الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«كومار توهين».. سفير الفن الهندى:  حلول ثقافية للمشكلات الاقتصادية

عين على الهند

«كومار توهين».. سفير الفن الهندى: حلول ثقافية للمشكلات الاقتصادية

«كومار توهين».. المسئول عن الدبلوماسية الثقافية للهند.. شخصية هادئة وقوية فى نفس الوقت.. يدير القوة الهندية الناعمة.. زار مصر للمرة الأولى.. لم يزر الآثار المصرية فقط بل التقى بشباب مصرى يؤدى رقصات الأفلام الهندية باحتراف ويغنون أشهر الأغانى الهندية كأنهم هنود.. تعجب المسئول الهندى وسألهم كيف هذا؟ فأجاب الشباب المصرى بأنهم تربوا فى بيوت تتابع المسلسلات والأفلام الهندية، مما جعلهم يتقنون الثقافة الهندية دون معلم.. فشاركهم كومار الغناء فشجعنى ذلك لأطلب منه غناء إحدى الأغانى الهندية فرحب وغناها بشكل أكثر من رائع.



مدير المجلس الهندى للعلاقات الثقافية السفير كومار توهين.. زار مصر خلال الفترة من 3 إلى 6 أغسطس الجارى تخللها العديد من اللقاءات مع المسئولين عن ملف الثقافة فى مصر، علاوة على زيارات لبعض الأماكن الأثرية والسياحية. 

التقى المسئول الهندى عن العلاقات الثقافية الدولية خلال زيارته لمصر برفقة سفير الهند لدى القاهرة أجيت جوبتيه بالأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د.هشام عزمى، تناول اللقاء سبل دفع العلاقات الثقافية بين البلدين وزيادة المنح الدراسية فى المجال الثقافى وتبادل زيارات الوفود الأكاديمية والفرق الفنية والمعارض المشتركة، علاوة على الارتقاء بحركة الترجمة للأعمال الأصيلة بما يساهم فى فتح نافذة أشمل للتعرف على الروافد الفكرية والأدبية الكلاسيكية والمعاصرة، وما تجسده من جوانب ثقافية واجتماعية فى المجتمعين. وضع السفير كومار إكليلًا من الزهور على تمثال غاندى الذى كانت السفارة الهندية بالقاهرة قد أهدته للمجلس الأعلى للثقافة بمناسبة اليوم العالمى لنبذ العنف.

كما زار كومار مركز مولانا أزاد الثقافى الهندى بالقاهرة، حيث شهد احتفالية خاصة تخللتها عروض رقص كلاسيكى ورقص بوليوود وغناء ويوجا قدمتها فتيات من مصر، تظن للوهلة الأولى أنهن هنديات.. وتكتشف بعد ذلك مدى تأثرهن الشديد بالثقافة والفنون الهندية مما جعلهن يصلن إلى هذه الدرجة من المهارة فى الأداء.. وحرص السفير كومار على لقاء طلاب وطالبات المركز الثقافى الهندى للتعرف منهم على مقترحاتهم لتطوير بيئة الدراسة فى المركز وزيادة المنح الدراسية فى معاهد اللغة الهندية وتنظيم دورات أونلاين فى مجالات مختلفة من الفنون والثقافة الهندية.. وكان لنا معه الحوار التالى:

>سعادة السفير.. أهلا بكم فى مصر.. 

>أرجو أن تلقى الضوء على دور المجلس الهندى للعلاقات الثقافية؟

- أشغل منصب مدير عام المجلس الهندى للعلاقات الثقافية، وهو مؤسسة تابعة لوزارة الخارجية الهندية. ويُعنى المجلس بالدبلوماسية الثقافية. ويمكن القول إن المجلس هو النافذة التى تتواصل من خلالها حكومة الهند على المستوى الثقافى مع الدول الصديقة، وتتضمن الأنشطة التى يقوم بها تبادل الزيارات على المستوى الفنى والأكاديمى والفكرى وتنظيم المعارض الفنية فى مختلف مجالات الفن، وترتيب المنح الدراسية علاوة على الإشراف على المراكز الثقافية الفنية الموجودة فى مختلف أنحاء العالم. 

ولعلكم تلمسون هنا فى مصر ما يقوم به المركز الثقافى الهندى من جهود لتدريس اللغة الهندية واليوجا وفنون الرقص والغناء الكلاسيكى الهندى. ويضم المركز مكتبة كبيرة تضم الآلاف من الكتب باللغات الهندية والإنجليزية والعربية. وينظم المركز بين الحين والآخر مهرجانات ثقافية فى مختلف محافظات مصر تعكس ألوانًا مختلفة من الثقافة الهندية. 

> لعلك لمست الشغف المصرى بالثقافة الهندية، فهل يقوم المجلس الثقافى الهندى بزيادة المنح الدراسية للطلاب المصريين؟

لقد شاهدت فعلًا كيف أن هناك العديد من الفتيات المصريات أجدن اللغة الهندية والرقص والغناء من الأفلام الهندية حتى دون الذهاب إلى المركز. وقد مسنى أداؤهن الحماسى ومهارتهن العالية لدرجة أننى بدأت أشاركهن الغناء. بالعودة للحديث عن المنح الدراسية المقدمة من المجلس، فالعدد لا يزال متواضعًا فقد زاد من 10 منح إلى 13 منحة ولكن هناك إمكانيات كبيرة حاليا ويتطلب الأمر جهودًا من الحكومتين لزيادتها بشكل كبير، وهذا ما تطرقت إليه بالفعل خلال لقائى اليوم مع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. هشام عزمى. ويعد المكون الثقافى من الأعمدة الرئيسة للعلاقات الثنائية بيننا. 

>ماذا عن الدراسة من جانب الطلاب الهنود والمصريين فى البلدين على نفقتهم الخاصة؟ 

- بالفعل يوجد ما يزيد على 2000 طالب هندى يدرسون الطب فى جامعتى القاهرة وعين شمس على نفقتهم الخاصة، بخلاف الطلاب الهنود الذين يدرسون فى جامعة الأزهر للتخصص فى اللغة العربية والدراسات الإسلامية وهؤلاء يقدر عددهم من 600 إلى 700 طالب. وبالمثل يوجد عدد من الطلاب المصريين الذين يدرسون فى الهند فى مجالات مختلفة مثل الهندسة وتكنولوجيا المعلومات. 

>تقام العديد من الأنشطة الثقافية الهندية فى مصر.. لكن ما هو سبب توقف مهرجان «الهند على ضفاف النيل»، ذلك المهرجان الثقافى الفريد؟

- لقد توقف المهرجان بسبب جائجة كورونا، لكنى أود أن أخصكم بخبر حصرى هو أننا بصدد الترتيب لمهرجان ثقافى هندى كبير فى مصر فى نهاية الشهر الحالى. وأعتقد ما  تشهده العلاقات المصرية-الهندية من زخم فى الفترة الأخيرة، ولا سيما العام الماضى الذى شهد ثلاث زيارات على مستوى القيادة السياسية فى الدولتين، سيساهم بقوة فى دفع العلاقات على جميع المستويات وفقا لتوجيهات قيادتى البلدين.

>نود أن نتعرف على توجه الهند نحو إفريقيا وكيف ينعكس ذلك على مصر بوصفها بوابة القارة على العالم؟ 

تحرص الهند على التوجه شرقًا وتنظر الهند إلى إفريقيا بوصفها منطقة جوار ممتد. ومن ثم، تعزز الهند من سبل الحوار والتعاون مع القارة الإفريقية من خلال منتدى قمة الهند-إفريقيا، الذى يشهد دعم التعاون فى المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والثقافية. وتتعاون الهند كذلك مع الاتحاد الأفريقى. 

وتقدم الهند ما يزيد على 970 منحة دراسية سنويًا للدارسين من الدول الإفريقية فى المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا بخلاف المنح الخاصة بإفريقيا فى إطار برنامج «آيتك» الذى يهدف لبناء القدرات وتعزيز التنمية ومد جسور الصداقة مع الشعوب الإفريقية. 

قامت الهند خلال العام الجارى بعقد مؤتمر عالمى عن اليوجا فى مدينة ديربان فى جنوب إفريقيا، حيث تم توجيه الدعوة للعديد من مدربى اليوجا الأفارقة، وكان من بينهم مدربة مصرية. وقمنا كذلك بإقامة معسكر فنى لمدة 3 أسابيع فى الهند جمع بين فنانين من إفريقيا والهند والذى اختتمت فعالياته بتنظيم معرض مشترك لما تم إنجازه من أعمال فنية. 

وبالطبع مصر من الدول المستفيدة من كل هذه الأنشطة بوصفها البوابة الرئيسية للقارة الإفريقية، ولذلك قامت الهند منذ فترة طويلة -إدراكا لمكانة مصر الحضارية والثقافية- بإرساء مركز ثقافى هندى فى القاهرة. 

>فى ظل ما شهده العالم من تطور كبير على جميع الأصعدة، ما الجديد فى النهج الذى يتبعه المجلس الهندى للعلاقات الثقافية للقيام بمهامه والاستفادة من القوة الناعمة للهند؟

- نحاول -من خلال المجلس الهندى للعلاقات الثقافية- أن نخرج بمفهوم الثقافة من المنظور التقليدى الضيق إلى معنى الثقافة بمفهوم أشمل وما يتضمنه من كونها أسلوب حياة.. فاليوم هناك تبادل كبير للخبرات مع الدول الصديقة وقد تم إدخال البعد الاقتصادى فى الثقافة والمتمثل فى تشجيع أبناء الحرف اليدوية وتسويق أعمالهم الإبداعية مما يرفع مكانتهم الاقتصادية. وقد قمنا العام الماضى بتنظيم معرض للحرف اليدوية شارك فيه حرفيون من جميع الولايات الهندية وتم دعوة السفراء الأجانب المعتمدين لدى الهند لمشاهدة فعاليات المعرض. كما وجهنا لهم الدعوة كذلك لحضور مهرجان «كومبا ميلا» لتعزيز السياحة والتعرف على ألوان مختلفة من الثقافة الهندية.

ومن الأفكار الجديدة التى ابتكرناها تخصيص جائزة تمنح لأفضل مطعم هندى يقدم الأكلات الهندية الأصيلة فى دول العالم المختلفة. وقد رشحت السفارة الهندية بالقاهرة ثلاثة مطاعم هندية فى مصر، وقمنا بوضع قائمة بهذه المطاعم على الموقع الإليكترونى للمجلس الهندى للعلاقات الثقافية لتشجيع تلك المطاعم على الاهتمام بجودة المأكولات الهندية. 

إننا نسعى دومًا لمد أواصر الحوار الثقافى والحضارى مع الدول ذات الحضارات الكبيرة مثل مصر وكوريا واليابان وغيرها من الدول. 

>كيف تصف لنا الثقافة فى عالمنا اليوم الذى يموج بالصراعات والحروب؟ 

تلتقى فى مدينة الله آباد الهندية ثلاثة أنهار، وهي: نهر الجانجا (وهو يجسد السياسة) ونهر يامونا (وهو يمثل الرافد الاقتصادى) ونهر ساراسواتى الذى يمثل الثقافة، لأنه يتدفق فى هدوء. وعلى الرغم من أن نهر ساراسواتى يكاد يكون غير مرئى، لكنه يحقق التوازن المطلوب بين مياه النهرين الآخرين ويثبط  من عنفوان تياراتهما الجارفة ليكسبهما الهدوء والسكينة. 

>السفير الفنان

نبذة عن مدير عام المجلس الهندى للعلاقات الثقافية السفير كومار توهين.. يجيد الغناء والعزف على بعض الآلات الموسيقية. 

التحق السفير كومار توهين للعمل بالسلك الدبلوماسى بوزارة الخارجية الهندية فى عام 1991 وعمل ببعثات الهند الدبلوماسية فى الخارج فى هونج كونج وبكين وهانوى وسان فرانسيسكو علاوة على عمله فى البعثة الدائمة للهند لدى الأمم المتحدة فى جنيف. وتولى منصب سفير الهند لدى كل من المجر من نوفمبر 2018 إلى نوفمبر 2021، ومفوض سامٍ لدى ناميبيا من يونيو 2015 إلى أكتوبر 2018. وتولى مهام منصبه الحالى كمدير عام للمجلس الهندى للعلاقات الثقافية فى 20 ديسمبر 2021.

كما عمل فى وزارة الشئون الخارجية فى نيودلهى فى مناصب مختلفة، من بينها إدارة شراكة التنمية التى تعنى ببرامج بناء القدرات مثل برنامج التعاون الفنى والاقتصادى الهندى (آيتك)، بالإضافة إلى مشروعات المنح الخاصة بمناطق جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية، ومشروعات إنشاء مراكز التميز فى تكنولوجيا المعلومات ومراكز التدريب المهنى فى الخارج.

يجيد السفير كومار توهين التحدث بعدة لغات من بينها: الهندية والإنجليزية والصينية والفرنسية، ويجيد كذلك الغناء والعزف على مجموعة من الآلات الموسيقية الهندية الكلاسيكية.>