الإثنين 24 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
متى يعتذر بايدن للفلسطينيين؟!

متى يعتذر بايدن للفلسطينيين؟!

فى ظل غياب الفكر والأخلاق والمعايير العادلة، سارع الرئيس الأمريكى جو بايدن أثناء لقائه بالرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلنسكى، بتقديم اعتذار عن تأخير الكونجرس فى الموافقة على أحدث حزمة من المساعدات الأمريكية، معلنا عن دفعة جديدة من المساعدات بقيمة 225 مليون دولار على هامش احتفالات ذكرى يوم الإنزال فى الحرب العالمية الثانية. علل الرئيس الأمريكى سبب اعتذاره، أنه لم يكن يعرف ماذا سيحدث فيما يتعلق بالتمويل، وأضاف: (كان بعض أعضائنا المحافظين للغاية (فى الكونجرس) يعرقلون الأمر.. لكننا أنجزناه أخير). للوقوف بجانب الأصدقاء الأوكران الذين يتصدون للاستبداد والطغيان الذى يمارسه عليهم الدكتاتور الروسى فلاديمير بوتين (حسب وصفه).



السطور السابقة تضمنت الاعتذار وأسبابه وكذلك قيمة المساعدات العسكرية ونوعيتها، والتى من خلالها يسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة لضرب أهداف عسكرية داخل العمق الروسى، ولكنى مضطر هنا أن أتوقف عند الاستبداد والطغيان الذى يراه الرئيس الأمريكى الذى لا يجيد شيئا فى الحياة سوى الكيل بمكيالين، فما يحدث فى أوكرانيا حسب وصف الإعلام الغربى، لا يمثل ولو واحد فى المليون مما يحدث مع الشعب الفلسطينى الشقيقـ فبجانب الاستبداد والطغيان، هناك أيضا المجازر والإبادة الجماعية المقترنة بانتهاج سياسة التجويع التى ترتكب فى حق الفلسطينيين، جميعها جرائم لا يراها الرئيس الأمريكى ، ولا تستحق منه أو من غيره من رؤساء أمريكا سواء السابقين أو اللاحقين أى اعتذار، لأننى على يقين أن المواطن الفلسطينى من وجهة نظر سيادته لا يستحق أصلا أن يكون له وجود على أرض الواقع، وإن حدث وكان له هذا الوجود، فهو لا يتعدى سوى أن يكون لاجئ أو مشرد، ليس له من حقوق سوى الفتات التى تتوفر له من قبل جيش عنصرى، الإجرام وعشق الدماء متأصلة فى ذات أفراده وقادته، جيش يخدم فئة سياسية ضالة من المجرمين والمرتشين والمستغلين للنفوذ، بخلاف كونهم مجرمى حرب، ومع هذا يغدق عليهم هذا الرئيس الغائب عن الوعى بالمساعدات المالية والعسكرية، والتى عن طريقها تحصد حياة الأبرياء من النساء والأطفال، المؤسف أن هذا الرجل الذى دائما ما يتحدث عن الحريات والديمقراطية وحق الشعوب فى تحديد مصيرها، لم يغمض له جفن امام صور الدمار والمذابح والإبادة التى يراها العالم، وحددت البعض من أوجه صورها محكمة الجنائية الدوليةـ ولذا قدمت اتهامًا فى حق رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ووزير دفاعه لكونهما مجرمى حرب، نعم هو لا يرى ولهذا لم يكن بمستغرب أن يصرح: إن طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين (أمر شائن)، ومن أجل هذا لا تعترف الولايات المتحدة باختصاص المحكمة الجنائية الدولية. بل والأدهى أن مجلس نوابه صوت لصالح قرار يفرض عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارهم مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى غزة.

ولأن المعايير عند هذا الرجل الفاقد للضمير والأخلاق مزدوجة، رحب فى ذات الوقت عند توجيه ذات الاتهام ومن نفس المحكمة للرئيس الروسى بسبب حربه على أوكرانيا، وقتها لم يخرج مجلس نوابه موجها سهام النقد والتجريح لقضاة و مدعى عام المحكمة، ولكن لآن الأمر يتعلق بإسرائيل ومن قبلها أوكرانيا، فلابد من التصدى لأى كيان سياسى أو قضائى أو حقوقى يطالب بتحقيق العدل وتطبيق القانون، لآن فى هذا مساس أو لنقل انتقاص من قدر وقيمة دولة كبرى مثل أمريكا، أعلنت أكثر من مرة وفى أكثر من أزمة أنها تقف وتساند فقط مع من يسير فى ركابها، وعلى من هم دون ذلك عليهم الرضى بما يحدث لهم، لأنه لم ولن يجد من يقدم له اعتذارا عما ارتكب فى حق أطفاله ونسائه العزل من قبل محتل غاشم، حتى ولو تم إدراجه على القائمة السوداء للدول التى ترتكب انتهاكات ضد حقوق الأطفال.