الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مفاوضات غزة وحرب أوكرانيا.. أهم محاور قمة «الناتو» بايدن يبحث عن مكسب انتخابى خلال القمة

بدأ زعماء الدول الأعضاء فى حلف شمال الأطلسى (الناتو)، اجتماعاتهم فى العاصمة الأمريكية واشنطن احتفالًا بالذكرى الـ75 لتأسيس الحلف، عاقدين العزم على زيادة الدعم لأوكرانيا، وسط مخاوف من العودة المحتملة للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترمب.



وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة تناقش قضايا عدة ضمْن اجتماعات حلف شمال الأطلسى (الناتو) المنعقدة فى العاصمة واشنطن، على رأسها الحرب فى أوكرانيا ومفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، بالإضافة إلى التصعيد الذى تشهده الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وذكر أن «الولايات المتحدة حدّثت سياساتها خلال الأسابيع الماضية لتتماشى مع الحقائق.. أوكرانيا تتعرض لضربات من عبر الحدود.. روسيا تستخدم المدفعية ومعدات أخرى». 

وأضاف إن «الأوكرانيين ليست لديهم القدرة للدفاع عن أنفسهم من دون المعدات الأمريكية.. غيّرنا السياسة للسماح لهم بضرب أهداف عبر الحدود».

وقدر كبير من التركيز ينصب على الرئيس الأمريكى جو بايدن، بعد نحو أسبوعين من ظهوره (الضعيف) فى المناظرة الانتخابية الأولى أمام ترمب، فى 27 يونيو الماضى، ما أدى إلى تقدم ترمب فى استطلاعات الرأى قبل الانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر المقبل، والتى قد تقلب نتائجها السياسة الخارجية لواشنطن رأسًا على عقب.

ويواجه زعماء الحلف أيضًا حالة من عدم اليقين السياسى فى أوروبا، بعد المكاسب التى حققتها أحزاب اليسار فى فرنسا، وتراجع قوة ائتلاف المستشار الألمانى أولاف شولتز عقب الأداء الهزيل فى انتخابات البرلمان الأوروبى.

«مكسب انتخابى»

واستقبل بايدن رؤساء الدول الأعضاء فى الحلف لحضور قمة سنوية تمنح الرئيس الديمقراطى منصة دولية لإقناع الحلفاء فى الداخل والخارج بأنه لا يزال قادرًا على القيادة.

وتعهد بايدن البالغ من العمر 81 عامًا، بمواصلة حملته الانتخابية فى مواجهة ترامب (78 عامًا) على الرغم من مخاوف الديمقراطيين فى الكونجرس والمتبرعين للحملة من احتمال خسارته، بعد أدائه المتعثر خلال المناظرة.

وقال مساعدون للرئيس، إن خطاب بايدن الافتتاحى سلط الضوء على ما تعتبره إدارته إنجازًا رئيسيًا، وهو أن حلف الناتو صار أقوى وأكثر اتحادًا تحت قيادة واشنطن وزاد عدد أعضائه، وكذلك تصميمهم على حماية احتياجاتهم الأمنية الجمة.. واعتبروا أن بايدن يحقق نتائج ملموسة للناخبين الأمريكيين تتمثل فى دولة أكثر أمانًا، وتتمتع بمكانة اقتصادية دولية قوية، وتعقد المزيد من التحالفات، وتزداد قوتها فى الخارج، وأقل عرضة لخطر الصراع مع خصومها- بحسب وكالة «رويترز».

وتمنح أحداث القمة فرصة لبايدن للرد على المخاوف، إذ ألقى خطابًا، الثلاثاء، ويعقد مؤتمرًا صحافيًا منفردًا نادرًا، الخميس، ويجرى محادثات مع مسئولين بينهم رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، والرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، فى ظل ضغوط متزايدة من قبَل ديمقراطيين فى الكونجرس يطالبونه بالانسحاب من الانتخابات.

زيلينسكى وعضوية الحلف

توقعت «رويترز» أن يضغط زيلينسكى من أجل إيجاد طريقة سريعة لانضمام بلاده إلى حلف الناتو، بشكل أسرع من المسار الذى يرغب التحالف فى تنفيذه، فضلًا عن حشد المزيد من الدعم العسكرى لبلاده فى صد الغزو الروسى.

ووقّعت أوكرانيا حتى الآن، 20 اتفاقية أمنية ثنائية مع حلفائها وهى تشمل بنودًا مهمة تتعلق بالمساعدات العسكرية والمالية طويلة الأجل، والتدريب للقوات الأوكرانية فضلًا عن تسليم الأسلحة، لكن دون أن تشمل نشر جنود أجانب للقتال فى أوكرانيا- بحسب مجلة «بوليتيكو» الأمريكية.

لكن تلك الاتفاقيات وصفتها المجلة بـ«الضعيفة» مقارنة بما يحصل عليه حلفاء الناتو بناءً على المادة الخامسة من ميثاق الحلف التى تنص على أن «أى هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يُعتبر عدوانًا عليهم جميعًا، وبناءً عليه؛ فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتى عن أنفسهم، المعترف به فى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردى أو جماعى، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التى تتعرض للهجوم».

ويخطط أعضاء الحلف لتعزيز تلك الاتفاقيات فى واشنطن. وقال مسئول أمريكى للمجلة، إن «القمة ستشهد طرح إطار متكامل يتم من خلاله جمع كل هذه الاتفاقيات الأمنية الثنائية معًا ووضعها فى نظام يعزز كل منها الآخر كما يعظم تأثير كل اتفاقية ليكون مشتركًا بين الجميع».

وتعتبر دول الحلف هذه الاتفاقيات، ليست سوى محطة فى طريق انضمام أوكرانيا إلى الناتو، إذ تنص معظم الاتفاقيات على وجوب أن تصبح كييف عضوًا فى الحلف، وسط جهود من أعضاء الحلف لمساعدتها على تحقيق هذا الهدف، بدءًا من الإصلاحات إلى التدريب العسكرى وقابلية التشغيل البينى.

ضبط العلاقات مع أوروبا

رحلة واشنطن لحضور القمة، هى الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الوزراء البريطانى الجديد كير ستارمر، بعد أن قاد حزبه (العمال) إلى فوز ساحق فى الانتخابات البرلمانية البريطانية.

وتعهد ستارمر بالحفاظ على النهج الذى اتبعته حكومة المحافظين السابقة تجاه أوكرانيا، ومواصلة الاستمرار فى دعم كييف فى حربها ضد الغزو الروسى.

وتعتبر القمة لحظة رئيسية لستارمر من أجل بدء إعادة ضبط علاقة بريطانيا مع بقية دول القارة الأوروبية- بحسب مجلة «بوليتيكو»، التى قالت إنها تأتى فى أعقاب «العلاقة الإشكالية أحيانًا» التى ميزت حكم حزب المحافظين لمدة 14 عامًا.

وتمنح القمة؛ ستارمر فرصة لتعزيز قيادة بريطانيا للحلف فى القارة. وقال أحد كبار المسئولين فى الاتحاد الأوروبى، طلب عدم الكشف عن هويته لـ«بوليتيكو»، إن «الشعور ربما يكون متبادلًا».

وأضاف إن «رئيس الوزراء سيبلغ الحلفاء فى الناتو، أن دعم بريطانيا لأوكرانيا سيكون غير مشروط تحت إشرافه، فى أعقاب وعود مماثلة من قبَل رؤساء الوزراء المحافظين المتعاقبين».

وذكر مساعد الحكومة البريطانية، أن «القمة كانت لحظة مهمة لضمان حماية أمن وحرية أوروبا».

مأزق ماكرون الانتخابى

تأتى رحلة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى واشنطن، بعد أيام من خسارته قدرًا كبيرًا من نفوذه السياسى فى انتخابات مبكرة، إذ فاجأ قرار ماكرون بإجراء انتخابات مبكرة، حلفاءه المقربين ومعارضيه، فيما أدان البعض فى معسكر ماكرون قراره ووصفوه بأنه «متهور».

وتواجه فرنسا حاليًا برلمانًا دون أغلبية بعد الجولة الثانية من الانتخابات التى شهدت صعود تحالف «الجبهة الشعبية الجديدة» اليسارى ليكون قوة مهيمنة فى الجمعية الوطنية (البرلمان) بعد الانتخابات التى أجريت، الأحد، ما أحبط مساعى زعيمة حزب «التجمع الوطنى» مارين لوبان لتولى اليمين المتطرف السلطة.

 جهود أوربان للسلام بين روسيا وأوكرانيا

رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان الذى ينتقد المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، وصل إلى واشنطن بعد زيارة مفاجئة إلى الصين، الاثنين، لمناقشة اتفاق سلام محتمل فى أوكرانيا.

واجتمع أوربان، الذى يتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا والصين، مع زيلينسكى وبوتين، لأول مرة منذ تولى المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى التى تستمر لمدة 6 أشهر.

وأثارت زيارة أوربان إلى روسيا غضب زعماء أوروبيين آخرين، إذ قالوا إنه ليس لديه تفويض من الاتحاد الأوروبى للضغط من أجل وقف لإطلاق النار فى أوكرانيا.

وقال أوربان، إنه يدرك أنه ليس مفوضًا من الاتحاد الأوروبى فى الزيارة؛ لكن السلام لن يتحقق «من كرسى مريح فى بروكسل».

وأضاف على منصة «إكس»: «لا يمكننا الاسترخاء وانتظار انتهاء الحرب بمعجزة».

واعتبر مسئول فى الاتحاد الأوروبى طالبًا عدم ذكر اسمه لـ«رويترز»، إن «زيارة أوربان تعنى أن التشكيك داخل التكتل فى رئاسة المجر مبررة للأسف، فهى تتمحور بالكامل حول تعزيز مصالح بودابست».

 تهديدات كوريا الشمالية

يعتزم الرئيس الكورى الجنوبى يون سوك يول، الذى دعا إلى تعزيز العلاقات الأمنية مع أوروبا وحلفاء آخرين بينهم الولايات المتحدة لردع التهديدات النووية والصاروخية التى تشكلها كوريا الشمالية، مناقشة التهديد الذى تشكله بيونج يانج على أوروبا من خلال تعميق علاقاتها العسكرية مع روسيا.

وقال «يون سوك يول»، إن «موسكو عليها أن تختار بين الكوريتين وتعرف أين تكمن مصالحها الحقيقية».

وأشار يون إلى أن الأمر «يعتمد كليًا» على المسار الذى تريد روسيا رسمه للعلاقات المستقبلية مع كوريا الجنوبية.. مشيرًا إلى أن سول ستتخذ قرارًا بشأن إرسال أسلحة لدعم أوكرانيا بناء على ما يسفر عنه اتفاق عسكرى جديد بين موسكو وبيونج يانج.

وأوضح يون لـ«رويترز»، أن «التعاون العسكرى بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل تهديدًا واضحًا وتحديًا خطيرًا للسلام والأمن فى شبه الجزيرة الكورية وفى أوروبا».

القمة الأولى لكريسترسون

رئيس الوزراء السويدى أولف كريسترسون يمثل بلاده فى قمة «الناتو» لأول مرة منذ انضمام السويد إلى الحلف، فى مارس. 

وأعلن كريسترسون قبل توجهه إلى واشنطن، تأييد بلاده لفكرة أن «مستقبل أوكرانيا يكمن فى (الناتو)».