الثلاثاء 28 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جدل وإنقسام وتحقيقات داخل جيش الاحتلال «حماس» و«اليمن» يشعلان الخلافات الداخلية فى إسرائيل

أثارت الضربة الإسرائيلية على ميناء الحديدة فى اليمن جدلا وانقساما كبيرا فى الداخل الإسرائيلى حيث فتح جيش الاحتلال الإسرائيلى تحقيقًا لمعرفة سبب عدم اعتراض المسيّرة التى أطلقتها القوات المسلحة اليمنية تجاه تل أبيب، وسط تضارب فى البيانات العسكرية واتهامات من المعارضة لحكومة بنيامين نتنياهو بالفشل فى حماية «دولة» الاحتلال.



وقال مسئول عسكرى إسرائيلى إن مسيّرة «كبيرة جدا يمكنها التحليق لمسافات طويلة» استخدمت فى هجوم تل أبيب، مشددا على أن «خطأ بشريا» تسبب فى عدم تشغيل أنظمة الاعتراض والدفاع، مضيفا «لم يصدر أى إنذار فى تل أبيب لأنه لم يتم تفعيله».

وأضاف: إن «الموضوع قيد التحقيق العميق، العديد من القوات تعمل فى الموقع، كما عزز سلاح الجو الدوريات الجوية العاملة لحماية سماء الدولة».

من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلى بأنه تم رصد المسيّرة، ولم يتم اعتراضها لعدم تصنيفها هدفا معاديا.

 

 

 

ونقلت رويترز عن مسئول عسكرى إسرائيلى قوله إنه «لا يستبعد أى احتمال فيما يتعلق بمصدر الطائرة المسيرة التى ضربت تل أبيب».

وبعد الهجوم دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى رحيل حكومة بنيامين نتنياهو، قائلا: إن «انفجار المسيّرة فى تل أبيب دليل آخر على أن هذه الحكومة لا تعرف ولا تستطيع توفير الأمن لمواطنيها».

وأضاف لبيد فى تغريدة على منصة «إكس» إن من يفقد الردع فى الشمال (لبنان) والجنوب (غزة) يفقده أيضا فى قلب تل أبيب.

>حادث خطير

من جهته، وصف رئيس حزب «إسرئيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان الحادث بالخطير جدا، وأنه نتيجة مباشرة لما سماها «سياسة الاحتواء والذل» التى تواصل «حكومة الأوهام العمل بموجبها وترفض النهوض بعد أحداث 7 أكتوبر 2023 ، وفق تعبيره.

فى المقابل، قال وزير الأمن القومى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير إن الخط الأحمر «لإسرائيل» تم اختراقه فى الشمال، ومن يعمل على احتواء القصف على كريات شمونة وسديروت يتلقى القصف على تل أبيب.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، هذه هى المرة الأولى التى يعلن فيها الحوثيون استهداف تل أبيب منذ بدء عملياتهم أواخر العام الماضى دعما لغزة.

وهذه المرة الأولى التى تقر فيها دولة الاحتلال بتعرض تل أبيب لضربة جوية بمسيّرة قادمة من اليمن منذ بدء الحوثيين عملياتهم ضد أهداف داخل إسرائيل وسفن مرتبطة بها فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

كما تتصاعد حدة الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الوصول إلى اتفاق مع حماس، ووقف الحرب، وإطلاق سراح الرهائن.

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن وزير الدفاع يوآف غالانت، يدرس خطوة الإعلان عن “قُرب التوصل إلى اتفاق” مع حماس، فى محاولة لوضع مزيد من الضغوط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من أجل الموافقة على اتفاق.

ويعتقد غالانت أن: «حماس تريد التوصل إلى اتفاق»، وأن الاتفاق المطروح الآن على الطاولة “ليس مثاليًا”، ولكن الأرض ممهدة للتوصل إليه.

وحال صدوره، سيكون إعلان غالانت بمثابة القول إن المقترح الحالى قد يكون «آخر فرصة لإعادة الرهائن أحياء»، بحسب التقارير الإسرائيلية.

وأظهر استطلاع رأى أن 54 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون اتفاقا لتبادل الأسرى مع حركة “حماس” ووقفًا لإطلاق النار بقطاع غزة، مقابل رفض 24 بالمئة.

وقال مسئولون أمريكيون إنهم يعملون على سدّ الفجوات بين الطرفين، ورأى بلينكن أن «الخطوات الأخيرة عادة ما تكون الأكثر صعوبة».

رأى وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن أن إسرائيل وحركة حماس «على وشك التوصل إلى اتفاق» بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار.

وقال بلينكن، فى منتدى أسبن للأمن بولاية كولورادو الأمريكية، إن “مجرد التوصل إلى اتفاق لا يكفى، وإنما ينبغى وضع خطط لليوم التالى”.

وأكد مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان أن اللقاء المرتقب بين بايدن ونتنياهو سيُركز على الاتفاق المقترح على الطاولة، والذى كان قد وضعه الرئيس الأمريكى فى مايو الماضى.

>سحب دعوة نتنياهو

وقد طلب عدد من المسئولين الإسرائيليين السابقين، والذين سبق لهم أن تولوا مناصب رفيعة، من الكونجرس الأمريكى إلغاء دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى لإلقاء خطاب أمام النواب.

وقالوا إن دعوة نتنياهو ستكافئ ازدراءه للجهود الأمريكية لوضع خطة سلام، والسماح بمزيد من المساعدات لشعب غزة المحاصر والقيام بعمل أفضل فى الحفاظ على المدنيين. لقد رفض مرارا وتكرارا خطة الرئيس جو بايدن لإزالة «حماس» من السلطة فى غزة من خلال إنشاء قوة لحفظ السلام. ومن المرجح أن تؤدى مثل هذه الخطوة إلى تحالف إقليمى أوسع بكثير، بما فى ذلك رؤية لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وهو ما لا يصب فى مصلحة إسرائيل فحسب، بل يصب أيضا فى مصلحة كلا الحزبين السياسيين فى الولايات المتحدة. ويشكل نتنياهو العقبة الرئيسية أمام هذه النتائج..

وكتبوا: «لقد فشل الرجل الذى سيخاطب الكونجرس فى الشهر المقبل فى تحمل المسئولية عن الأخطاء الفادحة التى سمحت بهجوم «حماس»، فألقى اللوم فى البداية على قادة الأجهزة الأمنية (ثم تراجع بسرعة)، ولم يعلن بعد عن إنشاء لجنة تحقيق حكومية هى مطلوبة بشدة برئاسة قاضى المحكمة العليا للنظر فى الفشل الذريع».

وأضافوا: «لقد فقد جزء كبير من الإسرائيليين الثقة فى حكومة نتنياهو. فهو يتشبث بالسلطة بفضل الأغلبية البرلمانية الهشة. وتتجاهل هذه الأغلبية المحنة التى يعيشها عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزحوا إلى الجنوب بعد هجوم «حماس»، وفى الشمال بسبب الهجمات التى يشنها «حزب الله» فى لبنان، وأسر الرهائن، الذين يشكلون قوة عاتية الآن فى إسرائيل».

ورأوا أن ظهوره فى الكونجرس سيشجع أنصاره فى إسرائيل للإصرار على استمرار الحرب، الأمر الذى سيبعد أى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن، بما فى ذلك العديد من المواطنين الأمريكيين.

موضحين أن منح نتنياهو المنصة فى واشنطن سيخفف من غضب وألم شعبه، كما تم التعبير عنه فى المظاهرات فى جميع أنحاء البلاد. ولا ينبغى للمشرعين الأمريكيين أن يسمحوا بحدوث ذلك. وعليهم أن يطلبوا من نتنياهو البقاء فى المنزل».>