الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

بعد أزمة منع كريم الحسينى من الصلاة خطوات حاسمة للأوقاف لحسن التعامل بالمساجد

أزمة الفنان كريم الحسينى ومنعه من الصلاة فى أحد المساجد بالمقطم فتحت معها ملفًا مهمًا من تطبيق عمال المساجد للتعليمات بصورة خاطئة، حيث نشر الفنان كريم الحسينى فيديو تحدث فيه عن منعه من دخول أحد المساجد فى المقطم لأداء صلاة العصر، بسبب غلق المسجد أبوابه بعد أداء الفريضة وأثناء خروج المصلين.



وقال «كريم»، فى الفيديو: «أنا لما أبقى ماشى على طريق وأركن وأكون عاوز أصلى العصر والساعة دلوقتى مكملتش خمسة ونص، ولسه الناس بتخرج من المسجد، المسجد اسمه الشهيد أحمد حسن الجندى فى المقطم، ولما أركن وأقول له عاوز أدخل أصلى العصر، يقول لى معلش إحنا قفلنا الجامع».

 

 

 

وتابع: «قلت لو أنا مش فى البيت وركنت وعاوز أصلى يكون فين.. قال لى: أنا عبدالمأمور، يعنى أطلع المصلية وأصلى هنا فى الساحة موافق طيب؟ هل ممكن أدخل أتوضى؟ رفض وقال لى: أنا آسف.. قلت له: طيب أتيمم ولا أدخل أتوضى فى كافيه»؟

وعقب الحادثة كان هناك لقاء جمع بين الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة بالفنان كريم الحسينى، وأكد له أنه سيتم العمل فى الفترة المقبلة على صناعة وتنمية الوعى العام لجميع العاملين بالمساجد، وأنه يجرى التنسيق لإعداد عدد من الدورات المكثفة لعمال المساجد فى التعامل اللائق مع رواد المسجد وضيوف الرحمن لتكون باكورة الدورات المتخصصة فى هذا الشأن.

ونشر «كريم الحسينى»، مجموعة صور من مقابلة وزير الأوقاف، عبر حسابه الرسمى بموقع «إنستجرام»، وعلق: «إنما الدينُ المُعاملة.. شكرًا معالى وزير الأوقاف فضيلة الشيخ الدكتور أسامة الأزهرى على إهدائك لى المصحف الشريف وعلى المحبه وحُسن الاستقبال، وتوضيح سوء التفاهم وعلى حث كل خدام المساجد بحُسن المُعاملة».

دورات لعمال المساجد

ومع بداية الأسبوع المنصرم كلَّف الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف الدكتور هشام عبدالعزيز على رئيس القطاع الدينى بالبدء الفورى فى دورات التعامل اللائق مع رواد المسجد وضيوف الرحمن لعمال المساجد بالأوقاف.

 

 

 

وفور صدور التكليف انطلقت من مسجد النور بالعباسية أولى دورات التعامل اللائق مع رواد المسجد وضيوف الرحمن لعمال المساجد بوزارة الأوقاف بحضور أكثر من (130) عامل مسجد من مديرية أوقاف القاهرة، بحضور الدكتور هشام عبدالعزيز على رئيس القطاع الدينى، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمود خليل وكيل المديرية، والشيخ عبدالله شلبى مسئول المساجد بالمديرية، والشيخ أسامة إسماعيل مدير إدارة أوقاف المقطم، والشيخ محمد أحمد الراوى رئيس قسم المساجد بإدارة أوقاف المقطم، والشيخ عبدالرحمن أبوالعينين مفتش بإدارة أوقاف المقطم.

وفى كلمته نقل الدكتور هشام عبدالعزيز على تحيات الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف وتمنياته بالتوفيق والسداد والنجاح لعمال بيوت الله (عز وجل) فى أداء مهمتهم ورسالتهم وهى خدمة ضيوف الرحمن وعمارة بيوت الله سبحانه وتعالى.

وأكد رئيس القطاع الدينى أن الجميع فى وزارة الأوقاف فى خدمة بيوت الله تعالى، مضيفًا أن الله عز وجل كرمنا بأن نكون خدمًا لبيوته، وهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى علينا، حيث اختارنا لنكون أمناء على بيوته لإقامه الشعائر والصلوات، وهذه رسالة وليست وظيفة، وفرق كبير بين الرسالة والوظيفة، فلا بد أن يستشعر كل واحد منا أن الله عز وجل كرمه وأكرمه بهذا، فمن أدرك أنها رسالة سيختلف تعامله مع الجمهور عن الذى يتخذها وظيفة، مؤكدًا على وجوب معاملة ضيوف الرحمن معاملة لائقة، فهم ضيوف الرحمن جل وعلا.

وشدد أن الالتزام والانضباط الإدارى من قِبل عمال المساجد ينبغى أن يصاحبه فى الوقت نفسه السمتُ الحسنُ والمعاملة الحسنة التى تعكس روح الإسلام وجوهره، والرفق بالناس وتجنب المشقة عليهم، فالعامل مؤتمن على المسجد، وعلى رواده من ضيوف الرحمن، ومؤتمن على هذا الوطن، وصاحب رسالة فى غاية الأهمية.

كما لفت د. هشام إلى أهمية الحفاظ على بيوت الله، وخدمتها ونظافتها باعتباره تشريفًا قبل أن يكون تكليفًا وأشار إلى أن الله عز وجل كلف الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بهذه المهمة، فازدانت وازدادت بهم قدسية وشرفًا، قال تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، وقال جل ذكره: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، وهى وظيفة الصالحين والصالحات رضى الله تعالى عنهم وعنهن، فقد نذرت امرأة عمران ما فى بطنها لخدمة المسجد الأقصى، يقول الحق سبحانه وتعالى: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

وأضاف رئيس القطاع الدينى أن الإسلام هو دين الحضارة، وعنوانه النظافة، وقد حث القرآن الكريم والأحاديث الشريفة على التجمل، حيث قال عز وجل: (يَا بَنِى آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، وقال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام: «إنَّ اللهَ - تعالى - طيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظيفٌ يُحِبُّ النَّظافَةَ، كَريمٌ يُحِبُّ الكَرمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجودَ، فنَظِّفوا بيوتَكم».

الاعتناء بالمساجد

من جهته أكد الدكتور خالد صلاح الدين على أهمية الاعتناء بالمساجد وتنظيفها والأجر العظيم لمن يقوم بذلك، فهذه المرأة التى كانت تقُمّ أى تنظف المسجد فى عهد النبى (صلى الله عليه وسلم) وتوفِّيت ليلًا، فلمَّا أصبحَ رسولُ اللهِ (صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ)، أُخبرَ بموتِها، فقالَ: ألا آذنتمونى بِها؟ فخرجَ بأصحابِهِ، فوقفَ على قبرِها، فَكبَّرَ عليْها، والنَّاسُ خلفه، ودعا لَها، ثمَّ انصرف»، حيث عاتب سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) أصحابه (رضى الله عنهم) لعدم إخباره بموتها لأنها توفيت ليلًا وخشوا أن يزعجوه بذلك، فلم يرض عليه الصلاة والسلام إلا أن يذهب إلى قبرها ويصلى عليها، فهنيئًا لها هذا الشرف العظيم، وهذا بلا شك من فضل الله تعالى عليها جزاء اعتنائها بالمسجد.

وأضاف مدير مديرية أوقاف القاهرة أن رواد المساجد هم ضيوف الرحمن جل وعلا، وأن الأوقاف بكامل طاقاتها فى خدمتهم، والعمل على راحتهم، معلنًا عن جاهزية أبناء مديرية أوقاف القاهرة والعاملين بها لخدمة ورعاية ضيوف الرحمن وراحة قاصدى بيوت الله (عز وجل).

ووجه الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف بتوزيع الزى على عمال المساجد الذين حضروا الدورة، وهو ما قام به رئيس القطاع الدينى بنفسه، قائلًا لهم: لقد كلفنى وزير الأوقاف بهذا الأمر خصيصًا».