الأزهر يُدينُ مشاهد الإساءة للمسيح فى افتتاح دورة الألعاب الأولمبيَّة الأزهـــر: الإساءة إلى السيد المسيح أو إلى أيِّ نبيٍّ من إخوانِـه تطرُّفٌ وهمجيـة طائشـة

صبحى مجاهد
مشاهد العشاء الأخير الذى تم تجسيده بصورة مبتذلة وتطاول على السيد المسيح فى افتتاح دورة الأوليمبيات بباريس أثارت حالة من الغضب داخل المؤسسة الأزهرية، والتى سارعت بالإدانة فور نشر مقاطع الفيديو، حيث أدان الأزهر الشَّريف هذه المشاهد التى تَصَدَّرتْ افتتاح دورة الألعاب الأوليمبيَّة بباريس، وأثارت غضبًا عالميًّا واسعًا، وهى تُصَوِّرُ السَّيِّدَ المسيح عليه السَّلام فى صورة مُسيئة لشخصِه الكريم، ولمقام النُّبوَّةِ الرَّفيع، وبأسلوبٍ همجيٍّ طائشٍ، لا يحترم مشاعرَ المؤمنينَ بالأديان، وبالأخلاق والقِيَمِ الإنسانيَّة الرفيعة.
وأكِّدُ الأزهر رفضه الدَّائم لكُلِّ محاولات المساس بأيِّ نبيٍّ من أنبياءِ الله، فالأنبياء والرُّسُل هُم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضَّلَهم على سائرِ خلقِه ليحملوا رسالة الخير للعالمين، ويُؤمن الأزهر ومِن خلفِه ما يَقرُب من مليارى مُسلم بأنَّ عيسى عليه السلام هو رسول الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ [النِّساء: 171]، وسَمَّاه الله فى القرآن الكريم: وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران: 45]، وَعَدَّهُ مِن أُولى العَزم من الرُّسُل، ويُؤمن المسلمون بأنَّ الإساءة إليه عليه السلام أو إلى أيِّ نبيٍّ من إخوانِه عليهم السَّلام؛ عارٌ على مُرتكبى هذه الإساءة الشَّنيعة ومن يَقبلونها.

وحذِّر الأزهر العالَم من خطورةِ استغلالِ المناسبات العالميَّة لتطبيع الإساءة للدِّين، وترويج الأمراض المجتمعيَّة الهدَّامة والمخزية كالشذوذ والتحول الجنسى، ويُنادى بضرورة الاتِّحاد للتَّصدِّى فى وجْه هذا التيَّار المنحرف المتدنِّى، الذى يستهدف إقصاء الدِّين، وتأليه الشَّهوات الجنسيَّة الهابطة التى تنشر الأمراض الصِّحيَّة والأخلاقيَّة، وتفرض نمط حياة حيوانيَّة تُنافى الفطرة الإنسانيَّة السَّليمة، وتستميت فى تطبيعِه وفرضه على المجتمعاتِ بكلِّ السُّبُل والوسائل الممكنة وغير الممكنة.
تغذية للتطرف
وزارة الأوقاف من جانبها أدانت الإساءة للسيد المسيح (عليه السلام) فى افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية التى أقيمت فى باريس عاصمة فرنسا.
وشدد وزير الأوقاف د.أسامة الأزهرى على أن الإساءة لنبى واحد من أنبياء الله (عز وجل) ورسله كالإساءة لهم جميعًا، فالأنبياءُ جميعًا منهج واحد وذات واحدة، كما يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إخوةٌ لعَلَّاتٍ؛ أمَّهاتُهُم شتَّى ودينُهُم واحدٌ، وإنِّى أولى النَّاسِ بعيسى ابنِ مريمَ»، وهم صفوة خلق الله (عز وجل) والمساس بنبى واحد منهم عدوان على الأنبياء الكرام جميعا.
وأكد وزير الأوقاف أن الإساءة إلى أنبياء الله (عز وجل) تطرف وازدراء للأديان يجرمه القانون الدولى، كما تحرمه الأديان السماوية، وأن الإساءة والإهانة للمسلمين والمسيحيين فى مقدساتهم بل وإلى سائر الأديان عواقبه وخيمة، وينسف كل جهود الاستقرار والتعايش التى نسعى إليها، ويغذى التطرف والتطرف المضاد، وأنه لا يمكن التقدم إلى تعارف جاد بين الحضارات فى ظل الاستهانة أو الإهانة للرموز والمقدسات الدينية.
ودعا وزير الأوقاف جميع القيادات الدينية فى العالم إلى حملة توعية شاملة تتعامل مع هذه الأزمات بمنتهى الرقى اللائق بقيم الأنبياء الكرام، وتطفئ نيران الفتن، وتنشر فى مختلف المنابر الفكرية والثقافية ووسائط التواصل والسوشيال ميديا تعريفا صحيحا بسيدنا محمد وسيدنا المسيح عيسى بن مريم، وما جاءا به من الهدى والنور، والإكرام للإنسان، والتجمل بالأخلاق مع المعتدى والمسيء.