الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شهيد  الإنسانية

شهيد الإنسانية

بداية أود أن أقدم تحية إعزاز وتقدير للجندى الأمريكى أرون بوشنيل، الذى أضرم النار فى نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن، احتجاجا على ما يحدث من إبادة جماعية للشعب الفلسطينى فى غزة، فى لفتة إنسانية غابت عن قيادته سواء فى مؤسسته العسكرية، مثلما غابت عن كبار الدائرة السياسية التى تحكم بلاده، فهذا الجندى لم يعد يستطيع أن يتحمل رؤية الحرق والدمار والجوع الذى تدعمه قادته، الذين لم يتوانوا ولو للحظة فى تقديم أسلحة الفتك والدمار، التى تستخدمها قوات دولة الكيان لقطع رؤوس الفلسطينيين الأبرياء، (أرون بوشنيل) أوجعه ضميره وإنسانيته، فى الوقت الذى غاب هذا الوجع والضمير عن رئيس بلاده وزمرته، فأغلق عينيه وتغافل عن مشاعره وهو يشاهد يوميا هذا الدمار وتلك الإبادة لشعب لمجرد أنه فكر فى المطالبة بحقه المسلوب فى أرضه، بالمناسبة (بوشنيل) بأقدامه على هذا الفعل ليس متطرفا كما روج البعض، ولكنه (وحسب وصف منظمة قدامى المحاربين من أجل السلام الأمريكية) لم يعد قادرا على المشاركة فى هذه الحرب القذرة، وتلك الإبادة الجماعية التى يقف خلفها النازيون الجدد من أبناء صهيون، خاصة بعد اكتشافه مشاركة بعض القوات الأمريكية وتورطها فى عمليات الإبادة على المدنيين الأبرياء فى قطاع غزة (طبقا لما صرح به لأحد أصدقائه المقربين، والذى بدوره صرح بهذه المعلومات لإحدى الصحف الأمريكية) بالمناسبة حديث الصديق مع الصحيفة يتناقض تماما مع ما يعلنه البيت الأبيض مرارًا وتكرارًا إنه لن يضع القوات الأمريكية على الأرض فى غزة، لكن القوات الأمريكية الخاصة فقط تقدم المشورة لقوات الاحتلال، ولكن لن يكون لها دور على الأرض فى غزة.



شهيد الإنسانية المعنى فى هذه السطور، سبق له أن أبدى امتعاضًا شديدًا عقب مقتل الشاب الأمريكى من أصل أفريقى جورج فلويد على يد الشرطة فى مينيابوليس عام 2020، حيث أخبر صديقا آخر له يدعى بيربونت أنه بدأ البحث فى تاريخ الولايات المتحدة وأراد اتخاذ موقف ضد جميع أعمال العنف التى تقرها الدولة، التى يتباكى قادتها ليل نهار على الديمقراطية وحقوق الإنسان المهدرة فى دول العالم الثالث فقط، ولم يجد مثل هؤلاء المسئولين غضاضة فيما ترتكبه دولة الكيان الحليفة فى حق الفلسطينيين، ولكن يبدو أنه لم يوفق فى منع جرائم العنف والإبادة التى تقرها قيادة بلده، فقرر أن يبدأ بحرق نفسه مرددا فلسطين حرة ست مرات، مناهضة منه لمثل هذه الجرائم والعنف والدمار الممنهج، المرضى عنه من قبل بعض القادة فى دول العالم الذين يدعون ويتمسحون فى الحرية وحماية حقوق الإنسان، ويتمسكون بديمقراطية زائفة لا تخدم سوى مصالحهم فقط.

حادثة بوشنيل، أطلقت دوامة من الاحتجاجات بين جنود أمريكيين سابقين مستهم قصة الجندى الأمريكى، فخرجوا ليعبروا عن غضبهم وتضامنهم معه عبر إحراق زيهم العسكرى فى شوارع الولايات المتحدة، الغريب أن دوامة الاحتجاجات التى تشهدها أغلب الولايات الأمريكية، وضعها اللوبى الصهيونى فى خانة (معاداة السامية) المطاط والذى من خلاله يتم ابتزاز أى دولة أو فرد تسول له نفسه الوقوف ضد مصالح هذا الكيان الهلامى، عديم الشرف والضمير والمبادئ، فى حين لجأ البعض إلى تقويل أرون ما لم يقله، كالادعاء بأنه غرد قبل مماته قائلا: «فلسطين ستكون حرة عندما يموت جميع اليهود»، وهو ما تبين لاحقًا أنه افتراء، من قبل هذا اللوبى الذى صور الأمر بأن أرون مصاب بمرض عقلى ونفسى ليضفوا شيئًا من الشك على السبب والنوايا وراء قيامه بهذا النوع من الاحتجاج، الذى كان يهدف لنشر الوعى فى المجتمع الأمريكى بخصوص مشاركة وتواطؤ الولايات المتحدة فى حرب الإبادة التى تتسارع وتيرتها على يد عصابة إجرامية نازية أصابها الغرض والمرض معا. وتجد دعما ومساندة من أمريكا التى تعد أكبر خطر على الإنسانية والسلم العالمى، على الأقل من وجهة نظرى المتواضعة.