يصر على إشعال الحروب فى المنطقة لمصلحته الشخصية نتنيـاهو يتـحـدث كـ«أسـد» ويتـصـــــــرف كـ«أرنب»

مرڤت الحطيم
يحاول رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو شراء وقت بإشعال حروب فى المنطقة، وذلك لإيجاد مخرج للمأزق السياسى الذى يعانى منه بعد فشله فى تحقيق أهداف الحرب على غزة من وجهة نظره وهى القضاء على حماس وليس تحرير الأسرى الإسرائيليين لأنهم لا يشكلون عبأ عليه أكثر من المظاهرات التى يتم قمعها بكل الطرق فى دولة الكيان الصهيونى التى طالما صدعتنا بديمقراطيتها وحريتها فى التعبير؛ والشمال الذى يتم قصفه لا يحركه، حتى الـ1623 إسرائيليا الذين سفكت دماؤهم وقتلوا فى الحرب التى يعد مسئولا عنها لا يتركون أى انطباع لديه.
ما يهمه هو أن يبنى الآن رجلا قويا يقف بشجاعة فى وجه العالم بأسره، وأن يبعد نفسه عن أى مسئولية عن المذابح الكبرى سواء فى إسرائيل أو غزة والفشل فى إدارة الحرب؛ فأصبح نتنياهو مثلما شبهته أحدى الصحف الإسرائيلية يتحدث كأسد ويتصرف كأرنب.
وفى مقال بقلم دان بيرى نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية تقول إن إسرائيل حرصت منذ البداية على الترويج لروايتها للأحداث، التى تتلخص فى أن جماعة إرهابية (فى إشارة إلى حركة حماس) غزت إسرائيل فجأة، وقتلت 1200 من مواطنيها واختطفت حوالى 250 إلى غزة فى أكثر يوم دموية لإسرائيل؛ الرواية أن حزب الله يهاجم إسرائيل منذ ذلك الحين بالمسيرات والقذائف والصواريخ، كما أن جماعة الحوثى تطلق النار على إسرائيل من اليمن وتهاجم أيضا السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل. وكانت حماس تأمل وفقا لهذه الرواية إشعال انتفاضة فلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة وحرب أهلية فى إسرائيل نفسها، وهو ما لم يحدث بعد على الرغم من وجود توتر كما توضح نيوزويك.
وتقول المجلة إن رواية إسرائيل تبرز أنها شنت هجوما مضادا فى غزة بهدف إزاحة حماس من السلطة، مما تسبب فى خسائر فادحة فى الأرواح، ولأن حماس ترفض التخلى عن الأسرى وإلقاء السلاح. وفى الأسابيع الأخيرة اغتالت إسرائيل مجموعة من الشخصيات الرئيسة فى حماس وحزب الله، من ضمنهم زعيم حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده ضيفا فى طهران، وبالمقابل تعهدت إيران وحلفاؤها بالانتقام فى إسرائيل نفسها، ومن ثم فإن المنطقة تعيش حالة من التوتر. فى هذه الرواية، أدرك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى يواجه المحاكمة بتهمة الرشوة بسرعة أن السابع من أكتوبر كان فشلا كاملا لحكومته. وقد أظهرت استطلاعات الرأى أن ثلاثة أرباع الإسرائيليين يريدون استبدال الحكومة وأن المعارضة ستفوز فى انتخابات جديدة، إذ أعلن نتنياهو الحرب على أساس هدفين شعبيين يتمثلان فى إزاحة حماس من السلطة فى غزة وإعادة الأسرى، وزعم أن أى محاسبة يجب أن تنتظر نهاية الحرب.غير أن الأمر فى نظر نتنياهو لا يتعلق فقط بإطالة الأمور حتى الانتخابات المقررة التالية فى عام 2026، بل أراد إقناع عدد كافٍ من الإسرائيليين بأن العالم ضدهم، وأن الصراع أمر لا مفر منه، وأن القوة وحدها هى الرد المناسب. ولذلك تكبدت إسرائيل هزيمة منذ دخلت دباباتها إلى غزة، وقتل وأصيب كثير من جنودها، وعانى اقتصادها، وتراجعت مكانتها الدولية، وحكمت محكمة العدل الدولية بأنها ربما تكون مذنبة بارتكاب جريمة إبادة جماعية وأن احتلالها للضفة الغربية غير قانونى، فى حين تنظر المحكمة الجنائية الدولية فى طلب المدعى العام إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت.
وإذا نظرنا إلى الأمر بهذا المنظور كما يقول الكاتب فسوف يتضح لنا سبب استمرار الحرب، وهو أن هناك وقتا سياسيا تم شراؤه فى مطاردة مرهقة لا تنتهى، حيث تواصل حماس الاحتفاظ بالأسرى، ولا تزال قادرة على السيطرة على أى منطقة تخليها القوات العسكرية الإسرائيلية. وذكر الكاتب بأن هناك صفقة معقدة من 3 مراحل مطروحة على الطاولة، وقد قال الرئيس الأمريكى چو بايدن إن إسرائيل هى التى اقترحتها ولكن نتنياهو يرفضها الآن، موضحا أن الطلبات التى طالب بها نتنياهو يقول مفاوضوه إنها تهدف إلى إفشال الصفقة برمتها. والآن اغتيل هنية أثناء زيارته لطهران، وذلك يضمن انتقام مضيفيه له، ولذا إذا كان المطلوب هو أن يكسب نتنياهو مزيدا من الوقت من خلال تعقيدات أكبر وتعميق للفوضى ومخاطر جديدة عالية ومرعبة، فإن هذا ليس ما يريده الإسرائيليون. قد يستنتج المراقبون أن الزعيم الذى يتصرف بهذه الطريقة خائن، ولكن لا يمكن إنكار مهارته فى البقاء فى مواجهة الأزمات، بل إنه من المغرى النظر إلى هذه الرواية الثانية على أنها نوع من نظرية المؤامرة، ولكن من يعرف نتنياهو تبدو له حقيقية للغاية. وقال الچنرال المتقاعد دان هاريل أن رئيس الوزراء لا يريد أن تنتهى الحرب. إنه يريد حربا طويلة قدر الإمكان»، لأن هذه الحالة مفيدة لعملاء الفوضى، فهى تعمل على تأجيج التوتر والارتباك والانقسامات والتردد وخداع الذات، مما يفتح الباب على مصراعيه للتلاعب، وهذا هو السياق الذى يزدهر فيه نتنياهو.
و من ناحية أخرى، تقول صحيفة هآرتس العبرية أن نتنياهو يتحدث كأسد ويتصرف كأرنب؛ وهو جيد بالتهديدات فقط؛ فهو يتحدث مثل الأسد ويتصرف مثل الأرنب، والأسرى لا يهمونه ولا الشمال الذى يقصف. ويتحدث المعلق والمحلل الاقتصادى الإسرائيلى نحميا شترسلر فى مقال للصحيفة عن قرارات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التى أضاع فيها فرص التوصل إلى صفقة أسرى مع حركة حماس، الأمر الذى يعد هزيمة استراتيچية ومعنوية بالنسبة إلى إسرائيل.
طريقة نتنياهو هى إلقاء التهمة على الآخرين طوال حياته وهو يفعل هذا. وعلى سبيل المثال فى نقاش أجراه مع رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية الأيام الماضية عرضوا عليه موقفا موحدا يفيد أنه يجب استغلال عمليتى الاغتيال ضد فؤاد شكر فى بيروت، وإسماعيل هنية فى طهران، لدفع صفقة أسرى وإنهاء الحرب فى غزة؛ فبعد كل شىء، وقت الأسرى يصبح أقصر وأقصر، وعدم إعادتهم هو هزيمة استراتيچية ومعنوية. رئيس أركان الجيش الإسرائيلى هرتسى هليڤى قال: علينا أن نمضى إلى صفقة وأضاف رئيس الموساد ديڤيد برنياع: «إذا تهاونا فسوف تضيع الفرصة». وحذر رئيس الشاباك رونين بار قائلا: «أشعر بأن رئيس الوزراء لا يريد المقترح المطروح على الطاولة». وادعى منسق ملف الأسرى نيتسان ألون: «أنت تعلم أن جميع المعايير التى أضفتها لن تسمح بصفقة»، وقال وزير الأمن يوآف جالانت الذى كان الأكثر قسوة: «يجب النظر إلى الصفقة على أنها فرصة. لا يوجد سبب أمنى لتأخيرها.. أنت تضع اعتبارات ليست فى مصلحة الأمر»، وهذا اتهام خطير. يقول إن نتنياهو غير مستعد لإعادة الأسرى وإنهاء الحرب، لأن مصلحته الشخصية فقط أمام عينيه.. والحفاظ على كرسيه. وعند سماع ذلك، غضب نتنياهو ورفع صوته: «أنتم ضعفاء.. أنتم لا تعرفون كيف تتفاوضون». وبذلك ألقى التهمة عليهم كعادته ولو أمكنه لاستبدلهم جميعا.
وهذه ليست المرة الأولى التى يلقى فيها نتنياهو فشله على الآخرين؛ ومسئولية فشل المفاوضات مع حماس؛ ففى نقاش سابق حول القضية نفسها، فى نهاية مارس الماضى قال إن عضوى الحكومة بينى جانتس وجادى آيزنكوت ورئيس الموساد برنياع «لا يعرفون كيفية إجراء المفاوضات بصلابة». فى تلك الأيام، كان رئيس الأركان ورئيس الشاباك إلى جانبه اعتقدا أن الصفقة لم تكن جيدة بما فيه الكفاية، لكن منذ ذلك الوقت تغيرت الظروف. والآن، يعتقد جميع رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية أن من الضرورى المضى قدما والتوقيع ونتنياهو فقط هو الذى ينسف الصفقة لأسبابه الشخصية. ومن المضحك أنه بعتبر نفسه قادرا على التفاوض. إنه فاشل كبير فى هذه القضية. فى المفاوضات الأخيرة لتشكيل حكومة، استسلم لضغوط من الحريديم والمستوطنين، ولبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ومنح الأول السيطرة الكاملة على خزينة الدولة إلى جانب كونه وزيرا فى وزارة الأمن، ومنح الثانى وهو مجرم مدان وكاهانى محلف السيطرة على الشرطة. طوال فترة حكمه التى دامت 15 عاما تخللتها استراحة صغيرة، أضعف نتنياهو إسرائيل. وفى مارس 2023، عندما نفذ حزب الله هجوما على مفترق مجيدو، طالبه العسكريون بالرد بشكل مناسب، لكنه تهرب من ذلك. وبذلك يكون قد أفهم نصر الله أن دم الإسرائيليين مهدور. وتضيف هآرتس؛ لقد سمح نتنياهو لإيران ببناء حزام من النار حولنا، وكذلك تعزيز برنامجها النووى؛ لقد اخترع أسطورة مفادها أن حماس مرتدعة، وسمح لحزب الله بالحصول على 130 ألف صاروخ. وفى بداية الحرب، كان يخشى الدخول البرى إلى غزة. إنه جيد بالتهديدات فقط، فهو يتحدث مثل الأسد ويتصرف مثل الأرنب. والنتيجة هى أن الملايين من المواطنين ينتظرون الآن بخوف ردا إيرانيا، فى حين أن أحقر رجل فى تاريخ إسرائيل مستمر فى القلق على مصلحته الشخصية فقط لا غير.
ففى مقال لموقع ميدل إيست مونيتور للكاتب رمزى بارود يتحدث فيه عن التناقضات الصارخة فى الاحتلال وفشل إسرائيل وهزيمتها يوم 7 أكتوبر، وعن سيطرة أقصى اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو على قرارت الحكومة يقول إن التحليلات السياسة عموما تظغى عليها فكرة أن بنيامين نتنياهو يخوض الحرب العدوانية على غزة لمصلحته الشخصية ليس إلا. كذلك هو الأمر داخل دولة الاحتلال، إذ تظهر أغلب استطلاعات الرأى التى تجرى منذ بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين فى غزة أن الأغلبية الساحقة من الصهاينة يعتقدون أن قرارات نتنياهو مدفوعة بمصالح شخصية وعائلية لحفظ موقعه السياسى. لكن هذا الاستنتاج غير دقيق، لكونه يفترض خطأ أن الشعب الإسرائيلى يعارض عدوان نتنياهو على غزة، فى حين أنه يؤيد كل ما تقوم به الآلة العسكرية الصهيونية من جرائم وحشية منذ 10 أشهر. على سبيل المثال، بعد أكثر من 300 يوم من بدء الحرب، أيد 69 % من الإسرائيليين عمليات الاغتيال اليائسة التى نفذها نتنياهو، بما فى ذلك اغتيال الزعيم السياسى الأعلى لحماس إسماعيل هنية، الذى اغتيل فى طهران نهاية الشهر الماضى. ورغم أن قرار نتنياهو باستهداف زعيم سياسى يعكس فشله ويأسه، فكيف يمكن تفسير حماسة مجتمع الاحتلال لتوسيع دائرة العنف والعدوان؟

لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال برده إلى عملية طوفان الأقصى التى هزم فيه جيش الاحتلال هزيمة غير مسبوقة، مما مهد لسيطرة نظرية الانتقام على فهم وتحليل الإبادة الجماعية الإسرائيلية فى غزة، بل إن الوقت حان للبدء بالتفكير خارج حدود هذه النظرية. وعلى مدى السنوات التى سبقت العدوان الحالى كانت دولة الاحتلال تزيد تطرفها وفاشيتها، متجاوزة تطرف مؤسسى الدولة الصهيونية الذين قاموا بعمليات التطهير العرقى للفلسطينيين عام 1948. ووفقا لاستطلاع رأى نشر فى العام الماضى، فإن 73 % من الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما ينضوون تحت جناح أقصى اليمين العنصرى، وهم من أمثال وزراء حكومة نتنياهو إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك، وهم أيضا من اليمين المتعصب، بمعنى أن نستنتج أن غالبية المراهقين الصهاينة يعتبرون أنفسهم متطرفين يمينيين بلا أى ورع، وهؤلاء هم الذين يشكلون نواة جيش الاحتلال الإسرائيلى والحركة الاستيطانية، وهم الذين يرتكبون الإبادة الجماعية فى غزة والمذابح اليومية فى الضفة الغربية المحتلة، ويعملون كجنود لحملات العنصرية الواسعة النطاق التى تستهدف الوجود العربى الفلسطينى.
لقد حاول عدد كبير من المحللين تفسير كشف الدولة الصهيونية عن وجهها العنصرى الأصيل بوضوح وبشكل علنى، وكيف برز الشباب على وجه الخصوص باعتبارهم حراس نسخة الاحتلال من القومية الانتحارية، ولكن التفسير لا بد من أن يكون واضحا ومباشرا، فالتطرف العنصرى هو ببساطة سياق طبيعى للأيديولوچيا الصهيونية التى كانت، حتى فى شكلها الليبرالى ملتزمة الكراهية والتفوق العرقى وممارسة الإرهاب والعنف. ورغم أن الصهيونية الأيديولوچية فى كل مظاهرها اتبعت فى الأساس مسار الاستعمار الاستيطانى والاقتلاع والتطهير العرقى، فإنها تشكلت من تيارات تتصارع وتتنافس داخل مجمعات الاحتلال نفسه، إذ يسيطر ما يسمى بالليبراليين على المواقع العليا فى المؤسسة العسكرية ودوائر الأعمال مع بعض الجماعات الوسطية واليسارية بهدف تصدير صورة توازن بين نظام استعمارى قائم على الفصل العنصرى فى فلسطين المحتلة ودولة ليبرالية انتقائية لا تطبق الحقوق إلا على اليهود.
لكن أقصى اليمين الصهيونى كان له وجهة نظر أخرى. ولسنوات، كان هذا المعسكر بتمثيل نتنياهو ينظر إلى أعدائه السياسيين داخل دولة الاحتلال على أنهم خونة لمجرد تجرؤهم على الانخراط فى عملية سلام مع الفلسطينيين، حتى لو كانت هذه العملية مجرد واجهة منذ البداية، فقد كان اليمين يريد ضمان أن تكون الدولة امتدادا أيديولوچيا للمستوطنات، وهذا يفسر انتقال المستوطنين ببطء على مر السنين من هوامش السياسة إلى المركز.
وبين أعوام 2019 و2022، شهدت دولة الاحتلال 5 انتخابات عامة. ورغم أن تركيز أغلب الناس ظل منصبا على دور نتنياهو فى تقسيم المجتمع الإسرائيلى، فإن الانتخابات كانت فى الواقع بمنزلة معركة تاريخية بين الجماعات الأيديولوچية فى إسرائيل لتحديد مستقبل احتلالهم واتجاه الصهيونية.وفى الانتخابات الأخيرة عام 2022، فاز المتطرفون اليمينيون، وشكلوا الحكومة الإسرائيلية الأكثر استقرارا منذ سنوات. وبينما كان يهمون بإحداث تغييرات أساسية لإعادة تشكيل إسرائيل فى داخل مؤسساتها السياسية والتعليمية والعسكرية، والأهم من ذلك المؤسسات القضائية، وقعت عملية طوفان الأقصى التى شكلت تحديا قويا للصهاينة كلهم على اختلاف تياراتهم، من الجيش المهان إلى أجهزة الاستخبارات المتدهورة وغيرها من الانهيارات، لكن التحدى الأعظم كان فى مواجهة جماعة نتنياهو، الذى كان على وشك أن يشكل مستقبل دولة الاحتلال لسنوات طويلة. وعلى هذا، فإن العدوان المستمر على غزة لا يشكل أهمية بالنسبة إلى نتنياهو فقط بل وأيضا لمستقبل معسكر اليمين المتطرف الذى حطمته عملية طوفان الأقصى إلى حد يصعب إصلاحه.
ومما سبق قد يساهم فى تفسير التناقضات الصارخة فى الاحتلال، من عدم الثقة بدوافع نتنياهو، مع الثقة بالحرب نفسها، إلى الانتقادات الواسعة النطاق لفشله الشامل، مع الموافقة على أفعاله وغيرها من المسائل. ولا يمكن تفسير هذا الارتباك ببساطة على أساس قدرة نتنياهو على التلاعب بالصهاينة. وحتى لو فقد اليمين الإسرائيلى كل ثقته بنتنياهو، فمن دونه كشخصية تجمعهم، فإن فرص معسكر اليمين فى إنقاذ نفسه ضاعت كما ضاع مستقبل الصهيونية ذاتها.>