الأربعاء 15 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وصمة عار.. خطاب غير إنسانى لـ«نتنياهو» بالكونجرس «مدعى» حقوق الإنسان»

عندما تكشف لحظات التصفيق الحار الوجه الحقيقى لأمريكا الذى يتخفى خلف قناع حقوق الإنسان والحريات؛ فقد تجاوزت حفاوة استقبال الكونغرس الأمريكى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو كل التوقعات؛ بل ضرب هذا الاستقبال بعض الأرقام القياسية التى تثير الدهشة، مثل عدد مرات التصفيق له أثناء إلقاء كلمته يوم الأربعاء الماضى بالكونجرس.



حظى الخطاب الذى ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمام أعضاء الكونغرس الأمريكى، بترحيب واسع وتصفيق حاد من المشرّعين الذين حضروا الجلسة «التاريخية».

وكان اللافت خلال الجلسة، هو التصفيق والتصفير الحاد من النواب الأمريكيين لكلمة رئيس الوزراء الإسرائيلى، والذى وصل إلى عدد قياسى وصل لـ 81 مرّة فى الكلمة التى جاءت فى نحو 52 دقيقة منذ دخوله إلى القاعة وسط احتفاء واسع.

يعنى هذا أن معدل التصفيق لنتنياهو داخل الكونغرس، كان مرّة كل نحو 40 ثانية بشكل متقطع.

وشهد مشهد دخول نتنياهو من قاعة الكونغرس وصولًا إلى المنصة الرئيسية لإلقاء كلمته أكبر فترة للتصفيق، بلغت نحو 3.13 دقيقة، حتى إعلان رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون منحه الكلمة.

كما حظى إعلان نتنياهو عن قصص أربعة جنود إسرائيليين شاركوا فى الحرب بقطاع غزة، بتصفيق حاد خلال مشاركة قصصهم مع أعضاء الكونغرس.

وأشاد نتنياهو وهو يطلب من الحضور التصفيق لأفراد الجيش الإسرائيلى وهم جندى مسلم من بدو إسرائيل، وجندى من أصل إثيوبى وجندى مصاب وآخر فقد ساقه.

كما نالت الرهينة المحررة نوعا أرغمانى التى كانت تجلس بين الحضور أثناء خطاب نتنياهو، حظها من التصفيق بعد حديث رئيس الوزراء الإسرائيلى عنها وتجربتها أثناء تواجدها فى قطاع غزة.

رئيس أمريكا!

واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأربعاء الماضى، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد تعمّد استخدام جُمَل تنطوى على توبيخ مبطن للرئيس الأمريكى جو بايدن خلال الكلمة التى ألقاها فى الكونغرس الأمريكى.

وقالت الصحيفة الأمريكية فى تحليلها لخطاب نتنياهو إنه أطلق بعض الجُمَل «النغمات» التى وجَّه من خلالها عددًا من التوبيخات المبطنة للرئيس بايدن وإدارته.

وأضافت: إن نتنياهو «وجد أيضًا مساحة فى تصريحاته للإشادة به والإشادة بالعلاقة الصارمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

وتابعت: إن نتنياهو تجنب الخلافات الحادة بينه وبين بايدن، ولم يذكر حتى كامالا هاريس، لقد بدا أشبه برئيس أمريكى يلقى خطاب حالة الاتحاد، لكن هدفه كان إصلاح الثغرة».

وسجلت الصحيفة أن نتنياهو تمسّك خلال خطابه بنقاط الحوار المألوفة حول الحرب، وخططه لغزة ما بعد الحرب، وإيران، والتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولفتت إلى أن نتنياهو «لم يذكر وقف إطلاق النار، ولم يناقش وضع الصفقة التى تتفاوض عليها إسرائيل وحماس منذ أسابيع والتى ترغب إدارة بايدن بشدة فى تنفيذها.. قال إن الحرب يمكن أن تنتهى إذا استسلمت حماس ونزعت سلاحها وأعادت الرهائن».

واعتبرت أنه خلال الخطاب الذى أشاد فيه بالتحالف «الإسرائيلى- الأمريكى» قد «سعى إلى تصوير الحرب على أنها معركة بين الخير والشر، بين الحضارة والهمجية».

وأشارت إلى أن خطاب نتنياهو لم يتطرق إلا بشكل متقطع إلى جماعة حزب الله اللبنانية، رغم أن خطر نشوب حرب شاملة بين الجانبين أصبح الآن أعلى من أى وقت مضى.

وقالت إن خطابه أمام الكونغرس «فى جزء منه هو محاولة لتذكير الإسرائيليين بخبرته على المسرح العالمى، فى وقت يواجه المخاطر فى الداخل».

وأبرز نشطاء مقاطع فيديو لحجم التصفيق الهائل الذى ناله نتنياهو فى خطبته وسط انتقادات من بعض الحضور مثل ما فعله النائب، جيرى نادلر الذى ظهر وهو يقرأ كتابًا حمل اسم «سنوات نتنياهو» (The Netanyahu Years) والذى يلقى الضوء على أن رئيس الوزراء الإسرائيلى «هو مَلحمة الفرص الضائعة».

وكتب أحد النشطاء حول التصفيق: «... خلال الـ53 دقيقة صفق الكونغرس لنتنياهو 79 مرّة منها 58 مرّة وهم يقفون..». خلال كل جملتين إلى ثلاث جُمَل يلقيها نتنياهو.. قاطع أعضاء الكونغرس كلمات نتنياهو بالتصفيق الحار الذى كان بعضه يستمر لقرابة نصف دقيقة.

وقال آخر: «حتى تستوعب قوة وتأثير إسرائيل فى أمريكا نتنياهو أثناء خطابه فى الكونجرس.. سكتهم يقول لا لا.. لا تصفقوا.. اسمعوا».

 الأسوأ فى التاريخ

ولكن فى المقابل قالت نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة، إن نتنياهو ألقى بالخطاب الأسوأ لأى ضيف أجنبى تحدّث فى الكونغرس، وقاطعت هى وعدد كبير من الديمقراطيين كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بل إن بعضهم ظهر بالكوفية الفلسطينية.

يعنى هذا أن معدل التصفيق لنتنياهو داخل الكونغرس، كان مرّة كل نحو 40 ثانية بشكل متقطع، وشهد مشهد دخول نتنياهو من قاعة الكونغرس وصولاً إلى المنصة الرئيسية لإلقاء كلمته أكبر فترة للتصفيق، بلغت نحو 3.13 دقيقة، حتى إعلان رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون منحه الكلمة.

ولم يكن التصفيق الحار لنتنياهو هو الوجه الوحيد لأمريكا فى استقباله؛ بل كانت هناك مقاطعات له، بل وانتقادات تصل إلى حد التقليل بصورة تامة من كلماته، فقد أشارت نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب السابقة، إلى أن كلمة نتنياهو هى الأسوأ لضيف أجنبى تحدّث فى الكونغرس.

وأضافت بيلوسى: «كان الخطاب الذى قدّمه بنيامين نتنياهو فى قاعة مجلس النواب، هو أسوأ عرض لأى شخصية أجنبية رفيعة المستوى تمت دعوتها وتكريمها بشرف مخاطبة الكونغرس الأمريكى».

وأشارت تقارير أمريكية إلى أن ما يقرب من نصف الديمقراطيين فى مجلسى النواب والشيوخ قاطعوا خطاب نتنياهو؛ احتجاجًا على استمرار الحرب فى غزة.

من بين المقاطعين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى (ديمقراطية من كاليفورنيا)، وعضو الأغلبية السابق فى مجلس النواب جيم كلايبورن (ديمقراطى من ولاية ساوث كارولينا)، والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (ديمقراطية من نيويورك).