السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«بناة وهدامون» مواجهة علمية ضد دعاة الفتنة

 كتاب «بناة وهدامون»، هو أحد الاجتهادات الفكرية لوزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، حيث يبرز الكتاب أوجه المقابلة، بل الضدية بين العلماء الحقيقيين دعاة البناء، وجماعات الفتنة والضلال دعاة الهدم، مبرزًا ماذا خسر العالم العربى والإسلامى بظهور جماعات التطرف والإرهاب.



 

ويدور الكتاب حول محورين أساسيين: الأول: العلماء «دعاة البناء»، والثانى: الهدامون «جماعات الضلال». ولفت الكتاب إلى أن  البانى الحقيقى لا يمكن أن يكـون هدامًـا، لأنه صاحب نفس ملأى بالخير والعمار والحضارة والرقى، أما الهدامون أصحاب النفوس المريضة الذين قصرت بهم همهم عن أن يجاروا أهل الجد والكفاح والتعب والعرق والعمل والإنتاج، فلم يجدوا جبرًا لنقيصتهم وسترا لعورتهم وشفاء لإحساسهم بالنقص سوى حسد الأماجد وانتقاص الأفاضل.

وشدد أن الواجب الشرعى والوطنى يتطلبان منا جميعًا وحدة الصف وتضافر الجهود لخدمة ديننا ووطننا وقضايانا العادلة، وألا يعوق أحد منا مسيرة الآخر، بل يشد بعضنا أزر بعض، فالعمل العمل، لأنه صمام الأمان، ولفت إلى أنه إذا  كان الله (عز وجل) قد رفع شأن العلم والعلماء، فإن من المسلمات أن هؤلاء العلماء الذين رفع الله قدرهم فى الدنيا والآخرة، هم أرباب العلم النافع الذى ينفع البشرية فى أمور دينها أو أمور دنياها،  وليس علماء الفتنة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويشترون به ثمنا قليلاً.

وأوضح الكتاب أنه لا يزال علماء الفتنة يحرفون الكلم عن مواضعه، يجتزئون النصوص تارة، ويلوون أعناقها أخرى، يجمد بعضهم عند ظواهر النصوص دون فهم لمقاصدها، ويحملها بعضهم ما لا تحتمل من التفسير والتأويل، ويخرج بها بعضهم عن سياقها جملة وتفصيلا. وهنا يأتى دور علماء الأمة ومصابيح الهداية والرشاد، لبيان صحيح الدين، وكشف زيغ وزيف المبطلين والمتاجرين بالدين، ومن يشترون بآيات الله ثمنا قليلاً، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُـونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَـالِينَ، وَانْتِحَـالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ».

أضاف: إن المعركة الفكرية أو معركة الوعى لا تقل خطورة أو ضراوة عن سائر الأسلحة الفتاكة والمدمرة، لأن الهزيمة المعنوية للشعوب من داخلها أقل كلفة للأعداء، وأشد خطرًا على الأمة، تمزق أوصالها، وتفرق جمعها، من بث الشائعات والأكاذيب والافتراءات تارة، وإثارة الفتن بين أبنائها أخرى، والتحريض على العنف واستباحة الدماء والأعراض والأموال ثالثة، مما يجعل من مواجهة تلك الأفكار الضالة والجماعات العميلة والمنحرفة واجب الوقت دينيًا ووطنيًا وإنسانيًا، حتى نجلِّى عن صفحة ديننا النقية ما ران عليها من تراكم غبار وأفكار تلك الجماعات الضالة، وننقذ أوطاننا وأمتنا والبشرية من خطر الإرهابيين والمتاجرين بالدين.