السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر أولا.. رمضان المصرى.. محتوى الفكر الأزهرى ومضمونه.. الشيخ أحمد الطيب.. إمام المرحلة الاستثنائية!

مصر أولا.. رمضان المصرى.. محتوى الفكر الأزهرى ومضمونه.. الشيخ أحمد الطيب.. إمام المرحلة الاستثنائية!

عندما تأتى سيرة «تجديد الفكر الدينى».. تتجه أنظار الجميع إلى الأزهر. وبالطبيعة، يتم استدعاء كل الأفكار السلبية التى عانينا منها، أو الأفكار الشاذة التى تبناها المتطرفون والمتشددون والإرهابيون. والنتيجة فى كل الأحوال هى ضد صحيح الدين وتفسيراته الإنسانية السمحة. 



لا يمر تصريح أو تعليق أو حوار لشيخ الأزهر د. أحمد الطيب.. إلا ويكون فيه رد حاسم بكلمات محددة ومدققة فيما يندرج تحت التجديد والاجتهاد فى قضايا حساسة معقدة ومتشابكة. ولذا كانت من الأهمية، أن نرصد تلك الأفكار والاجتهادات لتكتمل الصورة بشكل صحيح.

 عن المواطنين المسيحيين المصريين وكنائسهم..

ظللنا لسنوات طويلة.. نقع تحت تأثير العديد من الفتاوى الشاذة التى عمقت الانقسام بين أبناء الوطن الواحد. وعلى مدار سنوات، أكد د. أحمد الطيب على:  

- المسيحيون مواطنون كاملون.. وليسوا أهل ذمة، وتحريم تهنئتهم بأعيادهم.. لا يعرفه الإسلام.

- لا يوجد فى القرآن ولا فى السنة ما يحرم بناء الكنائس.. والمضايقات حولها ميراث عادات وتقاليد.

- المسيحيون فى المناهج الأزهرية مواطنون.. لا ذميون، شركاء.. لا غرماء.

- مصطلح أهل الذمة كان له سياق تاريخى، ولم يعد مستعملاً، والأزهر لا يقوله.. ولا يصف به إخواننا فى الوطن.

- المسيحيون مواطنون.. متساوون فى الحقوق والواجبات، ونعلم طلابنا.. أنهم أهل رأفة ورحمة وشهامة.. لا يحملون ضغينة، وهذه الصفات مستمرة فيهم إلى يوم القيامة.

- مفهوم الأقليات.. لا يعبر عن روح الإسلام، ويحمل انطباعات سلبية تبعث على الشعور بالإقصاء، والمواطنة هى الأصل.. والفهم الأنسب لفلسفة الإسلام.

- البعض يدعى أن المسلم.. لا يقتل إذا قتل مسيحياً، ولهؤلاء أقول أنه جاء فى مذهبى الإمام أبى حنيفة والنخعى أن المسلم يقتل بالذمى.. هذه مذاهبنا، وتلك أحكام الفقه الذى درسناه وندرسه لطلابنا فى الأزهر.

- الأزهر ليس ضد بناء الكنائس.. ولا يوجد فى القرآن والسنة ما يحرم هذا الأمر، والإسلام أوجب على المسلمين حمايتها والدفاع عنها.

- تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم.. لا يعرفه الإسلام.

- المسيحى مواطن كامل، وليس ذمياً..

- مصطلح «الأقليات» لا يعبر عن روح الإسلام وفلسفته، والمواطنة هو التعبير الأنسب.

- احترسوا من أى فكر منحرف.. يسمح بالإساءة إلى المسيحيين، أو تكفير المسلمين، أو كراهية الوطن وقادته وجيشه وقوات أمنه.

- شاء الله أن يخلق الناس مختلفين فى أديانهم وعقائدهم ولغاتهم. 

فتاوى أزهرية: حماية دور العبادة واجب شرعى.. ومن مات مدافعاً عن الكنائس شهيد.

 إعلان الأزهر للمواطنة والتعايش 2017

- أول عوامل التماسك يتمثل فى الدولة الوطنية الدستورية.. القائمة على مبادئ المواطنة والمساواة وحكم القانون.

- «المواطنة» مصطلح أصيل فى الإسلام، واستدعاء لأول ممارسة إسلامية لنظام الحكم طبقه الرسول.

- تبنى مفاهيم المساواة والحقوق والواجبات.. يستلزم إدانة الممارسات التى تبنى على التمييز بين المسلم وغير المسلم.

- نظام الخلافة.. كان يقضى بأحكام تشريعية ناسبت عصره.. ومن فقه الإسلام أن النظام السياسى حين يتغير.. فبالضرورة تتغير معه أحكام ارتبطت به.

- الانتباه إلى خطورة استخدام مصطلح «الأقليات» الذى يحمل فى طياته معانى الانفصال.

 عن المرأة المصرية..

نص «المشروع التأسيسى» لهيئة كبار العلماء الصادر فى 2013 على أن (وضع المرأة يتأسس فى الإسلام على المساواة مع الرجل فى مكانتها الإنسانية، ومن حيث عضويتها فى الأمة والمجتمع). وتلا ذلك العديد من الاجتهادات التى حسمت الرأى فى العديد من القضايا ذات الصلة بالمرأة المصرية، على غرار:

- العادات والتقاليد.. ظلمت المرأة باسم الدين.

- تعليم الفتيات.. الحق الواجب.

- ثروة الزوج.. للزوجة المشاركة نصيب غير ميراثها.

- الاغتصاب الزوجى.. الزوج مأمور بحسن عشرة زوجته..

- السفر دون محرم.. جائز فى زماننا.

- العنف ضد المرأة.. حرام شرعاً.

- التحرش الجنسى.. جريمة محرمة شرعاً، ولا يجوز تبريرها.

- الختان.. عادة لا يدل على مشروعيتها سند صحيح أو دليل.

- مقاصد الشريعة تؤيد منع زواج الصغيرة. القانون هو الحل.

- ضرب الزوجات.. محظور بحسب الأصل..

- تعدد الزوجات حق مقيد، والأصل فى الإسلام.. الزوجة الواحدة.

- الزوج ليس حراً فى الطلاق، ولا يباح له.. إلا فى الضرورة القصوى.

- الطلاق التعسفى.. حرام.

- بيت الطاعة.. لا وجود له فى الإسلام.

- الولاية العامة.. كل الوظائف جائزة بما فيها الرئاسة.

- تولى المرأة موقع الرئاسة.. تطبيق عملى لفكر الأزهر.

 تجديد الفكر الدينى..

حرص د. أحمد الطيب «شيخ الأزهر» على دعم المؤتمرات السنوية لمراجعة ما يخص التجديد فى القضايا التى تمس حياة المواطنين ومتطلبات عصرهم. وفى هذا الصدد، صرح بالعديد من الأفكار الحاسمة فى هذا الشأن. منها:

- التجديد خاصة لازمة من خواص دين الإسلام.. ومسلمة «الاجتهاد»، إن لم تكن هى والدين وجهين لعملة واحدة.. فإنها على أقل تقدير أحد مقوماته الذاتية.

- التجديد الذى ننتظره.. ينبغى أن يسير فى خطين متوازيين. أولهما ينطلق من القرآن والسنة أولاً.. ثم مما يتناسب ومفاهيم العصر من كنوز التراث. والثانى خط موازٍ ننفتح فيه على الآخرين.. بهدف استكشاف عناصر التقاء يمكن توظيفها فى تشكيل إطار ثقافى عام.. يتصالح فيه أصحاب الفكر الإسلامى مع الليبراليين.

- «تجديد الفكر الدينى أو «تجديد الخطاب الدينى” الذى يدور على ألسنة الكثير وأقلامهم فى الآونة الأخيرة وعلى شاشات الفضاء وصفحات الجرائد، يزداد غموضاً وإبهاماً والتباساً من كثرة ما تناولته وسائل الإعلام، بغير إعداد علمى كاف لبيان مفهوم التجديد. وتحديد: ما هو الخطاب الذى يراد له التجديد؟ وهل صحيح أن ما سموه الخطاب الدينى.. كان هو وحده أصل الأزمات التى يعانى منها العالم العربى.. وكذلك التحديات التى تقف عائقاً أمام نهضته وتقدمه؟

- نسمع بعض الأصوات التى تنادى بإلغاء الخطاب الدينى جملة وتفصيلاً، وتراه جزءاً من الأزمة أو تراه هو الأزمة نفسها، وليس حلاً لها، وهؤلاء لا يفصحون عن مقتضى دعوتهم هذه ولازمها المنطقى، وهو تحويل مؤسسة الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ، بكل تجلياتها العلمية والروحية والثقافية.

- ماكينة التكفير والإقصاء والجدل الكريه، والتى لم تتوقف آثارها المدمرة، ولم تترك لمفكرى العرب ومثقفيهم وعلمائهم.. فرصة هادئة تمكنهم من الانكباب على ترسيخ ثقافة.. تدفع بأوطانهم إلى مكانة لائقة بأمة تختزن أراضيها ثروات يحسدها عليها العالم.

- ضرب الاستقرار وزرع بذور الفتنة والانقسام.. هو أسلوب المستعمرين وعبثهم بمصر والعالم العربى منذ أكثر من قرنين من الزمان.

- المطلوب هو إمعان النظر فى نصوص القرآن والسنة والأحكام الفقهية، وإعادة قراءتها قراءة ملتزمة بكل القواعد التى حرص أئمة التفسير والحديث والأصول عليها، بهدف تحديد الموقف الشرعى من القضايا المعاصرة الملحة التى تتطلب حلاً شرعياً يطمئن إليه العلماء والمتخصصون.

- من الغريب أن يظل مصطلح «التجديد فى الإسلام» فى عهدنا هذا.. من المصطلحات المحفوفة بالمخاطر والمحاذير، بسبب الاتهامات التى تكال جزافاً.. بحق أحياناً وبغير حق فى معظم الأحايين.. لكل من يقترب من فتح هذا الملف الملغوم، الأمر الذى يجسد لنا الأهمية البالغة للتجديد، رغم محاكم التفتيش التى تعقدها بعض الأقلام لكل من يجرؤ على فك أغلال الجمود ومغالقة عن روح هذا الدين العظيم. 

- التجديد الذى ننتظره.. ينبغى أن يسير فى خطين متوازيين، أولهما: خط ينطلق فيه من القرآن والسنة أولاً، وبشكل أساس، ثم مما يتناسب ومفاهيم العصر من كنوز التراث بعد ذلك، وليس المطلوب بطبيعة الحال خطاباً شمولياً لا تتعدد فيه الآراء ولا وجهات النظر. 

- الإرهابيون.. لا يمثلوننا..

- نرفض حرية الإساءة..

- ضد المساس بأى دين..

- صدرى متسع للحوار مع الجميع.. 

وثائق الأزهر..

أصدر الأزهر على مدار السنوات الماضية العديد من الوثائق التى تمثل مرجعية.. أرى أنها متقدمة وتتسق مع الإنسانية بشكل.. يستحق الاهتمام بها والتركيز عليها بعيداً عن فتاوى شيوخ الديجيتال وكهنته. وهى: 

- وثيقة التجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية.

- وثيقة الإخوة الإنسانية.

- إعلان الأزهر العالمى للسلام.

- إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك.

- وثيقة الأزهر لنصرة الإسلام.

- وثيقة الأزهر لنبذ العنف.

- وثيقة الأزهر للحريات.

- بيان الأزهر فى مواجهة التطرف والإرهاب.

- وثيقة مستقبل مصر.

- وثيقة دعم إرادة الشعوب.

 نقطة ومن أول السطر..

نحتاج إلى تجديد الفكر الدينى (المسيحى والإسلامى المصرى) وليس الخطاب الدينى.. فالخطاب الدينى آراء شخصية فى معظمه «الوعظ والإرشاد»، ويرتكز على فكر دينى «أفكار وتصورات» لاجتهادات لاهوتية وفقهية على مر السنوات. تجديد الفكر الدينى يمثل فهم الإنسان للدين، ورؤيته الشخصية. وليس المقصود بالقطع تجديد النص الدينى أو الكتب السماوية. والتجديد هنا غير معنى بشكل الخطاب وكلماته، بل بتعديل سيكولوجية الفكر الدينى ومضمونه ومحتواه بما لا يتعارض أو يمس النصوص بثوابتها الدينية والإيمانية، خاصة أن تراثنا الدينى يحتوى على بعض ما يخالف أصول الدين، ويخالف المنطق العقلى، فلا يمكن رفض النص الدينى منطقياً لأنه مرجع غير قابل للشك، وفى الوقت نفسه لا يمكن قبول تفسيراته كلياً لما فى بعضها من تجاوزات غير مقبولة دينياً أو فكرياً.. على غرار اقتران الهوية الدينية بالقتل من جيش الرب فى أوغندا وداعش فى ليبيا والعراق وسوريا.