حضور مصرى بارز بمؤتمر مكة لوزارء الأوقاف الأوقاف ترسخ السياسة المصرية بتعزيز عمقها الإفريقى

صبحى مجاهد
خطوة مهمة يرسخها وزير الأوقاف د.أسامة الأزهرى نحو تقوية العلاقات مع الدول الأفريقية على الصعيد الدعوى، فعلى هامش أعمال المؤتمر الدولى التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية الذى تنظمه وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والذى عُقد فى الفترة من 4 إلى 7 يوليو الجارى بعنوان: (دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف فى تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال)، عقد الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف - بمقر إقامته بمكة المكرمة - لقاءات متعددة مع وزراء الأوقاف والمفتين والعلماء بالدول الإفريقية المتعددة لتوسيع آفاق التعاون مع العمق الإفريقى.
اللقاءات التى عقدها وزير الأوقاف شملت لقاء الوزراء والمسئولين عن الشأن الدينى فى ست دول إفريقية وهى مالى وأوغندا وموريتانيا وتشاد والسودان والكاميرون.
وخلال لقائه الدكتور محمود عمر كونى وزير الشئون الدينية والعبادة والعادات بمالى أعرب الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف على ضرورة تفعيل وتكثيف كل أوجه التعاون العلمى الذى يمكن أن نقوم به، وتبادل الخبرات، والتعاون بين دار الكتب المصرية ومعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية من الجانب المصرى، مع مكتبات المخطوطات العظيمة الهائلة فى بمالى.
من جانبه أعرب الدكتور محمود عمر كونى عن سعادته بهذا اللقاء مؤكدًا على ضرورة التعاون البنَّاء بين مصر ومالى وأن يكون بيننا تعاون عن قرب ومزيد من التنسيق بين مصر ومالى فيما يتعلق بالجانب الدينى والعلمى.
وأوضح وزير الشئون الدينية بدولة مالى أن لدى دولة مالى أكثر من 700 ألف عنوان للمخطوطات، وأن هناك مؤسسات بمالى للحفاظ على هذه المخطوطات، ويرتادها الطلبة الجامعيون، وفى عام 2012م حاول المتمردون فى مالى إحراق المكتبات واستطاعت الدولة بحمد الله تعالى حفظ المخطوطات، وقد أعجبنا بما وهب الله تبارك وتعالى عقول الأوائل من ذكاء وحنكة، وكيف استطاع العقل البشرى أن يصل إلى هذه الكتابات منذ القدم، وهناك مخطوطات قديمة لعلماء غير مسلمين.
جمهورية أوغندا
وفى لقائه بالدكتور شعبان رمضان موباجى مفتى جمهورية أوغندا رحب وزير الأوقاف بمفتى أوغندا، موجهًا الدعوة له لحضور مؤتمر وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى سينعقد يوم 25 أغسطس القادم 2024م، بحضور عدد كبير من علماء القارة الإفريقية، لتحقيق مزيد من الالتحام بين مصر والأشقاء فى إفريقيا، وأكد وزير الأوقاف أنه مهما توجهنا للعالم وانفتحنا عليه ستظل مصر بأشقائها الأفارقة وستظل إفريقيا بمصر.
وأكد الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف أن المطبوعات التى تحت أيدينا سنرسلها فورا إلى مفتى أوغندا ومعها نسخة من جمهرة أعلام الأزهر الشريف، ومزيد من التكامل بين مصر والأشقاء فى إفريقيا، ومصر منكم وبكم، مضيفا: سوف نعد لكم المئات من الكتب.
من جانبه أكد مفتى أوغندا أن إفريقيا ستظل مرتبطة بمصر، ونحتاج إلى التعاون والتشاور دائما، مؤكدًا أن مصر وأوغندا لهما خصوصية فأوغندا منبع النيل ومصر مصبه، وسنعمل بمنتهى الحب معًا وبكم ومعكم.
الجمهورية الإسلامية الموريتانية
وخلال لقائه بالشيخ ولد صالح الأمين العام لهيئة العلماء بدولة موريتانيا أشاد وزير الأوقاف د.أسامة الأزهرى بالتعاون بين وزارة الأوقاف المصرية ووزارة الشئون الإسلامية والتعليم الأصلى بدولة موريتانيا، مؤكدًا على فتح قنوات التواصل الدائم مع أشقائنا فى موريتانيا.
وأضاف وزير الأوقاف خلال اللقاء أن أهل شنقيط لهم تبحر فى سائر علوم الشريعة، ولهم فى قلوبنا مكانة رفيعة وحب كبير، مؤكدًا دعوتهم لزيارة بلدهم الثانى مصر، مشيدا بالعلاقة المتميزة التى ربطت الرئيس جمال عبدالناصر بأخيه الرئيس المختار ولد داده رئيس موريتانيا الأسبق، وزيارة الإمام الأكبر إلى العاصمة نواكشوط عاصمة موريتانيا سنة 2018م، وصولا إلى استقبال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لأخيه السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى رئيس موريتانيا فى يونيو من العام الماضى 2023م، وأن كل هذه الروابط كاشفة عن عمق العلاقة بين البلدين، وأننا سوف نمضى إلى مزيد من البناء عليها.
جمهورية تشاد
وزير الأوقاف، خلال لقائه بكل من الشيخ الدكتور محمد خاطر عيسى رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزير تنظيم الحج والعمرة فى جمهورية تشاد، والشيخ العلامة أحمد النور الحلو المفتى العام لجمهورية تشاد والنائب الثالث لرئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية تشاد، أشار إلى أن هناك ارتباطًا تاريخيًّا وأسريًّا بين مصر وتشاد، وأن أبناء الدولتين أهل، وأن الأجداد منهم من هاجر إلى تشاد من قبيلة الرواشدة من مصر، ويحملان نفس الفكر الوسطى والإسلام الوسطى، وبها العديد من المعاهد الأزهرية، وهذا اللقاء جاء لفتح مزيد من أبواب التلاقى، معربًا عن سعادته بهذا اللقاء، لمزيد من الود والتواصل، وصلة الرحم، وتربطنا معا روابط كبيرة.
ووجه وزير الأوقاف تحية إكبار وإجلال لكل علماء تشاد الذين هم أمناء على العلم والدين وأمناء على الولاية والصلاح، مؤكدًا على مزيد من التعاون التام بين مصر وتشاد خلال الفترة المقبلة، وأن وزارة الأوقاف تقف بجانب تشاد بكل الوسع والطاقة، وأنها ستظل كما كانت دائمًا سندًا وعونًا وداعمًا للأشقاء فى دولة تشاد.
من جهته عبر الدكتور محمد خاطر عيسى رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزير هيئة تنظيم إدارة الحج والعمرة فى جمهورية تشاد عن سعادته بلقاء الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف فى حمى بيت الله فى مكة المكرمة، وأوضح أن المسئولية على وزير الأوقاف كبيرة والأهداف جليلة.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتشاد أن مصر هى أكبر دولة عرفها التاريخ ولذلك فإن اختياركم لهذه الأمانة فيها لا يكون إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى لما يليق بهذا المقام، من خدمة مصر العظيمة بل العالم الإسلامى، ونتعاون مع مصر فى أمور كثيرة جدًّا أهمها تدريب الأئمة والدعاة بتشاد.
وأشار المفتى العام لدولة تشاد إلى أهمية الدعوة والدعاة مؤكدًا ارتباط تشاد بمصر ارتباطًا كبيرًا جدًا حتى إن المناهج التى يتم تدريسها بتشاد هى بأساتذة من مصر، ومناهجها من مصر فى العقيدة والفقه التوحيد والسيرة، حتى المعاهد الموجودة فى العاصمة هى معاهد ثانوية أزهرية كمعهد السلام الأزهرى والتى يتميز طلابها بالتفوق.
جمهورية السودان
فى السياق نفسه أكد وزير الأوقاف خلال اجتماعه بالشيخ الدكتور أسامة حسن البطحانى وزير الأوقاف والإرشاد بجمهورية السودان الشقيق أن قلوبنا تدمى على أى ألم يصيب أهل السودان فهم أهلنا الذين نزلوا فى سويداء قلوبنا، وأشار وزير الأوقاف إلى التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف المصرية ووزارة الأوقاف السودانية فى تبادل الخبرات والقوافل والندوات والتدريب المشترك بأكاديمية الأوقاف الدولية، مع الاستعداد الدائم لدينا فى مصر بدعم الأشقاء فى السودان بكل ما فى الوسع والطاقة، ولا ندخر جهدا فى ذلك.
وأكد وزير الأوقاف أن هذا التعاون المشترك يكشف عمق العلاقة وتجذرها بين البلدين الشقيقين مصر والسودان، وأننا سوف نمضى إلى مزيد من البناء عليها.
من جانبه أكد الشيخ الدكتور أسامة حسن البطحانى أن الأشقاء فى مصر هم أقرب الناس إلى أهل السودان فهم من نجدهم عند الشدائد، مؤكدًا على عمق الصلة بين السودان ومصر من الناحية الاجتماعية والثقافية والأكاديمية، وأننا نكن كل الحب والتقدير لمصر الكنانة، معربًا عن تطلعه للمزيد من التعاون فى مجالات الدعوة والأوقاف.
جمهورية الكاميرون
كما أعرب وزير الأوقاف فى لقائه بسماحة الشيخ محمود مال بكرى رئيس مجلس العلماء فى الكاميرون عن استعداد وزارة الأوقاف التام للتعاون وتقديم كل ما فى الوسع لأهلنا فى الكاميرون.
وأكد وزير الأوقاف أنه يرغب فى إضافة كل من تعلموا فى الأزهر الشريف من الوافدين من أبناء الكاميرون فى الطبعات الجديدة لكتابة جمهرة أعلام الأزهر الشريف، وطلب من رئيس مجلس العلماء فى الكاميرون أن يكلف أحد طلابه بإعداد ذلك وإرساله، حتى يمكن إضافة علماء دولة الكاميرون الذين درسوا بالأزهر الشريف.