الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حكاية يرويها رفاق الزنزانة: يحيى السنوار مهندس «طوفان الأقصى» فى السجون الإسرائيلية

منذ سنوات شبهه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهتلر الصغير وقامت إسرائيل بوضعه هدفًا استراتيچيًا لعملياتها الأمنية والاستخباراتية بالنظر إلى وزنه ونفوذه الكبير داخل قطاع غزة، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى التى شنتها الحركة على بلدات ومدن إسرائيلية فى السابع من أكتوبر الماضى ليصبح على رأس قائمة المطلوبين لديها. إنه يحيى السنوار الرئيس الجديد للمكتب السياسى لحركة حماس خلفًا لإسماعيل هنية وتردد اسمه على لسان عدد من كبار المسئولين الإسرائيليين كان آخرهم وزير الدفاع يوآف جالانت الذى تعهد بالقضاء على رئيس حماس فى غزة. 



وأشارت صحيفة «فاينانشيال تايمز» فى تقرير إلى أن القراءة الخاطئة لشخصية السنوار، شكلت مقدمة لأكبر فشل استخباراتى لإسرائيل. وكان لدى إسرائيل ما يقرب من 40 عامًا من الخبرة فى التعامل مع السنوار، ومع ذلك، فإن هذه المعرفة المتراكمة ربما كانت سببًا لتهدئة مخاوف قادة الأمن فى إسرائيل، ودفعهم إلى الشعور الزائف بالرضا عن النفس، وفقا للصحيفة البريطانية. وقبل بدء عملية طوفان الأقصى كانت إسرائيل تنظر إلى السنوار باعتباره متطرفًا خطيرًا ومع ذلك لم تكن تعتبره مصدر تهديد حقيقيًا حيث كان تركيزه منصبًا على تعزيز حكم حماس فى غزة، وانتزاع تنازلات اقتصادية، وفقا لما ذكرته «تايمز أوف إسرائيل». والسنوار الذى ولد فى مخيم خان يونس للاجئين بجنوب غزة عام 1962، وظهر لأول مرة على الساحة السياسية فى أوائل الثمانينيات باعتباره مقربًا من مؤسس حركة حماس أحمد ياسين، وبرز اسمه تحديدًا فى عام 1982، حين ألقت إسرائيل القبض عليه، ووضعته رهن الاعتقال الإدارى لمدة 4 أشهر بتهمة الانخراط فى أنشطة تخريبية. وأدانت محكمة إسرائيلية السنوار فى عام 1988 بقتل جنديين إسرائيليين و4 فلسطينيين بتهمة التعاون مع إسرائيل، وأمضى عشرين عامًا من الزمن فى سجون إسرائيل، قبل أن يفرج عنه مع أكثر من ألف أسير فلسطينى فى 2011 مقابل الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط فى الصفقة التى عرفت إعلاميا باسم الوفاء للأحرار وفقًا لنيويورك تايمز الأمريكية. وقال كوبى مايكل، الباحث البارز بمعهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب لشبكة فوكس نيوز: كان السنوار نشطًا منذ الأيام الأولى لانضمامه إلى حركة حماس؛ وفى السجن أصبح زعيمًا بارزًا لأسرى حماس، وكان شخصية مؤثرة جدًا بين جميع السجناء الفلسطينيين.

الرئيس الجديد لحماس.. قدرات قيادية

ونقلت «فاينانشيال تايمز» عن ميكا كوبى الذى استجوب السنوار فى جهاز الشاباك قوله «لقد قرأ كتبا عن شخصيات إسرائيلية مثل ڤلاديمير جابوتنسكى ومناحم بيجن ويتسحاق رابين». مضيفا: لقد قام بدراستنا من الأسفل إلى الأعلى. وخلال فترة سجنه، دأب السنوار على دراسة اللغة العبرية إذ بعد مرور 15 عامًا من سجنه استخدم هذه اللغة خلال مقابلة مع قناة إسرائيلية دعا خلالها الإسرائيليين إلى الهدنة مع حماس. وقال السنوار فى المقابلة بلغة عبرية متقنة: ندرك أن إسرائيل تملك 200 رأس نووى وهى القوة الجوية الأكثر تقدمًا فى المنطقة، نعلم أننا لا نملك القدرة على تفكيك إسرائيل. وفى تصريحات نقلتها فوكس نيوز اعتبر مايكل ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بمركز ديان بجامعة تل أبيب، أن السنوار يمثل الجيل الثانى من قادة حماس وقال إن لديه القدرة على قيادة الحركة بأكملها، وليس فقط شئونها فى غزة. وذكر ميلشتاين، أنه بالمقارنة مع الرئيسين السابقين للمكتب السياسى للحركة خالد مشعل وإسماعيل هنية الذى اغتيل فى طهران، يتمتع السنوار بشخصية كاريزمية للغاية وهو أيضا أكثر تشددًا وتطرفًا من قادة حماس السابقين. ونقلت شبكة NBC News الأمريكية عن تقرير نشره المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، أن السنوار ساهم فى تشكيل جهاز الأمن الداخلى لحركة حماس، كما قاد عملية إعادة تقييم علاقات الحركة الخارجية، بما فى ذلك تحسين العلاقات مع مصر. وبعد عامين من تصنيفه ضمن لائحة الإرهاب التى أعلنتها الولايات المتحدة عام 2015، بسبب دعوته إلى أسر الإسرائيليين تم انتخابه على رأس حركة حماس فى غزة خلفًا لهنية عام 2017 كما أعيد انتخابه فى 2021 لولاية ثانية. 

وفيما يخص ما يتعلق بملامح شخصية السنوار، أشار تقييم استخباراتى إسرائيلى خلال فترة وجود السنوار فى السجن، إلى أنه كان قاسيًا، وموثوقًا، ومؤثرًا ومقبولًا من قبل أصدقائه، ويتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب، ويحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين وفقا لفاينانشيال تايمز. والسنوار، المعروف على نطاق واسع باسم أبو إبراهيم، ساعد على بناء الجناح العسكرى لحماس وكتائب القسام، منذ أيامه الأولى. ولكن عندما اعتقل فى أواخر الثمانينيات، كان ذلك بسبب دوره الخاص داخل حماس فى مطاردة الفلسطينيين المشتبه فى تعاونهم مع إسرائيل، وفقا للصحيفة البريطانية. وعين مسئولًا عن جهاز الأمن الداخلى فى الجناح المسلح للحركة «مجد». وتقول «فاينانشيال تايمز» إن السنوار أصبح شخصية أسطورية داخل قطاع غزة، ونقلت عن أحد الناشطين الفلسطينيين البارزين فى القدس الشرقية قوله إن الكثير من الفلسطينيين يشعرون بالفخر به، ويحظى بشعبية كبيرة فى الشارع الفلسطينى. ووفقا للاستخبارات الإسرائيلية، فإن هجوم حماس تطلب سنة على الأقل من التخطيط. وقال ميلشتاين، وهو ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية فى تصريحات نقلتها الصحيفة: علينا أن نواجه الأمر «هجوم 7 أكتوبر مدفوع بالكراهية والمذابح وتدمير إسرائيل» وفق تعبيره.  

ويمثل شهر أكتوبر فى فصول حياة يحيى السنوار «أبو إبراهيم» المليئة بالمحطات الصعبة والمثيرة والشائكة، مكانة خاصة. فيه ولد فى أزقة مخيم خان يونس قبل ستة عقود وفيه نال حريته من السجون الإسرائيلية بعد أكثر من عقدين أمضاهما فيها، وفيه أطلق طوفان الأقصى نحو غلاف غزة مخلفا وراءه ارتدادات كبرى هزت أرجاء المنطقة والعالم. نشأ السنوار فى مخيمات الصفيح بغزة وبين أزقتها الضيقة بعدما نزحت عائلته من مدينة المجدل عقب نكبة 48. طاله نصيب من شظف العيش وقسوته. طبعت الظروف القاسية علاماتها على شخصية الطفل الذى وقف شاهدًا على نكسة 67. راكمت السنوات التى تلت رصيدًا من الغضب والسخط فى صدره، فاقمتها يوميات البؤس فى غزة ومخيماتها مخلفة رغبة ملحة بالانتقام لازمته لعقود. كان فى حديثه ونظرته للصراع دائم الحديث عن النكبة وما تركته من معاناة ممتدة لأهله كان لديه تطلع دائم لإحداث صدمة وتغيير فى موازين القوى كما يقول من عرفه.

تلقى السنوار تعليمه فى مدارس مخيم خان يونس وأكمل دراسته بعدها بالجامعة الإسلامية التى تخرج فيها بشهادة فى الدراسات العربية. بدأ نشاطه بالعمل الطلابى والتنظيمى حينذاك تحت مظلة الكتلة الإسلامية ومنها شق طريقه إلى أدوار أوسع تكللت بتأسيس جهاز «المجد»، الجهاز الأمنى الداخلى لحماس الذى قام بأدوار حساسة أبرزها ملاحقة العملاء والمرتبطين بأجهزة الأمن الإسرائيلية. قاد نشاطه الأمنى إسرائيل لاعتقاله أواخر الثمانينيات واتهمته السلطات الإسرائيلية بقتل أربعة متعاونين فحكمت عليه بأربعة أحكام مدى الحياة. تنقل بين السجون الإسرائيلية شمالا وجنوبا وقضى فترات طويلة فى غرف العزل. قاد حماس داخل السجون، وحمل هاجسه الأمنى معه. أتقن اللغة العبرية، ودرس النحو والصرف لرفاقه وقاد إضرابات ومفاوضات، وربح جولات وخسر أخرى. بدا الوقت ثقيلا داخل السجن فيما دارت عجلة الصراع خارج أسواره؛ انتفاضات وحروب وسرابات سلام. أكثر من عقدين فى الأسر لم ينالا من قناعة الرجل بقرب نيل حريته. خطف شقيقه جنديا إسرائيليا وبادلته حماس بألف أسير فلسطينى. كان يحيى على رأسهم. خرج ليلعب أدوارًا بارزة شكلت معالم جديدة للصراع. وفى أعقاب السابع من أكتوبر، ملأ اسم السنوار الدنيا وشغل كثيرًا من دوائر الأمن والسياسية فى إسرائيل وخارجها. أثار الرجل عاصفة من التساؤلات حول شخصيته وأفكاره ورؤيته للصراع وكذلك الدوافع وراء قراراته وحسابات تكاليفها، خاصة لما أحدثته من انعكاسات وما خلفته من تبعات كبيرة وثقيلة. ويرسم الأسرى السابقون الذين عاشوا معه وهم رفاق الزنزانة وعرفوه واقتربوا منه خلال سنوات الأسر فى السجون الإسرائيلية صورة لسياسته وفكره المتنوع والعقل المدبر لـ7 أكتوبر وقيادته لحركته داخل السجون وعلاقته مع الفصائل الأخرى وصولًا إلى الدوافع التى أوصلته إلى ساعة الصفر صبيحة السابع من أكتوبر.

 

 

 

 اللقاءات الأولى مع السنوار فى السجن 

يحكى عصمت منصور وهو أسير سابق كان ينتمى للجبهة الديمقراطية وأمضى سنوات فى السجون الإسرائيلية التقى خلالها السنوار، جانبًا عن انطباعاته الأولى بعد لقائه فى سجن عسقلان أواخر تسعينيات القرن الماضى قائلا حينما تلتقى السنوار ترى إنسانًا عاديًا بسيطا ومتدينًا ويحمل صفات القسوة والحدة فى التعامل. هو رجل متدين لكنه ليس خطيبًا ولا منظرًا تحضر الخلفية الدينية فى تشكيل علاقاته، ولا يمكن أن يتعامل معك بمعزل عن موقفه المسبق. تظهر تجربة السنوار فى صغره قبل دخوله السجن مبكرا وقضائه فترة طويلة فيه واضحة فى سلوكه ونظرته لما حوله وتعامله مع الآخرين. يقول منصور إن طفولته القاسية رسمت معالم حقده وصاغت توجهاته السياسية وهو لا يقبل المساومة ولا يرى إمكانية للحلول أو إمكانية للتوصل إلى صيغ وإتفاقيات إلا فى إطار التكتيك. 

ويقول عبدالفتاح دولة وهو أسير سابق ينتمى لحركة فتح أمضى سنوات فى السجون الإسرائيلية، كان قد التقى السنوار أول مرة عام 2006، إن انطباعاته عن الرجل سبقت اللقاء معه، إذ تناقل الأسرى صيت السنوار من سجن إلى آخر ورسموا صورة عن رجل حاد الطباع وصاحب قرار. تلك الانطباعات عززها اللقاء الأول الذى جمعهما فى سجن بئر السبع الصحراوى. يقول دولة: يحيى السنوار الشخص الاجتماعى الإنسانى يختلف عن القيادى الحمساوى. يحيى السنوار الذى تتناقش معه فى قضايا عامة يختلف عن الذى تخوض معه فى قضايا فصائلية. هنا يكون اجتماعيًا وهناك يكون متعصبًا، تشعر كأن الرجل بشخصيتين.

أما صلاح الدين طالب، وهو أسير سابق ينتمى لحركة حماس وكان قد قضى سنوات فى السجون مع السنوار وأفرج عنه معه ضمن صفقة التبادل، يتذكر لقاءه الأول مع «أبو إبراهيم» فيقول: يلفتك تواضعه، وعلاقته المرحة مع الشباب ويبدو أن رفيق الأسر يلفت إلى أن طبيعة القيادى الحمساوى الأمنية جعلته مختلفا عن قيادات الحركة الآخرين، فهو ليس داعية هو مؤسس جهاز «مجد» الأمنى وهذا ينعكس إلى حد كبير على شخصيته. فرغم علاقاته الاجتماعية القوية فإنه فى الجانب الأمنى كان شديدًا وقاسيًا.

ورم فى الرأس وإنقاذ بمروحية خاصة

تعرض السنوار لوعكة صحية كادت تودى بحياته. أربك ذلك الحسابات وأضاء إشارات القلق خاصة لدى الجانب الإسرائيلى. كان السنوار اللاعب الأول فيها. تفاقم وضعه الصحى مما دفع برفاقه فى زنازين العزل بسجن السبع جنوب إسرائيل لحثه على الذهاب لعيادة السجن. يقول دولة: كان السنوار عنيدا كان يرفض دائما الاستعانة بإدارة السجون. ازداد وضعه سوءًا وخطورة وفقد وعيه، مما اضطر رفاقه فى السجن إلى نقله إلى العيادة، حين أصبح وضعه الصحى صعبا، أجبروه على الذهاب، يقول دولة. أحدث وصول السنوار إلى عيادة سجن بئر السبع إرباكًا كبيرًا لدى إدارة السجون التى أعلنت حالة الطوارئ فى السجن على الفور وأغلقت القسم الذى يقيم فيه السنوار. ويضيف دولة تفاصيل تلك اللحظات التى رافقت الانتكاسة الصحية؛ جاء ممثل عن إدارة سجن السبع وأخبرنا بأن المؤشرات تشير إلى أن السنوار يعانى وضعًا صعبًا. فى ذلك الوقت وصلت مروحية فى مهبط السجن، حسب دولة، وأقلت السنوار على وجه السرعة إلى مستشفى سوروكا ليدخل بشكل عاجل إلى غرفة العمليات. وجد الأطباء ورما حميدا فى الرأس سارعوا إلى استئصاله. خضع السنوار لعملية معقدة جدا وخطيرة كاد يفقد حياته خلالها. مثل دخول المروحية على خط عملية الإنقاذ حدثًا استثنائيًا وترك روايات متضاربة لدى الأسرى الثلاثة. يقول دولة إن حالة السنوار كانت الأولى حسب تجربتى بينما أشار منصور إلى أنه لا يتذكرها جيدا، فيما نفى طالب ذلك، موضحا أن كل الإجراءات التى اتخذتها سلطات السجون حينذاك كانت فى الإطار العادى جدا. وقال الطبيب يوفال بيتون لشبكة CNN إنه عندما علم بخبر هجوم حماس كان يشعر مسبقًا بأن الأمر قادم وعرف على الفور من يقف وراءه. وأضاف بيتون: أعرف الشخص الذى خطط وفكر وبدأ فى هذا الهجوم لقد عرفته منذ عام 1996 ليس هو فقط بل قيادة حماس بأكملها فى غزة وكان من الواضح له أن هذا هو ما كانوا يخططون له؛ وتابع الطبيب الإسرائيلى أنه أمضى مئات الساعات فى التحدث مع السنوار مما زوده برؤية نادرة لعقل مسئول كبير فى حماس لكن أفعال السنوار تركته معذبًا إذ يتهمه بيتون بقتل ابن أخيه الذى قتل بعد أن داهم مقاتلو حماس منزله فى 7 أكتوبر. وردا على سؤال حول تقييمه لعقلية السنوار، قال بيتون إن زعيم حماس مهتم بشكل أساسى بالبقاء فى السلطة، ويعتقد أن السنوار سيكون على استعداد للتضحية حتى بـ 100 ألف فلسطينى من أجل ضمان بقاء حكمه. ويعتقد بيتون أن السنوار لا يزال يشعر بأنه فى موقع قوى. مضيفا إنه يدير المفاوضات بينما لا يزال يعمل من داخل غزة، وما زال يسيطر على المناطق التى يخرج منها الجيش الإسرائيلى، ويسيطر أيضا على المساعدات الإنسانية، وبالتالى فهو يشعر بالقوة ولن يوقع إتفاقا لإطلاق سراح الرهائن ما لم يقم الجيش الإسرائيلى بالانسحاب من غزة وينتهى القتال. وكشف الطبيب بيتون أن السنوار أخبره بأنه مدين له بحياته وهو الشعور الذى كرره عندما أطلق سراحه فى صفقة تبادل الأسرى عام 2011.

طموح السنوار 

كثيرة هى المحطات فى حياة السنوار التى يظهر فيها الرجل الطموح لاعبا بارزا أو منفردا يدير مجرياتها وتفاصيلها ويجنى ثمارها نفوذا وسلطة. يرى دولة أن السنوار لا يقبل بأن يكون مرؤوسا. هو لا يقبل إلا أن يكون الرجل الأول فى الحركة. هو مصاب بالطموح حتى لا نقول الغرور، الذى كان يدفعه وهو داخل السجن لأن يكون دائما الرجل الأول فى الحركة. خلال العقدين الماضيين، كثفت إسرائيل من ملاحقاتها واغتيالاتها لقادة حماس فأخرجت من المشهد قادة الصف الأول مما دفع بشخصيات جديدة فى الحركة إلى الواجهة. يقول دولة: لا يشعر السنوار بأن من حق أى من القادة الحاليين أن يكون رئيسا عليه، ولا يقبل بذلك أبدا.

إسرائيل ورمز الحرب

منذ بداية الحرب على غزة، أصبح السنوار عنوانًا رئيسيًا للحملة العسكرية على القطاع وصورة لشكل الانتصار الذى تطارده المؤسستان العسكرية والسياسية فى إسرائيل. يرى منصور أن إسرائيل حولته إلى رمز لهذه المواجهة، وحملته المسئولية الكاملة عما جرى، إسرائيل بدأت تبحث عن صورة واسم يلصق فى ذهن العالم ويصبح مثل هتلر وتشاوشيسكو والديكتاتوريين فى العالم. جاء ذلك محاولة لاختزال كل حماس وكل الذى يحدث وكل القضية الفلسطينية فى شخص وشيطنته. يرى منصور أن شكل نهاية الحرب فى ذهن الإسرائيليين مرتبط بمصير السنوار، هذا إما بإخراجه؛ فيصبح إخراج السنوار كفرد أو مجموعة أشخاص كأنه فعلا إخراج لحماس من غزة، أو اعتقاله، أو اغتياله أو بقائه مطلوبًا ومطاردًا، ليكون ذلك مسوغًا للاستمرار فى عمليات الملاحقة ويتحول مثل الأشخاص الذين يديرون حركة من داخل نفق. مضيفا: لكن كلما أصبحت سيطرة إسرائيل على الأرض أكبر أصبحت مهمة السنوار أصعب وأصبح الذهاب إلى الخيارات الأخرى أقرب.