخبراء يتحدثون.‏

ويقول موقع حركة حقيقة 11-9: أن التقارير الرسمية لم تشرح بشكل كاف ومقنع ما حدث ‏فعلا، وثمة معلومات كثيرة مفقودة، مثل كيفية انهيار البرج رقم 7 فى مركز التجارة العالمى، ‏وأن تحليل الأدلة يؤكد أن ثمة أفرادا داخل حكومة الولايات المتحدة، ربما يكونون مسئولين ‏عن هجمات 11 سبتمبر أو متواطئين فيها عن علم، لاستخدام هذه الهجمات ذريعة لشن ‏حروب أفغانستان والعراق وخلف فرص لتقييد الحريات المدنية.

وكان عضوان فى الحركة هما ويليام كوبر وأليكس جونز قد خرجا لأول مرة على الناس فى ‏يونيو 2001، أى قبل العمليات الإرهابية بأكثر من ستين يوما، ثم مرة ثانية فى يوليو، وقالا ‏إن حكومة الولايات المتحدة خططت لهجمات إرهابية (دون أن يحددا ماهيتها)، وسوف ‏تُحَمل أسامة بن لادن المسئولية عنها، ثم راح يعيدان ما قالاه بعد وقوع الهجمات الفعلية ‏بساعات.‏

وقد أصدرت الحركة بيانا فى أكتوبر 2004 بهذا التفسير، ووقع عليه عدد من الشخصيات ‏البارزة منهم: رالف نادر المحامى الشهير أستاذ النظم السياسى فى جامعة هارفارد والمدرج ‏‏ اسمه فى لائحة أكثر مئة شخص تأثيرا فى أمريكا، سينثيا ماكينى عضو الكونجرس، ‏كاترين أوستن فيتس مساعد وزير الإسكان، الكاتب ريتشارد هاينبرج، الدكتور ريتشارد فالك ‏من جامعة كاليفورنيا، الدكتور مارك كريسبين ميلر من جامعة نيويورك، وفان جونز الذى ‏أصبح فيما بعد مستشارا للرئيس باراك أوباما، وبرر توقيعه على البيان بأنه فعلها دون أن ‏يراجعه! ‏

وكتب جيم هوفمان مقالا بعنوان(بناء سراب أفضل)، ووصف التقارير النهائية التى ‏أصدرها المعهد القومى للمعايير والتكنولوجيا « نيست» فى عامى 2005 و2008، بأنها ‏تتكون من حجج واهية، وشوهت الواقع باستخدام لغة ورسومات بيانية خادعة، وأن خطة ‏نيست تكلفت 20 مليون دولار فى ثلاث سنوات لتغطية جريمة القرن!‏

والمدهش حقا أن أثنين من المرشحين على منصب الرئاسة الأمريكية كانا من مؤيدى «حقيقة ‏‏11 سبتمبر»، جون بوكانان فى عام 2004، وجيف بوس فى أعوام 2008، و2012، ‏و2016، و2020 .‏

‏2 - المعماريون والمهندسون من أجل الحقيقة لـ11 سبتمبر، وهى منظمة تضم محترفين فى ‏الهندسة المعمارية يؤيدون نظرية أن الطائرات لم تهدم البرجين، إنما المتفجرات، معتمدين ‏على ثلاثة شواهد، سرعة السقوط الحر للمبانى، القذف الجانبى للصلب، تفتيت الخرسانة فى ‏الهواء، والمعدن المنصهر.‏

‏3 - علماء من أجل حقيقة 11-9، أسسها أستاذ الفلسفة الدكتور جيمس إتش فيتزر، والفيزيائى ‏ستيفن إى جونز، الذى نشر دراسة فى 2006 بعنوان (لماذا حقا انهارت مبانى مركز ‏التجارة العالمى تماما؟)، فأجبرته جامعة برجهام يونج الذى يعمل به على إجازة مدفوعة ‏الأجر، حتى يراجع تصريحاته واتهاماته التى وصفتها الجامعة بأنها «تخمينية»، فلم يتراجع ‏عنها، وأجبر على التقاعد بعد ست أسابيع فقط من نشر دراسته!‏

‏4 - علماء من أجل الحقيقة والعدالة، وهى مجموعة من العلماء الذين يسعون إلى إجابات عن ‏الأسئلة التى لم تجب عليها التقارير الرسمية، من خلال البحث العلمى والتثقيف العام، وقد ‏نشروا العديد من المقالات فى مجلات العلوم والهندسة، كلها تفسر هدم البرجين بالتفجير.‏

هذه مجرد عينات بسيطة من الأمريكان الذين لا يصدقون الرواية الرسمية عن هجمات 11 ‏سبتمبر، ولا يمتون للعرب ولا للمسلمين بصلة..‏

وما يثير مزيدا من الشكوك أن هؤلاء العلماء والمهندسين والعديد من عائلات الضحايا قدموا ‏عريضة إلى الكونجرس يطالبون فيها «بتحقيق مستقل».. ولم يوافق عليها الكونجرس، ورفع ‏بعضهم قضايا فى المحاكم الفيدرالية ورفضت أيضا ما الذى يخفونه حقا؟.

للحديث بقية