
محمد جمال الدين
فخر مصر.. إن لم يسجل صنع
لم يكن يوما غشاشا أو خائفا من المواجهات الكبرى، أو حتى ببائس أو ادعى أنه أكبر من النادى الذى شهد مستطيلة الأخضر تفوقه، هذه عينة بسيطة من بعض الانتقادات السخيفة التى توجه إلى فخر مصر والعرب لاعبنا الدولى محمد صلاح من قبل بعض المغرضين المحسوبين على الكرة الإنجليزية، الذين هالهم وأرعبهم ما يحققه (مو صلاح) بأرقامه الأسطورية التى لم يقترب منها أمثال هؤلاء حين كان يشار لهم بأنهم من نجوم الكرة هناك.
إنجازات فخر مصر لم يقف أمامها عامل السن الذى يتحججون به، فمازال هو منقذ ليفربول بأهدافه الحاسمة التى تحقق لهم الانتصارات ومن ثم البطولات، وهى الأهداف التى عصفت بأرقام هؤلاء، هجوم ليس له من مبرر سوى كونه لاعبا مصريا جاء من البلد الذى امتصوا خيراته لمدة 74 سنة بالتمام والكمال حتى طردوا منه شر طرده.. ونتيجة طبيعية لهذا الهجوم العنصرى والاتهامات التى تكال لنجمنا المصرى، غاب صلاح عن ترشيحات جائزة اتحاد لاعبى كرة القدم المحترفين فى إنجلترا للعام الثالث على التوالى، رغم تسجيله 22 هدفًا مع ليفربول خلال الموسم الماضى ليسهم بشكل قوى فى تأهل فريقه إلى دورى أبطال أوروبا بعدما كان بعيدًا عن إنهاء الموسم فى المربع الذهبى، أهداف لم تشفع ولو حتى لترشيحه، ولكنه الغرض الذى أصاب القائمين على هذه الجائزة بالمرض، مثلهم فى ذلك مثل بعض نجومهم القدامى، الذين لا يملكون منطق أو حيادية عند تقييم أو تحليل ما يحققه صلاح من إنجازات أو شعبية بين جماهير كرة القدم سواء فى إنجلترا أو على مستوى العالم، وهى بالمناسبة شعبية جارفة، كانت سببا فى أن تصنفه مجلة التايم الأمريكية ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرا على مستوى العالم بعام 2019، ليتفوق بهذا الاختيار على جميع من سبقه من اللاعبين العرب عبر التاريخ.
ومع هذا فخر مصر وعبر مشاركاته فى الدورى الإنجليزى مع ناديه، لم يتأثر يوما بالانتقادات أو الهجوم الذى يتعرض له بين الوقت والآخر، فهو يعمل فى صمت دون إحداث كثير من الضجة حوله وحول ما يحققه من إنجازات، كما لا يسمح قط بأن تؤثر تلك الاتهامات والشائعات على مستواه، مفضلا الرد فى الملعب.. وبحكم الخبرة والتقدم فى العمر صرح فخرنا وفخر العرب عقب مباراة مانشستر يونايتد الأخيرة: (بأنه سعيد بما يقدمه، وخاصة أنه أمضى صيفا جيدا، جلس فيه وقتا طويلا مع نفسه للتفكير بشكل إيجابى، لأن هذا الموسم يعد الأخير لى مع ليفربول، ولذلك أريد الاستمتاع به لأقصى درجة، ولهذا أشعر بأننى حر فى لعب كرة القدم. وسنرى ما سيحدث العام المقبل)، ملقيا بالكرة فى ملعب إدارة النادى التى لم تفاتحه فى شيء بخصوص عقده الجديد.
وهو ذات الأمر الذى تحدث بشأنه نجم ليفربول السابق روبى فاولر الذى طالب إدارة ناديه بسرعة تجديد عقد محمد صلاح، لأنه يعد أسطورة من أساطير النادى، شريطة أن يتم هذا الأمر عاجلا وليس أجلا. لأن فخر مصر الذى يطالب بتجديد عقده سجل مع ناديه 214 هدفًا فى 352 مباراة ليصبح فى المركز الخامس بقائمة الهدافين التاريخيين للريدز متخطيا ستيفن جيرارد وروبى فاولر نفسه، وصنع 92 تمريرة حاسمة لزملائه، أهداف وتمريرات حاسمة (بالطبع لا يراها عواجيز الفرح من بعض لاعبى ليفربول القدامى عن قصد وتعمد لأنهم فى الحقيقة يرغبون فى التخلص منه، حتى لا يقضى على ما سبق أن حققوه من أرقام) ولكن يراها ملاك النادى ومسئولية، ولكنهم لا يتحركون.. وقتها فقط عليهم تحمل تبعات عدم مفاتحة فخر مصر والعرب فى تجديد عقده، من قبل جماهير ومحبى الريدز، التى تغنت (بمو صلاح) منذ قدومه لملعب الأنفيلد، وجعلت لناديهم شعبية فى الوطن العربى، لم يسبق أن حلموا بها من قبل لولا محمد صلاح.