وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى لمجلة «روزاليوسف»: العلاقات المصرية السعودية تشهد نقلة نوعية اقتصادية تحمل الخير للشعبين الشقيقين
الرياض صبحى شبانة
كشف الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج عن اتفاقيات استثمارية وتجارية كبرى يجرى الإعداد لها والاتفاق بشأنها بين كل من مصر والمملكة العربية السعودية، وأن هذه الصفقات تحمل الخير للشعبين الشقيقين بفضل الإرادة السياسية المشتركة لكل من الرئيس عبدالفتاح السيسى وكل من أخويه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، وهم حريصون على إعطاء دفعة قوية وزخم كبير للتعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الدولتين تترجم إرادة الدولتين ترجمة عملية على الأرض وتحقق المكاسب والمصالح وتزيد الخير والنماء للشعبين الشقيقين، وأن الاتصالات الجارية بين المسئولين المصريين والسعوديين مستمرة وتزداد كثافة حاليًا، وسوف تكون هناك نقلة نوعية كبرى بين البلدين فى مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج فى لقاء لا تنقصه الصراحة والموضوعية واستشراف ملامح المستقبل لمجلة «روزاليوسف» على هامش لقائه مع رموز الجالية المصرية بالمملكة بمقر السفارة المصرية بالرياض بحضور كل من السفير أحمد فاروق سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية والقنصل العام المصرى بالرياض السفير طارق المليجى والأستاذ الدكتور أشرف العزازى المستشار الثقافى والتعليمى المصرى بالمملكة، على عمق العلاقات المصرية السعودية ووصفها بأنها قوية ومتينة وصلبة وممتدة طوال التاريخ، مشددًا على أن القيادة السياسية فى البلدين حريصة على تطوير وتعزيز العلاقات فى جميع المجالات بين الدولتين الكبيرتين والشعبين الشقيقين، وهو ما ينعكس بشكل أفضل على أمن واستقرار المنطقة التى نعيش فيها، وأن المشاورات بين الجانبين مستمرة بما يخدم المصالح المشتركة بين الدولتين، مؤكدًا على أن أمن المملكة هو من أمن مصر، وأن أمن مصر هو من أمن المملكة، وأن الاستقرار فى المنطقة هو هدف تسعى إليه وتحرص عليه الدولتان الكبيرتان.
توافق مصرى – سعودى فى جميع المجالات
وأعرب الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج عن سعادته بزيارة المملكة فى أول زيارة له وزيرًا لخارجية مصر، كما أعرب عن سعادته بلقاء عدد من الوزراء السعوديين بمن فيهم صديقه وزير خارجية المملكة سمو الأمير فيصل بن فرحان الذى أجرى معه مشاورات مكثفة ومطولة تطرقت إلى تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تطرقت إلى ضرورة العمل على وقف العدوان الإسرائيلى الجائر على المدنيين المسالمين فى قطاع غزة، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة فى الضفة الغربية والانتهاكات المستمرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشرقية ومنطقة الحرم القدسى الشريف، وضرورة التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والرهائن من الجانبين، مؤكدًا فى هذا الإطار على موقف مصر الرافض لأى شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطينى، أو تصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب الفلسطينى من معبر رفح، كما تطرقت المباحثات إلى الأزمات فى ليبيا والسودان والصومال والتأكيد على وحدة وسلامة أراضيه، والوضع فى القرن الإفريقى وفى منطقة الساحل، بالإضافة إلى ملفات إقليمية كثيرة مثل مكافحة الإرهاب وغيرها من الملفات التى تهم البلدين وتتطابق فيها رويتهما ويجرى التشاور الدائم بشأنها.
وأشار إلى أن القيادة السياسية فى كل من مصر والمملكة متوافقتان تمامًا فى الرؤى فى كل ما يتعلق بتطوير العلاقات بين الدولتين والشعبين الشقيقين.
أولويات السياسة الخارجية المصرية
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية للدولة المصرية أكد وزير الخارجية أن مصر دولة محورية وازنة لها ثقلها الدولى والإقليمى وهى المعنية فى المقام الأول بالأمن والاستقرار فى المنطقة، ومن أولويات سياستها الخارجية عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، كما أن لدى مصر مبدأ أرساه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل إفطار العائلة المصرية وهو مبدأ الالتزام الاستراتيجى بمعنى أن مصر لديها شراكات استراتيجية مع كل القوى العالمية بلا استثناء فلدينا شراكة استراتيجية مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والصين وروسيا الاتحادية والهند، بالإضافة إلى شراكة استراتيجية يتم تدشينها مع البرازيل، وليس هناك أى قيود أو موانع تقيد حركة السياسة الخارجية المصرية مادام الهدف هو حماية المصلحة الوطنية المصرية وتحقيقها.
وشدد عبدالعاطى على أن أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية هى الاقتصاد، وكيف ننهض بالاقتصاد المصرى؟ وكيف نعظم الاستثمارات السعودية والعربية والأجنبية فى مصر؟ وكيف نفتح مزيدًا من الأسواق للمنتجات المصرية فى الخارج؟ مشددًا على أن السفارات والقنصليات المصرية فى الخارج جميعها تعمل لخدمة هذا التوجه بالإضافة إلى المساعدة فى خلق فرص عمل من خلال الشراكات وزيادة جذب الاستثمارات وعلى سبيل المثال تم إبرام شراكة استراتيجية شاملة مع الاتحاد الأوروبى فى شهر مارس الماضى وأعقبها فى نهاية يونيو الماضى نظمنا أكبر مؤتمر للاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبى شاركت فيه أكثر من 450 شركة ووقعنا عقودًا مع 49 شركة كبرى بإجمالى استثمارات تفوق الـ40 مليار يورو.
وأشار وزير الخارجية إلى التقدير الكبير للدور المصرى الذى لمسه فى جولته للدول الإفريقية والتى زار خلالها عددًا من الدول مثل تنزانيا التى شيدت فيها مصر سد جوليوس نيريرى بأيادٍ وخبرات فنية مصرية كاملة والذى يتم تسليمه كاملاً فى شهر ديسمبر المقبل أى قبل ستة أشهر من موعد تسليمه.
رعاية مصالح المصريين فى الخارج
وأشاد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بقرار دمج وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج مع وزارة الخارجية، وقال إن هذا القرار إنما يصب فى مصلحة تيسير متطلبات المصريين فى الخارج، وإزاحة بعض المعوقات التى كانت تعترضهم، والعمل على سرعة تلبية احتياجاتهم والتفاعل معهم.
شباك مخصص فى البنوك المصرية لصرف حوالات المصريين فى الخارج
وكشف عبدالعاطى عن أنه اتفق مع محافظ البنك المركزى المصرى وعدد من رؤساء مجالس إدارات البنوك المصرية مثل الأهلى، مصر، القاهرة، الإسكندرية، على منح ميزة نسبية للمواطنين المصريين فى الخارج الذين يقومون بتحويل مدخراتهم عبرها وإبرام ودائعهم فيها، وكذلك تيسير صرف حوالات المصريين فى الخارج عبر مسار أو شباك مخصص لذويهم للقضاء على المشكلات والشكاوى التى يعانى منها ذووهم وأقاربهم أثناء صرف الحوالات المرسلة إليهم من البنوك المصرية لسد الثغرات التى يستغلها وينفذ إلى بعضهم من خلالها تجار السوق السوداء وتجار الجماعة الإرهابية على حد سواء.
وزف الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج إلى المصريين فى الخارج بشرى إمكانية إعادة مد مبادرة سيارات المصريين فى الخارج حال تواجد كبير طلب عليها، مضيفًا أن الدولة المصرية تسعى بكل أجهزتها إلى تلبية مطالب المصريين فى الخارج الذين تعتبرهم أحد مصادر الدخل القومى وأحد أهم عناصر قوتها الناعمة، كما أن الدولة قامت مشكورة بحل مشكلة التجنيد لعدد كبير من أبنائها فى الخارج، ونعكف حاليًا على طرح عدد من المبادرات التى تلبى مطالب المصريين فى الخارج مثل مشروع «ابنى بيتك» وغيره من المبادرات التى تعمق من ارتباط المصرى فى الخارج بوطنه.
