العلاقات المصرية الصومالية تتسم بالقوة والمتانة والاستقرار
السيسي ونظيره الصومالى يشهدان مراسم التوقيع على بروتوكول التعاون العسكرى
إسلام عبد الوهاب
تعد العلاقات المصرية الصومالية من أقدم العلاقات الدولية، وتشير بعض المراجع التاريخية أن العلاقات بين قدماء المصريين ومنطقة بلاد بونت «الصومال حاليًا» تعود إلى زمن بعيد، لعل أبرز أمثلتها عندما قامت الملكة حتشبسوت «خامسة حكام الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة» بإرسال بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة فى البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالًا جيدًا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات النادرة، الأخشاب، البخور، الأبنوس، العاج، الجلود والأحجار الكريمة، وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحرى على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر، ولاتزال الألوان التى تزين رسومات هذا المعبد زاهية ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.
فى العصور الحديثة، ازدادت العلاقة الثنائية الأخوية بين مصر والصومال رسوخًا وتوطدت أكثر حين وقف المصريون بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلى جانب الصوماليين فى حربهم ضد الاستعمار والجهل.
وشهدت العلاقات المصرية الصومالية متانة ورسوخًا خلال السنوات العشر الماضية حين وضعت الدولة المصرية العمق الإفريقى والعمل على تقوية العلاقات مع جميع الأشقاء فى قارة أفريقيا ضمن أولوياتها.
ولعل استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، بقصر الاتحادية، رئيس جمهورية الصومال، حسن شيخ محمود، الذى قام بزيارة رسمية لمصر الأسبوع الماضى خير برهان ودليل، حيث أُجريت مراسم الاستقبال الرسمى وتم عزف السلامين الوطنيين.
جلسة مباحثات
وقد عقد الرئيسان جلسة مباحثات تم خلالها تأكيد قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والصومال، والحرص المشترك على تدعيمها على مختلف الأصعدة، والبناء على نتائج زيارة الرئيس الصومالى الأخيرة لمصر فى يناير الماضى.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد خلال اللقاء موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأى تدخل فى شئونه الداخلية.
كما رحب الرئيسان بالخطوات المتبادلة بين الدولتين لتعميق التعاون الثنائى، ومن بينها إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشيو، وافتتاح السفارة المصرية فى مقرها الجديد بالعاصمة الصومالية مقديشيو، فضلًا عن التوقيع -خلال زيارة الرئيس الصومالى لمصر- على بروتوكول التعاون العسكرى بين الدولتين.
وقد أعرب الرئيس الصومالى عن التقدير لدعم مصر المتواصل لبلاده على مدار العقود الماضية، مشددًا على حرص الصومال على المزيد من تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية مع مصر خلال الفترة المقبلة، ومثمنًا دور الهيئات المصرية المختلفة فى بناء قدرات الكوادر الصومالية فى مختلف المجالات.
الأوضاغ الإقليمية
وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد التباحث حول مُختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق خلال الفترة المُقبلة، لمواصلة العمل على إرساء الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى.
وقد شهد الرئيسان عقب المباحثات مراسم التوقيع على بروتوكول التعاون العسكرى بين البلدين، كما عقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.
المؤتمر الصحفى المشترك
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود على ضرورة قيام دول الجوار والإقليم ودول القرن الإفريقى، باحترام سيادة الدول، والحفاظ على استقلالها.. قائلا: «ما يحكمنا هو التعاون فيما بيننا وليس أكثر من ذلك».
وأكد الرئيس السيسى أن العلاقات بين مصر والصومال تاريخية حيث إنها ممتدة منذ سنوات طويلة، وكما أنها تتسم بالقوة والمتانة والاستقرار والأخوة والتعاون؛ «وحريصون جدًا فى علاقتنا مع أشقائنا فى الصومال أن نكون عاملًا إيجابيًا كبيرًا فى التعاون والتنمية بين البلدين».
وقدم الرئيس السيسى، للرئيس والشعب الصومالى، التعازى فى ضحايا الحادث الإرهابى المزدوج الذى جرى فى 2 من هذا الشهر فى العاصمة مقديشيو، معربًا عن خالص الشفاء العاجل للمصابين.
وهنأ الرئيس السيسى، نظيره الصومالى وجمهورية الصومال، بالنجاح الذى تحقق فى رفع العقوبات عن الصومال والحظر الذى كان مفروضًا؛ وهذا «أمر رائع ومهم جدًا»، وكذلك توليها مقعدًا فى مجلس الأمن الدولى خلال عامى 2025 و2026؛ وهو أمر مهم يعكس مدى الثقة ومدى الاحترام الذى تتمع به الصومال.
كلمة الرئيس الصومالى
وفى كلمته خلال المؤتمر الصحفى أكد الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، أنه يتشرف بزيارة مصر استجابة لدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، موجهًا الشكر للقيادة والحكومة والشعب المصرى على الاستقبال الحار وكرم الضيافة المقدم له والوفد المرافق له، موضحًا أن مصر بلد شقيق وصديق للصومال.
وشدد «شيخ محمود»، على أن مصر حليف تاريخى للصومال، وبلد شقيق وصديق ومساند، موضحًا أنه يجرى العمل على إقامة علاقات تتسم بالازدهار وتستند إلى الاحترام المتبادل.