
مى كرم جبر
البوصلة
1
يجب أن ندرك أن الفلسفة هى العمود الفقرى للعلوم الإنسانية، والهدف من دراستها ليس تخريج فلاسفة، ولكن تخريج أشخاص لديهم القدرة على نقد الواقع وطرح حلول حقيقية واقعية لا تسبح فوق السحاب ولا تسير فوق سطح الماء.
2
«المنطق» هو منهج التفكير، وإسهامات المناطقة هى التى ساعدت وتساعد أهم العلماء والمخترعين على الارتقاء بالبشرية.
3
أرسطوطاليس أو كما هو معروف بأرسطو، هو الأب الروحى للمناطقة، وهبه الله منحة ربانية وهى القدرة على ضبط أساليب الفكر البشرى، ولله حكمة فى عطاياه لا يدركها إلا سواه، خلص أرسطو إلى أن الفكر المنطقى له منهجان حقيقيان هما «الاستنباط والاستقراء»، الاستنباط هو منهج أرسطى خالص، أما الاستقراء فينسب بعضه إلى أرسطو وبعضه إلى مناطقة آخرين.
4
الاستنباط ينتقل من حقيقة كلية مثبتة لتأكيد حقائق جزئية مشكوك بها، وهذا المنهج أقرب للتطبيق على أبحاث العلوم الإنسانية، أما الاستقراء فهو تجميع حقائق جزئية مثبتة للوصول إلى حقيقة كلية مشكوك بها وهذا هو منهج العلوم الطبيعية.
5
لا مجال للاستخفاف بالفلسفة والمنطق، لكن المجال متسع عبر عقود من الزمان بالنسبة لطريقة طرح المناهج الدراسية على عقل الطالب، وتحديد الهدف من كل منهج، ومقداره الذى يتناسب مع تفكير الطالب وفقًا للمرحلة العمرية.
6
إن كنا نريد زحزحة الفكر المتطرف من غرس جذوره فى العقول علينا بتدريس أرسطو، فهو شخصية يحاربه متطرفو الدين حتى بعد وفاته بقرون، لأن من يقرأ أرسطو سيجابه جهلهم.
7
دولة عربية شقيقة كانت مشهورة بالسياحة التجميلية، وأظن أننا أصبحنا نمتلك جميع المقومات لهذا النوع من السياحة المرغوبة عالميًا.
8
أضف إلى ذلك، فى الماضى كانت المنتجات التجميلية مقتصرة على ما يتم استيراده وكانت سبوبة حيث يتم استيراد أردأ المنتجات وطرحها في السوق المصرية بأسعار فلكية وإجراء صفقات مربحة مع الأطباء كى يفرضوها على مرضاهم، أما الآن وبعد دعم الصناعة المصرية فظهرت المئات من المنتجات بجودة خيالية وأسعار رمزية مع ذكاء التسويق من خلال الاهتمام بالمواد العلاجية الفعالة، مع تخفيف تكلفة العبوة ذاتها كى يتم طرح المنتج فى النهاية بسعر تنافسى، أجزم أننى أتابع عن قرب نهوض مجال صناعة على أكتاف الصنَّاع المصريين بذكاء وضمير ليس لهما مثيل، أما يستحقون الدعم وإنعاش المجال الخاص بهم والاستفادة من جهدهم!!