يستمر فى وضع العقبات أمام كل فرصة للتفاوض: شلالات الدماء فى غـــزة ثمَــن بقـــاء نتنياهـــو فى الحكـــم!
مرفت الحطيم
على مدار شهور طويلة ومحاولات التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار فى غزة مستمرة لتنطلق الجولة تلو الأخرى وتبذل الجهود من جميع الأطراف وفى كل مرّة وعند الاقتراب من نجاح المفاوضات يقوم نتنياهو بقلب الطاولة على المفاوضين والوسطاء ويتبعها بمجزرة جديدة فى القطاع ليضمن استمرار اشتعال الموقف، والسبب أن استمرار الحرب هو استمرار لوجودة فى منصبه كما أنه الحاجز الوحيد بينه وبين قضبان السجن، ولكن مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات ومع تأكيدات العديد من المصادر على ارتفاع نسب نجاح هذه الجولة فى الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة قد يكون نتنياهو قاب قوسين أو ادنى من نهايته!
ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» نقلاً عن مصدر رفيع المستوى، أن هناك اتفاقًا حول الكثير من النقاط فى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء..
وأكد مصدر مصرى رفيع المستوى إجراء مشاورات واتصالات مصرية مع حركة حماس فى إطار الجهود المصرية المبذولة لإنجاز اتفاق التهدئة وتبادل المحتجزين والأسرى. وقال المصدر إن لقاءات مصرية مكثفة جرت مع جميع الأطراف لدفع جهود التوصل لاتفاق تهدئة فى قطاع غزة.
وتستند الجولة الأخيرة من المحادثات إلى مقترح إسرائيلى طرحه بايدن فى خطاب ألقاه فى 31 مايو الماضى وتعثرت المحادثات بعد ذلك، لكن قال مسئول أمريكى كبير إن حماس طرحت مقترحات جديدة قد تشكل الأساس الضرورى للتوصل إلى اتفاق، مع إقراره بأن هذا لا يعنى أن الاتفاق سيتم التوصل إليه خلال الأيام المقبلة؛ لأنه يبقى عمل كثير يجب تأديته حول بعض مراحل التطبيق. وقال المسئول إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل وحماس لديهما فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق. وقال مسئول إسرائيلى إن العرض الأخير الذى قدمته حماس يُقرّب الجانبين من التوصل إلى تسوية بشأن البندين 8 و14 من الاقتراح الإسرائيلى. ويتعلق البند 8 بالمفاوضات بين إسرائيل وحماس التى ستعقد خلال المرحلة الأولى التى تستمر ستة أسابيع من الاتفاق. ويتعلق البند 14 بالانتقال بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الاتفاق. وقد سعت إسرائيل إلى إبقاء صياغة البندين غامضة بشكل يسمح لها باستئناف القتال ضد حماس فى غزة إذا اختارت ذلك، فى حين سعت حماس إلى ضمان عدم تمكن إسرائيل من استئناف القتال بمجرد موافقة الجانبين على المرحلة الأولية الممتدة لستة أسابيع من الاتفاق؛ إلا أن التوصل لصفقة نهائية من الممكن أن يستمر التفاوض فيه إلى مدة لا تقل شهر كامل.
كما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» نقلاً عن مصدر رفيع المستوى؛ أن هناك اتفاقًا حول الكثير من النقاط فى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء. كما استقبل الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز والوفد المرافق له، بحضور اللواء عباس كامل؛ حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع الإقليمية، كما تمت مناقشة آخر مستجدات الجهود المشتركة للتوصل لاتفاق للتهدئة ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.
جديرٌ بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو صرّح بأن الاقتراح الذى وافقت عليه إسرائيل يسمح بعودة الأسرى دون التنازل عن أهداف الحرب فى قطاع غزة. وأضاف نتنياهو إنه لا يمكن عودة آلاف المسلحين إلى شمال غزة بموجب الصفقة، وأى صفقة تبادل يجب أن تسمح لنا باستمرار القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب. وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى قائمة مَطالب يقول إنها غير قابلة للتفاوض. وتعلن القائمة أن أى صفقة ستسمح لإسرائيل بالعودة إلى القتال حتى تحقيق أهدافها الحربية، ولن تسمح بتهريب الأسلحة على طول الحدود بين غزة ومصر، كما لن تسمح بعودة آلاف الإرهابيين المسلحين إلى شمال قطاع غزة، وسوف تسعى لإعادة أكبر عدد من الأسرى الأحياء من غزة. ويزعم البيان أيضًا أن رفض نتنياهو وقف العملية البرية للجيش الإسرائيلى فى رفح هو ما أعاد حماس إلى طاولة المفاوضات. وكان يائير ليبيد زعيم المعارضة الإسرائيلية قال إنه يجب إبرام صفقة الآن، ومن تخلى عن الرهائن قبل 9 أشهر يجب أن يعيدهم. ويأتى ذلك مع حديث إعلام إسرائيلى عن أن محادثات رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلى (الموساد) ديڤيد برنياع بالدوحة كانت إيجابية مع الحاجة لتقليص الفجوات لإحراز تقدم.
ومن المفترض أن يجرى نتنياهو مشاورات بخصوص الخطوات المقبلة فى التفاوض على الخطة المكونة من 3 مراحل التى طرحها الرئيس الأمريكى چو بايدن فى مايو الماضى، وتضطلع فيها قطر ومصر بدور الوساطة. وتهدف الخطة إلى إنهاء الحرب وتحرير نحو 120 محتجزًا إسرائيليًا فى قطاع غزة. وتخلت حماس عن مطلب رئيسى بأن تلتزم إسرائيل أولاً بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع اتفاق، وقال مصدر فى حماس طالبًا عدم كشف هويته، إن الحركة ستسمح بدلاً من ذلك بتحقيق هذا الهدف من خلال مفاوضات فى المرحلة الأولى التى تستمر 6 أسابيع. لكن نتنياهو أصر مجددًا على ضرورة ألا يمنع الاتفاق إسرائيل من استئناف القتال لحين تحقيق أهدافها من الحرب.. وكانت تل أبيب قد أعلنت فى بداية الصراع أن هذه الأهداف تشمل تفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية، وإعادة المحتجزين؛ ولكن هل بشروط نتنياهو من الممكن إتمام صفقة مع حماس؟ وما هو المقابل الذى ستحصل عليه حماس من خلال تلك الصفقة التى يشترط فيها نتنياهو أن يستمر القتال؟.. إن ما يفعله نتنياهو ما هو إلا مراوغات للبقاء فى السلطة والبحث عن طوق نجاة وخروج آمن لنفسه فقط غير مبالٍ لا بالأسرى الإسرائيليين ولا بالمدنيين فى رفح الفلسطينية ولا غزة؛ ولكن هو يعلم جيدًا أنه فى نفس اليوم الذى سيتم فيه تسليم الأسرى فسوف تستقيل الحكومة بكاملها وإجراء انتخابات إسرائيلية مما سيشكل قوة ضغط جديدة ضد نتنياهو؛ خصوصًا بعد خروج محتجين إلى الشوارع فى أنحاء إسرائيل للضغط على الحكومة من أجل إبرام اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وهو ما سيسمح بإعادة المحتجزين فى القطاع وسينتهى مصير نتنياهو بالسجن فى النهاية سواء بقضايا الفساد المتهم فيها أو جرائم الحرب التى نفذها ليس فى غزة فقط بل فى كل أنحاء فلسطين وجميع الأراضى المحتلة.
ولكنْ مسئول فى حماس قال إن الحركة لا تزال تريد ضمانات مكتوبة من الوسطاء بأن إسرائيل سوف تواصل التفاوض على اتفاق وقف إطلاق نار دائم بمجرد دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ، فى حين يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على عدم إنهاء الحرب حتى تحقق إسرائيل أهدافها المتمثلة فى تدمير قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، وإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فى غزة.. وأكد نتنياهو فى بيان صدر عن مكتبه إنه لا تزال هناك فجوات بين الجانبين.. مؤكدًا أن المحادثات ستستمر.. وتماشيًا مع الاقتراحات السابقة؛ سيشهد الاتفاق دخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية لغزة يوميًا، منها 50 شاحنة وقود، مع توجه 300 شاحنة منها إلى الشمال المتضرّر بشدة. وقال مصدر فى فريق التفاوض الإسرائيلى وطلب عدم نشر اسمه، إن هناك فرصة حقيقية فى الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق. ويعكس ذلك تغيرًا كبيرًا مقارنة مع مواقف إسرائيل السابقة فى الحرب عندما كانت تقول إن الشروط التى وضعتها حماس غير مقبولة.. وذكر المصدر فى حماس إن الاقتراح الجديد يشمل ضمان الوسطاء تحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار وتوصيل المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية طالما استمرت المحادثات غير المباشرة لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.
ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية عن مصدر وصفته بأنه كبير، قوله إن وفودًا من مصر وقطر وإسرائيل والولايات المتحدة، تلتقى فى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار فى غزة. وأضاف المصدر: إن رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، ومدير المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، سيحضران اجتماع الدوحة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسئولين مطلعين على مفاوضات صفقة تبادل المحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل القول إنه تم إحراز تقدُّم فى قضايا مهمة بعد يومين من المناقشات فى القاهرة.. وقال مسئول إسرائيلى بارز مطلع على المحادثات: نتوقع مفاوضات معقدة لعدة أسابيع، والإعلانات المتفائلة سابقة لأوانها، لكن هناك العديد من النقاط التى توجد فيها اتفاقات بين الأطراف.. وأضاف المسئول الذى لم تكشف الهيئة عن هويته: ستجرى مناقشات فى الدوحة بشأن آلية سد الفجوة بين الطرفين، بما فى ذلك الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار ومسألة إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين وهويتهم وأعدادهم.
واتهمت حركة حماس رئيسَ الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بوضع المزيد من العقبات أمام المفاوضات، فيما حذر رئيس المكتب السياسى للحركة إسماعيل هنية من التداعيات الكارثية لما يجرى فى غزة، وقال إن من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر. وقال مسئول إسرائيلى آخر: نواجه مفاوضات صعبة ومعقدة ستستغرق عدة أسابيع. وكان إعلام إسرائيلى ذكر أن مفاوضات الدوحة ستستغرق وقتًا طويلاً، وإن رد حركة حماس بعث الأمل لدى الوسطاء، لكنّ هناك عديدًا من القضايا التى تحتاج إلى حل. وجاء ذلك بعد موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على إرسال الوفد المفاوض لاستئناف المفاوضات فى الدوحة مع إعلان إسرائيل تلقيها عبر الوسطاء ردًا من حماس على اقتراح اتفاق لتبادل الأسرى. ولم تنشر إسرائيل أو حماس أو الوسطاء الرد الجديد الذى قدمته الحركة إلى الوسطاء وتم نقله إلى إسرائيل، فى حين قال مسئول أمريكى إن وفدًا أمريكيًا سيشارك فى الاجتماعات فى الدوحة.. مضيفًا: إن حماس تبنت تعديلاً كبيرًا للغاية فى موقفها من الاتفاق- حسب قوله.. ويأتى ذلك فى ظل تقارير ترى أن الولايات المتحدة ومصر وقطر تدفع باتجاه تسوية مع حركة حماس، وسط جدل إسرائيلى واتهامات لنتنياهو باتخاذ مساعٍ للحيلولة دون هذه التسوية؛ لمصالح تتعلق ببقائه السياسى. ووفق صحيفة هاآرتس؛ فإن نتنياهو بدأ العمل على إجهاض الصفقة قبل أن ترد حماس على المقترحات الأمريكية، بعد أن لمس أن الحركة يمكن أن تبدى مرونة بهذا الاتجاه، إذ إنه يرى أن هناك خطرًا واضحًا وقائمًا على بقاء حكومته، وهذه هى الأولوية الأولى لنتنياهو.. ونقلت صحيفة وول ستريت چورنال عن مسئول مطلع على المحادثات قوله إن مسئولى الموساد أبلغوا الوسطاء أنهم متفائلون بأن الحكومة الإسرائيلية ستقبل الاقتراح الذى تُجرَى مناقشته حاليًا.
وقالت هيئة البث العام الإسرائيلية إن هناك نقاط خلافية عالقة فى مفاوضات غزة، تسعى محادثات الدوحة إلى حلها والتوصل لتفاهمات بشأنها.. وبحسب الهيئة؛ فإن من أبرز النقاط الخلافية، آلية إنهاء حرب غزة، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستشملهم صفقة التبادل، وإذا ما كان سيكون لإسرائيل الحق الاعتراض على الإفراج عن أسرى معينين، والانسحاب الإسرائيلى من محور فيلادلڤيا ومعبر رفح، وتوقيت البدء بإعادة إعمار قطاع غزة.. ونقلت الهيئة عن مصدر أمنى إسرائيلى قوله إنه طالما هناك مفاوضات؛ سنستمر فى وضع أقدامنا على البنزين (فى إشارة إلى مواصلة الهجمات المتصاعدة على قطاع غزة).. مشيرًا إلى رغبة إسرائيلية فى الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن الأحياء الذين تنطبق عليهم معايير المرحلة الإنسانية من اتفاق التبادل.
من جانب آخر؛ قالت وسائل إعلام عبرية، إن نتنياهو تعمّد فى كل مرة تتقدم فيها المفاوضات إصدار بيانات متشددة ضد الصفقة والطلب من وزرائه مهاجمة المقترحات.. وأوضحت صحيفة هاآرتس العبرية أن نتنياهو عمل فى الأشهُر الماضية بشكل ممنهج لإفشال التوصل إلى أى اتفاق لصفقة تبادل.. مشيرة إلى أنه كان يسّرب للصحافة معلومات تتعلق بمفاتيح التفاوض.. وأضافت الصحيفة إن رئيس الحكومة استخدم طرُقًا عديدة لإفشال المفاوضات، منها تسريب معلومات سرية كانت تعرض خلال المشاورات مع طاقم المفاوضات، كما كان يتعمد إصدار بيانات ضد الصفقة باسم مصدر سياسى فى كل مرة تتقدم فيها المفاوضات.
وفى استطلاع للرأى أجرته القناة 12 قال %54 من المشاركين إن الحرب لم تنتهِ بعد بسبب اعتبارات نتنياهو السياسية.. وقال % 34 إن ذلك يرجع إلى اعتبارات موضوعية وعملياتية.. وقال %12 إنهم لا يعرفون.. وفى غضون ذلك؛ قال حزب الله اللبنانى إن زعيمه التقى فى بيروت مع نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى غزة خليل الحية؛ لمناقشة آخر التطورات الأمنية والسياسية فى غزة ومحادثات وقف إطلاق النار الأخيرة. وأطلع «الحية» نصر الله على أحدث مقترح لحماس لوقف إطلاق النار، وإن «نصر الله» وافق عليه. وتقوم القوات التى يقودها حزب الله منذ 8 أكتوبر بمهاجمة البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية الواقعة على طول الحدود بشكل شبه يومى؛ بدعوى دعمه لغزة وسط الحرب. وتصاعدت التوترات مع حزب الله فى الأيام الأخيرة، بعد سلسلة من الضربات البارزة التى نفذتها إسرائيل ضد الحركة المدعومة من إيران. ورد حزب الله بوابل من الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسَيرة؛ مما تسبب فى اشتعال حرائق فى أنحاء شمال إسرائيل.