الثلاثاء 18 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

البيت الأبيض يتهيأ لاستقبال الفائز ترامب أم هاريس من ينتصر فى المعركة التليفزيونية الأولى؟

بعد أحداث درامية شهدتها المنافسة المحتدمة فى السباق نحو البيت الأبيض، سواء بمحاولة اغتيال الرئيس الأمريكى السابق والمرشح الجمهورى الحالى دونالد ترامب، أو بانسحاب الرئيس الحالى والمرشح الديمقراطى السابق جو بايدن من السباق بعد أداء مهزوز أمام خصمه الجمهورى فى أول مناظرة تليفزيونية بينهما، ما فتح الباب  أمام نائبة الرئيس الديمقراطى كامالا هاريس التى انتزعت ترشيح الحزب الديمقراطى لتصبح ثانى امرأة فى تاريخ أمريكا تترشح رسميًا للانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد هيلارى كلينتون التى خسرت أمام ترامب على وجه الخصوص فى انتخابات عام 2016، بعد كل ذلك وصل طريق الانتخابات الأمريكية إلى أميال الحسم الأخيرة باقتراب موعد المناظرة الأولى الحاسمة بين ترامب وهاريس المقرر إجراؤها فى العاشر من سبتمبر الجارى.



وقبل نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية (موعد إجرائها الثلاثاء 5 نوفمبر)، انشغل كل من ترامب وهاريس فى جذب ناخبين جدد، فى حين أكد أحدث استطلاع للرأى تقارب نتائجهما فى ثلاث ولايات حاسمة على الأقل. وأظهر الاستطلاع الذى نشرته شبكة «سى إن إن» أنّ بضعة آلاف من الأصوات فى ولايات محددة ستحسم نتيجة الانتخابات، كما هى الحال غالبًا فى الولايات المتحدة. ويتوقع أن تشهد ثلاث ولايات هى نيفادا وجورجيا وبنسلفانيا المنافسة الأشدّ بين المرشحَين. ويبدو أن بنسلفانيا قد تحسم النتيجة بمنحها أحد الطرفين الفوز فى الانتخابات.

15 % لم يقرروا بعد 

فى استطلاع نشرته مجلة «ذى إكونوميست»، الأربعاء الماضى، حصلت هاريس على 47 % من نوايا التصويت على المستوى الوطنى، مقابل 45 % لترامب. ويرغب العديد من الجمهوريين أن يتبنى ترامب لهجة أكثر رصانة مركّزا على انتقاد سجل إدارة (بايدن/هاريس)، بينما يواصل المرشح السبعينى شن الهجمات الشخصية على منافسته. ويكرر دائمًا قوله «إنها ماركسية، وسوف تدمر بلادنا».

وأظهر استطلاع «سى إن إن» أنّ حوالى 15 % من الناخبين فى الولايات الحاسمة والمتأرجحة لم يحسموا قرارهم بشأن المرشّحَين بعد، وهم قادرون على قلب النتيجة لصالح أحد الطرفين. وبحسب الاستطلاع فإنّ هاريس ستفوز فى ولايتى ويسكونسن وميشيجان بينما سيفوز ترامب فى أريزونا.

وقبل أيام من المناظرة، قالت مصادر أمريكية: إن حملة هاريس قبلت قواعد المناظرة ضد ترمب، بما فى ذلك كتم الميكروفونات عندما لا يكون دور المرشح للحديث. وستجرى المناظرة فى العاشر من سبتمبر على شبكة «إيه بى سى» فى الساعة التاسعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، فى مركز الدستور الوطنى فى فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وهى واحدة ضمن عدد من الولايات المتأرجحة التى ستساعد فى تحديد نتيجة الانتخابات.

 سياسة هاريس الاقتصادية

كشفت هاريس، الأربعاء، عن خططها لمساعدة الأعمال التجارية الصغيرة فى الولايات المتحدة، وذلك فى إطار استعراض المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية سياستها الاقتصادية قبيل المناظرة الحاسمة أمام ترامب. واقترحت نائبة الرئيس الأمريكى خفض الضرائب وتخفيف العراقيل البيروقراطية بالنسبة للشركات الصغيرة حال انتخابها فى نوفمبر.

وتقترح هاريس زيادة الإعفاء الضريبى بعشرة أضعاف لبدء عمل تجارى صغير، وحددت هدفًا يتمثّل بـ25 مليون طلب لإطلاق عمل تجارى صغير جديد فى ولايتها الأولى، وسترفع خطّتها الاقتصادية الإعفاء الضريبى على تكاليف الشركات الناشئة بالنسبة للأعمال التجارية الصغيرة من 5000 إلى 50 ألف دولار.

ويركّز المرشّحان فى منافستهما على مسألة الضرائب على وجه الخصوص، إذ يتّهم ترمب المرشحة الديمقراطية باستنساخ «سياسة إلغاء الضرائب على البقشيش بالنسبة للعاملين فى قطاع الخدمات» منه، فيما يتعهّد بخفض الضرائب على مختلف الشرائح. فى الأثناء تسعى هاريس لزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء.

 ترامب يكثف مقابلاته

وقبل أيام من المناظرة المرتقبة، كثف ترامب مقابلاته عبر برامج تبث على الإنترنت، مفجرًا الكثير من الوعود والمفاجآت. فقد أعلن الرئيس السابق فى بودكاست بُثّ (الثلاثاء) أنّ لديه «خطة محدّدة» لإنهاء الحرب فى أوكرانيا، لكنّه لن يكشف عنها بهدف الحفاظ على تأثير «المفاجأة». وقال «إذا فزت، سأضمن، كرئيس منتخب، التوصل إلى اتفاق مضمون».

كما أضاف خلال مقابلة مع المذيع الأمريكى ليكس فريدمان «لدى خطة محددة للغاية لوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا. ولدى فكرة معيّنة، ربما ليست خطة بل فكرة، بشأن الصين أيضًا». لكنه رفض الخوض فى تفاصيل هذه الخطط. وقال «إذا أعطيتك إياها.. فلن أتمكن من استخدامها»، مشدّدًا على ضرورة الحفاظ على تأثير «المفاجأة».

كذلك، وعد بالكشف عن الوثائق السرية المتعلقة باغتيال الرئيس السابق جون كينيدى. كما تعهد فى المقابلة بالكشف عن وثائق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فيما يتعلق بالكائنات الفضائية، وهى قضية إشكالية فى أمريكا كما غيرها من البلدان حول العالم. علمًا أن ترامب أكد أنه لا يؤمن بوجود كائنات فضائية أو حية خارج الأرض.

 قواعد المناظرة

وافق المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية على قواعد مناظرة شبكة «إيه بى سى» والتى تتضمن كتم صوت الميكروفونات عندما يتحدث المرشح الآخر، وغيرها من القواعد الأخرى التى أثارت تحفظ المرشحين فى وقت سابق. وكانت حملة هاريس قد دعت فى السابق إلى استخدام ميكروفونات حية، وقال براين فالون أحد مستشارى هاريس «نعتقد أن ميكروفونات كلا المرشحين يجب أن تظل مفتوحة طوال مدة المناظرة. يفيد تحليلنا بأن فريق ترامب يفضل إغلاق الميكروفونات لأنهم لا يعتقدون أن مرشحهم قادر على ضبط أعصابه لمدة 90 دقيقة». وستكون ميكروفونات المرشحين مفتوحة للمرشح الذى سيكون عليه الدور فى الحديث، وسيتم كتم صوتها عندما يحين الوقت للمرشح الآخر للكلام.

ووفق الشبكة، فإن المناظرة ستستمر لمدة 90 دقيقة وستتضمن فترتين إعلانيتين، وسيديرها اثنان من المشرفين الجالسين، وهما مذيعاها ديفيد موير ولينسى ديفيس، اللذان سيكونان الشخصين الوحيدين اللذين يطرحان الأسئلة، ولن يكون هناك جمهور فى الغرفة. وتشمل القواعد الأخرى التى قالت الشبكة الأمريكية إنه تم الاتفاق عليها مع الجانبين: عدم وجود بيانات افتتاحية، والبيانات الختامية ستكون دقيقتين لكل مرشح؛ وسيقف المرشحون خلف المنابر طوال مدة المناقشة؛ ولن يُسمح بالملاحظات المكتوبة مسبقًا على المسرح؛ ولن يتم مشاركة أى مواضيع أو أسئلة مسبقًا؛ ولن يُسمح للمرشحين بطرح الأسئلة على بعضهما البعض.

كما سيتم تخصيص دقيقتين لكل مرشح للإجابة عن كل سؤال، ودقيقة إضافية للمتابعة أو التوضيح، وسيقف المرشحان خلف المنصات طوال مدة المناقشة، وسيحصل كل منهما على قلم وورقة وزجاجة ماء. ومن قواعد المناظرة كذلك أنه لن يُسمح لموظفى الحملة بالتفاعل أو التناقش مع المرشحين أثناء فترات الاستراحة.

فمن سينتصر فى المناظرة أو المعركة التليفزيونية الأولى إذا جاز التعبير ليكون بذلك قد اختصر على نفسه نصف الطريق نحو المكتب البيضاوى (الرئاسى) فى البيت الأبيض؟. 