الأحد 10 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تقدمن بأوراق بحثية حول تطوير العمل الدعوى.. والاهتمام بالنشء.. مؤتمر الواعظات الأول بالأوقاف ريـــادة جديـــدة للمرأة المصرية

شهدت وزارة الأوقاف خلال الأسبوع المنصرم انعقاد أول مؤتمر للواعظات، وهو الأول من نوعه بعد أن قارب عدد الواعظات فى مصر 700 واعظة، وهو ما يجعل لمصر الصدارة فى تمكين المرأة من الدعوة فى بيوت الله على مستوى العالم الإسلامى.



 

ولقد كان المؤتمر بمثابة إعلان عن تمكين المرأة فى العمل الدعوى، ونجاحها فى أن تكون نموذجًا فعالاً ومؤثرًا فى الدعوة، فى أطر خطة الدولة متمثلة فى وزارة الأوقاف فى نشر الفكر الإسلامى الصحيح وبناء أجيال واعية بدينها الوسطى بعيدا عن الأفكار المنحلة أو المتشددة.

 

افتتاح المؤتمر شهد تأكيدا على أهمية دور المرأة فى الدعوة والوعظ وبناء الفكر الدينى الصحيح، حيث أكد محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف أننا فى المؤتمر الأول للواعظات أمام تجربة فريدة فى مجالها وطنيًّا وعربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا، ويأتى هذا بفضل الله (عز وجل) فى إطار رؤية الدولة المصرية فى التمكين للمرأة فى مختلف المجالات، مؤكدًا أن حاجتنا إلى تكوين هذه النخبة الكبيرة والعظيمة من الواعظات شديدة لسد فراغ كبير فى مجال الدعوة النسائية، سواء فيما يتصل بقضايا المرأة، أو فيما يتصل بتنشئة الأطفال وبخاصة الفتيات، أم فيما يتصل بالإشراف والسيطرة على مصليات النساء بالمساجد.

وأكد وزير الأوقاف أن دورهن لا يقل أهمية عن دور زملائهن الأئمة بإحكام السيطرة على المساجد، فلقد كنا بحاجة ماسة إلى إحكام السيطرة على مصليات السيدات التى قد لا يتمكن الإمام من السيطرة عليها بالقدر الكافى ويكون الأمر بالنسبة للواعظة أيسر قامت الواعظات أيضًا بدورهن فى إحكام السيطرة على مصليات النساء حتى سلمت المساجد كلها للمنهج الوسطى.

وأوضح أن هذا هو المؤتمر الأول الذى يعقد للواعظات على مستوى الوطن، ولكن هذه التجربة جديرة بأن تُنقل للعالم من خلال مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأول للواعظات الذى يعقد فى أواخر أغسطس القادم بإذن الله تعالى على مستوى دولى كبير. ولفت إلى أن وزارة الأوقاف لديها 17 قيادة نسائية على رأس العمل القيادى، وأن عدد من تم تكريمهن من السيدات فى وزارة الأوقاف على مدار 130 عامًا هما سيدتان فقط، فى حين تم تكريم 6 سيدات فى العشر سنوات الأخيرة فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى (حفظه الله)، حيث حصلن على أعلى وسام يمنح لكبار العلماء وهو وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى يأتى ذلك فى إطار اهتمام الدولة المصرية واهتمام سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكريم المرأة.

وخلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد الدكتور مصطفى الفقى المفكر السياسى أن وزير الأوقاف أحدث حركة تجديدية رائدة فى وزارة الأوقاف، وخرج بوزارة الأوقاف من مجرد وزارة تقليدية إلى أن أصبحت وزارة تشارك فى الحياة العامة وتقوم بدورها المطلوب، وقامت بدور غير مسبوق فى إعمار المساجد، وإقامة الشعائر بشكل منتظم، والدعوة بموضوعية حقيقية، مؤكدًا أن مصر هى الحافظ الحقيقى للإسلام لا يجادل فى ذلك أحد فهى ليست مهبط الوحى ولا مبعث الرسالة ولكنها المحافظ الحقيقى على صحيح الدعوة وعلى الثقافة العربية الإسلامية، بل هى الوعاء الحضارى الباقى للوجود الإسلامى على الأرض.

وأكد الدكتور مصطفى أن المرأة هى التى تصنع خيال الطفل وعقله وتؤهله لما هو قادم، فدائمًا الأم تؤثر أكثر من الأب بكثير، وأن انعقاد هذا المؤتمر يبرز دور المرأة الأساسى فى التربية والتعليم وإعداد الشعوب لمستقبل أفضل، فهى التى تربى النشء على الفهم الصحيح للدين كما يجب أن يكون والبعد عن التطرف والغلو والشطط.

وشدد على أن تقدم الواعظات للصفوف سوف يكون له تأثير كبير ليس فى المنطقة العربية فقط وإنما فى العالم الإسلامى كله لأن الناس لا ينظرون إلى مصر باعتبارها دولة عادية ولكنها بلد الأزهر الشريف، وأن مصر أكرمها الله (عز وجل) برئيس تقى يهتم بالمساجد مبنى ومعنى.

 واعظات متخصصات 

من جهته اعتبر عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن مؤتمر الواعظات الأول يعد مشهودًا فى تاريخ الدعوة الإسلامية فلأول مرة أشهد مؤتمرًا دعويًّا للمرأة المسلمة، وسيسجل التاريخ اسمه بأحرف من نور، وهو دور فى غاية الأهمية، ليس لأن المرأة ستضيف جديدًا إلى موضوعات الدعوة الإسلامية وطرائقها، ولكن لأن دور المرأة فى الدعوة فى غاية الأهمية، وهذا الدور يتمثل فى إزالة الإمعية الدعوية فى مسار الدعوة  وأوضح قائلاً: «لقد كان الأمر قبل هذا التنظيم الذى ابتكره  د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وجعله من سياسات وزارة الأوقَّاف، أن النساء ينفردن بالناشئة ويلقن هؤلاء الأطفال أمورًا لا تمت إلى الدعوة الإسلامية، وقد رأينا خلايا إرهابية تخرجت فى المساجد بسبب دخول بعض العقول النسائية التى دخلت مجال الدعوة الإسلامية ولقنتهم مبادئ بعيدة عن هدى الإسلام وروحه السمحة السامية، ولم يكن يتنبه أحد إلى هذه الخطورة التى شوهت الدعوة إلى الله والتى ما زلنا نرى أثرها ونعالج آثارها إلى الآن، ويأتى هذا المؤتمر تصويبًا لها المسار وتأكيدًا له».

واستطرد: «إن وزارة الأوقاف ما يزيد على عشر سنوات ظلت تعد لهذا اليوم المشهود بوجود واعظات متخصصات فى الدعوة، فلم يكن وزير الأوقاف يتعجل القطاف، وإنما كان يجهز ويعلم ويدرب ويعقد ندوات ومحاضرات ومؤتمرات حتى استوت الفكرة وأصبحت كل داعية من هؤلاء موضع ثقة للكلام فى دين الله (عز وجل) فى كل الجوانب العلمية».

كما أكد أن وزارة الأوقاف فى مصر أصبحت على رأس الريادة بالنسبة إلى وزارات الأوقاف فى العالم الإسلامى، لأن ما شهدته من تطوير فى عهد وزير الأوقاف يشهده القاصى والدانى، ويقر به الجميع فى كل بلاد العالم الإسلامى، حيث يقرون بريادة تجربة وزارة الأوقاف المصرية، فهى محل تقدير لهم فى كل المجالات التى ابتكرتها وزارة الأوقاف.

وشدد على أن هذا المؤتمر علامة بارزة فى تاريخ الدعوة الإسلامية، وسيسجل التاريخ هذا المؤتمر بأحرف من نور لأنه إضافة جديدة لمجال الدعوة الإسلامية، وعمل متفرد لم يسبق إليه من قبل فى تاريخ العمل الدعوى، ونستحق أن نهنئ أنفسنا جميعًا على المشاركة فيه ويستحق وزير الأوقاف أن يُهنأ عليه وتستحق مصر والمسلمون جميعًا أن يفخروا بهذا.

المرأة صانعة الدعوة 

وخلال مشاركته بالمؤتمر أكد الشيخ خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن ما تقوم به الواعظات والداعيات هو رد الأمر إلى صوابه وأصله وحقيقته، فالمرأة هى القصد فى الدعوة وتأتى منزلة الدعاة بعد ذلك من الذكور فى الدرجة أو المنزلة التالية، فمكان المرأة فى الصف الأول فى عداد الدعاة عند رب العالمين.

وأضاف أن المرأة إذا قامت بالدعوة الحقة لصغيرها وصل ذلك الصغير إلى الدعاة الحق بعد ذلك، وإن قامت المرأة بتركه لما يشوب العقل ويشوب الفكر سيكون حجر عثرة أمام كل دعوة للإصلاح أو التطوير، فإذا لم تقم المرأة بذلك فلن نستطيع على منابرنا أو فى مساجدنا مواجهة هؤلاء الناس الذين رجعوا إلى المساجد، فكل رجل أو شاب دخل إلى المسجد واستقى علمه الصحيح من موارده الصحيحة وانتمى لبلده ولدينه فهو نتاج لامرأة أدت دورها بأمانة ستسأل عنها يوم القيامة.

ولفت إلى أن الأم ليست مجرد مدرسة ولكنها ‏داعية وهى كرامة الأمة، وهى الشخصية الحقيقية فى نهضة المجتمع، ولم تنصلح أحوالها فى ‏أداء دورها الحقيقى إلا فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، فالأم الداعية الأولى التى ‏تمد الدعاة بالنماذج المخلصة من الشباب.

وقال: «إن المرأة هى التى تربى، وعندما أعطيت هذا الحظ الوافر من البذل والعطاء الدعوى على يد ‏وزير الأوقاف الهمام الذى يواصل الليل والنهار دعوة وعمارة وإعلاءً للدعوة واحترامًا للعبادة ‏والدعاة، حتى أعاد للدعوة مكانتها ورصانتها وللمساجد فخامتها، فكلماته المؤثرة تحفزنا دائمًا ‏لمواصلة الليل والنهار خلفه على قلب رجل واحد، مؤكدًا أن نجاح وزير الأوقاف يرجع إلى إخلاصه ‏لله (عز وجل) وأنه لا يمسك العصا من المنتصف، فلا يلتفت إلى المغيبين، قال النبى (صلى الله عليه وسلم): «لا تَكونوا إمَّعةً، تقولونَ: إن أحسنَ النَّاسُ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلَمنا، ولَكن وطِّنوا أنفسَكم، إن أحسنَ النَّاسُ أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا».

من جهته أكد الدكتور عثمان أحمد عثمان  وكيل المعهد العالى للدراسات الإسلامية أن وزارة الأوقاف أصبحت ركنًا مهمًا من رؤية مصر 2030، وحق لنا أن نفتخر بواعظات مصر ودورهن المتنامى وطنيًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًّا، مضيفًا أنه لا توجد جهة تشجع المنتسبين لها على الحصول على الماجستير والدكتوراه كما تفعل وزارة الأوقاف. 

مشاركة الواعظات بالمؤتمر 

ومع انطلاق المؤتمر الأول للواعظات والذى عقد بأكاديمية وزارة الأوقاف الدولية كانت مشاركة الواعظات لافتة للنظر كما كانت مشاركتهن فعالة من خلال الورش النقاشية التى اشتمل عليها المؤتمر ومنها البرنامج التثقيفى للطفل، والدعوة الإلكترونية، وتطوير القوافل الدعوية للواعظات، ودور الواعظات فى خدمة المجتمع، والوسائل الدعوية، والمقارئ القرآنية.

ففى الدعوة الإلكترونية حذرت الواعظة أسماء محمود عبدالفتاح، من كثرة المواقع غير المعتمدة من الهيئات المختصة التى تنشر المعلومات والأفكار الخاطئة الهدامة التى تدس السم فى العسل والمشكلة هنا أنها أيضا تنشر أحاديث مكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفتت إلى خطورة الدخول على صفحات بعض المتفقهين والمتشيخين الذين ينشرون أفكارهم الخاطئة وهم غير مؤهلين لذلك ولا يدعون إلى الفكر الوسطى، بل إلى التشدد.

وحول تطوير القوافل الدعوية أوضحت الواعظة نفيسة أحمد خليل فى ورقتها المقدمة للمؤتمر أن الواعظة لا بد أن تتمتع بحضور قوى، فالحضور القوى أمر ضرورى للغاية عندما تحاول التأثير على أفكار وأفعال الآخرين، وهذا الحضور يكون بمهارات التواصل مع الآخر، استخدام الذكاء العاطفى، تعزيز المصداقية، العرفان بالجميل، توحيد الأهداف.

وطالبت بأهمية تدريب الدعاة على أن تكون لديهم خطة عمل دعوية واضحة فى حياتهم، وألا يكتفوا بمعالجة المواقف التى تحدث أمامهم فقط، لذلك فإن النقطة السابقة لا تكفى وحدها، ولكن لا بد من وجود جانبٍ آخر وهو «الواجب الخاص» الذى يقوم المتدرب بتنفيذه، وهو عبارةٌ عن اختيار فردٍ أو مجموعة أفراد يريد أن يدعوهم، ويضع خطّةً واضحة.

وفيما يتعلق بتطوير لقاء الطفل والبرنامج التثقيفى له أكدت الواعظة ولاء مصطفى أهمية إنشاء منهج دينى تربوى تعليمى يجمع بين دراسة سيرة النبى (صلى الله عليه وسلم ) وصحابته الكرام وأخلاقهم وتربيتهم الدينية وبين التدريب السلوكى والمهارى للطفل يتدرب عليه الأئمة والواعظات لتعليمه للطفل بطريقة تربوية سليمة تتناسب مع سنة ومستواه. كما شددت على أهمية توفير شاشة عرض تليفزيونى فى مسجد واحد على الأقل فى كل حى أو منطقة أو قرية تُعرض عليها مادة علمية بطريقة محببة للطفل، وعمل تقييم للأطفال المنتسبين لكل مسجد لقياس مدى الاستفادة من حضورهم ومكافأتهم.

ولفتت إلى أهمية  وجود بيانات متكاملة لكل طفل تسهل التواصل مع ذويه للمتابعة وأيضا لمعرفة المشكلات الأخلاقية أو السلوكية التى قد تواجهه فى رحلة التنشئة، مع وجود فريق تقنية متميز يستطيع مساعدة الأئمة والواعظات الموكل لهن العمل بأفكار تسهل توصيل المعلومة للطفل وتتناسب معه.

مؤتمر دولى للواعظات

وفى الجلسة الختامية للمؤتمر الأول للواعظات أعلن وزير الأوقاف عن عقد مؤتمر دولى للتعريف بالنموذج المصرى الفريد والمتميز فى مجال عمل الواعظات وإلقاء الضوء على هذه التجربة الرائدة فى مجالها 25 أغسطس القادم بعنوان: «المؤتمر الدولى الأول للواعظات.. دور المرأة فى بناء الوعى»، ويتضمن خمسة محاور المحور الأول: دور المرأة فى بناء الوعى الدينى، والمحور الثانى: دور المرأة فى بناء الوعى الثقافى، والمحور الثالث: دور المرأة فى خدمة المجتمع، والمحور الرابع: دور المرأة فى بناء الأسرة وتنشئة الطفل، والمحور الخامس: التجربة المصرية فى تمكين المرأة.

كما عبر البيان الختامى للمؤتمر عن الإشادة بجهود واعظات الأوقاف ودورهن فى الدعوة من خلال المشاركة فى القوافل الدعوية والدروس والندوات الدينية، ودورهن البارز فى البرنامج التثقيفى والبرنامج الصيفى للطفل، وكذلك الإشادة بدورهن فى تعليم أحكام القرآن الكريم للسيدات والنشء.، وبدورهن فى خدمة المجتمع من خلال برامج التوعية الأسرية وجلسات الدوار وبرامج الأوقاف فى خدمة المجتمع.

كما أشاد وزير الأوقاف بدورهن الوطنى وعملهن على ترسيخ قيم المواطنة من خلال برنامج الواعظات والراهبات، معلنا التوسع فى الاستعانة بالواعظات وتكثيف برامج تأهيلهن بما يمكنهن من أداء رسالتهن بمهارة واقتدار، وتكثيف برامج الدعوة الإلكترونية سواء فى مجال التدريب أم الأداء الدعوى لتمكينهن من أداء رسالتهن عبر التقنيات الحديثة والعصرية إلى جانب الأداء الميدانى.

وأعلن د. مختار جمعة عن تكثيف برامج مهارات التواصل الإعلامى للواعظات بما يمكنهن من الاستفادة القصوى من وسائل الإعلام المتاحة مرئية ومسموعة ومقروءة وتشجيعهن على ذلك، وتشجيع الواعظات على استكمال مرحلة الماجستير والدكتوراه، مع تخصيص 10 منح دكتوراه لهن، وسيتم فتح باب التقدم للراغبات سواء من سبق لهن الحصول على الدكتوراه أم لم يسبق لهن، وستكون المفاضلة بين المتقدمات بناء على درجة اختبارهن فى اللغة العربية.

وكشف وزير الأوقاف عن إطلاق مسابقة الأفلام الوثائقية فى مجالى الدعوة والمقارئ القرآنية للأئمة والواعظات والمعنيين بالشأن الدينى، مع عمل دورة متخصصة للأئمة والواعظات فى ذلك.