الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الكنائس المصرية تحتفل بحبيبة المصريين.. انتهاء نهضة السيدة العذراء والملايين يحتفلون بعيدها

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يوم الخميس، بعيد السيدة مريم العذراء وذلك بعد صوم يحمل اسمها دام لمدة 15 يوما، حيث أقامت الكنائس والأديرة التى تحمل اسمها صلوات النهضة وسط حضور شعبى كبير.



صوم العذراء تصومه أغلب الطوائف المسيحية، فالكاثوليكية والروم الأرثوذكس تبدأ الصوم من بداية شهر أغسطس وحتى منتصفه ويرجع هذا الفرق لاختلاف فى التقويم حيث تعتمد الكنيستان على التقويم الغربى بينما الأرثوذكسية تعتمد على التقويم الشرقى.

ونهضة العذراء تقام على مدار اليوم، حيث يقام القداس اليومى صباحا ثم تقام صلوات العشبة والزفة، حيث يدور الكاهن والشمامسة وهم يحملون الصلبان وصورة للعذراء داخل الكنيسة وهم يرددون الألحان الخاصة بالعذراء ثم يكون هناك عرض لكورال من مختلف كنائس الكرازة المرقسية ويختتم اليوم بعظة روحية.

ولصوم العذراء طقوس خاصة به، وذلك لمكانتها داخل قلوب المصريين، حيث إنها موجودة بالكتاب المقدس ومذكورة بالقرآن الكريم حيث توجد سورة تحمل اسمها، وبالتالى هناك العديد من المسلمين يصومون صومها ويذهبون إلى كنائسها للتبارك وإيقاد الشموع.

وعلى الرغم من أن الصوم يبدأ فى السابع من شهر أغسطس إلا أن هناك العديد من الأقباط يصومون من بداية الشهر حتى نهايته، وهناك من يصوم بالماء والملح فقط وغيرها من العادات التى فرضها الناس على أنفسهم وذلك حبا فى أم المسيح أو عيسى عليه السلام.

وكعادة الشعب المصرى يتفنن فى تخصيص أكلات بعينها لكل مناسبة، وصوم العذراء يشتهر بأكله «الشلولو» وهى أكلة صعيدية خالصة عبارة عن ملوخية مجففة وماء ويوضع عليها ثوم وبصل وطماطم وخيار وفلفل، وتؤكل باردة والبعض يأكلونها ساخنة.

والسبب فى انتشار هذه الأكلة أن العديد يصومون بالماء والملح فقط وهى وجبة لا يوضع عليها أى من الزيوت.

كذلك يشتهر صوم العذراء بالدقة، حيث البعض لا يأكلون سواها طوال فترة الصوم.

ولا ينفصل صوم العذراء عن الفطير، حيث تقوم أغلب السيدات بعمل «فطير العذراء» وهى عبارة عن قرص بالزيت والسكر فقط ويقمن بتوزيعها على الفقراء ويتبادلنها مع أقاربهم وأصدقائهم.

> قصة الصوم

وتعود قصة صوم السيدة العذراء إلى الأحداث التى شهدتها بعد صعود المسيح حيث عاشت بعد موت ابنها على الصليب فى بيت يوحنا الحبيب، وذلك كوصية ابنها، تسند التلاميذ والرسل بحُبّها وصلواتها.

ولما بلغت حوالى الستين من عمرها، فى 20 طوبة، اجتمع التلاميذ وعذارى جبل الزيتون معًا، حيث ظهر لهم المسيح وأخبرهم أنه سيعود إليهم فى اليوم التالى ليأخذ نفس أمه إليه.

بالفعل فى اليوم التالى، أى 21 طوبة، عاد إليهم وقبَّل أمه العذراء، وباركهم.

للحال اتجهت العذراء نحو الشرق، وصلَّت بلغة سماوية، ثم رقدت متجهة نحو الشرق.

> رحيلها

وفى وقت الساعة التاسعة تقبَّل الرب نفسها، ثم كفن جسدها فى الثياب السماوية. لقد أمر الرسل أن يحملوا الجسد، فحمل بطرس الرسول رأسها، ويوحنا الحبيب قدميها، متجهين نحو القبر الجديد فى حقل يهوشافاط بالجسمانية.

> عيدها

وعيد العذراء عند الأقباط (فى 16 مسرى) هو احتفال بذكرى صعود جسدها إلى السماء.

وكان الرسول توما هو السبب فى ذلك الاحتفال، حيث كان غائبا فى الهند عند رحيل العذراء، وعند عودته سأل عنها فأخبروه بكل ما حدث. تظاهر القديس توما أنه لن يؤمن إن لم يرَ الجسد بعينه فى القبر، لكنه عند القبر أخبرهم أن الجسد ليس بداخله، وبالفعل إذ دحرجوا الحجر لم يجدوا الجسد، فلم يعرفوا ماذا يقولون. عندئذ أخبرهم القديس توما أنه رأى جسدها يرتفع إلى السماء، وقد أعطته طرحتها وأراهم إيَّاها، ففرحوا وسألوا الرب أن يروا العذراء.

> أعياد السيدة العذراء

وللعذراء مكانة كبيرة فى الكنيسة الأرثوذكسية فنجد أن كل قديس فى الكنيسة له عيد واحد، هو يوم رحيله أو استشهاده، وربما عيد آخر، أو معجزة حدثت باسمه، أو بناء كنيسة له.

لكن السيدة العذراء لها أعياد كثيرة جدًا، منها:

- عيد البشارة بميلادها

وهو يوم 7 مسرى (الموافق يوم 13 أغسطس تقريبًا)، حيث بشر الملاك أباها يواقيم بميلادها، ففرح بذلك هو وأمها حنة، ونذراها للرب.

- عيد ميلاد العذراء:

وتعيد له الكنيسه فى أول بشنس (الموافق يوم 9 مايو تقريبًا).

- عيد دخولها الهيكل:

وتعيد له الكنيسة يوم 3 كيهك (الموافق يوم 13 ديسمبر تقريبًا). وهو اليوم الذى دخلت فيه لتتعَّبد فى الهيكل فى الدار المخصصة للعذارى.

- عيد مجيئها إلى مصر:

ومعها المسيح ويوسف النجار وتعيد له الكنيسة يوم 24 بشنس (الموافق يوم 1 يونيو تقريبًا).

- عيد نياحتها (وفاتها):

وهو يوم 21 طوبة (الموافق يوم 30 يناير تقريبًا)، وتذكر فيه الكنيسة أيضًا المعجزات التى تمت فى ذلك اليوم.

- العيد الشهرى للعذراء:

وهو يوم 21 من كل شهر قبطى، تذكارًا لنياحتها فى 21 طوبة (الموافق يوم 30 يناير تقريبًا).

- عيد صعود جسدها إلى السماء:

وتعيد له الكنيسة يوم 16 مسرى، الذى يوافق 22 من أغسطس، ويسبقه صوم العذراء (15 يومًا).

 - عيد معجزتها (حالة الحديد):

وهو يوم 21 بؤونة (الموافق يوم 28 يونيو تقريبًا). وتذكر الكنيسة فيه معجزتها فى حلّ أسر القديس متياس ومن معه بحلّ الحديد الذى قيدوا به.

وكذلك تحتفل ببناء أول كنيسة على أسمها فى فليبى.

- عيد ظهورها فى الزيتون:

على قباب كنيسة العذراء. وكان ذلك يوم 2 أبريل سنة 1968 واستمر مدى سنوات. ويوافق 24 برمهات تقريبًا.

وبالإضافة إلى كل هذا، تحتفل الكنيسة طول شهر كيهك (من ثلث شهر ديسمبر إلى 7 يناير) بتسابيح كلها عن كرامة السيدة العذراء.

وكل هذه الأعياد لها فى طقس الكنيسة ألحان خاصة وذكصولجيات، تشمل فى طياتها الكثير من النبوءات والرموز الخاصة بها فى العهد القديم وذلك لأن السيدة العذراء لها كرامة خاصة فى جميع الأديان وجميع الكنائس ولذلك فالاحتفاء بها دائما يكون له طابع خاص جدا.>