الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

تقرير عبرى يرصد عمليات التعذيب الممنهجة للأسرى الفلسطينيين مرصـــد الأزهــر: الاحتـــــلال «آلة بطش» يغضّ العالم الطرف عنها

لا يزال الإرهاب الصهوينى مستمرا فى ممارسته القميعة والمنافية للإنسانية على جميع الأصعدة، حيث فاقت مخالفة الكيان الصهيونى الحد لكل المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، وفى هذا الإطار نشر موقع «سيحاه مكوميت» العبرى تقريرًا تضمن شهادات مروعة عما يحدث داخل معتقل «سديه تيمان» الصهيونيّ؛ الذى يوصف بأنه أكثر رعبًا من سجنَى «أبو غريب» و«جوانتنامو».



وأفاد التقرير أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لعمليات تعذيب وتنكيل واعتداءات بمختلف أشكالها، ومنها اعتداءات جنسية، وعمليات تعذيب أدَّت مجملها إلى إزهاق أرواح فلسطينيين.

ونَقَل التقرير على لسان المحامى «خالد محاجنة»، الذى تمكّن من زيارة الصحفى (محمد عرب) بعد 100 يوم من اعتقاله فى أثناء تغطيته أحداثًا فى محيط مستشفى الشفاء بغزة، قوله: «الوضع هناك أكثر رعبًا ممّا سمعناه عن سجن أبو غريب وجوانتانامو؛ فعمليات الضرب، والإذلال والإهانات لا تتوقف، ولا يُسمح لأى معتقل بالحديث مع الآخرين، وهم محرومون من الصلاة وقراءة القرآن».

وشَهِدَ الصحفيّ المحرر (محمد عرب) أنه يعرف العديد من الأسرى الذين قُتِلوا نتيجة التحقيقات العنيفة، ومعتقلين مصابين بُترت أطرافهم، أو أُخرِجَ الرصاص من أجسادهم دون تخدير، ولم يعالَجوا بأيدى أطباء، بل بأيدى طلاب التمريض.

وحَكَى «عَرَب» عن ظروف الاعتقال العنيفة وما شاهده بعينيه، بأن عيون الأسرى معصوبة 24 ساعة يوميًا، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم ساعات النهار، وينامون فى وضع منحنٍ على الأرض دون غطاءٍ أو مرتبة، ولا تُنزَع الأصفاد الحديدية من يدى الأسير إلا مرة واحدة فى الأسبوع، ولمدة دقيقة واحدة للاستحمام، ومن يتجاوز الحد المسموح به للدقيقة يُعاقب بشدة، ويُسمح لهم بالحلاقة كل 50 يوم. كما حَكَى عن حالات اغتصاب الحراس للأسرى والاعتداء عليهم جنسيًا أمام السجناء الآخرين، لأنهم- فقط- خالَفوا الأوامر (بحسب الموقع العبرى).

فى الوقت نفسه واستمرارًا لجريمة الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال الصهيونى بحق الفلسطينيين الأبرياء بقطاع غزة وبالتزامن مع إصدار جيش الاحتلال لأوامر جديدة بتهجير قسرى للفلسطينيين من بلدات شرق ووسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إلى الأحياء الواقعة غربها، وذلك فى ظل أوضاع إنسانية وطبية بالغة الصعوبة.

ووفقًا للدفاع المدنى الفلسطينى فى غزة، فإن الاحتلال طالب أكثر من 400 ألف مواطن فلسطينى بمغادرة المناطق الشرقية لخان يونس، والتوجه إلى منطقة المواصى غرب خان يونس، والتى تحولت إلى بؤرة نزوح تكتظ بمئات آلاف من الفلسطينيين، فى ظل بيئة لا تتوفر بها العوامل الأساسية للحياة الآدمية، من مياه أو كهرباء أو دورات مياه، وهو ما فاقمه منع وصول المساعدات الإنسانية التى لا تكفى من الأساس الأعداد الهائلة من النازحين.

وشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الكيان الصهيونى الإرهابى ما زال يرتكب جريمة تعد الأبشع على مدار القرن الحادى والعشرين ضد الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، ويجدد المرصد مناشدته المجتمع الدولى من أجل التدخل الحاسم لردع هذا الكيان عن الاستمرار فى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين العُزل من النساء والأطفال والشيوخ.

وناشد مرصدالأزهر المجتمع الدولى بضرورة ممارسة الضغط العاجل الفعال على الكيان الإرهابى لتمكين المنظمات الحقوقية والجهات الدولية من الكشف عن الانتهاكات المروّعة فى المعتقلات الصهوينية، ومدى مخالفتها للعهود الدولية بشأن معاملة أسرى الحرب، وأن التباطؤَ فى ممارسة الضغط الدولى يعد تواطئًا فى حرب الإبادة الجماعية.

كما يؤكد المرصد أن ما يتعرض له الأسرى لا يقل قسوةً وصعوبةً عما يدور فى قطاع غزة المكلوم، وأن أغلب الأسرى من المدنيين، وأنه من غير المعقول أن يتكلم العالم عن الأسرى الصهاينة، الذين يقدرون بالعشرات، فى حين يغضّ الطرف عن آلاف الفلسطينيين القابعين داخل سجون الاحتلال، محرومين من أبسط الحقوق، على يد آلة بطشٍ ترى أن قتل الأسرى أفضل من السماح لهم بتناول الطعام.

>إرهاب الداعمين للقضية الفلسطينية 

من جهة أخرى واجهت شركة طيران دلتا الأمريكية حالة من الغضب والانتقاد عبر منصات التواصل الاجتماعى بعدما نشر عدد من مستخدمى الإنترنت «الموالين للكيان الصهيوني» صورة أحد أفراد طاقم الطائرة وانتقدوه بشدة لارتدائه «دبوسًا» يحمل علم فلسط.ين فى أثناء عمله. 

وللرد على الواقعة، قامت منظمة «أوقفوا معاداة السامية» بتعقب مضيف الطائرة وحساباته على منصات التواصل الاجتماعى، كما أعلنت معلوماته الشخصية عبر صفحتها التى يُتابعها 315 ألف متابع على موقع «إكس». 

وردًا على هذه الواقعة وغيرها مما تابعه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف منذ بدء العدوان الصهيونى على غ،زة، طرح المرصد سؤالًا مفاده إلى متى يُصمت عنها! أليس ذلك ترهيبًا علنيًا وانتهاكًا للحقوق وافتئاتًا على الخصوصية؟ أم أن صفة الإرهاب باتت لصيقة -فحسب- بالإسلام وداعمى القضية الفلسطينية؟!

عدد شهداء غزة 

ولفت مرصد الزهر إلى مقال نشرته «الغارديان» البريطانية، طرح تساؤل حول إمكانية وصول عدد ش،5،داء غ.زة إلى 186 ألفًا حتى مع توقف العدوان الص،هى،ونى على القطاع، مستعرضًا الصعوبات التى تواجه عملية التقييم مع عدم قدرة المسؤولين داخل غ.زة على مواكبة عمليات القصف والقتل الجارية بوتيرة متسارعة، ووجود نحو 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض.

وتحت عنوان «لماذا يخشى الباحثون أن يصل عدد القتلى فى غزة إلى 186 ألفًا؟» ذكرت الغارديان أنه فى حال إقرار الوقف الدائم لإطلاق النار فإن عدد القتلى لن يتوقف عند الحد المعلن حتى اللحظة، لأن الحرب لا تقتل الناس فقط من خلال العنف المباشر، فوفق الأبحاث التى أجراها علماء الأوبئة فى السنوات الأخيرة حول انتشار الأمراض أثناء الصراعات المسلحة فيما يطلقون عليه «الخسائر غير المباشرة للحرب» فإن الوفيات فى أثناء الحروب والصراعات تنجم عن عوامل إضافية مثل: سوء التغذية، ونقص الأدوية، وظروف المعيشة غير الصحية، والتى تأتى كنتيجة واضحة لتداعيات الحرب. 

وبحسب ما ذكره هؤلاء العلماء فإن كثيرًا ما يتجاوز عدد الضحايا غير المباشرين الخسائر المباشرة إلى حد كبير، ضاربين مثالًا بما حدث فى تيمور الشرقية التى قُتل أو اختفى بها نحو 19 ألف شخص بين عامى 1974 و1999 معظمهم أثناء التدخل الإندونيسى، ولكن هذا الإحصاء لا يقترب من إحصاء التكلفة البشرية الكاملة؛ إذ تشير التقديرات إلى أن 84 ألف شخص إضافى لقوا حتفهم فى نهاية المطاف نتيجة النزوح الجماعى والتجويع ما يعنى وقوع أربع وفيات غير مباشرة لكل حالة وفاة مباشرة.

aوبناء على ما رصده الباحثون فإن ما أعلن يعد نتيجة «صادمة» فهى تمثل 8 % من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، إلا أنها تعد تقديرات تقريبية للغاية خاصة مع انهيار منظومة الرعاية الصحية، وقبلها انهيار أنظمة المعلومات وانعكاس ذلك على مدى موثوقية أرقام الوفيات الناتجة عن الحرب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.>