الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عن عشقى لروزاليوسف أتحدث

عن عشقى لروزاليوسف أتحدث

بحكم كونى من سكان حى السيدة زينب فكثيرًا ما كنت أمر أمام مبناها العريق.. هذا المبنى تحديدًا تمنيت أن أكون من ضمن العاملين فيه.. ولا أدرى حتى الآن سبب هذا الإحساس الذى كان ينتابنى عند مرورى أمامه.. ودون سابق ميعاد ودون ترتيب مسبق تحققت هذه الأمنية وضمتنى جدران هذا المبنى لأصبح صحفيا فى معشوقتى (مصجلة روزاليوسف). التى صدر عددها الأول فى 26 أكتوبر عام 1925، وأسطر فيها حاليا هذا المقال وتحديدا فى عددها الـ5000، مجلتى الحبيبة كثيرا ما شهدت صفحاتها العديد من المعارك والمواجهات، التى كانت سببا فى مصادرة الكثير من أعدادها، حيث حملت على عاتقها لواء التنوير فى مصر والوقوف مع الحق، مما أدى إلى دخولها فى صدامات ومواجهات مع الحكومات المصرية المتعاقبة، حتى جاء قرار تأميم الصحف، بعدها تصدت من خلال كتابها كبار وصغار إلى المضى قدما فى التصدى لجل ما هو ضد الليبرالية والوعى الوطنى والفساد وهو ما زاد من عشقى لهذه المطبوعة، الذى وصل إلى قمته عندما واجهت فكر الإرهاب والتطرف، الذى نال من مصر قديما وحديثا، مثلما نال من أبناء هذه المجلة ذاتها، وذلك يعود لقوة تأثيرها وصدقها وصواب ما تتناوله عبر صفحاتها، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الحملة التى شنها قادة الجماعة المحظورة وقت سيطرتهم على حكم مصر فى غفلة من الزمن، متهمين من خلالها المجلة بأنها أحادية التوجه ولا تجد فى مصر من تهاجمه سوى جماعة الإخوان ونوابها، لكونها تهاجم تيارًا معينًا على طول الخط وتخرج عن الموضوعية وجميع أعمدتها تهاجم الإخوان المسلمين، ورغم اعترافى وفخرى بصحة هذا الاتهام فى أن المجلة توجه سهام هجومها على أعضاء الجماعة المحظورة، أعترف أيضا بأنه كان من رابع المستحيلات أن ينشر مقالا فى روزاليوسف يبشر أو حتى يدعو من قريب أو بعيد لجماعة الإخوان المسلمين، مادامت هذه الجماعة تدعو للدولة الدينية كما أن سياستهم وأقوالهم تكشف عن كراهيتهم البالغة لفكرة الدولة المدنية، التى تدعو لسيادة القانون والمواطنة التى يؤمن بها أبناء «روزاليوسف» كما يؤمن بها غالبية المصريين، ناهيك عن أن المجلة لا يمكن أن تنشر شيئا عن خونة وباعة الأوطان، الذين سبق لهم أن أباحوا دماء وأموال المصريين وهتك أعراضهم تحت مزاعم الجهاد فى سبيل الله، ثم عاد وقال زعيم أغلبيتهم فى مجلس الشورى وقتها بأنه يريد أن يرى فى مانشيتات الصحف القومية مانشيتات وطنية ولا تميل ناحية فصيل على حساب فصيل آخر، أو تقف جريدة أو مؤسسة ضد أحد فى توجهها، حينها تصديت له فى مقال مذكرا إياه :(إن جميع العاملين فى الصحف القومية وغير القومية وما يسطرونه فى مطبوعاتهم هو وطنى بالدرجة الأولى ولا يبغون منه سوى مصلحة الوطن ولكنه الاختلاف فى وجهات النظر الذى ترونه أنتم من جانبكم جريمة، وبخصوص الحديث عن الوطنية، قلت له: (الحديث عن الوطنية لا تملكون «سك» الكلام عنها دون غيركم من المصريين إلا إذا كنتم مازلتم تعتمدون مبدأ «من ليس معى فهو ضدى» علمًا بأن هذا المبدأ أصبح لا وجود له بعد أن قام الشعب المصرى بثورته التى جعلت من جماعتك أغلبية فى مجلسى الشعب والشورى، وجعلت منك شخصيًا زعيمًا للأغلبية. حملة هجوم كان هدفها الأساسى ويكاد يكون الوحيد التأديب والتهذيب وكذلك الوعيد لا بد أن يكون من نصيب المتطاولين أمثالنا فى «روزاليوسف».



وهو الأمر الذى جعل الكاتب الكبير الراحل صلاح حافظ ينتهز فرصة احتفال مجلة روزاليوسف بعيد ميلادها الخامس والخمسين وبداية عام جديد من عمر المجلة فكتب مقاله الشهير (من السيدة فاطمة اليوسف) إلى المجلس الأعلى للصحافة، فكتب يقول: (يبدأ اليوم العام السادس والخمسون من حياة هذه المجلة، ولم يحدث طوال هذا العمر المديد أن تمتعت بأى استقرار، سواء فى شكلها أو موضوعها أو قيادتها أو أقلامها أو توزيعها أو حتى سياستها. الشىء الوحيد الذى كان ولا يزال ثابتًا فى جميع عهودها هو الرسالة التى اختارتها رسالة التنوير كانت دائمًا مع العلم ضد الخرافة، ومع الجديد على حساب القديم وفى صف المستقبل. 

من أجل جل هذا وذاك وغيره كثير ستظل مؤسسة روزاليوسف مدرسة الكتاب الكبار، وأصحاب الريشة والقلم المبدعين، ونجوم الكاريكاتير اللامعين، والمهنيين المتميزين، وستبقى مجلتنا العريقة دائمًا وأبدًا رافدًا أساسيًا للمواهب وقلعة حصينة للمهنية والتنوير فى مصر.