خطوة جديدة للريادة المصرية فى الاهتمام بالمرأة إشادات دولية بمؤتمر الأوقاف عن الواعظات
صبحى مجاهد
المؤتمر الأول للواعظات والذى انطلقت فعالياته يومى 25 و26 أغسطس تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي كان بمثابة انطلاقة جديدة لتفعيل دور المرأة فى مجال الدعوة الإسلامية، كما يعد خطوة جديدة للريادة المصرية فى الاهتمام بالمرأة .. وهو ما لاقى ترحيبًا دوليًا واسعًا أعرب عنه العديد من القيادات والرموز الدينية والنسائية الدولية.
فمن جانبها أعربت سينتا نوريه عبدالرحمن حرم الرئيس الإندونيسى الأسبق عبدالرحمن واحد عن فخرها الشديد بالمشاركة بالمؤتمر العظيم المؤتمر الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان: «دور المرأة فى بناء الوعى»، بدعوة كريمة من رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأكدت حرم الرئيس الإندونيسى السابق عبدالرحمن واحد أن ما يتم طرحه بالمؤتمر سيكون له دور مؤثر كبير وذو نفع للمجتمع فيما يخص قضايا المرأة، وأن ما يتم طرحه من أفكار لا شك ستكون جيدة وذات نفع للمجتمع الإسلامى حول قضايا المرأة.
وعبرت عن سعادتها الشديدة بزيارة مصر، وعن عمق العلاقات التاريخية بين الدولتين المصرية والإندونيسية، والتى تميزت بأنها علاقات تاريخية طويلة وقوية ومتينة، مضيفة أن هذا الحدث له دور كبير فى تعزيز العلاقات بين مصر وإندونيسيا، فضلًا عن دراسة كثير من علماء وطلاب دولة إندونيسيا بمصر.
من جهته أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الخامس والثلاثين والذى تتولاه وزارة الأوقاف والمنعقد تحت رعاية سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ورئاسة الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف بعنوان «دور المرأة فى بناء الوعى» مؤتمر جديد من نوعه يبين دور المرأة فى بناء التكوين العقلى والتجربة الإنسانية العميقة التى تعد رائدة فى العالم كله من خلال واعظات وزارة الأوقاف وواعظات الأزهر الشريف، تجربة عجيبة ورائدة وقائدة، حاول كثير من دول العالم اتخاذها نموذجًا علميًّا وعمليًّا فى النواحى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإبداعية وتجديد الخطاب الدينى.
عبدالله برج روال
وأشار رئيس لجنة الشئون الدينية إلى المهمة الفاعلة التى تقع على عاتق واعظات الأوقاف والأزهر الشريف، وتوجب عليهن الواجبات نحو وطنهن ومجتمعهن، وهذا هو المأمول من ناحية الوعى، وبث روح الانتماء والعزيمة والإصرار والاهتمام بالمقدسات، وبناء المسئولية الوطنية، والتحذير من دعوى الفساد فى الأرض والإرهاب، وتهميش ما تقوم به المرأة المصرية والمسلمة عبر التاريخ من عمارة الأرض وتزكية النفس وعبادة الله.
مؤكدًا على أهمية نشاط المرأة فى تصحيح المفاهيم وتربية النشء وبث القيم الأخلاقية والدينية فى العالم مما يذكرنا بقول الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق.
وأضاف رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب أن ما تقوم به وزارة الأوقاف ومجلسها الأعلى للشئون الإسلامية يعد بوابة مهمة للدخول من خلال مبدأ عمارة الأرض الذى أمرنا الله سبحانه وتعالى به فى القرآن الكريم، ومن خلال دينه الحنيف، ويعد مهمة أساسية للدخول إلى بناء الحضارة الإنسانية، ويعبر تعبيرًا عمليًّا عن الاهتمام بحقوق الإنسان وبناء الأكوان وبناء الحضارات، والمساهمة فى القيادة والريادة داخل مصر وخارجها.
حسان موسى
>تجربة مصرية رائدة
فيما أشاد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم- بالمؤتمر الدولى الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، مؤكدا أن هذا المؤتمر غير تقليدى، يسلط الضوءَ على دَور المرأة فى بناء الوعى، وعلى تجربة واعظات الأوقاف والأزهر الشريف الفريدة والرائدة فى مجالها، فالمرأة المصرية على مدار التاريخ أثبتت قدرتها على التفوق فى شتى المجالات العملية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإبداعية وغيرها.
وأشار المفتى إلى الدَّور المهم الذى يقع على عاتق واعظات الأوقاف والأزهر الشريف وواجبهن تجاه وطنهن ومجتمعهن، مطالبًا بالعمل على مزيد من التوعية وبثِّ روح الأمل فى الشباب والاهتمام بتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وضرورة تنمية قيمه الإيجابية عند كل مواطن بما يُسهم فى بناء الوطن بعزيمة وإصرار من خلال الوعى بقيمة الوطن وبواجبات حماية ترابه والدفاع عن مقدساته، والتأكيد على أهمية دَور المرأة الحالى والمستقبلى لإعداد جيل قادر على تحمُّل المسئـولية فى بناء الوطن، والتحذير من الدعوات التى تهمِّش دَور المرأة.
وأضاف مفتى الجمهورية: إن الإسلام كرَّم المرأة وجعل لها مكانة اجتماعية خاصة فى كل المجالات، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يُعدُّ الأولَ من نوعه على المستوى الدولى، ويتناول دَور المرأة فى بناء الوعى، ويستمد أهميته من دَور المرأة الكبير فى بناء الوعى وتصحيح مفاهيم الأبناء والنشء وبث القيم الأخلاقية والدينية فيهم، بما يؤكد أن مشاركة المرأة فى شتى مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية تجعل عالمنا الذى نعيش فيه أكثر عدلًا وسلامًا وأمانًا، وأن مسئوليتنا الأساسية هى الوصول للحضارة التى ننشدها جميعًا، وذلك لن يتحقق إلا بمساهمة المرأة الواعية المتعلمة المثقفة لبناء حضارة للإنسانية جمعاء.
كما أشاد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية د. سامى الشريف بموضوع المؤتمر ولاسيما فى هذا التوقيت الذى تمر به أمتنا الإسلامية والذى يتطلب تضافر كل الجهود؛ من أجل إعادة بناء الوعى لدى الشباب والنشء بمجهودات كبيرة ودور بارز للمرأة فى بناء وتشكيل هذا الوعى.
وأضاف: إن توقيت انعقاد المؤتمر يأتى وسط تحديات خارجية تسعى للتشكيك فى ثوابت الدين والعقائد، كما تستهدف تقليص دور الأسرة وإبعاد المرأة عن دورها الأصيل فى بناء الأسرة وتربية الأجيال.. فضلا عما يقوم به الإعلام الغربى المعادى من تشويه متعمد لصورة المرأة المسلمة فى إطار حملات منظمة لمحاربة الأديان وفى مقدمتها الدين الإسلامى.
>دور مصرى بارز
من جهته أكد الدكتور حسان موسى أمين عام الوقف السويدى الإسلامى أن هذا المؤتمر تحدث عن أمر عظيم فى شريعتنا الغراء، وقال: « لعل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى برعايته لهذا المؤتمر يؤكد على ثلاثة معانٍ: الأول: أن المرأة شريكة فى البناء والتعمير، والثاني: أن المرأة جزء أصيل من سياسة مصر المحلية والعالمية، سواء من ناحية الدين أو القيم الإنسانية أو ما وصلت إليه المرأة المصرية من ريادة وقيادة وتميز، والثالث: أن سيادة الرئيس يريد أن يؤكد من خلال رعايته الكريمة للمؤتمر: إن الوعى مهم لدحض أفكار التطرف والتشدد والغلو، ومهم لتجديد الخطاب الدينى وفق مقاصد الشرع ومآلات الأحكام خدمة للدين والوطن والتنمية والبناء الحضارى والقيمى.
وشدد أن مصر ما زالت وستظل حامية للدين، حامية للعروبة، حامية للوطن والأوطان، قبلة للمتعلمين من خلال أزهرها الشريف، وكذلك موردًا زلالًا لطلب العلم والتعلم فى رحابه الشريفة، وستبقى مصر الكنانة منارة للعلم والعلماء من خلال وزارة الأوقاف التى تُوفد الدعاة والعلماء إلى أصقاع المعمورة خدمة للدين وللإنسان وللقيم الإنسانية المشتركة.
فيما يرى الشيخ الدكتور عبدالله برج روال أمين عام المجلس الإسلامى بجنوب السودان أن مؤتمر الأوقاف من المؤتمرات العالمية المهمة، ويشارك فيه مسئولون عن الإسلام من كل قارات الدنيا، ويلتقى بالقائمين على أمر الإسلام، ونلتقى على ما تتميز به مصر من التسامح والوسطية والاعتدال.
وأضاف: إن مؤتمر «دور المرأة فى نشر الوعى» هى رسالة من مصر للعالم تقول: إنها دولة رائدة لدول الحضارة والعلم والمؤسسات، وتعمل على نشر الخير للعالم الإسلامى كله، ونحن سنستفيد من هذا المؤتمر، وبدورنا نأخذ هذه المعلومات إلى بلادنا حتى نهتم بالمرأة فى صناعة الوعى الإسلامى ونشر فكره المستنير.
وأكد الشيخ الحافظ شاكر فتاحو مفتى شمال مقدونيا أن هذا المؤتمر يعد مؤتمرًا عظيمًا ومفيدًا جدًّا خاصة فى هذا الوقت، فالمرأة لها دورها فى بناء الوعى الدينى والثقافى والاقتصادى وسيتم تسليط الضوء على هذه الجوانب كلها فى هذا المؤتمر، مضيفًا: أعجبت كثيرًا بعنوان المؤتمر، وعندما رأيت الدعوة وافقت مباشرة على الحضور فى هذا المؤتمر.
الدكتور عبدالله المصلح الأمين العام للمجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة من جانبه لفت إلى أن المؤتمر أكد أن وزارة الأوقاف المصرية ما زالت تتلمس هموم الأمة فى كثير مما يجدّ فى حياتها من المشكلات والقضايا، وما يرد على المسلمين فى احتياجاتهم تتلقفها ثم تأتى بعلماء الأمة من مشارق الأرض ومغاربها وتضع بين أيديهم هذه المطالب ليقوموا بها وهم أمناء من الله على هذه الأمة، هم العالمون بعلم الشريعة يقومون بوضع حلول إرشادية مضيئة وفق منهج كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فيما أشاد الدكتور إبراهيم نجم أمين عام دور وهيئات الإفتاء فى العالم بحسن اختيار عنوان المؤتمر ووقت انعقاده للتأكيد على أهمية دور المرأة فى نهضة المجتمع من خلال قدرتها على التغيير الإيجابى، وحضورها الفاعل فى مختلف جوانب الحياة، وفى شتى المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية.
وأضاف: هذا المؤتمر يبرز مكانة المرأة فى الشريعة الإسلامية ودورها الفاعل فى بناء حضارة الرقى والتقدم والازدهار للإنسانية جمعاء، ولن يكون ذلك إلا عن طريق بناء الوعى الثقافى والدينى والمجتمعى، ويُعدُّ هذا المؤتمر الأول من نوعه على المستوى الدولى، الذى يتناول دور المرأة فى بناء الوعى، ويستمد أهميته من أهمية دور المرأة التى لها دور كبير فى بناء الوعى وتصحيح مفاهيم الأبناء والنشء وبث القيم الأخلاقية والدينية فيهم.
بينما أكد الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية «دور المرأة فى بناء الوعى» تفرد هذا العام بموضوعه وبحوثه فى الكشف عن دور المرأة فى بناء الوعى.
أضاف رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن ذلك يأتى انطلاقًا من مسيرة مديدة من تاريخنا الإسلامى المديد عبر مسيرته الحضارية التى انطلقت من أن النساء شقائق الرجال فى الحقوق والواجبات بدءًا من مشاركة أمهات المؤمنين فى المسيرة الحضارية اجتماعيًّا وثقافيًّا، وحياة عامة فى تكوين الرجال، وحماية الأوطان والبنية الثقافية فى مجالات العلوم كلها، فقد برع عدد كبير من النساء فى علوم الحديث والتفسير والفقه وقيادة المشيخيات والبناء الفاعل فى الفتيا والقراءات القرآنية وسواها من جوانب الوعى.
وأوضح أن الإسلام قد مكن المرأة تمكينًا عظيمًا من هذا الدور وعظَّمه، واعتنى عناية بالغة بمناصرة المرأة، مؤكدا أن البحوث والمقالات وأوراق العمل فى هذا المؤتمر سوف تصحح كثيرًا من المفاهيم تجاه المرأة بما تعكسه من بيان دورها على أرض الواقع، وأنها شريكة الرجال فى بناء الأوطان والإنسان، مضيفًا أن تراثنا ثريٌّ وحافل بسجل النساء عبر تاريخنا الطويل.