الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

الرئيس أردوغان على رأس مستقبلى الرئيس السيسي.. تفاصيل زيارة الرئيس السيسي إلى أنقرة

زيارة رسمية قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أنقرة، تلبية للدعوة المقدمة من الرئيس رجب طيب أردوغان، زيارة وُصِفت بالتاريخية كونها تمثل محطة جديدة فى مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر فى فبراير الماضى، وتأسيسًا لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائيًا أو على مستوى الإقليم، الذى يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين.



الزيارة شهدت مباحثات معمقة للرئيس مع الرئيس أردوغان، إضافة إلى رئاسة الرئيسين للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذى يتناول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد فى الشرق الأوسط. كما شهدت الزيارة التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتى الدولتين فى مختلف مجالات التعاون.

 

 

 

 استقبال رسمى

وكان الرئيس التركى رجب  طيب أردوغان على رأس مستقبلى الرئيس السيسى فور وصوله للمطار، كما أقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس واستعراض حرس الشرف وعزف السلام الجمهورى للبلدين.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى: أعرب عن سعادتى البالغة بزيارتى الأولى للجمهورية التركية، ولقائى مع الرئيس «رجب طيب أردوغان».

وتابع الرئيس السيسى، فى تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى: تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس «مصطفى كمال أتاتورك»، ولعل زيارتى اليوم، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استنادًا لدورهما المحورى فى محيطهما الإقليمى والدولى، وبما يلبى طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين.

 مذكرات تفاهم بين البلدين

وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان،  التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتى الدولتين فى مختلف مجالات التعاون.

منها: مذكرة تفاهم  بشأن المنطقة الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر، ومذكرة تفاهم بين جهاز حماية المستهلك المصرى ونظيره التركى فى مجال السياسة التنافسية، ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال التعليم العالى بين مصر وتركيا، ومذكرة تفاهم بشأن تحسين التعاون بين السكك الحديدية المصرية والتركية، ومذكرة تفاهم بين سلطة الطيران المدنى المصرية والتركية، ومذكرة تفاهم بشأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية بين مصر وتركيا، ومذكرة تفاهم للتعاون الاقتصادى والفنى والتقنى الزراعى  بين مصر وتركيا، ومذكرة تفاهم للتعاون فى الصحة والعلوم الطبية بين مصر وتركيا، ومذكرة تفاهم بين جهاز حماية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ونظيره فى تركيا، ومذكرة تفاهم للتعاون وبناء القدرات بين وزارة التخطيط والتعاون الدولى المصرية ووزارة الثقافة التركية، ومذكرة تفاهم للتعاون فى المجالات المالية والاقتصادية بين وزارتى المالية المصرية والتركية، ومذكرة تفاهم فى مجال الطاقة بين وزارة الكهرباء والطاقة المصرية ووزارة الموارد الطبيعية التركية، ومذكرة تفاهم فى مجال العمل والتشغيل بين وزارة العمل المصرية ووزارة العمل والتشغيل التركية، ومذكرة تفاهم فى مجال حماية البيئة بين وزارة البيئة المصرية ووزارة البيئة التركية، ومذكرة تفاهم فى مجال العمران بين مصر وتركيا، ومذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية والهجرة ووزارة الخارجية التركية.

كما وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره التركى رجب طيب أردوغان على بيان مشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين جمهورية مصر العربية والجمهورية التركية.

 مؤتمر صحفى مشترك

وأعرب الرئيس السيسى خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره التركى عن خالص الشكر على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، وأَضاف الرئيس: أؤكد سعادتى  بقيامى بأول زيارة لبلدكم الصديق بما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين بلدينا  وأقول للشعب التركى الشقيق: إننى أحمل إليكم من مصر وشعبها أطيب مشاعر الود والمحبة والتقديرفى ظل اعتزازنا بالعلاقات التاريخية والإرث الحضارى والثقافى المشترك الذى يجمعنا.. وأردف الرئيس: خلال السنوات الماضية، شهدنا ازدهارًا مستمرًا فى التواصل بين الشعبين المصرى والتركى، لا سيما من خلال الحركة السياحية المتنامية وكذلك العلاقات التجارية والاستثمارية التى تشهد نموًا مضطردًا فضلًا عن زيادة الاستثمارات التركية فى مصر خاصة فى مجال التصنيع.

وتابع الرئيس: وفى ظل الرغبة الصادقة للبلدين فى المزيد من تطوير العلاقات والتعاون وللبناء على نتائج زيارة فخامة الرئيس «أردوغان» لمصر، فى فبراير الماضى  فقد سعدت والرئيس «أردوغان» برئاسة الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى، رفيع المستوى بين مصر وتركيا الذى يهدف لإحداث نقلة نوعية فى كافة المجالات، وأبرزها: التجارة والاستثمار والسياحة والنقل والزراعة .. كما شهدنا التوقيع على عدد  من مذكرات التفاهم التى تهدف لوضع إطار مؤسسى جديد للتعاون بين بلدينا.

وتناولت مباحثاتنا كذلك تأكيد أهمية تيسير حركة التجارة البينية وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا بهدف رفع التبادل التجارى إلى «15» مليار دولار خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك  فى ظل مناخ الاستثمار المتميز بمصرالذى مكنهم من زيادة حجم أعمالهم وبيع منتجاتهم فى مصر، والتصدير للخارج.

وقال الرئيس: إن ما تعيشه منطقتنا وعالمنا اليوم من أزمات وتحديات بالغة توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا  ومن هذا المنطلق، ناقشت مع فخامة الرئيس «أردوغان» سبل التنسيق والعمل معًا.. للمساهمة فى التصدى للأزمات الإقليمية وعلى رأسها معالجة المأساة الإنسانية التى يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون فى غزة فــى كارثــة غيـــر مســبوقــة قاربــت علــى العـام  حيث يهمنى فى هذا الصدد إبراز وحدة موقفى مصر وتركيا.. حيال المطالبة بالوقف الفورى لإطلاق النار. ورفض التصعيد الإسرائيلى الحالى فى الضفة الغربية. والدعوة للبدء فى مسار يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى.. فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيوعام 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية».. وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة  فضلًا عن تعاوننا المستمر منذ بداية الأزمة.. لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة على الرغم من المعوقات المستمرة التى تفرضها إسرائيل.

كما تبادلنا وجهات النظر حول الأزمة الليبية.. واتفقنا على التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا  مع تأكيد أهمية طى صفحة تلك الأزمة الممتدة.. من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن  وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة.. حتى يتسنى لليبيا الشقيقة إنهاء مظاهر الانقسام وتحقيق الأمن والاستقرار.. وأضاف: ناقشنا كذلك الأوضاع فى سوريا وأكدنا تطلعنا إلى التوصل لحل لتلك الأزمة التى أثرت على الشعب السورى الشقيق، بشكل غير مسبوق  وأرحب هنا بمساعى التقارب بين تركيا وسوريا حيث نهدف فى النهاية إلى تحقيق الحل السياسى ورفع المعاناة عن الشعب السورى الشقيق وفقًا لقرار مجلس الأمن فى هذا الشأن مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها والقضاء على الإرهاب.

كما استعرضنا الأزمة فى السودان والجهود التى تبذلها مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسى وبحثنا أيضًا باستفاضة.. الأوضاع فى القرن الإفريقى وخاصة بالصومال حيث اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال الشقيق وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التى تواجهه.

وواصل الرئيس فى كلمته: أؤكد تطلعنا كذلك إلى استمرار التهدئة الحالية فى منطقة شرق المتوسط والبناء عليها وصولًا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة يتسنى لنا جميعًا التعاون وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بها لتحقيق الرفاهة لشعوب المنطقة أجمع.

وختاما، أود أن أوجه الشكر مجددًا لأخى فخامة الرئيس «أردوغان»على كرم الضيافة وحسن الاستقبال  وأعرب عن تطلعى لاستقبال فخامته مجددًا فى مصر لاستمرار البناء على تواصلنا المباشر بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين والمنطقة بأسرها.

 كلمة الرئيس التركى 

ومن جانبه رحب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بزيارة الرئيس السيسى، إلى أنقرة، مشيرًا إلى أن زيارته للقاهرة كانت نقطة تحول فى العلاقات بين أنقرة والقاهرة. 

وأضاف الرئيس التركي، خلال المؤتمر الصحفي، مع الرئيس السيسى أن هناك مشاورات بين البلدين حول الأمور المتعلقة بالمنطقة، لافتًا إلى أن البلدين لديهما تاريخ مشترك يعود إلى قرون.

وقال الرئيس التركى إن التجارة والاقتصاد البعد الواقى فى التعاون مع مصر، وأضاف أن مصر من أكبر الشركاء التجاريين لأنقرة، موضحًا أن أنقرة تسعى للارتقاء بمستوى التجارة بين البلدين إلى أكثر من 15 مليار دولار، وزيادة الاستثمارات إلى 3 مليارات دولار.

وأوضح أن أنقرة لديها رغبة مشتركة فى تعزيز العلاقات مع مصر لا سيما فى مجالات التجارة والصناعة والدفاع والصحة البيئة والطاقة.

وأشار الرئيس التركى، إلى أنه اتفق مع الرئيس السيسي، على التواصل والتشاور فى التطوارت الإقليمية خاصة تطورات الأوضاع فى غزة.

 مجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين تركيا ومصر

ووقع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظيره التركى رجب طيب أردوغان على إعلان مشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين جمهورية تركيا وجمهورية مصر العربية، فى أنقرة فى سبتمبر 2024.

وجاء فيه: إن جمهورية تركيا وجمهورية مصر العربية المشار إليهما فيما بعد الطرفين، استنادا لروابط الصداقة القوية والقيم المشتركة التى تربط البلدين ومبادئ الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك والتعاون واحترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وبناء على الإعلان المشترك لإعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين الجمهورية التركية وجمهورية مصر العربية، والموقع فى 14 فبراير 2024 بالقاهرة، وأخذا فى الاعتبار أن عام 2025  سيمثل مئوية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر، وإذ تعربان عن إرادتهما لترفيع شراكتهما وتعاونهما فى المستوى الاستراتيجى واستكشاف قطاعات جديدة للتعاون بين الدولتين بناء على المصلحة المتبادلة ومبدأ التضامن.

وإذ تستهدفان تعزيز السلم والرخاء والاستقرار فى محيطهما وما ورائه، وتعيدان التأكيد على التزامهما بمبادئ وقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.

وإذ تعتزمان تعزيز التنسيق والتعاون فى المحافل الدولية للمساهمة فى الجهود الدولية للتعامل مع التحديات العالمية بما فى ذلك التنمية المستدامة، وتغير المناح وحماية البيئة، والأمن الغذائى.

وإدراكا منهما للأهمية المحورية للتعاون الاقتصادى فى تحقيق الرخاء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعبيهما من خلال شراكة اقتصادية مميزة ومثمرة ذات منفعة متبادلة للطرفين. 