الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بين MAGA وYes we Kam الانتخابات الأمريكية تدخل سباق الــ100يوم

الانتخابات الأمريكية هذا العام تأتى بصورة مختلفة إن لم تكن فريدة عن سابقيها، بين رئيس سابق ومرشح جمهورى وناج من محاولة اغتيال دونالد ترامب، كمالا هاريس مرشحة محتملة نالت ترشحها فى ليلة انسحاب مفاجىء لرئيس زاره كورونا فأعلن عن تمرير شعلة الرئاسة لجيل جديد بعد حرب شرسة خاضها مع حلفاء الماضى.



هاريس تركت «دكة الاحتياط» لتنزل المنافسة على كرسى الرئاسة باستقبال لم يكن متوقعا جمعت أكثر من 81 مليون دولار تبرعات لحملتها فى أقل من 24 ساعة فقط، هزمت ترامب فى استطلاعات الرأى فى 6 من أصل 7 ولايات متأرجحة، وهى الولايات الحاسمة فى الصراع الانتخابى، حتى إنها فاقت توقعات ترامب نفسه الذى صرح بأن هزيمة هاريس أسهل من هزيمة بايدن، أما ترامب فعلى الرغم من استغلاله لحادث محاولة اغتياله بصورة قوية حتى إنه ألف كتابا تحت عنوان أنقذوا أمريكا Save America إلا أنه قد يفشل أمام امرأة تسعى لصناعة تاريخ جديد للولايات المتحدة مثلما صرحت ميشال أوباما فى مكالمة لهاريس تعلن فيها عن دعمها.. فمن يمكن أن يهزم الآخر هاريس أم ترامب؟

 بداية جديدة

هل هى بداية جديدة للديمقراطيين فى معركتهم الصعبة ضد المرشح الجمهورى، دونالد ترامب، للفوز برئاسة أمريكا أربع سنوات أخرى؟ فقد انسحب الرئيس، جو بايدن، ممهدا الطريق لنائبته، كمالا هاريس، التى انبرى عشرات من قادة الديمقراطيين فى الكونجرس ومن حكام الولايات لتأييد ترشحها.

وسجلت هاريس رقما قياسيا فى جمع التبرعات بلغ 81 مليون دولار فى 24 ساعة فقط. فهل تقلب الخارطة الانتخابية، وتحقق خرقا فى اتجاهات أصوات الأمريكيين؟

قبل أن ينسحب بايدن، سألت نيويورك تايمز الناخبين عن سيناريوهين، الأول بايدن يواجه ترامب، والثانى هاريس بدلا من بايدن.

لم يكن هناك فارق كبير، فقد تخلف الاثنان عن ترامب، ما يشير إلى أن حظوظ الديمقراطيين لا تزال محدودة أمام منافسهم الجمهورى الذى يلتف حزبه حوله.

لكن انقلبت الآية مع إعلان هاريس ترشحها عن الحزب الديمقراطى، حتى الآن لم يعلن الحزب بشكل رسمى عن هاريس ومن المتوقع إعلانه خلال فترة انعقاد المؤتمر العام للحزب فى 19 أغسطس، حيث نجحت هاريس فى تقليص فارق النقاط بينها وبين منافسها ترامب بصورة كبيرة، حتى إنها تفوقت عليه فى بعض منها، وفى استطلاع أجرته وكالة «بلومبيرج» تقدم كمالا هاريس المرشحة المحتملة لرئاسة انتخابات البيت الأبيض 2024، على المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى 6 من أصل 7 ولايات متأرجحة.

كما كشفت صحيفة «ذا هيل» عن نتائج استطلاعات رأى حديثة أظهرت تحولًا ملحوظًا فى توجهات الناخبين الأمريكيين بعد انسحاب الرئيس الأمريكى جو بايدن من انتخابات رئاسة أمريكا المقبلة، إذ بدأت هاريس تحقق نتائج أفضل مما كان يحققه الرئيس المنسحب فى مواجهة ترامب.

ووفقًا لاستطلاع أجرته «رويترز/إبسوس»، تقدمت هاريس على ترامب بفارق نقطتين على المستوى الوطنى، وهو ما يعد تحسنًا كبيرًا مقارنة بالاستطلاعات السابقة التى كانت تضع ترامب فى المقدمة.

كما أجرت كل من صحيفة «نيويورك تايمز» و«كلية سيينا» استطلاعًا للرأى، أظهر تقدم ترامب بفارق ضئيل قدره نقطة واحدة (47 % مقابل 46 %) بين الناخبين المحتملين.

 

 

 

 من الأقرب إلى الفوز؟

تقول أرقام الاستطلاعات إن هاريس قد تتفوق على ترامب فى فئات ديموغرافية معينة.

وتظهر النتائج العامة للاستطلاعات التى تجريها مؤسسات بحثية مختلفة أن هاريس سجلت أداء أفضل بين النساء والأشخاص الملونين مقارنة ببايدن.

ومن النتائج الملفتة أن أحد الاستطلاعات أظهر تقدم هاريس على ترامب بين النساء بنسبة 8 %، حيث كانت النتيجة 52 % لنائبة الرئيس، مقابل 44 % للمرشح الجمهورى.

ويقول خبراء إن هذه الفوارق التى تسجلها هاريس بين الفئات المختلفة، مثل النساء، ستكون مقلقة لترامب فى الولايات المتأرجحة التى تلعب دورا حاسما فى تحديد مصير المتنافسين.

ويقول تقرير لشبكة آى بى سى نيوز إن هاريس تكتسب زخما بين الناخبين الديمقراطيين والمستقلين، وهو ما يعنى أن هاريس قد ينظر إليها كشخصية تجمع الديمقراطيين وترفع حظوظهم فى استقطاب الناخبين غير الراضين عن بايدن وترامب فى آن معا.

ويقول خبراء فى الانتخابات واستطلاعات الرأى إن نقاط قوة هاريس بين الفئات الديموغرافية الرئيسية وزيادة الدعم داخل قاعدة الحزب الديمقراطى قد تجعل السباق الرئاسى لعام 2024 تنافسيا وساخنا ويصعب التنبؤ به.

وقالت حملة هاريس الانتخابية، إنها وبالتعاون مع اللجنة الوطنية الديمقراطية جمعتا 81 مليون دولار فى أول 24 ساعة بعد انسحاب بايدن وإعلان دعمه لها. 

وأشارت حملة هاريس إلى أن أكثر من 888 ألف مانح على مستوى القاعدة قدموا تبرعات خلال 24 ساعة فقط، حيث قدم 60 % مساهمتهم الأولى فى دورة الحملة الانتخابية لعام 2024.

ويعتقد خبراء فى الانتخابات أن هذا الرقم القياسى فى جمع التبرعات يعتبر مؤشرا إيجابيا على إمكانية أن تنجح هاريس فى لم شمل الحزب الديمقراطى وإقناع الأعضاء والناخبين على الالتفاف حولها لهزيمة ترامب.

ووفق تقرير نشره موقع أكسيوس، فإن دعم بايدن لهاريس لا يعنى أنها ستحصل على أصوات المندوبين المتلزمين بدعمه تلقائيا فى مؤتمر الحزب الديمقراطى فى شيكاغو.

والمؤتمر الوطنى يعتبر فرصة الآن لسباق مفتوح يشارك فيه ما يقرب من 4700 مندوب سيكونون مسئولين عن اختيار حامل لواء جديد لتحدى ترامب.

 المندوبون والمانحون

كمالا هاريس تتخذ نقاط قوة أمام منافسها ترامب، وهى نقاط فارقة بقوة، وقد ظهرت قوة هاريس أيضا فى تدفق التبرعات المالية لحملتها الرئاسية، وكونها أيضا أول نائبة رئيس سوداء ومن أصول جنوب آسيوية، فى تاريخ الولايات المتحدة، قد يمثل هذا عنصر قوة إضافيا خصوصا مع وجود 44 مليون أمريكى ولدوا خارج البلاد وتجنسوا بجنسيتها ومنهم والدا هاريس، الأب دونالد القادم من جامايكا والأم الهندية الأصل.

أما كونها ثانى امرأة تترشح لمنصب الرئيس فى التاريخ الأمريكى بعد هيلارى كلينتون، فقد يزيد حماس الناخبات، وقد يلبى آمال الراغبين فى التغيير.

أما من ناحية حزبها الديمقراطى، فيتوالى الدعم لهاريس من كبار قادة حزبها وفى مقدمتهم بايدن بالإضافة إلى كبار زعماء الحزب منهم نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب السابقة، والرئيس الأسبق باراك أوباما، وقد اعتبرت صحيفة واشنطن بوست فى تقرير لها أن القدر قدم لهاريس فرصة سياسية نادرة.

لكن قبل كل ذلك، ستكون السيدة السمراء بحاجة إلى اجتياز الخطوة الأولى وهى الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى بشكل رسمى فى أغسطس المقبل.

وضمنت هاريس دعم وتأييد كبار القادة فى الحزب الديمقراطى، لكن الخبير فى شئون الحزب الديمقراطى، وليام لورانس، توقع أن تحصل هاريس على أصوات المندوبين، لأنها حصلت بالفعل على 90 % من المندوبين الذين تم التعهد بهم لبايدن دون أن تفعل أى شىء.

وأضاف لورانس، فى تصريحات صحيفة، إنها قد تواجه تحديات، لكن 90 % من المندوبين ملتزمون بدعم بايدن. لذا، فمن المحتمل أن 90 % من الملتزمين بدعم بايدن، إن لم يكن أكثر، سيدعمون هاريس.

وبشأن قواعد التمويل، قال لورانس: «يمكنها استخدام كل الأموال فى حسابهما لأنه تم جمعها لها ولبايدن».

 

 

 

كما أن أرقام التبرعات لا تعنى أن هاريس تتفوق على ترامب على مستوى الناخبين، حيث استطاع المرشح الجمهورى الاستفادة من محاولة اغتياله التى أمنت له دعما ماليا وسياسا كبيرا فى وقت قياسى أيضا. 

وباتت عيون الديمقراطيين والجمهوريين مركزة أكثر على الولايات المتأرجحة، خاصة ميشيجان، ذات الأغلبية العربية والمسلمة، والتى يحاول الديمقراطيون تعويض الخسارات التى لحقت بهم جراء موقفهم الداعم لإسرائيل فى حربها على غزة. وهو ما عمل الجمهوريون من خلال قيادات الحزب المحلية على استثماره وتحويله كمكسب لهم فى انتخابات الرئاسة.

 الانتقال للأمام والانتقال للخلف

قال وزير أمريكى سابق إن الرئيس جو بايدن عندما تنحى عن السباق الرئاسى دعما لنائبته كمالا هاريس، فإنه بقراره هذا لم ينقل الشعلة من جيل إلى آخر فحسب، بل نقلها من كبار السن البيض إلى «مستقبل أمريكا».

وأوضح وزير العمل السابق روبرت رايخ أن النساء فى الولايات المتحدة يشكلن الآن نسبة مذهلة تبلغ 60 % من الطلاب الجامعيين فى الجامعات.

وذكر رايخ أن التقديرات تشير إلى أن التركيبة السكانية فى أمريكا سيطغى عليها فى الغالب ملونون بحلول عام 2050، حيث ستزيد نسبة السود بمعدل 30 % مما عليها اليوم، و60 % أكثر من اللاتينيين، وضعف عدد الأمريكيين الآسيويين.

وفى مقاله بصحيفة «جارديان» البريطانية قال رايخ إن الولايات المتحدة بدأت بالفعل مرحلة انتقال السلطة.

ووفقا لرايخ، الذى يعمل أستاذا للسياسة العامة بجامعة كاليفورنيا/ بيركلى، فإن من يطالبون بمحاسبة الرئيس السابق دونالد ترامب، وهم كثر، من بينهم نساء «قويات وقادرات» بعضهن من ذوى البشرة الملونة انضمت إليهن الآن هاريس، التى قال إنها تمثل أكبر كابوس لأقصى اليمين فى أمريكا.

وزعم الكاتب أن ترامب، بتسميته جيه دى فانس نائبا له فى حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، تظاهر بتمرير الشعلة إلى جيل جديد ولكن إلى الخلف، ذلك لأن فانس من البيض الذين ينتمون إلى القرن الماضى.

وقال إن فانس وصف الديمقراطيات، عام 2021، بأنهن «مجموعة من سيدات القطط اللاتى لم ينجبن أطفالا» وضرب أمثلة على ذلك بهاريس، ووزير النقل الحالى (مثلى الجنس) بيت بوتجيج، وعضوة مجلس النواب عن الحزب الديمقراطى ألكساندريا أوكاسيو كورتيز.

وبهذا المنطق - يقول الكاتب- لا يستطيع أى رجل أمريكى -بمن فيهم فانس وترامب- أن يكون له «مصلحة مباشرة» فى البلاد.

وحسب وصف الكاتب، فعنصرية ترامب، وعدم احترامه للنساء، بحسب اتهاماته السابقة فى قضايا الممثلة الإباحية وغيرها، ووصف رايخ ترامب بأنه «لا يكاد يكن احتراما للنساء، خاصة الملونات منهن» مضيفا أنه ينظر إلى النساء على أنهن «مخلوقات غريبة».

وادعى أن عدوى كراهية النساء هذه أصابت حركة «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» MAGA التابعة للحزب الجمهورى.